map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مجموعة العمل ترصد الواقع التعليمي في مخيم درعا جنوب سورية

تاريخ النشر : 28-05-2019
مجموعة العمل ترصد الواقع التعليمي في مخيم درعا جنوب سورية

مجموعة العمل – مخيم درعا

رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية واقع التعليم في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سورية، متطرقة للحديث عن وضع قطاع التعليم قبل وبعد اندلاع الصراع في سورية، منوهة أن الحرب حرمت عدداً كبيراً من أبناء المخيم من حق التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، نتيجة استخدام المدارس  كمراكز إيواء أو مشافٍ ميدانية أو مراكز احتجاز، ومنها ما تعرّض للاستهداف بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

وكانت مجموعة من العمل من أجل فلسطينيي سورية ذكرت أن جميع مدارس مخيم درعا قد دمرت بالكامل ناهيك عن الاعتقال الذي طال عدد من المدرسين الفلسطينيين، ووفقاً لتقديرات غير رسمية فأن حوالي (70)% من مباني وأحياء مخيم درعا قد دمرت، مطالبة المنظمات الدولية ووكالة الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية العمل على توفير الحماية للمدنيين في مخيم درعا، وانقاذ الواقع التعليمي فيه والضغط على الدول الداعمة لتلبية الحاجات التعليمية للمخيم من حيث ترميم وإعادة بناء المدارس المدمرة جراء القصف المكثف عليها.

الواقع التعليمي قبل اندلاع الصراع

يوجد في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين الذي يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 6 مدارس تعمل بنظام الفترتين للذكور والإناث، وقد سميت بأسماء قرى ومدن في فلسطين المحتلة مثل: مدرسة عين كارم للإناث (من صف السابع حتى صف الثامن)، مدرسة طبريا الإعدادية للذكور، مدرسة كفركنا للذكور، مدرسة الصفصاف للذكور ، مدرسة كفر لام للإناث (من صف الرابع حتى الصف السادس)، ومدرسة طيطبا للإناث (من صف الأول حتى صف الثالث).  فيما لا توجد ثانوية، وينتقل الطلاب إلى ثانويات مدينة درعا لإكمال دراستهم.

هذا وبلغ عدد الطلاب في جميع  مدارس المخيم قبل الأزمة السورية في كل فترة دوام حوالي 3500-4000 طالب وطالبة، حيث قسم الدوام فيها إلى فترتين الفترة الصباحية (من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر ظهراً)، أما الفترة المسائية (من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً).

فيما امتاز طلاب المخيّم بتفوقهم وذكائهم، وقد ساهمت مدارس الأونروا وكادرها التعليمي بتخريج  العديد من الأطباء والمهندسين والأساتذة والمحامين والمعلمين.

التعليم زمن الحرب والحصار

مع بداية الصراع الدائر في سورية ودخول مخيم درعا في أتون تلك الحرب دمر النظام التعليمي في المخيم، حيث تعرضت كافة مدارس وكالة الأونروا للقصف بالطيران والمدفعية، ما جعل الأهالي يمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً على حياتهم، خاصة بعد أن قامت وكالة الغوث بسحب كافة موظفيها وعمالها إلى خارج أحياء المخيم، ونقل كادرها التعليمي وكافة أثاث المدارس التابعة لها ومستلزماتها إلى مدارس تابعة للنظام السوري لمتابعة تدريس أبناء المخيم، من جانبه اشترط النظام السوري على وكالة الأونروا تغطية كافة نفقات المدارس ودفع الاجار له، مقابل قبول أبناء المخيم في مدارسه النظامية.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أعلنت على موقعها الإلكتروني أن نسبة كبيرة من الطلاب الفلسطينيين في سورية اضطروا إلى ترك مدارسهم، بسبب تزايد مستويات الفقر والبطالة، وعدم القدرة على توفير الطعام، والصعوبة في إيجاد مكان بديل للسكن.

مع تسارع الأحداث ودخول مخيم درعا على خط الأزمة السورية وتعرضه للقصف الجوي والخروج الكبير لسكانه ودخول عناصر المعارضة السورية المسلحة وفرض حصار قاسٍ عليه، أصبحت المدارس والعملية التعليمية داخل المخيم في مهبّ الرياح.

