map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

ريشة عروة حمزات تلخص قصة فلسطينيي سوريا - أشرف السهلي

تاريخ النشر : 06-09-2016
ريشة عروة حمزات تلخص قصة فلسطينيي سوريا - أشرف السهلي

أشرف السهلي - صحفي فلسطيني

يعرض ثماني لوحات رسمت بعناية، وينهمك بشرح الأفكار والتفاصيل الواردة فيها لزوار خيمة لخّصت بألوانها الزيتية قصتي لجوء عاشهما شعب واحد.

هناك، في بقعة بعيدة عن ضجيج الحرب السورية، وتحديدا في منطقة "سودرتاليا سنتروم" وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، أقام الشاب الفلسطيني عروة حمزات ابن مخيم اليرموك، معرضه الأول للرسوم تحت اسم "روح الألوان".

يقول عروة ذو الخمسة والعشرين ربيعا: "بدأت قصتي مع الرسم في مخيم اليرموك عندما كنت طفلا واكتشفت حينها بذور موهبتي.. لطالما رسمت لرفاق المرحلة الابتدائية وأعجب مدرسو الرسم بأدائي"... ويضيف:" أنا رسام أتقن التلوين، لكني شخص طبيعي يمشي بحياته اليومية.. كل ما في الأمر أني أحب الرسم وأعطيه حقه من وقتي".

حمزات العائدة أصوله إلى مدينة طبريا الفلسطينية، يتابع قائلا: "الفضل أولا وأخيرا لأبي وأمي فهما اللذين رعيا موهبتي وضحيا من أجلي، ولأساتذتي رائد قطناني، زينة الفخري وعبد الجبار فهم من طوروا قدراتي خلال دراستي التصميم الإعلاني في معهد DTC بدمشق".

وعن دور مدرّسيه في المعهد، يوضح أنه تعلم إحساس القضية والرصاص من رائد، وكان لزينة الدور الأبرز بتعليمه الغرافيك الأكاديمي، أما الأستاذ عبد الجبار فلقّنه احتراف الألوان بأنواعها كافة.

عروة وكغيره من الشباب الفلسطيني والسوري، التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق وأتمّ سنتين دراسيتين فيها قبل أن يضطر لتركها بسبب الحرب، ليشق مع أسرته الصغيرة عباب البحر ودروب البر وصولا إلى السويد.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى هجرة أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا إلى القارة العجوز خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحثا عن الأمان.

في السويد وجد عروة ضالته وحظي بفرصة أكبر للتركيز فيما أحبّ منذ نعومة أظفاره، حيث انضم إلى "مدرسة الثقافة السويدية" وفيها صُقلت موهبته أكثر، لتكمل المدرسة دورها وترعى تجربته الأولى كثمرةً لمجهوده طيلة الفترة السابقة.

بلهجته الفلسطينية المطعّمة بالكلمات الشاميّة، يتحدث حمزات عن معرضه قائلا: "سمّيتو روح الألوان.. بصراحة من أهم التجارب بحياتي للأثر الي تركو فيني بعد انتهاء العرض".

المعرض الذي شهد إقبالا فلسطينيا وسويديا كبيرا وحوارات بناءة، انهمك خلاله عروة بشرح محتويات الرسومات وألوانها للزوار، فريشته لونت بعضها بالأبيض والأسود، وأضاءت الأخرى بألوان زاهية.

وبثقة الناجحين يضيف حمزات: " عرضت 8 لوحات، وحدة لفلسطين ووحدة لسوريا والبقية لمواضيع الهجرة ورحلتنا لحد ما وصلنا لهون وكيف بدنا نكمل طريقنا لنرجع لفلسطين ولسوريا".

ويتابع حديثه: "أرى أن الإقبال الأكبر كان على لوحة (مفتاح العودة) التي تظهر فيها الختيارة الباكية بعد سماع قصتي سوريا وفلسطين، ولوحة (وقفو الحرب) التي تدعو إلى إنهاء الحرب السورية من خلال النقطة الحمراء والقدم". مبينا أن أهمية محتوى هاتين اللوحتين جعلهما يحظيان بنصيب أكبر من أسئلة الزوار ومشاهداتهم، وميزهما عن لوحات استخدمت فيها درجة أعلى من التقنية.

 

ولعلّ أكثر ما أسعد الشاب بالتزامن مع ذلك، اتصال هاتفي من أحد أصدقاء طفولته، استذكرا خلاله تميز عروة بالرسم والتلوين في سنوات الدراسة الابتدائية، وكيف كان الطلاب والمدرسون يعجبون بذلك.

حمزات يشرح طبيعة رسم اللوحات قائلا: "استخدمت الألوان الزيتية فيما عرضت، وصنعت لوحاتي بنفس الأسلوب الذي تعلمته في سوريا بأن أبدأ من الصفر بجلب معدات الرسم من خشب وقماش ومن ثم أؤسس بأكرليك أبيض".

