map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

هذه حكايتي (50)|| محمد محمود: "هاجرت من مخيم اليرموك و11 بلداً وصولاً للسويد"

تاريخ النشر : 25-06-2018
هذه حكايتي (50)|| محمد محمود: "هاجرت من مخيم اليرموك و11 بلداً وصولاً للسويد"

مجموعة العمل – أثير المقدسي

حكايتنا مع شاب فلسطيني حاول تحقيق طموحه في جامعة دمشق، لكن القصف منعه من مواصلة المسيرة، فأجبر على الهجرة لدول عربية علّه يجد ملاذه، لكن حقوقه كإنسان وكونه فلسطيني من سورية لم يجدها، فقرر الهجرة لدول أوروبا وبعد جهد ومعاناة كبيرة تنقل بين أكثر من 9 دول براً وبحراً وجواً حتى وصل إلى السويد، والآن يحمل طموحاته للوصول للجامعة وعينه لم تغب عن مخيمه اليرموك وبلده فلسطين.

اللاجئ الفلسطيني "محمد محمود" ولد في مخيم اليرموك عام 1993 تعود أصوله لقرية طيرة حيفا في فلسطين، كان طالباً في جامعة دمشق قسم الفيزياء، هُجر من مخيمه إلى لبنان ثم عاد إلى سورية ومنها إلى مصر، وعاد إلى لبنان فسورية وتركيا واليونان ومقدونيا ثم صربيا وكرواتيا وهنغاريا والنمسا فألمانيا مروراً بالدنمارك وأخيراً إلى السويد.

القصف والنزوح

يقول اللاجئ الفلسطيني محمد: "مع بداية أحداث الحرب في سورية وما تعرضت له المناطق المجاورة  لمخيم اليرموك، انطلقت مع بعض الأصدقاء نحاول المساهمة في انقاذ أرواح المدنيين من خلال العمل الطبي وتأمين الدواء للمشافي الميدانية.

وساهمنا أيضاً في توزيع الطعام على نازحي المناطق المجاورة في مخيم اليرموك، وسعينا بين المدارس والحدائق العامة نبحث عن النازحين، ونحاول تأمين الطعام وما يحتاجونه من مواد أساسية تعينهم على النزوح.

خلال ذلك بدأ الشاب محمد يدرس في الجامعة إلى أن بدأ استهداف مخيم اليرموك، حينها لم يستطع الخروج والدخول إلى المخيم، ولم يستطع ترك عائلته لوحدها، فاضطّر لإيقاف دراسته في الجامعة، بعد أن حلم أن يكون طالباً جامعياً متفوقاً.

وتوالى القصف على المخيم بقذائف الهاون واستشهد عدد من أبناء المخيم، إلى أن شنّت طائرات الميغ غاراتها على مسجد عبد القادر الحسيني في 16-12-2012 حيث كان يضم مئات النازحين وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وجريح.

وفي صباح اليوم التالي خرج مع آلاف الأهالي من مخيم اليرموك خوفاً من القصف وهنا بدأت نكبته الثانية.

الهجرة

يضيف محمد نزحت مع عائلتي من مخيم اليرموك إلى منطقة الضاحية في قدسيا بريف دمشق لكن لم يعد شيء كما كان، وعدنا للمخيم لمدة 15 يوماً فلم نستطع تحمل الوضع الجديد والقصف، وخاصة مع وجود أخوتي الصغار فقررنا الهجرة، ثم خرجنا مرة أخرى بعد أيام إلى منطقة الزاهرة ومنها إلى لبنان.

لبنان

يردف الشاب الجامعي قائلاً دخلنا لبنان وتوجهنا إلى مخيم عين الحلوة وبقينا فيه 3 أشهر، وفي بيت مكون من 3 غرف ضم أربع عائلات ما يقارب 19 شخصاً، ويتساءل لماذا؟ ويجيب: ثلاث عائلات فلسطينية كانت تنام في شارع المخيم، إلى أن استطعت عن طريق صديق لي تأمين منزل، ودعَونا العائلات الثلاثة إلى المنزل حتى يستطيعوا تأمين منازل للإيجار، وبعد شهرين ونصف وجدت العائلات منازل أخرى، لم يكن الوضع سهلاً الغرف صغيرة والمرور إلى حمام المنزل يمر من فوق النائمين، الأطفال والنساء كانوا في وضع يرثى له.

