map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

هذه حكايتي (7)|| عمار: هكذا هربت من سجن صيدنايا وهذه معاناتي الآن

تاريخ النشر : 24-12-2018
هذه حكايتي (7)|| عمار: هكذا هربت من سجن صيدنايا وهذه معاناتي الآن

مجموعة العمل – اسطنبول

"هربت من الموت المحقق في سجن صيدنايا لأعيش كالأموات في هذه البلاد" بهذه الكلمات لخص عمار ابن الـ 48 عاماً قصة معاناته وعائلته خلال الحرب في سورية.

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية وضمن سعيها لتوثيق معاناة اللاجئين الفلسطينيين السوريين التقت بعمار ووثقت حكايته ضمن مبادرتها التي حملت عنوان "هذه حكايتي" والتي توثق المجموعة من خلالها قصص اللاجئين الفلسطينيين خلال الحرب السورية.

عمار هو لاجئ فلسطيني سوري أصوله من قرية الطنطورة بمدينة حيفا في فلسطين، أمضى حياته متنقلاً بين مخيم الرمل في اللاذقية واليرموك في دمشق، أب لثلاثة أبناء مصاب حالياً بمرضي الضغط والسكري.

يقول عمار متحدثاً عن حياته قبل الثورة في سورية "كنا نعيش أياماً هادئة مثلنا مثل الشعب السوري، كان وضعنا مريح لنا ذات الحقوق مع الشعب السوري، درست في مدارس الأونروا، وبعدها عملت في الأعمال الحرة، وعشت في مخيم الرمل إلى أن أديت الخدمة العسكرية حيث انتقلت بعدها للعيش في مخيم اليرموك لأتزوج هناك وأرزق بثلاثة أطفال، عملت حينها كمتعهد للبناء وكان عملي جيد نوعاً ما، إلى أن بدأت الثورة السورية، وبدأ معها الاستقطاب غير المسبوق في المجتمع السوري، ومن سوء حظي أني كنت أعمل على مشروع مع أحد الجهات المحسوبة على الدولة، حيث طلبوا مني حينها أن أحمل السلاح في المخيم لصالحهم لكني رفضت الأمر الذي لم يمر مرور الكرام، فقد تم مصادرة سيارتي عنوة وبعدها تم حرماني من الحصول على أجري لقاء تنفيذ أحد المشاريع التي كنت قد تعهدتها".

ويضيف عمار: "في ذات الوقت ارتفعت حدة استهداف مخيم اليرموك، وتحديداً في الشهر السادس من عام 2012 تعرض المخيم للقصف وكان من ضمن البيوت التي تعرضت للقصف منزلي وسيارتي، خرجنا حينها من مخيم اليرموك دون أن نحمل أي من أغراضنا أو ممتلكاتنا، وعدت بعدها إلى مخيم الرمل في اللاذقية، وما هي إلا أيام حتى تم اعتقالي بتهم ما أنزل الله بها من سلطان (تسليح المجموعات الإرهابية في الحجر الأسود، التحريض على ثورة الثامن من آذار، إثارة النعرات الطائفية،..).

وعن مرحلة الاعتقال في سجن "صيدنايا" يقول عمار: "تعرضت خلال اعتقالي لجميع أنواع التعذيب والترهيب المعنوي والجسدي التي ممكن أن تخطر على بال بشر، فقد كنت في سجن صيدنايا سيء الصيت، من مسبات وإهانات إلى شتم الذات الإلهية وضرب حتى الإغماء، وتنفيذ حملات الإعدام الجماعي أمام أعيننا، فقد كانوا كل فترة ما بين عشرين يوم إلى شهر يأخذون شباب من السجن ليتم إعدامهم".

-           بعد حوالي العام والنصف من الاعتقال نودي على أسمي، لم أكن أعلم أنه للتحقيق أو الإعدام، ودعت من معي في الزنزانة، وجهزت نفسي للقاء ربي، خلال الطريق بدأ شريط ذكرياتي يظهر ببطء أمام عيني، طبعاً كانت عيناي مغطاتين بقطعة قماش، ويداي مربوطتان بشريطة بلاستكية.

-           وصلت عند المحقق وسألني المحقق حينها وهو يردد المسبات القذرة، هل تعلم إلى أين ستذهب؟!، صمت قليلاً فقلت له لا أعلم إلى أين؟ وضعني المحقق في صندوق سيارته وبقينا نسير حوالي الساعتين إلى أن توقفت السيارة وأخرجني الضابط وتركني!

-           لم أكن أعلم حينها أن اتفاقاً قد تم بين أحد إخوتي وأحد الضباط في السجن، الذي وافق على إخراجي من السجن إلى مناطق المعارضة، تحت حجة أني توفيت وتم دفني، مقابل مبلغ مادي كبير جداً.