لكن رغم الحصار والقصف وما تعرضت له مدارس المخيم من دمار إلا أن إرادة الحياة والتعلم لدى أبناء مخيم درعا كانت حاضرة بقوة، خاصة إذا ما علمنا أنه بقي في المخيم حوالي 350 طالب وطالبة، هنا بدأ أبناء المخيم والهيئات العاملة على الأرض بفتح عدد من المدارس البديلة، مستخدمين المنازل التي تركها سكانها ونزحوا إلى خارج المخيم منها (منزل عبد الله اليوسف)، حيث قام المتطوعون بتجهيز أكثر من 14 غرفة صف دراسي من الصف الأول حتى الصف التاسع، وذلك من خلال إحضار المقاعد الدراسية والطاولات من تحت الركام، ومن صفوف مدارس الأونروا، وذلك بغية متابعة التعليم ضمن الإمكانيات المتاحة وبمجهود أساتذة وطاقم تعليمي من أبناء المخيم.

بعد أن تم تجهيز المدرسة البديلة قام أهالي مخيم درعا والهيئات العاملة فيه بمخاطبة الأونروا أكثر من مرة وإعلامها بأنه تم استحداث مدرسة جديدة، مطالبين الوكالة توفير الدعم المادي لها وتبني تلك المدرسة، إلا أن الأونروا رفضت ذلك بسبب تصنيف المخيم في تلك الفترة أنه منطقة غير أمنة ولا يمكن لوكالة الغوث التدريس فيها وتعريض حياة موظفيها للخطر.

لم يثنِ رفض الأونروا من عزيمة أبناء المخيم، حيث بادر الأهالي إلى إرسال وفد يمثلهم إلى المنطقة الأمنة في مدينة درعا التابعة للنظام السوري لأخذ الموافقة على تأسيس المدرسة والاعتراف بها، وبعد الالحاح والضغط الكبير وبمجهود المجلس المحلي والمتطوعين في المخيم تم قبول هذه المدارس، من جانبهم  سلم المتطوعين المدرسة ومستلزماتها الى الكادر الجديد الذي وظفته وكالة الغوث ضمن مسابقات أعلنت عنها مسبقاً، ومن ثم  تم تعيين مدير لتلك المدرسة وعدد من المدرسين والمدرسات الذين أتسموا بالشجاعة حيث كانوا يخاطرون بحياتهم ويدخلون المخيم كل يوم قادمين من مدينة درعا.

استمرت العملية التعليمية ولم يتوقف التدريس داخل المخيم بالرغم من القصف والحصار وعمليات القنص، وكانت تلك المدرسة تقوم بكامل واجباتها تجاه أبناء المخيم، في حين أبلغت الأونروا الأهالي والكادر التعليمي أنها لن تتحمل مسؤولية سلامتهم وما قد يصيبهم من أذى جراء القصف والتوتر الأمني، إلا أن المعلمين أبلغوا الوكالة أنهم سيتحملون مسؤولية سلامتهم على عاتقهم الخاص، وكذلك فعل الأهالي  الذين أخذوا على عاتقهم تحمل مسؤولية فتح المدرسة وسلامة أطفالهم.

واجه الكادر التعليمي صعوبات جمة منها عدم تمكنه من دخول المخيم بسبب اشتداد التوتر والقصف والاشتباكات و إغلاق الطرقات من طرفي الصراع، وعدم التزام التلاميذ بدوام المدرسة نتيجة عدم إرسالهم من قبل الأهالي إلى المدرسة خوفاً على حياتهم من القصف والقنص.

واقع التعليم بعد عودة الأهالي

شهد مخيم درعا في بداية  تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 عودة عدد من العائلات الفلسطينية إلى مخيمهم، إلا أنهم فوجئوا بحجم الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم وممتلكاتهم نتيجة القصف والدمار الممنهج الذي طال المخيم، حيث حل الدمار بنسبة 80بالمئة من مبانيه وحاراته ومساحته العمرانية، واشتكى الأهالي من غياب تام لمقومات الحياة، وعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم. ونتيجة للواقع المتردي بادر سكان المخيم بإطلاق نداءات مناشدة للجهات المعنية من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية واصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، واعادة العمل في مستوصف وكالة الغوث مع كافة خدماتها، وتحسين الواقع التعليمي واصلاح المدارس، وتقديم مساعدات إغاثية ومالية لهم للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والمعيشية المزرية.

