map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مخيم السيّدة زينب واقع معيشي مرير وشح بالموارد وتراجع في الخدمات

تاريخ النشر : 16-05-2020
مخيم السيّدة زينب واقع معيشي مرير وشح بالموارد وتراجع في الخدمات

خاص|| مجموعة العمل: ظاهر صالح

يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سورية، كملايين السوريين، هول الأحداث الدامية  التي فرضت عليهم حين بدأت مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين ترزح تحت ضغط الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمعارضة، وبالنظر إلى تشابك الوضعيتين الاجتماعيتين، السورية والفلسطينية، تقاسم الفلسطينيون والسوريون كلا الموقفين، رغم المحاولات والمساعي الحثيثة لتحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراع الدائر في سورية، وكانت هذه معضلةً أساسية تواجه الفلسطيني في سورية،  ليجدوا أنفسهم أمام استحقاقات صعبة بسبب حالة الاستقطاب بين النظام السوري وحلفائه من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، وكذلك بين القوى الفلسطينية المختلفة.

ومع اندلاع الأحداث في سورية وجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم في قلب الصراع السوري، الذي انعكست تداعياته العميقة عليهم قتلاً واعتقالاً وتشريداً، وتراجعت أعداد من يقيمون في مخيمات اللجوء بشكل كبير، وبدأ الكثيرون منهم رحلة نزوح ولجوء جديدة.

اجراءات أمنية مشددة

منذ انطلاق الحراك في سورية بشهر آذار/ مارس 2011 وفي ظلّ الإجراءات الأمنية المشددة التي مارسها النظام السوري على المخيّمات الفلسطينية التي تقع تحت سيطرته كمخيّم  "قبر الست" المعروف بمخيم السيّدة زينب، اتجهت الأمور بوتيرةٍ متسارعةٍ نحو العسكرة، والانحدار في حرب أهلية، حيث اجتاحت المخيمات بنادق متعددة الألوان، وخضعت لحصار من الداخل والخارج، في ظل نقص حاد بالماء والغذاء والخدمات الأساسية، قضى بسببه مئات اللاجئين الفلسطينيين، فيما أودت الأعمال العسكرية بحياة الآلاف، وأجبرت مئات الآلاف على الفرار من منازلهم في سورية، ليصبحوا نازحين في الداخل السوري أو لاجئين في بلدان  أخرى، مع الاشارة أن مخيم السيدة زينب، لم يشهد أي أضرار ناتجة عن الأعمال العسكرية في البداية، ويعتبر من المناطق شبه الآمنة في جنوب دمشق، وفي الوقت نفسه خسر المخيم عدداً كبيراً من أبنائه الذين شاركوا في المعارك إلى جانب النظام، وكذلك الذين قضوا نتيجة التفجير الذي وقع في السيدة زينب في الواحد والعشرين من شباط / فبراير عام 2016، والذي أدى لسقوط أكثر من مائة ضحية من سكان المنطقة، بينهم أربعين فلسطينياً.

عجز فلسطيني رسمي وتراجع في خدمات "الأونروا"

لا شك أن أبناء مخيم السيّدة زينب كغيرهم من أبناء المخيمات، كانوا ضمن الدائرة الأكثر ضعفاً، بعد أن فقدوا جلّ ما أسسوه طوال عقود لجوئهم داخل مخيّماتهم من منازل ومصادر رزق، ليعانوا أوضاعاً معيشيّة شبه معدومة، جرّاء انتشار البطالة التي تجاوزت عتبة 50 %.

 فيما يعيش معظم الباقين منهم في فقر مُدْقِعٌ، بسبب الغلاء المطّرد في الأسعار، وفقدان سبل كسب العيش، وارتفاع معدلات التضخم وتناقص قيمة الليرة السورية، في ظل عجز المستوى الفلسطيني الرسمي، ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية، عن القيام بدور فاعل، عداك عن تراجع حاد في خدمات "الأونروا"، الجهة الدولية المسؤولة عن اللاجئين.