-           وبالفعل هذا ما حصل وصلت إلى مناطق المعارضة وكانت اسرتي هناك، كان ذلك أشبه بالحلم، شعرت حينها أني ولدت من جديد.

وعن استكماله لطريقه نحو تركيا يقول عمار:

"لم يكن الوصول إلى تركيا سهلاً، فقد تكبدنا العديد من المصاعب والخسارات المادية، فقد حاولنا كثيراً أكثر من خمس محاولات جميعها باءت بالفشل، إلى أن تمكنا أخيراً من الوصول إلى تركيا بعد أن مشينا ليومين متتالين عبر الغابات على أقدامنا أنا وعائلتي".

-           وصلنا إلى تركيا ولم يبقى معنا أي مبلغ مادي كانت حالتنا يرثى لها، فقد أمضينا عدت أيام في البرد، نفترش أرض إحدى الحدائق بمدينة إسطنبول، تحت المطر، لم يكن لدينا حتى ثمن طعام، فقد كنت أبحث بين القمامة حتى أجد ما يسد رمق أطفالي وبقينا على هذا الحال عدة أيام فلم أجد عملاً بسبب عدم حملي لأي أوراق ثبوتية، واستمر الوضع بالتدهور إلى أن تعرفت على إحدى الجمعيات التي ساعدتني بتأمين سكن متواضع جداً جداً لي ولعائلتي.

-           حالياً أعمل وابني بجمع الكراتين والعلب البلاستيكية وأبيعها وزوجتي تعمل في معمل للخياطة بأجرة زهيدة جداً لكن هذا حالنا نعمل من أجل تأمين إيجار المنزل وثمن طعامنا، حقيقة ما يؤلمني هو عدم تمكن أبنائي من متابعة دراستهم لأنهم لا يمتلكون أوراق ثبوتية، وأنا أيضاً لا أملك أوراق ثبوتية لأنها بقية في السجن، أشعر أني أموت ببطء أنا وعائلتي، فنحن بالكاد نعيش".

وختم عمار لقاءنا بدعوة وجهها إلى كل الحكومات العربية والإسلامية بالعمل على وقف القتال وإراقة الدماء في سورية، والتوجه إلى الله بأن يجد أطفاله فرصة كي يعودوا إلى مدارسهم وألا يضيع عمرهم أمام عينه.

"عمار" هو اسم مستعار وقد تم إغفال بعض التفاصيل والتواريخ حفاظاً على سلامة صاحب الحكاية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/10997

مجموعة العمل – اسطنبول

"هربت من الموت المحقق في سجن صيدنايا لأعيش كالأموات في هذه البلاد" بهذه الكلمات لخص عمار ابن الـ 48 عاماً قصة معاناته وعائلته خلال الحرب في سورية.

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية وضمن سعيها لتوثيق معاناة اللاجئين الفلسطينيين السوريين التقت بعمار ووثقت حكايته ضمن مبادرتها التي حملت عنوان "هذه حكايتي" والتي توثق المجموعة من خلالها قصص اللاجئين الفلسطينيين خلال الحرب السورية.

عمار هو لاجئ فلسطيني سوري أصوله من قرية الطنطورة بمدينة حيفا في فلسطين، أمضى حياته متنقلاً بين مخيم الرمل في اللاذقية واليرموك في دمشق، أب لثلاثة أبناء مصاب حالياً بمرضي الضغط والسكري.

يقول عمار متحدثاً عن حياته قبل الثورة في سورية "كنا نعيش أياماً هادئة مثلنا مثل الشعب السوري، كان وضعنا مريح لنا ذات الحقوق مع الشعب السوري، درست في مدارس الأونروا، وبعدها عملت في الأعمال الحرة، وعشت في مخيم الرمل إلى أن أديت الخدمة العسكرية حيث انتقلت بعدها للعيش في مخيم اليرموك لأتزوج هناك وأرزق بثلاثة أطفال، عملت حينها كمتعهد للبناء وكان عملي جيد نوعاً ما، إلى أن بدأت الثورة السورية، وبدأ معها الاستقطاب غير المسبوق في المجتمع السوري، ومن سوء حظي أني كنت أعمل على مشروع مع أحد الجهات المحسوبة على الدولة، حيث طلبوا مني حينها أن أحمل السلاح في المخيم لصالحهم لكني رفضت الأمر الذي لم يمر مرور الكرام، فقد تم مصادرة سيارتي عنوة وبعدها تم حرماني من الحصول على أجري لقاء تنفيذ أحد المشاريع التي كنت قد تعهدتها".

