map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مخيم اليرموك... عامٌ على السقوط

تاريخ النشر : 01-04-2016
مخيم اليرموك... عامٌ على السقوط

بقلم: إبراهيم العلي

مخيم اليرموك القابع على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة دمشق والذي شكل متنفساً وحاضنةً لكل فئات الشعب السوري يوم نزحوا من بيوتهم بسبب الأعمال القتالية التي جرت في سورية وما زالت نارها تستعر في مكان وتخبو في مكان آخر .

مخيم اليرموك الذي سكنه اللاجئون من فلسطين منذ خمسينيات القرن الماضي وتوالدوا فيه حتى تجاوزوا المئتي ألف لاجئ ، فنمو وترعرعوا وعرفوا تاريخ نكبتهم في حنايا أزقتهم من على جداريات شوارعهم التي تزينت بصور القادة والشهداء ، ومن كتب التاريخ وذكريات الآباء والأجداد. لقد وصلت كرة النار المتدحرجة في سورية منذ آذار –مارس 2011 إلى المخيم فدمرت كل ما أتت عليه من بشر وحجر، وأصبح المخيم كغالبية منطاق سورية محاصراً من الخارج من قبل النظام السوري ومن والاه ، ومقسماً من الداخل بين مسلحي المعارضة السورية. في الأول من نيسان / إبريل من العام الماضي ( 2015 ) اندلعت معارك دامية داخل مخيم اليرموك بين عناصر الدولة الاسلامية " داعش " وجبهة النصرة من ناحية وأكناف بيت المقدس من ناحية أخرى، أشعل شرارتها تزايد عمليات الاغتيالات للناشطين من أبناء المخيم التي توجت يومئذ ٍ باغتيال الناشط يحيى حوراني أبو صهيب في 30 آذار – مارس 2015 حيث كانت أصابع الاتهام تشير إلى تورط داعش، مما فجر معركة طاحنة ارتكبت فيها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين وخلفت دماراً واسعا ً في الممتلكات الخاصة والعامة داخل المخيم انتهت ببسط سيطرة داعش على معظم أحياء مخيم اليرموك . وفي محاولة لاستقراء الأوضاع العامة لمخيم اليرموك بعد مرور عام على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " يمكن تسجيل عشر نقاط أساسية :

1. استمرار حالة النزوح من المخيم حتى أصبح عدد السكان داخل المخيم من 3000- 5000 لاجئا ً فلسطينيا ً بعدما كانت الاحصائيات السابقة لدخول داعش تتحدث عن حوالي 18000 ألفا ً .

2. استمرار الحصار المفروض عليه منذ منتصف تموز - يوليو 2013 وتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان، وحصول تسع وفيات جديدة بين المحاصرين نتيجة الافتقار إلى العناية الطبية والأدوية .

3. رفع المخيم من قائمة المناطق المحاصرة بقرار من المكتب التنسيقي للشؤون الانسانية في الامم المتحدة وتوقف إدخال المساعدات وقوافل الإغاثة إلى داخل المخيم والطلب من الأهالي الخروج إلى خارج المخيم من جهة الجنوب الشرقي في منطقة ببيلا ويلدا لاستلام المساعدات.

4. استمرار مسلسل الاغتيالات داخل المخيم حيث سُجل اغتيال "أبو معاذ الشرعان، مسؤول الملف الإغاثي في هيئة فلسطين الخيرية، يوم 12 تموز/ يوليو 2015 برصاص ملثمين مجهولين، وأمين سر الهيئة الوطنية الفلسطينية، مسؤول الجبهة الديمقراطية في مخيم اليرموك "أبو أحمد هواري"في يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 .

5. تعاظم حدة الصراعات الداخلية بين الفصائل المسيطرة على المخيم من داعش والنصرة وجماعة الانصار ووقوع اشتباكات بينيِّة وتصفيات كاغتيال أمير جبهة النصرة "أبو يوسف الدرعاوي" الحوراني يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

6. خروج قسم من قيادة داعش إلى الرقة في ظل تكتم وغموض شديدين، بعدما كان الحديث عن انسحاب كلي لداعش من المنظقة الجنوبية واجراء مصالحات.

7. تواصل الاشتباكات والقصف المتقطعين على المخيم من قبل قوات النظام والفصائل الفلسطينية الموالية له وقوات الدفاع الوطني الذين يحاصرون المخيم من المدخل الشمالي، فقد تم توثيق سقوط (٨٣) ضحية بين اللاجئين خلال عام من تاريخ سيطرة داعش على المخيم.

8. السماح لبعض الأهالي بزيارة منازلهم داخل المخيم بعد الحصول على موافقة أمنية تسمح لهم بذلك ، مما ينذر بمستقبل سيء .

9. السماح بدفن الأموات من اللاجئين الفلسطينيين النازحين داخل مناطق دمشق في مقبرة مخيم اليرموك وبشروط خاصة بعد عجز معظم اللاجئين عن دفن موتاهم في مقابر دمشق أو ريفها نظرا ً لارتفاع أسعار القبور أو الشروط المقيدة للدفن فيها.

10. تراجع الحراك الرسمي الفلسطيني والأهلي والاعلامي الرامي إلى رفع الحصار عن المخيمات واستمرار حالة النزوح لأهالي المخيم في مناطق مختلفة من مدينة دمشق وريفها.

إن ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون داخل المخيمات السورية وخارجها يخرج عن كل المعايير الإنسانية التي وضعتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة باللاجئين خصوصا ً وحقوق الإنسان عموما ً، فالحصار والتجويع والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت في المعتقلات والحد من الحركة والتنقل وغيرها من صنوف التعامل المهين يفرض مهمات جليلة على المجتمع الدولي تبدأ من تطبيق مبدأ الحماية الجسدية والقانونية والإغاثية مروا ً بالتحقيق بالانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في سورية.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4586

بقلم: إبراهيم العلي

مخيم اليرموك القابع على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة دمشق والذي شكل متنفساً وحاضنةً لكل فئات الشعب السوري يوم نزحوا من بيوتهم بسبب الأعمال القتالية التي جرت في سورية وما زالت نارها تستعر في مكان وتخبو في مكان آخر .