وعن ماهية المدرسة الفنية التي توجه ريشته يوضح:" بالإمكان اعتبار أسلوب البورتريه واقعيا عفويا، بمعنى أن آخذ التفاصيل من الواقع كما هي تماما وأنتقي الألوان بعفويتي، مع مراعاة توازن الألوان الحارة والباردة ودمجها".

وأما عن انتقائه شخصيات شهيرة، فيعقّب على الفكرة: "شارلي شابلن الذي أضحك الناس بدون أن ينطق بكلمة يستحق أن أرسمه، وكذلك غاندي العظيم حيث لازالت أقوام تتبع فكرته ونهجه".

اللوحات الثمانية التي عرضها عروة، ليست كل مافي جعبته، فقد رسم عشرين لوحة منذ قدومه للسويد، تختلف عن بعضها بشكل واضح من حيث الانتقائية، لكنها تتوحد بأسلوبها الواقعي. ويجهزها جميعا لمعارض من المقرر إقامتها مستقبلا.

يؤكد حمزات أن عددا كبيرا من الأشخاص في السويد يحتاجون للتوعية والتوجيه الصحيحين نحو القضية الفلسطينية والأوضاع العربية عموما، مشيرا إلى أن جزءا من مشروعه المقبل يتمثل بتوعية الناس حول فلسطين.

ويرى أن أهم استخلاصاته من التجربة الأولى، تمثل في أن اللاجئين الفلسطينيين قادرون على تحويل آثار هجرتهم وغربتهم إلى إيجابيات يتلمسها الآخرون ويعدّلون من خلالها نظرتهم النمطية المغلوطة تجاه أبناء المخيمات.

ويوجه الشاب رسالته إلى كل موهوب أيا كان مجاله، تمكن من الوصول إلى أوروبا قادما من مخيمات اللاجئين والمناطق السورية، أن يكمل طريقه ليثبت بأن العرب وخاصة الفلسطينيين، مناضلون يمكنهم تحقيق طموحاتهم رغم صعوبة الظروف.

عروة حمزات ليس أول من قدّم بصمتي لجوء وإبداع في آن معا، بل سبقه لاجئون فلسطينيون كثر احترفوا مجالات عدة ولمعت أسماؤهم.. فيما ينتظر آخرون أن يحظوا بفرص مماثلة حرموا منها جراء قمع فكري وسياسي في البلدان العربية أنتج حروبا طاحنة، ليُصار بهم الحال إلى البحث عن فسحة أمل في الأفق البعيد.

 

 

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5667

أشرف السهلي - صحفي فلسطيني

يعرض ثماني لوحات رسمت بعناية، وينهمك بشرح الأفكار والتفاصيل الواردة فيها لزوار خيمة لخّصت بألوانها الزيتية قصتي لجوء عاشهما شعب واحد.

هناك، في بقعة بعيدة عن ضجيج الحرب السورية، وتحديدا في منطقة "سودرتاليا سنتروم" وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، أقام الشاب الفلسطيني عروة حمزات ابن مخيم اليرموك، معرضه الأول للرسوم تحت اسم "روح الألوان".

يقول عروة ذو الخمسة والعشرين ربيعا: "بدأت قصتي مع الرسم في مخيم اليرموك عندما كنت طفلا واكتشفت حينها بذور موهبتي.. لطالما رسمت لرفاق المرحلة الابتدائية وأعجب مدرسو الرسم بأدائي"... ويضيف:" أنا رسام أتقن التلوين، لكني شخص طبيعي يمشي بحياته اليومية.. كل ما في الأمر أني أحب الرسم وأعطيه حقه من وقتي".

حمزات العائدة أصوله إلى مدينة طبريا الفلسطينية، يتابع قائلا: "الفضل أولا وأخيرا لأبي وأمي فهما اللذين رعيا موهبتي وضحيا من أجلي، ولأساتذتي رائد قطناني، زينة الفخري وعبد الجبار فهم من طوروا قدراتي خلال دراستي التصميم الإعلاني في معهد DTC بدمشق".

وعن دور مدرّسيه في المعهد، يوضح أنه تعلم إحساس القضية والرصاص من رائد، وكان لزينة الدور الأبرز بتعليمه الغرافيك الأكاديمي، أما الأستاذ عبد الجبار فلقّنه احتراف الألوان بأنواعها كافة.

عروة وكغيره من الشباب الفلسطيني والسوري، التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق وأتمّ سنتين دراسيتين فيها قبل أن يضطر لتركها بسبب الحرب، ليشق مع أسرته الصغيرة عباب البحر ودروب البر وصولا إلى السويد.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى هجرة أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا إلى القارة العجوز خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحثا عن الأمان.