تذكر مصادر أن 90% من العائلات تكابد الفقر، ما يجعلهم وفق ما تشير إليه الأرقام، الشريحة السكانية الأكثر هشاشة في سورية، بالنسبة لحجمها وظروفها الخاصة، وبالتالي الشريحة الأكثر تأثرّاً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة، بدءاَ بالحرب وتبعاتها. 

جائحة كورونا

أثرت الإجراءات التي أعلنتها الحكومة السورية، لمواجهة تفشّي فيروس "كورونا"، على السوريين بشكل عام وعلى اللاجئين الفلسطينيين بشكل ملحوظ، حيث فرضت على السكّان البقاء في المنازل، وخصوصاً من يزاولون أعمالهم في أماكن تشهد تجمّعات كبيرة، كالورش الصناعيّة والمطاعم والمرافق الخدميّة، مما أفقدهم مصادر دخلهم في ظل تعاظم التحديات الاقتصادية التي تواجههم من مأكل ومسكن وملبس وتدفئة ورعاية صحية، مما يعني مزيداَ من العجز وانعدام الأمن الاقتصادي.

من جانبها تجاوبت "الأونروا" مع الإجراءات الحكومية، فعطّلت مدارسها، واختصرت أوقات الدوام في مؤسساتها، واتبعت نظام المناوبة في مؤسساتها المختلفة، كما قامت بتعقيم بعض المدارس التابعة لها، لكن منازل اللاجئين وأزقة مخيماتهم بقيت خارج حملات التعقيم، كما خلت المخيمات من أي قسم صحي مجهّز للتعامل مع فيروس كورونا، بما فيها الغرف المخصصة للحجر الصحي. أيضا، عجزت "الأونروا" عن تقديم مساعدات ماليّة فوريّة أو إغاثيّة، وتوزيع مستلزمات الوقاية كالمنظفات والكمامات وسواها، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، لمساعدة اللاجئين على الصمود والالتزام بالإجراءات الوقائية، في حين أنّ معونتها الماليّة التي توزّع كل 3 أشهر لا تكفي أساسا لسد الاحتياجات الشهرية لأسرة مكوّنة من 4 أفراد، خصوصاَ بعد أن توقفت الوكالة عن توزيع المعونة الغذائية على جميع اللاجئين وقصرتها على الأسر والأشخاص الأشد عوزاً.

 إما فيما يتعلق بتوفير القوت اليومي أو توفير سبل الوقاية من "كورونا"، يضطر اللاجئون الفلسطينيون إلى التضحية بأحدهما في سبيل الآخر، وهكذا تمضي بهم خياراتهم غير العادلة، في ظل أزمات سورية متلاحقة هُمْ فيها الحلقة الأضعف بين مطرقة واقع مرير وسندان مصير مجهول.

لمحة تاريخية 

مخيم قبر الست " السيّدة زينب" هو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا "، حيث قدرت الإحصائيات الرسمية عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيم بداية عام 2012  بـ (5,533 ) عائلة بما يعادل (25,247)  لاجئاً، وعلى أثر الأحداث شهد المخيم هجرة العشرات من العائلات إلى الدول المجاورة وبلدان أوروبا، ويعاني مخيم السيدة زينب من انخفاض في المستوى الصحي، والكهرباء، ومياه الشرب، والبنية التحتية، وتعمل فيه أربعة مدارس بنظام الفترتين، ومركز توزيع غذائي واحد، إضافة إلى مركز صحي وحيد.

ويقع المخيّم جنوب مدينة دمشق على بعد 12كم من العاصمة، بالقرب من مقام السيدة زينب على مساحة تقدر بـ 23 ألف متر مربع، وينحدر أبنائه من قضاء مدينتي صفد وطبريا، ومن غوير أبو شوشة؛ ومن قرى سهل الحولة، وهي: الصالحية، الدوارة، العابسية، الخالصة، القيطية، الزوية، جاحولا، ومن قرية الملاحة والزوق.