مخيم اليرموك الذي سكنه اللاجئون من فلسطين منذ خمسينيات القرن الماضي وتوالدوا فيه حتى تجاوزوا المئتي ألف لاجئ ، فنمو وترعرعوا وعرفوا تاريخ نكبتهم في حنايا أزقتهم من على جداريات شوارعهم التي تزينت بصور القادة والشهداء ، ومن كتب التاريخ وذكريات الآباء والأجداد. لقد وصلت كرة النار المتدحرجة في سورية منذ آذار –مارس 2011 إلى المخيم فدمرت كل ما أتت عليه من بشر وحجر، وأصبح المخيم كغالبية منطاق سورية محاصراً من الخارج من قبل النظام السوري ومن والاه ، ومقسماً من الداخل بين مسلحي المعارضة السورية. في الأول من نيسان / إبريل من العام الماضي ( 2015 ) اندلعت معارك دامية داخل مخيم اليرموك بين عناصر الدولة الاسلامية " داعش " وجبهة النصرة من ناحية وأكناف بيت المقدس من ناحية أخرى، أشعل شرارتها تزايد عمليات الاغتيالات للناشطين من أبناء المخيم التي توجت يومئذ ٍ باغتيال الناشط يحيى حوراني أبو صهيب في 30 آذار – مارس 2015 حيث كانت أصابع الاتهام تشير إلى تورط داعش، مما فجر معركة طاحنة ارتكبت فيها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين وخلفت دماراً واسعا ً في الممتلكات الخاصة والعامة داخل المخيم انتهت ببسط سيطرة داعش على معظم أحياء مخيم اليرموك . وفي محاولة لاستقراء الأوضاع العامة لمخيم اليرموك بعد مرور عام على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " يمكن تسجيل عشر نقاط أساسية :

1. استمرار حالة النزوح من المخيم حتى أصبح عدد السكان داخل المخيم من 3000- 5000 لاجئا ً فلسطينيا ً بعدما كانت الاحصائيات السابقة لدخول داعش تتحدث عن حوالي 18000 ألفا ً .

2. استمرار الحصار المفروض عليه منذ منتصف تموز - يوليو 2013 وتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان، وحصول تسع وفيات جديدة بين المحاصرين نتيجة الافتقار إلى العناية الطبية والأدوية .

3. رفع المخيم من قائمة المناطق المحاصرة بقرار من المكتب التنسيقي للشؤون الانسانية في الامم المتحدة وتوقف إدخال المساعدات وقوافل الإغاثة إلى داخل المخيم والطلب من الأهالي الخروج إلى خارج المخيم من جهة الجنوب الشرقي في منطقة ببيلا ويلدا لاستلام المساعدات.

4. استمرار مسلسل الاغتيالات داخل المخيم حيث سُجل اغتيال "أبو معاذ الشرعان، مسؤول الملف الإغاثي في هيئة فلسطين الخيرية، يوم 12 تموز/ يوليو 2015 برصاص ملثمين مجهولين، وأمين سر الهيئة الوطنية الفلسطينية، مسؤول الجبهة الديمقراطية في مخيم اليرموك "أبو أحمد هواري"في يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 .

5. تعاظم حدة الصراعات الداخلية بين الفصائل المسيطرة على المخيم من داعش والنصرة وجماعة الانصار ووقوع اشتباكات بينيِّة وتصفيات كاغتيال أمير جبهة النصرة "أبو يوسف الدرعاوي" الحوراني يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

6. خروج قسم من قيادة داعش إلى الرقة في ظل تكتم وغموض شديدين، بعدما كان الحديث عن انسحاب كلي لداعش من المنظقة الجنوبية واجراء مصالحات.

7. تواصل الاشتباكات والقصف المتقطعين على المخيم من قبل قوات النظام والفصائل الفلسطينية الموالية له وقوات الدفاع الوطني الذين يحاصرون المخيم من المدخل الشمالي، فقد تم توثيق سقوط (٨٣) ضحية بين اللاجئين خلال عام من تاريخ سيطرة داعش على المخيم.

8. السماح لبعض الأهالي بزيارة منازلهم داخل المخيم بعد الحصول على موافقة أمنية تسمح لهم بذلك ، مما ينذر بمستقبل سيء .

9. السماح بدفن الأموات من اللاجئين الفلسطينيين النازحين داخل مناطق دمشق في مقبرة مخيم اليرموك وبشروط خاصة بعد عجز معظم اللاجئين عن دفن موتاهم في مقابر دمشق أو ريفها نظرا ً لارتفاع أسعار القبور أو الشروط المقيدة للدفن فيها.

10. تراجع الحراك الرسمي الفلسطيني والأهلي والاعلامي الرامي إلى رفع الحصار عن المخيمات واستمرار حالة النزوح لأهالي المخيم في مناطق مختلفة من مدينة دمشق وريفها.

إن ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون داخل المخيمات السورية وخارجها يخرج عن كل المعايير الإنسانية التي وضعتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة باللاجئين خصوصا ً وحقوق الإنسان عموما ً، فالحصار والتجويع والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت في المعتقلات والحد من الحركة والتنقل وغيرها من صنوف التعامل المهين يفرض مهمات جليلة على المجتمع الدولي تبدأ من تطبيق مبدأ الحماية الجسدية والقانونية والإغاثية مروا ً بالتحقيق بالانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في سورية.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4586