ثم حاولنا الهجرة إلى مصر لكن لم توافق السلطات المصرية فاضطررنا العودة إلى سورية وبعد أسبوعين حجزنا إلى مصر وغادرنا مطار دمشق.

محطة مصر

يضيف محمد في مصر نزلنا بمطار القاهرة ومنها إلى منطقة حدودية مع ليبيا على أمل الدخول بشكل غير نظامي إلى ليبيا للوصول منها إلى أوروبا عبر قوارب البحر.

بقينا في مدينة مرسي مطروح ستة أشهر دون جديد يذكر ومنها غادرنا إلى مدينة 6 أكتوبر وبقينا فيها ثلاثة أشهر، خلال هذه المرحلة كان والدي في سفر عمل، لكن لم يستطع دخول مصر فاضطررنا المغادرة والعودة إلى لبنان، وفيها اجتمعت عائلتنا.

العودة إلى لبنان

بقيت عائلتي ما يقارب عام ونصف في مدينة صيدا جنوب لبنان، استأجرنا خلالها منزلاً بـ 550 دولار أمريكي، فلم يكن لدينا خيار غير ذلك، كان مصروف العائلة مع إيجار المنزل قرابة 1200 دولار، كان الحمل ثقيلاً فقد عملت في سوبرماركت من السابعة صباحاً إلى الرابعة مساء ومقابل ذلك كان الراتب 450 دولار.

وبعد معاناة كبيرة في هذه البلد بين وضع قانوني سيء واقتصادي أسوأ، سجنت لمدة يومين بسبب عدم وجود إقامة معي، وبعد وساطة صاحب العمل تم إخراجي من السجن.

وبين تلك المعاناة أخذت عائلتي من سفارة السويد في لبنان فيزا السفر، لأن أخي هاجر إلى السويد قاصراً، بعد وصوله إلى أوروبا عبر قوارب الموت من مصر، ولكن لم تتم الموافقة عليّ كون عمري تجاوز 18 عاماً.

بقيت أعمل لمدة عام كامل حاولت الهجرة إلى السودان لكن قبض علي في مطار الحريري بتهمة تزوير الفيزا، ثم اتفقت مع أحد أقربائي على الهجرة من سورية إلى تركيا بشكل غير نظامي، وفعلاً عدت إلى سورية ومنها إلى تركيا.

سورية والهروب إلى تركيا

دفعت لأحد المهربين ألف دولار من الشام إلى تركيا، حاولت العبور أول مرة وقبضت علينا الجندرمة التركية وتم ضربي بالأيدي وأعادونا إلى الأراضي السورية، ثم أعدنا الكرّة وقبض علينا وضربنا مرة أخرى بشكل شديد وتمت إعادتنا، وفي الثالثة دخلنا الأراضي التركية، ومن إحدى القرى الحدودية توجهنا إلى مدينة أنطاكيا ثم إلى إسطنبول.

قوارب الموت

بعد إقامتنا في مدينة اسطنبول لثلاثة أسابيع ذهبنا إلى مدينة بورصة، ومن منطقة قريبة منها ركبنا قوارب الموت وتوجهت بنا إلى إحدى الجزر اليونانية، وبعد 45 دقيقة وصلنا الجزر اليونانية بعد لحظات الخوف والقلق الشديد، حيث كنا على متن القارب ما يقارب 66 مهاجراً نصفهم من مخيم اليرموك، ولولا دعاء النساء والأطفال لكنا أموات في قاع البحر بسبب عطل حصل معنا في وسط البحر، إذ أخذ القارب يدور بنا في مكانه، وفقدنا السيطرة عليه إلى أن توقف المحرك ومن ثم انطلقنا من جديد.

دول المرور الأوروبي

ووصلنا جزيرة صغيرة ومنها إلى جزيرة كيوس، التي مكثنا فيها أربعة أيام وفصلت العائلات عن الشباب العازبين، وتم إعطاؤنا ما يسمى الخارطية، ومنها توجهنا إلى أثينا التي جلسنا فيها ثلاثة أيام، فخرجنا إلى منطقة حدودية مع مقدونيا.