في السويد وجد عروة ضالته وحظي بفرصة أكبر للتركيز فيما أحبّ منذ نعومة أظفاره، حيث انضم إلى "مدرسة الثقافة السويدية" وفيها صُقلت موهبته أكثر، لتكمل المدرسة دورها وترعى تجربته الأولى كثمرةً لمجهوده طيلة الفترة السابقة.

بلهجته الفلسطينية المطعّمة بالكلمات الشاميّة، يتحدث حمزات عن معرضه قائلا: "سمّيتو روح الألوان.. بصراحة من أهم التجارب بحياتي للأثر الي تركو فيني بعد انتهاء العرض".

المعرض الذي شهد إقبالا فلسطينيا وسويديا كبيرا وحوارات بناءة، انهمك خلاله عروة بشرح محتويات الرسومات وألوانها للزوار، فريشته لونت بعضها بالأبيض والأسود، وأضاءت الأخرى بألوان زاهية.

وبثقة الناجحين يضيف حمزات: " عرضت 8 لوحات، وحدة لفلسطين ووحدة لسوريا والبقية لمواضيع الهجرة ورحلتنا لحد ما وصلنا لهون وكيف بدنا نكمل طريقنا لنرجع لفلسطين ولسوريا".

ويتابع حديثه: "أرى أن الإقبال الأكبر كان على لوحة (مفتاح العودة) التي تظهر فيها الختيارة الباكية بعد سماع قصتي سوريا وفلسطين، ولوحة (وقفو الحرب) التي تدعو إلى إنهاء الحرب السورية من خلال النقطة الحمراء والقدم". مبينا أن أهمية محتوى هاتين اللوحتين جعلهما يحظيان بنصيب أكبر من أسئلة الزوار ومشاهداتهم، وميزهما عن لوحات استخدمت فيها درجة أعلى من التقنية.

 

ولعلّ أكثر ما أسعد الشاب بالتزامن مع ذلك، اتصال هاتفي من أحد أصدقاء طفولته، استذكرا خلاله تميز عروة بالرسم والتلوين في سنوات الدراسة الابتدائية، وكيف كان الطلاب والمدرسون يعجبون بذلك.

حمزات يشرح طبيعة رسم اللوحات قائلا: "استخدمت الألوان الزيتية فيما عرضت، وصنعت لوحاتي بنفس الأسلوب الذي تعلمته في سوريا بأن أبدأ من الصفر بجلب معدات الرسم من خشب وقماش ومن ثم أؤسس بأكرليك أبيض".

وعن ماهية المدرسة الفنية التي توجه ريشته يوضح:" بالإمكان اعتبار أسلوب البورتريه واقعيا عفويا، بمعنى أن آخذ التفاصيل من الواقع كما هي تماما وأنتقي الألوان بعفويتي، مع مراعاة توازن الألوان الحارة والباردة ودمجها".

وأما عن انتقائه شخصيات شهيرة، فيعقّب على الفكرة: "شارلي شابلن الذي أضحك الناس بدون أن ينطق بكلمة يستحق أن أرسمه، وكذلك غاندي العظيم حيث لازالت أقوام تتبع فكرته ونهجه".

اللوحات الثمانية التي عرضها عروة، ليست كل مافي جعبته، فقد رسم عشرين لوحة منذ قدومه للسويد، تختلف عن بعضها بشكل واضح من حيث الانتقائية، لكنها تتوحد بأسلوبها الواقعي. ويجهزها جميعا لمعارض من المقرر إقامتها مستقبلا.

يؤكد حمزات أن عددا كبيرا من الأشخاص في السويد يحتاجون للتوعية والتوجيه الصحيحين نحو القضية الفلسطينية والأوضاع العربية عموما، مشيرا إلى أن جزءا من مشروعه المقبل يتمثل بتوعية الناس حول فلسطين.

ويرى أن أهم استخلاصاته من التجربة الأولى، تمثل في أن اللاجئين الفلسطينيين قادرون على تحويل آثار هجرتهم وغربتهم إلى إيجابيات يتلمسها الآخرون ويعدّلون من خلالها نظرتهم النمطية المغلوطة تجاه أبناء المخيمات.

ويوجه الشاب رسالته إلى كل موهوب أيا كان مجاله، تمكن من الوصول إلى أوروبا قادما من مخيمات اللاجئين والمناطق السورية، أن يكمل طريقه ليثبت بأن العرب وخاصة الفلسطينيين، مناضلون يمكنهم تحقيق طموحاتهم رغم صعوبة الظروف.

عروة حمزات ليس أول من قدّم بصمتي لجوء وإبداع في آن معا، بل سبقه لاجئون فلسطينيون كثر احترفوا مجالات عدة ولمعت أسماؤهم.. فيما ينتظر آخرون أن يحظوا بفرص مماثلة حرموا منها جراء قمع فكري وسياسي في البلدان العربية أنتج حروبا طاحنة، ليُصار بهم الحال إلى البحث عن فسحة أمل في الأفق البعيد.

 

 

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5667