map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الطفولة الضائعة في مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا

تاريخ النشر : 27-12-2025
الطفولة الضائعة في مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا

ظاهر صالح - مجموعة العمل

بعيداً عن صخب قاعات المؤتمرات والبروتوكولات الدولية التي غالباً ما تتجاهل المعاناة الإنسانية، يتلاشى مستقبل جيل كامل بين جنبات هذه المخيمات.

هناك، لا يواجه الأطفال قسوة الظروف والصعاب فحسب، بل يخوضون صراعاً منهجياً لتدمير أحلامهم تحت وطأة الحاجة المُلحة، فلم تعد عمالة الأطفال في هذه التجمعات مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل تحولت إلى حلقة مفرغة من الفقر، حيث تُستنزف طاقات كان من الممكن أن تكون دافعاً للنهوض المجتمعي، لتتحول بدلاً من ذلك إلى وقود لبقاء يومي مرير في بيئة تنعدم فيها مقومات الاستقرار النفسي والأمان.

 اقتصاد البقاء القسري للاجئين الفلسطينيين في سوريا (بيانات 2025)

تكشف بيانات عام 2025 عن واقع مأساوي يحيط باللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث تعكس الأرقام انهيارًا شاملًا في منظومة الحماية الاجتماعية:

-  90% من اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر المدقع.

-  92% نسبة انعدام الأمن الغذائي بين العائلات.

تحول الطفل من مقاعد الدراسة إلى مُعيل قسري، واستحالت المخيمات من محطات انتظار للعودة إلى مختبرات لإنتاج العمالة الرخيصة.

واقع الطفولة في أبرز المخيمات (تقديرات 2024 - 2025):

1- مخيم النيرب - حلب

. نوع العمالة السائدة: ورشات الرخام، نحت الصخر، البلاستيك.

. معدل التسرب المدرسي: 35% - 40%.

. التحدي الصحي والأمني الأبرز: أمراض تنفسية وتشوهات عظمية مزمنة.

2- مخيم جرمانا - ريف دمشق

- نوع العمالة السائدة: مسح الزجاج، بيع متجول، جمع الخردة.

- معدل التسرب المدرسي: 25% - 30%.

- التحدي الصحي والأمني الأبرز: مخاطر الاستغلال في الشوارع والعمل الليلي.

3- مخيم سبينة - ريف دمشق

- نوع العمالة السائدة: ميكانيك، نجارة، عتالة.

- معدل التسرب المدرسي: 45%

-  التحديات الصحية والأمنية الأبرز: إصابات عمل خطيرة ناتجة عن مهن بدائية.

4- مخيم السيدة زينب والحسينية:

تتمثل التحديات في الإصابات العملية الخطيرة الناتجة عن المهن البدائية السائدة، وهي غالبًا أعمال زراعية موسمية أو عتالة الأسواق، مع تسجيل معدل تسرب مدرسي يبلغ 30%.

5- مخيم اليرموك المدمر:

 يتمثل التحدي الصحي والأمني الأبرز في سوء التغذية الحاد والتأخر في النمو البدني، وتنتشر بين سكانه مهنة جمع المعادن من بين الأنقاض، مع ارتفاع معدل التسرب المدرسي إلى 80%، كما تشمل المخاطر انهيار الأبنية والمخلفات غير المنفجرة.

- لماذا ينهار جيل الخيمة؟

هذا الانهيار ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لتضافر أزمات هيكلية واقتصادية عميقة:

- تُستغل طاقات الأطفال في مهن بدائية تخدم فئات مستفيدة تتربح من الأزمة، بدلاً من توجيههم نحو اكتساب المهارات التكنولوجية التي تتماشى مع متطلبات العصر.

- الطفل العامل اليوم سيصبح شابًا يفتقر إلى المهارات غدًا، مما يضمن استمرار اعتماد المخيم على المساعدات الإغاثية المهينة ويعرقل أي مسار للتنمية المستدامة.

- تحوّل المدرسة من وسيلة للترقي الاجتماعي إلى عبء مادي (تكاليف القرطاسية والمواصلات)، مما دفع الأسر إلى تفضيل العائد المادي الضئيل من العمل اليدوي (2-4 دولارات يوميًا) على الاستثمار في مستقبل غير مضمون.

نحو التمكين لا الإغاثة

إن استعادة الطفولة المسلوبة تتطلب تحولاً جذريًا في منهجية الدعم الدولي والمؤسساتي، عبر المسارات التالية:                  

ربط المساعدات النقدية المقدَّمة من الأونروا والمنظمات الدولية بسجل الحضور المدرسي الفعلي للطفل. كما يُقترح تحويل أجزاء من مدارس المخيمات إلى حواضن ذكية لتعليم البرمجة، والصيانة التقنية، والتسويق الرقمي، لتمكين الطفل من الالتحاق بسوق العمل الحديث وحمايته من المهن الشاقة، ويجب توجيه الاستثمارات نحو مشاريع تشغيل صغيرة للآباء داخل المخيمات لضمان كفاية الأسرة وعودة الطفل إلى مكانه الطبيعي: وهو المدرسة والمعهد.

ختاماً، قضية أطفال المخيمات ليست مجرد إحصائية في تقرير سنوي، بل هي صرخة لإنقاذ ما تبقى من هويتهم ومستقبلهم. إن تحويل غبار المصانع الذي يغطي وجوه الصغار إلى مهارات إنتاجية هو السبيل الوحيد لكسر حلقة الفقر وتجنب ضياع جيل لم يعرف من الطفولة سوى اسمها.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/22507

ظاهر صالح - مجموعة العمل

بعيداً عن صخب قاعات المؤتمرات والبروتوكولات الدولية التي غالباً ما تتجاهل المعاناة الإنسانية، يتلاشى مستقبل جيل كامل بين جنبات هذه المخيمات.

