map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية في لبنان نسوا طعم العيد وبهجته بعد أن ذاقوا طعم الضياع ومرارته

تاريخ النشر : 05-06-2019
فلسطينيو سورية في لبنان نسوا طعم العيد وبهجته بعد أن ذاقوا طعم الضياع ومرارته

فايز أبو عيد – صيدا

"يا عيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً.. وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ...أين المراجيح في ساحات حارتنا.. وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ".

هذان البيتان من الشعر للشاعر نزار قباني يلخصان حال فلسطينيي سورية في لبنان،  فالعيد أصبح بالنسبة لهم ضرب من المحال ما داموا يعيشون رحلة تيه وضياع ومعاناة، وما دامت جراحهم  تنزف ولا يجدون من يضمدها ويخفف عنهم آلامهم، بيوتهم هدمت أبنائهم اعتقلت وماتت جراء القصف والتعذيب والغرق في غياهب البحار.

يقول أبو المعتصم بالله شعبان المهجر  من مخيم اليرموك إلى مدينة صيدا عندما سألته كيف ستستقبل عيد الفطر المبارك، فأجاب "لا عليك يا سائلي سأجيب نحن لم نجهز للعيد لا الكعك ولا الرز بحليب، سؤالك ليس علينا بجديد فأن غداً يصادف يوم السعد لأبو رعد صاحب الأملاك كثير الأرزاق، ولا يعلم إني بالإيجار ساكن وللكثيرين دائن ومنعت من العمل في بلاد العرب لا الأعاجم، مضيفاً يا صديقي عيدنا أصبح بلا طقوس ولا روح وبلا أمل، متابعاً   آخر ما أتمناه أن لا ينتهي رمضان و يخرج علينا أمام  بفتوى التزام يؤجل بها العيد إلى يوم سعيد.

بدوره قال أبو عمار فوراني أحد أبناء مخيم اليرموك المهجر إلى منطقة وادي الزينة جنوب لبنان الذي يفتقد بشدة لجو العيد الذي اعتاد عليه في مخيمه، : "للسنة السابعة على التوالي أقضي شهر رمضان بعيداً عن أهلي أبي أمي أخوتي، وها نحن على أبواب العيد رقم "13"، منوهاً إلى أن التحضيرات تبدأ له قبل أيام بزيارة السوق وتحضير المستلزمات، ومن ثم إعداد الأطعمة والحلويات في المنزل لتقديمها للزوار في العيد.

يستذكر  أبو عمار كيف كان يؤدي طقوس العيد الذي يستقبله بالصلاة ومن ثم الذهاب إلى مقابر الشهداء مع موكب الكشافة والفرقة الموسيقية، ومن ثم يعود إلى بيته ويجتمع حيث تجتمع أفراد العائلة كلها على مائدة الإفطار التي كانت عرفاً بالعائلة،  وبعد الفطور يذهب مع عائلته إلى منازل أشقائه وأقاربه، وبعدها يعود إلى بيته بانتظار الزائرين المباركين بالعيد .

يصمت أبو عمار برهة من الزمن ويتابع بصوت متحشرج "اليوم حرمنا من كل ما قد سبق حتى أننا فقدنا بهجة العيد وأصبحت أعيادنا مثل أيامنا الحالية حالكة السواد".

في حين رأى أحمد طعمه من أبناء مخيم اليرموك المهجر إلى مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا أنه ما بين مخيم اليرموك وغربته حكاية عيد به القهر والفقر والمعاناة.

مشيراً إلى أنه كلما اقترب العيد يأخذه الحنين الى مخيمه الذي دمرته الة الحرب وجعلته ركام، فتنهمر من عينه دمعة تكاد لا تفارقها.

ففي مخيم اليرموك وبعد أكثر من سبع سنوات، شاهدنا بها القهر والفقر والمعاناة مازالت الذكرى تخيم علينا ومازلنا في كل عيد نبحث في أرشيف صورنا القديمة ولسان حالنا يقول " كيف كنا وكيف أصبحنا ".

ويستطرد الطعمة قد يعتبرونني أبالغ في كتابتي اذا وصفت العيد في مخيم اليرموك وصفاً دقيقاً ولكن يكفي ان أكتب عنه، إنه قطعة من الجسد فقدناها منذ حملنا حقائبنا وهاجرنا.

منذ سبع سنوات توقف العيد لدى أهلنا فلم نعد نستمتع بشوارعه، بساحاته، بزيارة قبور المحبين، بسهرات الأصدقاء، بزيارة العائلة، بكل تفاصيله.