ومن الحدود اليونانية المقدونية مشينا لثلاث ساعات إلى الأراضي الصربية، ومنها مشينا لإحدى محطات القطار وتوجهنا بالقطار إلى العاصمة الصربية بلغراد، ومنها إلى الحدود الصربية الهنغارية ووجدنا البوابة الهنغارية مغلقة، وباتت العائلات والشباب ومعنا مئات الأطفال في الشوارع لمدة أربعة أيام.

حاولنا عبور البوابة لكن الجيش الهنغاري أطلق علينا قنابل غازية وتم ضرب المهاجرين بالهراوات، ثم جاءت إحدى المنظمات الإغاثية وأحضرت حافلات وتم نقلنا إلى داخل الأراضي الكرواتية، وجلسنا في خيام لمدة 36 ساعة، ومن ثم نقلتنا حافلات أخرى إلى الحدود النمساوية الهنغارية عبر بوابة هنغارية أخرى، ومشينا لمدة أربع ساعات ووصلنا إلى ملعب كان يضم أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر، وبقينا لمدة 12 ساعة فيه، ومن محطة قطار قريبة غادرنا إلى العاصمة النمساوية فيينا.

الوصول إلى دول اللجوء الأوربية

يقول محمد: "في فيينا استقبلنا أحد الأصدقاء وبقينا عنده لمدة ثلاثة أيام، وبعدها أخذنا قطار نحو مدينة فرانكفورت الألمانية، وبقينا ثلاثة أيام ومنها عبر حافلات النقل إلى مدينة هامبورغ ثم إلى مدينة مالمو السويدية، ومنها إلى ستوكهولم بالقطار حيث كانت العائلة بانتظاري".

أمل وعودة

يستطرد محمد أنا الآن في ستوكهولم أعيش مع عائلتي المكونة من 6 أفراد مع والدي ووالدتي، وأنهيت مرحلة اللغة، وانتظر موافقة الجامعة لإكمال دراستي في هندسة المعلومات.

في نهاية حكايته يشدد محمد على أن لدى اللاجئ الفلسطيني السوري في بلاد الغربة فرصة جيدة للتحصيل العلمي والدراسي، ولا ينبغي أن يؤثر علينا ما حلّ بالمخيمات الفلسطينية في سورية ومخيمي اليرموك، بل يجب أن يزيدنا إصراراً على مواصلة مسيرة العلم لتحقيق طموحاتنا لإعمار مخيم اليرموك والعودة إلى وطننا فلسطين وقرية أجدادي طيرة حيفا.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/10069

مجموعة العمل – أثير المقدسي

حكايتنا مع شاب فلسطيني حاول تحقيق طموحه في جامعة دمشق، لكن القصف منعه من مواصلة المسيرة، فأجبر على الهجرة لدول عربية علّه يجد ملاذه، لكن حقوقه كإنسان وكونه فلسطيني من سورية لم يجدها، فقرر الهجرة لدول أوروبا وبعد جهد ومعاناة كبيرة تنقل بين أكثر من 9 دول براً وبحراً وجواً حتى وصل إلى السويد، والآن يحمل طموحاته للوصول للجامعة وعينه لم تغب عن مخيمه اليرموك وبلده فلسطين.

اللاجئ الفلسطيني "محمد محمود" ولد في مخيم اليرموك عام 1993 تعود أصوله لقرية طيرة حيفا في فلسطين، كان طالباً في جامعة دمشق قسم الفيزياء، هُجر من مخيمه إلى لبنان ثم عاد إلى سورية ومنها إلى مصر، وعاد إلى لبنان فسورية وتركيا واليونان ومقدونيا ثم صربيا وكرواتيا وهنغاريا والنمسا فألمانيا مروراً بالدنمارك وأخيراً إلى السويد.

القصف والنزوح

يقول اللاجئ الفلسطيني محمد: "مع بداية أحداث الحرب في سورية وما تعرضت له المناطق المجاورة  لمخيم اليرموك، انطلقت مع بعض الأصدقاء نحاول المساهمة في انقاذ أرواح المدنيين من خلال العمل الطبي وتأمين الدواء للمشافي الميدانية.

وساهمنا أيضاً في توزيع الطعام على نازحي المناطق المجاورة في مخيم اليرموك، وسعينا بين المدارس والحدائق العامة نبحث عن النازحين، ونحاول تأمين الطعام وما يحتاجونه من مواد أساسية تعينهم على النزوح.