أما من الجانب التعليمي تابع الأهالي تدريس أبنائهم في المدارس البديلة  في المدرسة البديلة التابعة لوكالة الغوث والتي تم تسجيل 525 طالباً وطالبة فيها، إلا أن العملية التعليمية واجهت عقبات عديدة منها  ضيق الصفوف واكتظاظها بالطلاب وعدم التهوية المناسبة، والافتقار إلى الدعم المادي والمستلزمات الدراسية.

من جانبه كشف مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" محمد عبدي أدار، عن تضرر خمس منشآت تابعة للوكالة في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية من أصل ستة.

وقال مدير عام وكالة الغوث في تغريده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنّ الوكالة بعد أن أنهت عمليّة مسح الأضرار التي أصابت منشآتها في مخيّم درعا تبين أن الدمار طال ثلاث مدارس، وعيادة طبيّة وروضة أطفال، في حين لم يصب مركز التوزيع الغذائي بأضرار.

في غضون ذلك قام وفد من وكالة الأونروا،  ومدير مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين وعدد من المسؤولين يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بزيارة تفقدية لمخيم درعا، قدموا خلالها وعوداً للأهالي بتحسين الوضع الخدمي والتعليمي، وإعادة تأهيل مؤسسات الوكالة ومدارسها.

يذكر أن اللاجئين الفلسطينيين قدموا إلى منطقة درعا على موجتين في عام 1948 وعام 1967، وبحسب موقع الأونروا أنه تم تأسيس القسم الأقدم من المخيم والذي يجاور مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية في عامي 1950-1951 من أجل إيواء اللاجئين من الأجزاء الشمالية والشرقية من فلسطين في أعقاب نكبة عام 1948. وقد تأسس المخيم فوق مساحة من الأرض تبلغ 0,04 كيلومتر مربع.

هذا ويقع المخيم الجديد بجانب المخيم القديم، وقد تم تأسيسه في عام 1967 من أجل نحو 4,200 لاجئ فلسطيني أجبروا على ترك محافظة القنيطرة في الجولان في أعقاب نكسة حزيران عام 1967.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11773

مجموعة العمل – مخيم درعا

رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية واقع التعليم في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سورية، متطرقة للحديث عن وضع قطاع التعليم قبل وبعد اندلاع الصراع في سورية، منوهة أن الحرب حرمت عدداً كبيراً من أبناء المخيم من حق التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، نتيجة استخدام المدارس  كمراكز إيواء أو مشافٍ ميدانية أو مراكز احتجاز، ومنها ما تعرّض للاستهداف بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

وكانت مجموعة من العمل من أجل فلسطينيي سورية ذكرت أن جميع مدارس مخيم درعا قد دمرت بالكامل ناهيك عن الاعتقال الذي طال عدد من المدرسين الفلسطينيين، ووفقاً لتقديرات غير رسمية فأن حوالي (70)% من مباني وأحياء مخيم درعا قد دمرت، مطالبة المنظمات الدولية ووكالة الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية العمل على توفير الحماية للمدنيين في مخيم درعا، وانقاذ الواقع التعليمي فيه والضغط على الدول الداعمة لتلبية الحاجات التعليمية للمخيم من حيث ترميم وإعادة بناء المدارس المدمرة جراء القصف المكثف عليها.

الواقع التعليمي قبل اندلاع الصراع

يوجد في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين الذي يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 6 مدارس تعمل بنظام الفترتين للذكور والإناث، وقد سميت بأسماء قرى ومدن في فلسطين المحتلة مثل: مدرسة عين كارم للإناث (من صف السابع حتى صف الثامن)، مدرسة طبريا الإعدادية للذكور، مدرسة كفركنا للذكور، مدرسة الصفصاف للذكور ، مدرسة كفر لام للإناث (من صف الرابع حتى الصف السادس)، ومدرسة طيطبا للإناث (من صف الأول حتى صف الثالث).  فيما لا توجد ثانوية، وينتقل الطلاب إلى ثانويات مدينة درعا لإكمال دراستهم.