معاناتنا مازالت مستمرة ونعيش في غربتنا مستسلمين للأمر الواقع الذي فرض علينا ونعيش بين أبناء شعبنا وأمتنا الاسلامية غرباء ننتظر الفرج والأمل الذي يبتعد كلما زادت عدد سنوات الغربة.

في هذا العيد أمنيتي أن يلتم شمل أبناء مخيم اليرموك وأن يعود إليه لنبنيه من جدي بقوتنا وعزيمتنا وارادتنا القوية، ونعيد البهجة لشوارعه وحاراته وأزقته.  

بدوره اعتبر بهاء الخالدي من أبناء مخيم خان الشيح المهجر إلى مخيم الجليل في بعلبك أن العيد أصبح لا طعم له منذ خروجه من سورية، مستذكراً كيف كان يستقبل العيد في سوريا ببهجة وسرور  وهو بين أهله وخلانه، حيث كان يبدأ العيد بمعايدة والده ووالدته وشقيقاته وأشقائه وعائلته وأصحابه.

مضيفاً بصوت ممزوج بالألم والحسرة أنه اليوم يعايد والده فقط على الهاتف الخليوي ولم يعد يستطيع أن يعايده وجهاً لوجه ويقبل يداه  ويمتع نظره برؤيته.

بعد تلك الكلمات زاد صوته اختناقاً وكاد الصمت يخيم على المكان عندما مرت بمخيلته ذكرى وفاة والدته يوم ٢٥ من رمضان الماضي، فقال بلوعة كما أنا مشتاق إليها.

في حين شددت أم حسين المهجرة من مخيم اليرموك إلى بر إلياس في البقاع اللبناني على أن العيد في سوريا كان له طعم ورونق أخر، منوهة إلى أنها كانت ترى الفرحة بقدوم العيد بأعين الكبار والصغار، أما الآن ومع هذا الكم الهائل من الأوجاع والآلام  والأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية فأن العيد يمر دون طعم أو بهجة، مضيفة أنها لا تستطيع أن تشتري لأولادها ثياب جديدة للعيد، وحتى لو أنها فكرت أن ترسم الابتسامة على محاهم وتأخذهم إلى الملاهي فأن ذلك سيجعلها تدفع الذي فوقها وتحتها، هذا إن وجد المال على حد تعبرها.

وتختم أم حسين حديثها أننا نعظم العيد ونتبارك به فقط لأنه من شعائر الله، ولكن أقولها بكل صراحة أننا نسينا طعم العيد مذ أن غادرنا بيوتنا ومخيمنا.

فيما يتساءل سامي ابن مخيم السبينة الذي لجأ إلى البقاع الغربي  "أي عيد هذا الذي يخاف الأب قدومه لأنه لا يستطيع جلب ثياب جديدة لأطفاله وزرع البسمة على محياهم؟  مبيناً أن العيد يأتي عليهم دون معنى أو بهجة لأنهم يشعرون بالخوف الممزوج بألم الغربة والفراق والحنين إلى الأمن والأمان والعيشة الكريمة.

في حين يشعر قصي ابن مخيم درعا المهجر إلى مخيم شاتيلا في بيروت بغصة كبيرة كلما حل العيد وهو بعيد عن مخيمهم وعائلته، ويؤكد أن تلك الغصة لن تذهب حتى يعود ويجتمع بذويه وأحبته في سوريا.

ويضيف "كنا نفرح فرحاً كبيراً بقدوم العيد في مخيم درعا، حيث تزور العائلات بعضها البعض، والصغار يزورون الكبار  ويفرحون بما يعطى لهم من عيديات وحلويات، مشيراً إلى أن العائلات تفرقت في أصقاع الأرض، ولم يعد سوى الذكريات الجميلة التي تدمعي القلب عندما تمر بمخيلتنا. 

أما العيد بالنسبة لفادي ابن مخيم الرمل المهجر إلى مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، كان سلسلة من الزيارات تشمل الأهل والأصدقاء، بل وحتى الأموات حيث لابد من زيارة القبور في العيد، إلا أن هذا لم يعد ممكنًا في الغربة والتشتت والضياع.

هذا ويتساءل اللاجئون الفلسطينيون المهجرون إلى لبنان "هل من حقنا أن نفرح كل الفرح بقدوم هذا العيد أو ذاك ونحن مقيمون طويلا، وعلى مدار سنوات، في غربة ولجوء وتشرد وبعد عن الديار ؟؟

في حين لا يسعنا أخيراً إلا أن نردد ما قاله شاعرنا الكبير نزار قباني: يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا.. مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11815

فايز أبو عيد – صيدا

"يا عيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً.. وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ...أين المراجيح في ساحات حارتنا.. وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ".