خلال ذلك بدأ الشاب محمد يدرس في الجامعة إلى أن بدأ استهداف مخيم اليرموك، حينها لم يستطع الخروج والدخول إلى المخيم، ولم يستطع ترك عائلته لوحدها، فاضطّر لإيقاف دراسته في الجامعة، بعد أن حلم أن يكون طالباً جامعياً متفوقاً.

وتوالى القصف على المخيم بقذائف الهاون واستشهد عدد من أبناء المخيم، إلى أن شنّت طائرات الميغ غاراتها على مسجد عبد القادر الحسيني في 16-12-2012 حيث كان يضم مئات النازحين وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وجريح.

وفي صباح اليوم التالي خرج مع آلاف الأهالي من مخيم اليرموك خوفاً من القصف وهنا بدأت نكبته الثانية.

الهجرة

يضيف محمد نزحت مع عائلتي من مخيم اليرموك إلى منطقة الضاحية في قدسيا بريف دمشق لكن لم يعد شيء كما كان، وعدنا للمخيم لمدة 15 يوماً فلم نستطع تحمل الوضع الجديد والقصف، وخاصة مع وجود أخوتي الصغار فقررنا الهجرة، ثم خرجنا مرة أخرى بعد أيام إلى منطقة الزاهرة ومنها إلى لبنان.

لبنان

يردف الشاب الجامعي قائلاً دخلنا لبنان وتوجهنا إلى مخيم عين الحلوة وبقينا فيه 3 أشهر، وفي بيت مكون من 3 غرف ضم أربع عائلات ما يقارب 19 شخصاً، ويتساءل لماذا؟ ويجيب: ثلاث عائلات فلسطينية كانت تنام في شارع المخيم، إلى أن استطعت عن طريق صديق لي تأمين منزل، ودعَونا العائلات الثلاثة إلى المنزل حتى يستطيعوا تأمين منازل للإيجار، وبعد شهرين ونصف وجدت العائلات منازل أخرى، لم يكن الوضع سهلاً الغرف صغيرة والمرور إلى حمام المنزل يمر من فوق النائمين، الأطفال والنساء كانوا في وضع يرثى له.

ثم حاولنا الهجرة إلى مصر لكن لم توافق السلطات المصرية فاضطررنا العودة إلى سورية وبعد أسبوعين حجزنا إلى مصر وغادرنا مطار دمشق.

محطة مصر

يضيف محمد في مصر نزلنا بمطار القاهرة ومنها إلى منطقة حدودية مع ليبيا على أمل الدخول بشكل غير نظامي إلى ليبيا للوصول منها إلى أوروبا عبر قوارب البحر.

بقينا في مدينة مرسي مطروح ستة أشهر دون جديد يذكر ومنها غادرنا إلى مدينة 6 أكتوبر وبقينا فيها ثلاثة أشهر، خلال هذه المرحلة كان والدي في سفر عمل، لكن لم يستطع دخول مصر فاضطررنا المغادرة والعودة إلى لبنان، وفيها اجتمعت عائلتنا.

العودة إلى لبنان

بقيت عائلتي ما يقارب عام ونصف في مدينة صيدا جنوب لبنان، استأجرنا خلالها منزلاً بـ 550 دولار أمريكي، فلم يكن لدينا خيار غير ذلك، كان مصروف العائلة مع إيجار المنزل قرابة 1200 دولار، كان الحمل ثقيلاً فقد عملت في سوبرماركت من السابعة صباحاً إلى الرابعة مساء ومقابل ذلك كان الراتب 450 دولار.

وبعد معاناة كبيرة في هذه البلد بين وضع قانوني سيء واقتصادي أسوأ، سجنت لمدة يومين بسبب عدم وجود إقامة معي، وبعد وساطة صاحب العمل تم إخراجي من السجن.

وبين تلك المعاناة أخذت عائلتي من سفارة السويد في لبنان فيزا السفر، لأن أخي هاجر إلى السويد قاصراً، بعد وصوله إلى أوروبا عبر قوارب الموت من مصر، ولكن لم تتم الموافقة عليّ كون عمري تجاوز 18 عاماً.

بقيت أعمل لمدة عام كامل حاولت الهجرة إلى السودان لكن قبض علي في مطار الحريري بتهمة تزوير الفيزا، ثم اتفقت مع أحد أقربائي على الهجرة من سورية إلى تركيا بشكل غير نظامي، وفعلاً عدت إلى سورية ومنها إلى تركيا.