 ومعظمهم ينتمون إلى العشائر الفلسطينية، مثل: العقايلة، والويسية، والتلاوية، والزناغرة، والشمالنة، والهيب، والوهيب، والمواسي والصبيح والسوالمة.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/13451

خاص|| مجموعة العمل: ظاهر صالح

يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سورية، كملايين السوريين، هول الأحداث الدامية  التي فرضت عليهم حين بدأت مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين ترزح تحت ضغط الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمعارضة، وبالنظر إلى تشابك الوضعيتين الاجتماعيتين، السورية والفلسطينية، تقاسم الفلسطينيون والسوريون كلا الموقفين، رغم المحاولات والمساعي الحثيثة لتحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراع الدائر في سورية، وكانت هذه معضلةً أساسية تواجه الفلسطيني في سورية،  ليجدوا أنفسهم أمام استحقاقات صعبة بسبب حالة الاستقطاب بين النظام السوري وحلفائه من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، وكذلك بين القوى الفلسطينية المختلفة.

ومع اندلاع الأحداث في سورية وجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم في قلب الصراع السوري، الذي انعكست تداعياته العميقة عليهم قتلاً واعتقالاً وتشريداً، وتراجعت أعداد من يقيمون في مخيمات اللجوء بشكل كبير، وبدأ الكثيرون منهم رحلة نزوح ولجوء جديدة.

اجراءات أمنية مشددة

منذ انطلاق الحراك في سورية بشهر آذار/ مارس 2011 وفي ظلّ الإجراءات الأمنية المشددة التي مارسها النظام السوري على المخيّمات الفلسطينية التي تقع تحت سيطرته كمخيّم  "قبر الست" المعروف بمخيم السيّدة زينب، اتجهت الأمور بوتيرةٍ متسارعةٍ نحو العسكرة، والانحدار في حرب أهلية، حيث اجتاحت المخيمات بنادق متعددة الألوان، وخضعت لحصار من الداخل والخارج، في ظل نقص حاد بالماء والغذاء والخدمات الأساسية، قضى بسببه مئات اللاجئين الفلسطينيين، فيما أودت الأعمال العسكرية بحياة الآلاف، وأجبرت مئات الآلاف على الفرار من منازلهم في سورية، ليصبحوا نازحين في الداخل السوري أو لاجئين في بلدان  أخرى، مع الاشارة أن مخيم السيدة زينب، لم يشهد أي أضرار ناتجة عن الأعمال العسكرية في البداية، ويعتبر من المناطق شبه الآمنة في جنوب دمشق، وفي الوقت نفسه خسر المخيم عدداً كبيراً من أبنائه الذين شاركوا في المعارك إلى جانب النظام، وكذلك الذين قضوا نتيجة التفجير الذي وقع في السيدة زينب في الواحد والعشرين من شباط / فبراير عام 2016، والذي أدى لسقوط أكثر من مائة ضحية من سكان المنطقة، بينهم أربعين فلسطينياً.

عجز فلسطيني رسمي وتراجع في خدمات "الأونروا"

لا شك أن أبناء مخيم السيّدة زينب كغيرهم من أبناء المخيمات، كانوا ضمن الدائرة الأكثر ضعفاً، بعد أن فقدوا جلّ ما أسسوه طوال عقود لجوئهم داخل مخيّماتهم من منازل ومصادر رزق، ليعانوا أوضاعاً معيشيّة شبه معدومة، جرّاء انتشار البطالة التي تجاوزت عتبة 50 %.

 فيما يعيش معظم الباقين منهم في فقر مُدْقِعٌ، بسبب الغلاء المطّرد في الأسعار، وفقدان سبل كسب العيش، وارتفاع معدلات التضخم وتناقص قيمة الليرة السورية، في ظل عجز المستوى الفلسطيني الرسمي، ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية، عن القيام بدور فاعل، عداك عن تراجع حاد في خدمات "الأونروا"، الجهة الدولية المسؤولة عن اللاجئين.