هذان البيتان من الشعر للشاعر نزار قباني يلخصان حال فلسطينيي سورية في لبنان،  فالعيد أصبح بالنسبة لهم ضرب من المحال ما داموا يعيشون رحلة تيه وضياع ومعاناة، وما دامت جراحهم  تنزف ولا يجدون من يضمدها ويخفف عنهم آلامهم، بيوتهم هدمت أبنائهم اعتقلت وماتت جراء القصف والتعذيب والغرق في غياهب البحار.

يقول أبو المعتصم بالله شعبان المهجر  من مخيم اليرموك إلى مدينة صيدا عندما سألته كيف ستستقبل عيد الفطر المبارك، فأجاب "لا عليك يا سائلي سأجيب نحن لم نجهز للعيد لا الكعك ولا الرز بحليب، سؤالك ليس علينا بجديد فأن غداً يصادف يوم السعد لأبو رعد صاحب الأملاك كثير الأرزاق، ولا يعلم إني بالإيجار ساكن وللكثيرين دائن ومنعت من العمل في بلاد العرب لا الأعاجم، مضيفاً يا صديقي عيدنا أصبح بلا طقوس ولا روح وبلا أمل، متابعاً   آخر ما أتمناه أن لا ينتهي رمضان و يخرج علينا أمام  بفتوى التزام يؤجل بها العيد إلى يوم سعيد.

بدوره قال أبو عمار فوراني أحد أبناء مخيم اليرموك المهجر إلى منطقة وادي الزينة جنوب لبنان الذي يفتقد بشدة لجو العيد الذي اعتاد عليه في مخيمه، : "للسنة السابعة على التوالي أقضي شهر رمضان بعيداً عن أهلي أبي أمي أخوتي، وها نحن على أبواب العيد رقم "13"، منوهاً إلى أن التحضيرات تبدأ له قبل أيام بزيارة السوق وتحضير المستلزمات، ومن ثم إعداد الأطعمة والحلويات في المنزل لتقديمها للزوار في العيد.

يستذكر  أبو عمار كيف كان يؤدي طقوس العيد الذي يستقبله بالصلاة ومن ثم الذهاب إلى مقابر الشهداء مع موكب الكشافة والفرقة الموسيقية، ومن ثم يعود إلى بيته ويجتمع حيث تجتمع أفراد العائلة كلها على مائدة الإفطار التي كانت عرفاً بالعائلة،  وبعد الفطور يذهب مع عائلته إلى منازل أشقائه وأقاربه، وبعدها يعود إلى بيته بانتظار الزائرين المباركين بالعيد .

يصمت أبو عمار برهة من الزمن ويتابع بصوت متحشرج "اليوم حرمنا من كل ما قد سبق حتى أننا فقدنا بهجة العيد وأصبحت أعيادنا مثل أيامنا الحالية حالكة السواد".

في حين رأى أحمد طعمه من أبناء مخيم اليرموك المهجر إلى مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا أنه ما بين مخيم اليرموك وغربته حكاية عيد به القهر والفقر والمعاناة.

مشيراً إلى أنه كلما اقترب العيد يأخذه الحنين الى مخيمه الذي دمرته الة الحرب وجعلته ركام، فتنهمر من عينه دمعة تكاد لا تفارقها.

ففي مخيم اليرموك وبعد أكثر من سبع سنوات، شاهدنا بها القهر والفقر والمعاناة مازالت الذكرى تخيم علينا ومازلنا في كل عيد نبحث في أرشيف صورنا القديمة ولسان حالنا يقول " كيف كنا وكيف أصبحنا ".

ويستطرد الطعمة قد يعتبرونني أبالغ في كتابتي اذا وصفت العيد في مخيم اليرموك وصفاً دقيقاً ولكن يكفي ان أكتب عنه، إنه قطعة من الجسد فقدناها منذ حملنا حقائبنا وهاجرنا.

منذ سبع سنوات توقف العيد لدى أهلنا فلم نعد نستمتع بشوارعه، بساحاته، بزيارة قبور المحبين، بسهرات الأصدقاء، بزيارة العائلة، بكل تفاصيله.