هذا وبلغ عدد الطلاب في جميع  مدارس المخيم قبل الأزمة السورية في كل فترة دوام حوالي 3500-4000 طالب وطالبة، حيث قسم الدوام فيها إلى فترتين الفترة الصباحية (من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر ظهراً)، أما الفترة المسائية (من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً).

فيما امتاز طلاب المخيّم بتفوقهم وذكائهم، وقد ساهمت مدارس الأونروا وكادرها التعليمي بتخريج  العديد من الأطباء والمهندسين والأساتذة والمحامين والمعلمين.

التعليم زمن الحرب والحصار

مع بداية الصراع الدائر في سورية ودخول مخيم درعا في أتون تلك الحرب دمر النظام التعليمي في المخيم، حيث تعرضت كافة مدارس وكالة الأونروا للقصف بالطيران والمدفعية، ما جعل الأهالي يمتنعون عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً على حياتهم، خاصة بعد أن قامت وكالة الغوث بسحب كافة موظفيها وعمالها إلى خارج أحياء المخيم، ونقل كادرها التعليمي وكافة أثاث المدارس التابعة لها ومستلزماتها إلى مدارس تابعة للنظام السوري لمتابعة تدريس أبناء المخيم، من جانبه اشترط النظام السوري على وكالة الأونروا تغطية كافة نفقات المدارس ودفع الاجار له، مقابل قبول أبناء المخيم في مدارسه النظامية.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أعلنت على موقعها الإلكتروني أن نسبة كبيرة من الطلاب الفلسطينيين في سورية اضطروا إلى ترك مدارسهم، بسبب تزايد مستويات الفقر والبطالة، وعدم القدرة على توفير الطعام، والصعوبة في إيجاد مكان بديل للسكن.

مع تسارع الأحداث ودخول مخيم درعا على خط الأزمة السورية وتعرضه للقصف الجوي والخروج الكبير لسكانه ودخول عناصر المعارضة السورية المسلحة وفرض حصار قاسٍ عليه، أصبحت المدارس والعملية التعليمية داخل المخيم في مهبّ الرياح.

لكن رغم الحصار والقصف وما تعرضت له مدارس المخيم من دمار إلا أن إرادة الحياة والتعلم لدى أبناء مخيم درعا كانت حاضرة بقوة، خاصة إذا ما علمنا أنه بقي في المخيم حوالي 350 طالب وطالبة، هنا بدأ أبناء المخيم والهيئات العاملة على الأرض بفتح عدد من المدارس البديلة، مستخدمين المنازل التي تركها سكانها ونزحوا إلى خارج المخيم منها (منزل عبد الله اليوسف)، حيث قام المتطوعون بتجهيز أكثر من 14 غرفة صف دراسي من الصف الأول حتى الصف التاسع، وذلك من خلال إحضار المقاعد الدراسية والطاولات من تحت الركام، ومن صفوف مدارس الأونروا، وذلك بغية متابعة التعليم ضمن الإمكانيات المتاحة وبمجهود أساتذة وطاقم تعليمي من أبناء المخيم.

بعد أن تم تجهيز المدرسة البديلة قام أهالي مخيم درعا والهيئات العاملة فيه بمخاطبة الأونروا أكثر من مرة وإعلامها بأنه تم استحداث مدرسة جديدة، مطالبين الوكالة توفير الدعم المادي لها وتبني تلك المدرسة، إلا أن الأونروا رفضت ذلك بسبب تصنيف المخيم في تلك الفترة أنه منطقة غير أمنة ولا يمكن لوكالة الغوث التدريس فيها وتعريض حياة موظفيها للخطر.

لم يثنِ رفض الأونروا من عزيمة أبناء المخيم، حيث بادر الأهالي إلى إرسال وفد يمثلهم إلى المنطقة الأمنة في مدينة درعا التابعة للنظام السوري لأخذ الموافقة على تأسيس المدرسة والاعتراف بها، وبعد الالحاح والضغط الكبير وبمجهود المجلس المحلي والمتطوعين في المخيم تم قبول هذه المدارس، من جانبهم  سلم المتطوعين المدرسة ومستلزماتها الى الكادر الجديد الذي وظفته وكالة الغوث ضمن مسابقات أعلنت عنها مسبقاً، ومن ثم  تم تعيين مدير لتلك المدرسة وعدد من المدرسين والمدرسات الذين أتسموا بالشجاعة حيث كانوا يخاطرون بحياتهم ويدخلون المخيم كل يوم قادمين من مدينة درعا.