تذكر مصادر أن 90% من العائلات تكابد الفقر، ما يجعلهم وفق ما تشير إليه الأرقام، الشريحة السكانية الأكثر هشاشة في سورية، بالنسبة لحجمها وظروفها الخاصة، وبالتالي الشريحة الأكثر تأثرّاً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة، بدءاَ بالحرب وتبعاتها. 

جائحة كورونا

أثرت الإجراءات التي أعلنتها الحكومة السورية، لمواجهة تفشّي فيروس "كورونا"، على السوريين بشكل عام وعلى اللاجئين الفلسطينيين بشكل ملحوظ، حيث فرضت على السكّان البقاء في المنازل، وخصوصاً من يزاولون أعمالهم في أماكن تشهد تجمّعات كبيرة، كالورش الصناعيّة والمطاعم والمرافق الخدميّة، مما أفقدهم مصادر دخلهم في ظل تعاظم التحديات الاقتصادية التي تواجههم من مأكل ومسكن وملبس وتدفئة ورعاية صحية، مما يعني مزيداَ من العجز وانعدام الأمن الاقتصادي.

من جانبها تجاوبت "الأونروا" مع الإجراءات الحكومية، فعطّلت مدارسها، واختصرت أوقات الدوام في مؤسساتها، واتبعت نظام المناوبة في مؤسساتها المختلفة، كما قامت بتعقيم بعض المدارس التابعة لها، لكن منازل اللاجئين وأزقة مخيماتهم بقيت خارج حملات التعقيم، كما خلت المخيمات من أي قسم صحي مجهّز للتعامل مع فيروس كورونا، بما فيها الغرف المخصصة للحجر الصحي. أيضا، عجزت "الأونروا" عن تقديم مساعدات ماليّة فوريّة أو إغاثيّة، وتوزيع مستلزمات الوقاية كالمنظفات والكمامات وسواها، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، لمساعدة اللاجئين على الصمود والالتزام بالإجراءات الوقائية، في حين أنّ معونتها الماليّة التي توزّع كل 3 أشهر لا تكفي أساسا لسد الاحتياجات الشهرية لأسرة مكوّنة من 4 أفراد، خصوصاَ بعد أن توقفت الوكالة عن توزيع المعونة الغذائية على جميع اللاجئين وقصرتها على الأسر والأشخاص الأشد عوزاً.

 إما فيما يتعلق بتوفير القوت اليومي أو توفير سبل الوقاية من "كورونا"، يضطر اللاجئون الفلسطينيون إلى التضحية بأحدهما في سبيل الآخر، وهكذا تمضي بهم خياراتهم غير العادلة، في ظل أزمات سورية متلاحقة هُمْ فيها الحلقة الأضعف بين مطرقة واقع مرير وسندان مصير مجهول.

لمحة تاريخية 

مخيم قبر الست " السيّدة زينب" هو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا "، حيث قدرت الإحصائيات الرسمية عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيم بداية عام 2012  بـ (5,533 ) عائلة بما يعادل (25,247)  لاجئاً، وعلى أثر الأحداث شهد المخيم هجرة العشرات من العائلات إلى الدول المجاورة وبلدان أوروبا، ويعاني مخيم السيدة زينب من انخفاض في المستوى الصحي، والكهرباء، ومياه الشرب، والبنية التحتية، وتعمل فيه أربعة مدارس بنظام الفترتين، ومركز توزيع غذائي واحد، إضافة إلى مركز صحي وحيد.

ويقع المخيّم جنوب مدينة دمشق على بعد 12كم من العاصمة، بالقرب من مقام السيدة زينب على مساحة تقدر بـ 23 ألف متر مربع، وينحدر أبنائه من قضاء مدينتي صفد وطبريا، ومن غوير أبو شوشة؛ ومن قرى سهل الحولة، وهي: الصالحية، الدوارة، العابسية، الخالصة، القيطية، الزوية، جاحولا، ومن قرية الملاحة والزوق.

 ومعظمهم ينتمون إلى العشائر الفلسطينية، مثل: العقايلة، والويسية، والتلاوية، والزناغرة، والشمالنة، والهيب، والوهيب، والمواسي والصبيح والسوالمة.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/13451