معاناتنا مازالت مستمرة ونعيش في غربتنا مستسلمين للأمر الواقع الذي فرض علينا ونعيش بين أبناء شعبنا وأمتنا الاسلامية غرباء ننتظر الفرج والأمل الذي يبتعد كلما زادت عدد سنوات الغربة.

في هذا العيد أمنيتي أن يلتم شمل أبناء مخيم اليرموك وأن يعود إليه لنبنيه من جدي بقوتنا وعزيمتنا وارادتنا القوية، ونعيد البهجة لشوارعه وحاراته وأزقته.  

بدوره اعتبر بهاء الخالدي من أبناء مخيم خان الشيح المهجر إلى مخيم الجليل في بعلبك أن العيد أصبح لا طعم له منذ خروجه من سورية، مستذكراً كيف كان يستقبل العيد في سوريا ببهجة وسرور  وهو بين أهله وخلانه، حيث كان يبدأ العيد بمعايدة والده ووالدته وشقيقاته وأشقائه وعائلته وأصحابه.

مضيفاً بصوت ممزوج بالألم والحسرة أنه اليوم يعايد والده فقط على الهاتف الخليوي ولم يعد يستطيع أن يعايده وجهاً لوجه ويقبل يداه  ويمتع نظره برؤيته.

بعد تلك الكلمات زاد صوته اختناقاً وكاد الصمت يخيم على المكان عندما مرت بمخيلته ذكرى وفاة والدته يوم ٢٥ من رمضان الماضي، فقال بلوعة كما أنا مشتاق إليها.

في حين شددت أم حسين المهجرة من مخيم اليرموك إلى بر إلياس في البقاع اللبناني على أن العيد في سوريا كان له طعم ورونق أخر، منوهة إلى أنها كانت ترى الفرحة بقدوم العيد بأعين الكبار والصغار، أما الآن ومع هذا الكم الهائل من الأوجاع والآلام  والأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية فأن العيد يمر دون طعم أو بهجة، مضيفة أنها لا تستطيع أن تشتري لأولادها ثياب جديدة للعيد، وحتى لو أنها فكرت أن ترسم الابتسامة على محاهم وتأخذهم إلى الملاهي فأن ذلك سيجعلها تدفع الذي فوقها وتحتها، هذا إن وجد المال على حد تعبرها.

وتختم أم حسين حديثها أننا نعظم العيد ونتبارك به فقط لأنه من شعائر الله، ولكن أقولها بكل صراحة أننا نسينا طعم العيد مذ أن غادرنا بيوتنا ومخيمنا.

فيما يتساءل سامي ابن مخيم السبينة الذي لجأ إلى البقاع الغربي  "أي عيد هذا الذي يخاف الأب قدومه لأنه لا يستطيع جلب ثياب جديدة لأطفاله وزرع البسمة على محياهم؟  مبيناً أن العيد يأتي عليهم دون معنى أو بهجة لأنهم يشعرون بالخوف الممزوج بألم الغربة والفراق والحنين إلى الأمن والأمان والعيشة الكريمة.

في حين يشعر قصي ابن مخيم درعا المهجر إلى مخيم شاتيلا في بيروت بغصة كبيرة كلما حل العيد وهو بعيد عن مخيمهم وعائلته، ويؤكد أن تلك الغصة لن تذهب حتى يعود ويجتمع بذويه وأحبته في سوريا.

ويضيف "كنا نفرح فرحاً كبيراً بقدوم العيد في مخيم درعا، حيث تزور العائلات بعضها البعض، والصغار يزورون الكبار  ويفرحون بما يعطى لهم من عيديات وحلويات، مشيراً إلى أن العائلات تفرقت في أصقاع الأرض، ولم يعد سوى الذكريات الجميلة التي تدمعي القلب عندما تمر بمخيلتنا. 

أما العيد بالنسبة لفادي ابن مخيم الرمل المهجر إلى مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، كان سلسلة من الزيارات تشمل الأهل والأصدقاء، بل وحتى الأموات حيث لابد من زيارة القبور في العيد، إلا أن هذا لم يعد ممكنًا في الغربة والتشتت والضياع.

هذا ويتساءل اللاجئون الفلسطينيون المهجرون إلى لبنان "هل من حقنا أن نفرح كل الفرح بقدوم هذا العيد أو ذاك ونحن مقيمون طويلا، وعلى مدار سنوات، في غربة ولجوء وتشرد وبعد عن الديار ؟؟

في حين لا يسعنا أخيراً إلا أن نردد ما قاله شاعرنا الكبير نزار قباني: يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا.. مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11815