map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

الفلسطيني السوري

تاريخ النشر : 28-08-2016
الفلسطيني السوري

د.أحمد برقاوي 

يُعرِف اللاجئ الفلسطيني إلى سورية نفسه بأنه فلسطيني سوري ، و هو نمط من التعريف لا يعرف فيه اللاجئ الفلسطيني نفسه إلى أماكن لجوء أخرى.

وسبب ذلك هو إن الشعب السوري بكل تنوعه بما يتمتع به من شعور بالمركزية في بلاد الشام نظر إلى الفلسطيني على إنه جزء لا يتجزأ من نسيجه الوطني من جهة ، ولأن القانون السوري رقم 60 الذي اتخذه المجلس النيابي السوري عام 1956 الذي ساوى بين السوري والفلسطيني بجميع الحقوق باستثناء ما يتعلق بالإنتخابات و الذي أَشعر الفلسطيني في سوريا بأنه سوري .هذا القانون سمح للفلسطيني أن يتواجد في كل مناحي الحياة السورية ، بدءً من المهن الأدارية في الدولة وانتهاءً بالتجارة ، مروراً بالحرفة .

فضلاً عن أن عملية التزاوج التي تمت بين أفراد الشعبين جعلت الإنصهار شديداً ( بالمناسبة : زوجتي حلبية ، و زوج ابنتي دمشقي ، وزوج أختي حوراني ) .

و حتى مع ظهور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم يغير السوري و الفلسطيني من وعيه بالآخر ، بل إن أكثرية أصدقائنا السوريين ،حين قام النظام على الإعتداء على منظمة التحرير ، و على فتح بالذات وقفوا إلى جانب الفلسطينين دون تردد .

بعد قيام الثورة السورية انسحبت حالة المواقف الشعبية السورية منها على الفلسطينيين ، فمنهم من وقف إلى جانب النظام إلى حد تشكيل ميليشيا مسلحة تقاتل إلى جانبه ، ومنهم من وقف إلى جانب الثورة أيضاً إلى الحد الذي يقاتل فيها النظام . وهذا أمر طبيعي .

غير إن هناك مواقف غريبة تظهر من بعض أفراد طرفي الصراع في سوريا متشابهة بالخطاب، حيث يُخاطب الفلسطيني المؤيد للثورة من قبل مؤيد النظام بقوله : ” أيها الفلسطيني أليس من الوفاء لسوريا التي احتضنتك ودرستك وعاملتك كأحد أبنائها و وقفت إلى جانبك ، أنت يا من تبصق في الماء الذي شربت منه ، أليس من الوفاء لها أنت تكون معها ” طبعاً صاحب خطاب كهذا يوحد بين النظام وسوريا .

و الخطاب نفسه يوجهه أحد المناصرين للثورة إلى فلسطيني يؤيد النظام وبالأسلوب نفسه لكنه يضيف ” أهذا جزاء الشعب السوري الذي عشت بين بنيه معززاً مكرماً دون تمييز ، و اقتسم معك اللقمة ، أهذا جزاؤه أن تقف إلى جانب من يقتله ” .

هذا القول المتشابه الصادر عن متناقضيّن يشي بنوع من الوعي المتدني بالعلاقة بين الفلسطيني – السوري و السوري ، وعي قائم على فكرة إن هناك سورياً تمنن على الفلسطيني وعلى الفلسطيني أن يتخذ موقفاً تأسيساً على هذا التمنن السوري .

لا ، ليست الحال هي هذه الحال ، الحال الفلسطينية – السورية هي حال سورية ، هي حال السوري ومن هو في حكمه . أنسيتم صيغة الإعلانات الحكومية التي تقول : إلى المواطنين السورين و من هم في حكمهم ” و من هم في حكمهم لم تكن تعني ولا تعني إلا الفلسطيني – السوري .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5604

د.أحمد برقاوي 

يُعرِف اللاجئ الفلسطيني إلى سورية نفسه بأنه فلسطيني سوري ، و هو نمط من التعريف لا يعرف فيه اللاجئ الفلسطيني نفسه إلى أماكن لجوء أخرى.

وسبب ذلك هو إن الشعب السوري بكل تنوعه بما يتمتع به من شعور بالمركزية في بلاد الشام نظر إلى الفلسطيني على إنه جزء لا يتجزأ من نسيجه الوطني من جهة ، ولأن القانون السوري رقم 60 الذي اتخذه المجلس النيابي السوري عام 1956 الذي ساوى بين السوري والفلسطيني بجميع الحقوق باستثناء ما يتعلق بالإنتخابات و الذي أَشعر الفلسطيني في سوريا بأنه سوري .هذا القانون سمح للفلسطيني أن يتواجد في كل مناحي الحياة السورية ، بدءً من المهن الأدارية في الدولة وانتهاءً بالتجارة ، مروراً بالحرفة .

فضلاً عن أن عملية التزاوج التي تمت بين أفراد الشعبين جعلت الإنصهار شديداً ( بالمناسبة : زوجتي حلبية ، و زوج ابنتي دمشقي ، وزوج أختي حوراني ) .

و حتى مع ظهور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم يغير السوري و الفلسطيني من وعيه بالآخر ، بل إن أكثرية أصدقائنا السوريين ،حين قام النظام على الإعتداء على منظمة التحرير ، و على فتح بالذات وقفوا إلى جانب الفلسطينين دون تردد .

بعد قيام الثورة السورية انسحبت حالة المواقف الشعبية السورية منها على الفلسطينيين ، فمنهم من وقف إلى جانب النظام إلى حد تشكيل ميليشيا مسلحة تقاتل إلى جانبه ، ومنهم من وقف إلى جانب الثورة أيضاً إلى الحد الذي يقاتل فيها النظام . وهذا أمر طبيعي .

غير إن هناك مواقف غريبة تظهر من بعض أفراد طرفي الصراع في سوريا متشابهة بالخطاب، حيث يُخاطب الفلسطيني المؤيد للثورة من قبل مؤيد النظام بقوله : ” أيها الفلسطيني أليس من الوفاء لسوريا التي احتضنتك ودرستك وعاملتك كأحد أبنائها و وقفت إلى جانبك ، أنت يا من تبصق في الماء الذي شربت منه ، أليس من الوفاء لها أنت تكون معها ” طبعاً صاحب خطاب كهذا يوحد بين النظام وسوريا .

و الخطاب نفسه يوجهه أحد المناصرين للثورة إلى فلسطيني يؤيد النظام وبالأسلوب نفسه لكنه يضيف ” أهذا جزاء الشعب السوري الذي عشت بين بنيه معززاً مكرماً دون تمييز ، و اقتسم معك اللقمة ، أهذا جزاؤه أن تقف إلى جانب من يقتله ” .

هذا القول المتشابه الصادر عن متناقضيّن يشي بنوع من الوعي المتدني بالعلاقة بين الفلسطيني – السوري و السوري ، وعي قائم على فكرة إن هناك سورياً تمنن على الفلسطيني وعلى الفلسطيني أن يتخذ موقفاً تأسيساً على هذا التمنن السوري .

لا ، ليست الحال هي هذه الحال ، الحال الفلسطينية – السورية هي حال سورية ، هي حال السوري ومن هو في حكمه . أنسيتم صيغة الإعلانات الحكومية التي تقول : إلى المواطنين السورين و من هم في حكمهم ” و من هم في حكمهم لم تكن تعني ولا تعني إلا الفلسطيني – السوري .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5604