استمرت العملية التعليمية ولم يتوقف التدريس داخل المخيم بالرغم من القصف والحصار وعمليات القنص، وكانت تلك المدرسة تقوم بكامل واجباتها تجاه أبناء المخيم، في حين أبلغت الأونروا الأهالي والكادر التعليمي أنها لن تتحمل مسؤولية سلامتهم وما قد يصيبهم من أذى جراء القصف والتوتر الأمني، إلا أن المعلمين أبلغوا الوكالة أنهم سيتحملون مسؤولية سلامتهم على عاتقهم الخاص، وكذلك فعل الأهالي  الذين أخذوا على عاتقهم تحمل مسؤولية فتح المدرسة وسلامة أطفالهم.

واجه الكادر التعليمي صعوبات جمة منها عدم تمكنه من دخول المخيم بسبب اشتداد التوتر والقصف والاشتباكات و إغلاق الطرقات من طرفي الصراع، وعدم التزام التلاميذ بدوام المدرسة نتيجة عدم إرسالهم من قبل الأهالي إلى المدرسة خوفاً على حياتهم من القصف والقنص.

واقع التعليم بعد عودة الأهالي

شهد مخيم درعا في بداية  تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 عودة عدد من العائلات الفلسطينية إلى مخيمهم، إلا أنهم فوجئوا بحجم الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم وممتلكاتهم نتيجة القصف والدمار الممنهج الذي طال المخيم، حيث حل الدمار بنسبة 80بالمئة من مبانيه وحاراته ومساحته العمرانية، واشتكى الأهالي من غياب تام لمقومات الحياة، وعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم. ونتيجة للواقع المتردي بادر سكان المخيم بإطلاق نداءات مناشدة للجهات المعنية من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية واصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، واعادة العمل في مستوصف وكالة الغوث مع كافة خدماتها، وتحسين الواقع التعليمي واصلاح المدارس، وتقديم مساعدات إغاثية ومالية لهم للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والمعيشية المزرية.

أما من الجانب التعليمي تابع الأهالي تدريس أبنائهم في المدارس البديلة  في المدرسة البديلة التابعة لوكالة الغوث والتي تم تسجيل 525 طالباً وطالبة فيها، إلا أن العملية التعليمية واجهت عقبات عديدة منها  ضيق الصفوف واكتظاظها بالطلاب وعدم التهوية المناسبة، والافتقار إلى الدعم المادي والمستلزمات الدراسية.

من جانبه كشف مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" محمد عبدي أدار، عن تضرر خمس منشآت تابعة للوكالة في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية من أصل ستة.

وقال مدير عام وكالة الغوث في تغريده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنّ الوكالة بعد أن أنهت عمليّة مسح الأضرار التي أصابت منشآتها في مخيّم درعا تبين أن الدمار طال ثلاث مدارس، وعيادة طبيّة وروضة أطفال، في حين لم يصب مركز التوزيع الغذائي بأضرار.

في غضون ذلك قام وفد من وكالة الأونروا،  ومدير مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين وعدد من المسؤولين يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بزيارة تفقدية لمخيم درعا، قدموا خلالها وعوداً للأهالي بتحسين الوضع الخدمي والتعليمي، وإعادة تأهيل مؤسسات الوكالة ومدارسها.

يذكر أن اللاجئين الفلسطينيين قدموا إلى منطقة درعا على موجتين في عام 1948 وعام 1967، وبحسب موقع الأونروا أنه تم تأسيس القسم الأقدم من المخيم والذي يجاور مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية في عامي 1950-1951 من أجل إيواء اللاجئين من الأجزاء الشمالية والشرقية من فلسطين في أعقاب نكبة عام 1948. وقد تأسس المخيم فوق مساحة من الأرض تبلغ 0,04 كيلومتر مربع.

هذا ويقع المخيم الجديد بجانب المخيم القديم، وقد تم تأسيسه في عام 1967 من أجل نحو 4,200 لاجئ فلسطيني أجبروا على ترك محافظة القنيطرة في الجولان في أعقاب نكسة حزيران عام 1967.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11773