ويضيف عمار: "في ذات الوقت ارتفعت حدة استهداف مخيم اليرموك، وتحديداً في الشهر السادس من عام 2012 تعرض المخيم للقصف وكان من ضمن البيوت التي تعرضت للقصف منزلي وسيارتي، خرجنا حينها من مخيم اليرموك دون أن نحمل أي من أغراضنا أو ممتلكاتنا، وعدت بعدها إلى مخيم الرمل في اللاذقية، وما هي إلا أيام حتى تم اعتقالي بتهم ما أنزل الله بها من سلطان (تسليح المجموعات الإرهابية في الحجر الأسود، التحريض على ثورة الثامن من آذار، إثارة النعرات الطائفية،..).

وعن مرحلة الاعتقال في سجن "صيدنايا" يقول عمار: "تعرضت خلال اعتقالي لجميع أنواع التعذيب والترهيب المعنوي والجسدي التي ممكن أن تخطر على بال بشر، فقد كنت في سجن صيدنايا سيء الصيت، من مسبات وإهانات إلى شتم الذات الإلهية وضرب حتى الإغماء، وتنفيذ حملات الإعدام الجماعي أمام أعيننا، فقد كانوا كل فترة ما بين عشرين يوم إلى شهر يأخذون شباب من السجن ليتم إعدامهم".

-           بعد حوالي العام والنصف من الاعتقال نودي على أسمي، لم أكن أعلم أنه للتحقيق أو الإعدام، ودعت من معي في الزنزانة، وجهزت نفسي للقاء ربي، خلال الطريق بدأ شريط ذكرياتي يظهر ببطء أمام عيني، طبعاً كانت عيناي مغطاتين بقطعة قماش، ويداي مربوطتان بشريطة بلاستكية.

-           وصلت عند المحقق وسألني المحقق حينها وهو يردد المسبات القذرة، هل تعلم إلى أين ستذهب؟!، صمت قليلاً فقلت له لا أعلم إلى أين؟ وضعني المحقق في صندوق سيارته وبقينا نسير حوالي الساعتين إلى أن توقفت السيارة وأخرجني الضابط وتركني!

-           لم أكن أعلم حينها أن اتفاقاً قد تم بين أحد إخوتي وأحد الضباط في السجن، الذي وافق على إخراجي من السجن إلى مناطق المعارضة، تحت حجة أني توفيت وتم دفني، مقابل مبلغ مادي كبير جداً.

-           وبالفعل هذا ما حصل وصلت إلى مناطق المعارضة وكانت اسرتي هناك، كان ذلك أشبه بالحلم، شعرت حينها أني ولدت من جديد.

وعن استكماله لطريقه نحو تركيا يقول عمار:

"لم يكن الوصول إلى تركيا سهلاً، فقد تكبدنا العديد من المصاعب والخسارات المادية، فقد حاولنا كثيراً أكثر من خمس محاولات جميعها باءت بالفشل، إلى أن تمكنا أخيراً من الوصول إلى تركيا بعد أن مشينا ليومين متتالين عبر الغابات على أقدامنا أنا وعائلتي".

-           وصلنا إلى تركيا ولم يبقى معنا أي مبلغ مادي كانت حالتنا يرثى لها، فقد أمضينا عدت أيام في البرد، نفترش أرض إحدى الحدائق بمدينة إسطنبول، تحت المطر، لم يكن لدينا حتى ثمن طعام، فقد كنت أبحث بين القمامة حتى أجد ما يسد رمق أطفالي وبقينا على هذا الحال عدة أيام فلم أجد عملاً بسبب عدم حملي لأي أوراق ثبوتية، واستمر الوضع بالتدهور إلى أن تعرفت على إحدى الجمعيات التي ساعدتني بتأمين سكن متواضع جداً جداً لي ولعائلتي.

-           حالياً أعمل وابني بجمع الكراتين والعلب البلاستيكية وأبيعها وزوجتي تعمل في معمل للخياطة بأجرة زهيدة جداً لكن هذا حالنا نعمل من أجل تأمين إيجار المنزل وثمن طعامنا، حقيقة ما يؤلمني هو عدم تمكن أبنائي من متابعة دراستهم لأنهم لا يمتلكون أوراق ثبوتية، وأنا أيضاً لا أملك أوراق ثبوتية لأنها بقية في السجن، أشعر أني أموت ببطء أنا وعائلتي، فنحن بالكاد نعيش".

وختم عمار لقاءنا بدعوة وجهها إلى كل الحكومات العربية والإسلامية بالعمل على وقف القتال وإراقة الدماء في سورية، والتوجه إلى الله بأن يجد أطفاله فرصة كي يعودوا إلى مدارسهم وألا يضيع عمرهم أمام عينه.

"عمار" هو اسم مستعار وقد تم إغفال بعض التفاصيل والتواريخ حفاظاً على سلامة صاحب الحكاية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/10997