هناك، لا يواجه الأطفال قسوة الظروف والصعاب فحسب، بل يخوضون صراعاً منهجياً لتدمير أحلامهم تحت وطأة الحاجة المُلحة، فلم تعد عمالة الأطفال في هذه التجمعات مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل تحولت إلى حلقة مفرغة من الفقر، حيث تُستنزف طاقات كان من الممكن أن تكون دافعاً للنهوض المجتمعي، لتتحول بدلاً من ذلك إلى وقود لبقاء يومي مرير في بيئة تنعدم فيها مقومات الاستقرار النفسي والأمان.

 اقتصاد البقاء القسري للاجئين الفلسطينيين في سوريا (بيانات 2025)

تكشف بيانات عام 2025 عن واقع مأساوي يحيط باللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث تعكس الأرقام انهيارًا شاملًا في منظومة الحماية الاجتماعية:

-  90% من اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر المدقع.

-  92% نسبة انعدام الأمن الغذائي بين العائلات.

تحول الطفل من مقاعد الدراسة إلى مُعيل قسري، واستحالت المخيمات من محطات انتظار للعودة إلى مختبرات لإنتاج العمالة الرخيصة.

واقع الطفولة في أبرز المخيمات (تقديرات 2024 - 2025):

1- مخيم النيرب - حلب

. نوع العمالة السائدة: ورشات الرخام، نحت الصخر، البلاستيك.

. معدل التسرب المدرسي: 35% - 40%.

. التحدي الصحي والأمني الأبرز: أمراض تنفسية وتشوهات عظمية مزمنة.

2- مخيم جرمانا - ريف دمشق

- نوع العمالة السائدة: مسح الزجاج، بيع متجول، جمع الخردة.

- معدل التسرب المدرسي: 25% - 30%.

- التحدي الصحي والأمني الأبرز: مخاطر الاستغلال في الشوارع والعمل الليلي.

3- مخيم سبينة - ريف دمشق

- نوع العمالة السائدة: ميكانيك، نجارة، عتالة.

- معدل التسرب المدرسي: 45%

-  التحديات الصحية والأمنية الأبرز: إصابات عمل خطيرة ناتجة عن مهن بدائية.

4- مخيم السيدة زينب والحسينية:

تتمثل التحديات في الإصابات العملية الخطيرة الناتجة عن المهن البدائية السائدة، وهي غالبًا أعمال زراعية موسمية أو عتالة الأسواق، مع تسجيل معدل تسرب مدرسي يبلغ 30%.

5- مخيم اليرموك المدمر:

 يتمثل التحدي الصحي والأمني الأبرز في سوء التغذية الحاد والتأخر في النمو البدني، وتنتشر بين سكانه مهنة جمع المعادن من بين الأنقاض، مع ارتفاع معدل التسرب المدرسي إلى 80%، كما تشمل المخاطر انهيار الأبنية والمخلفات غير المنفجرة.

- لماذا ينهار جيل الخيمة؟

هذا الانهيار ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لتضافر أزمات هيكلية واقتصادية عميقة:

- تُستغل طاقات الأطفال في مهن بدائية تخدم فئات مستفيدة تتربح من الأزمة، بدلاً من توجيههم نحو اكتساب المهارات التكنولوجية التي تتماشى مع متطلبات العصر.

- الطفل العامل اليوم سيصبح شابًا يفتقر إلى المهارات غدًا، مما يضمن استمرار اعتماد المخيم على المساعدات الإغاثية المهينة ويعرقل أي مسار للتنمية المستدامة.

- تحوّل المدرسة من وسيلة للترقي الاجتماعي إلى عبء مادي (تكاليف القرطاسية والمواصلات)، مما دفع الأسر إلى تفضيل العائد المادي الضئيل من العمل اليدوي (2-4 دولارات يوميًا) على الاستثمار في مستقبل غير مضمون.

نحو التمكين لا الإغاثة

إن استعادة الطفولة المسلوبة تتطلب تحولاً جذريًا في منهجية الدعم الدولي والمؤسساتي، عبر المسارات التالية:                  

ربط المساعدات النقدية المقدَّمة من الأونروا والمنظمات الدولية بسجل الحضور المدرسي الفعلي للطفل. كما يُقترح تحويل أجزاء من مدارس المخيمات إلى حواضن ذكية لتعليم البرمجة، والصيانة التقنية، والتسويق الرقمي، لتمكين الطفل من الالتحاق بسوق العمل الحديث وحمايته من المهن الشاقة، ويجب توجيه الاستثمارات نحو مشاريع تشغيل صغيرة للآباء داخل المخيمات لضمان كفاية الأسرة وعودة الطفل إلى مكانه الطبيعي: وهو المدرسة والمعهد.

ختاماً، قضية أطفال المخيمات ليست مجرد إحصائية في تقرير سنوي، بل هي صرخة لإنقاذ ما تبقى من هويتهم ومستقبلهم. إن تحويل غبار المصانع الذي يغطي وجوه الصغار إلى مهارات إنتاجية هو السبيل الوحيد لكسر حلقة الفقر وتجنب ضياع جيل لم يعرف من الطفولة سوى اسمها.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/22507