سورية والهروب إلى تركيا

دفعت لأحد المهربين ألف دولار من الشام إلى تركيا، حاولت العبور أول مرة وقبضت علينا الجندرمة التركية وتم ضربي بالأيدي وأعادونا إلى الأراضي السورية، ثم أعدنا الكرّة وقبض علينا وضربنا مرة أخرى بشكل شديد وتمت إعادتنا، وفي الثالثة دخلنا الأراضي التركية، ومن إحدى القرى الحدودية توجهنا إلى مدينة أنطاكيا ثم إلى إسطنبول.

قوارب الموت

بعد إقامتنا في مدينة اسطنبول لثلاثة أسابيع ذهبنا إلى مدينة بورصة، ومن منطقة قريبة منها ركبنا قوارب الموت وتوجهت بنا إلى إحدى الجزر اليونانية، وبعد 45 دقيقة وصلنا الجزر اليونانية بعد لحظات الخوف والقلق الشديد، حيث كنا على متن القارب ما يقارب 66 مهاجراً نصفهم من مخيم اليرموك، ولولا دعاء النساء والأطفال لكنا أموات في قاع البحر بسبب عطل حصل معنا في وسط البحر، إذ أخذ القارب يدور بنا في مكانه، وفقدنا السيطرة عليه إلى أن توقف المحرك ومن ثم انطلقنا من جديد.

دول المرور الأوروبي

ووصلنا جزيرة صغيرة ومنها إلى جزيرة كيوس، التي مكثنا فيها أربعة أيام وفصلت العائلات عن الشباب العازبين، وتم إعطاؤنا ما يسمى الخارطية، ومنها توجهنا إلى أثينا التي جلسنا فيها ثلاثة أيام، فخرجنا إلى منطقة حدودية مع مقدونيا.

ومن الحدود اليونانية المقدونية مشينا لثلاث ساعات إلى الأراضي الصربية، ومنها مشينا لإحدى محطات القطار وتوجهنا بالقطار إلى العاصمة الصربية بلغراد، ومنها إلى الحدود الصربية الهنغارية ووجدنا البوابة الهنغارية مغلقة، وباتت العائلات والشباب ومعنا مئات الأطفال في الشوارع لمدة أربعة أيام.

حاولنا عبور البوابة لكن الجيش الهنغاري أطلق علينا قنابل غازية وتم ضرب المهاجرين بالهراوات، ثم جاءت إحدى المنظمات الإغاثية وأحضرت حافلات وتم نقلنا إلى داخل الأراضي الكرواتية، وجلسنا في خيام لمدة 36 ساعة، ومن ثم نقلتنا حافلات أخرى إلى الحدود النمساوية الهنغارية عبر بوابة هنغارية أخرى، ومشينا لمدة أربع ساعات ووصلنا إلى ملعب كان يضم أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر، وبقينا لمدة 12 ساعة فيه، ومن محطة قطار قريبة غادرنا إلى العاصمة النمساوية فيينا.

الوصول إلى دول اللجوء الأوربية

يقول محمد: "في فيينا استقبلنا أحد الأصدقاء وبقينا عنده لمدة ثلاثة أيام، وبعدها أخذنا قطار نحو مدينة فرانكفورت الألمانية، وبقينا ثلاثة أيام ومنها عبر حافلات النقل إلى مدينة هامبورغ ثم إلى مدينة مالمو السويدية، ومنها إلى ستوكهولم بالقطار حيث كانت العائلة بانتظاري".

أمل وعودة

يستطرد محمد أنا الآن في ستوكهولم أعيش مع عائلتي المكونة من 6 أفراد مع والدي ووالدتي، وأنهيت مرحلة اللغة، وانتظر موافقة الجامعة لإكمال دراستي في هندسة المعلومات.

في نهاية حكايته يشدد محمد على أن لدى اللاجئ الفلسطيني السوري في بلاد الغربة فرصة جيدة للتحصيل العلمي والدراسي، ولا ينبغي أن يؤثر علينا ما حلّ بالمخيمات الفلسطينية في سورية ومخيمي اليرموك، بل يجب أن يزيدنا إصراراً على مواصلة مسيرة العلم لتحقيق طموحاتنا لإعمار مخيم اليرموك والعودة إلى وطننا فلسطين وقرية أجدادي طيرة حيفا.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/10069