map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سوريا و العيد الذي خرج و لم يعد !

تاريخ النشر : 11-09-2016
فلسطينيو سوريا و العيد الذي خرج و لم يعد !

محمود زغموت

وسط أزمات متعددة على جميع الصعد يستقبل الفلسطينيون في سوريا عيد الأضحى المبارك لهذا العام ،في ظل فوضى الحرب و اقتصادها المتوحش يجدون أشرعتهم متهالكة و أعجز من أن تواجه مزيدا من الرياح الهوجاء و العواصف المستمرة بلا توقف ، وبين الأسر التي فقدت معيلها و تلك التي هجرت من منازلها و أخرى في المناطق المحاصرة ترزح تحت نير الخوف و العوز و قلة ذات اليد ، وعائلات مشردة على طرق الهجرة غير الشرعية و أولئك المنسيون في مخيمات اللجوء و مراكز الإيواء ، يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا اليوم.

يأتي عيد الأضحى هذا العام متزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد و بداية فصل الخريف الذي اعتاد الناس فيه على تأمين المحروقات للتدفئة خلال فصل الشتاء ، و تأمين بعض المستلزمات الغذائية للشتاء البارد عموما ، و هذه "المونة " الشتوية كما تسمى في الشام ، هي عادة سنوية متأصلة لدى شعوب شرق المتوسط ،ها هي أصبحت اليوم حلماً بعيد المنال وباهظ الثمن للاجئ الفلسطيني في المخيمات و ذكرى تستدعي القهر و الأسى على استقرار اقتصادي و بحبوحة كان يتصف بها حال معظم اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية ،يبدو أنها مضت إلى غير رجعة .

اليرموك خال تقريبا من أهله و ذويه ، وهم يذوقون اليوم مرارة اللجوء الثاني في مناطق متفرقة من دمشق و ريفها و قد توزعوا بين جرمانا و قدسيا و الزاهرة و مناطق أخرى من دمشق وريفها و بعض مراكز الإيواء ، فضلا عن الذين لجئوا الى أوروبا أو الدول المجاورة ، سبينة خال على عروشه و خان الشيح محاصر ، مخيم درعا لم يبق فيه سوى بضعة مئات بما لا يزيد عن 15 بالمئة من قاطنيه ، و مخيم الحسينية لم يعد إليه أكثر من نصف سكانه بعد أن سيطر عليه الجيش السوري مدعوما بمليشيات عراقية أواخر العام 2013، بينما تعج مخيمات خان دنون و جرمانا بمئات الأسر النازحة ، وسط تشييع يومي لضحايا من عناصر جيش التحرير الفلسطيني الذي يشارك في معارك الجيش السوري ضد قوات المعارضة في مناطق عدة ، أبرزها تل صوان على أطراف الغوطة الشرقية ، هذه الجبهة التي سقط فيها منذ أيام قليلة ما يقرب من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى ، و أيضا منطقة إبطع في حوران و هي أيضا منطقة ساخنة يشارك في معاركها جيش التحرير، ولا يملك الأهالي المغلوب على أمرهم دفع التجنيد الإجباري عن أبنائهم الذين يزج بهم في الجبهات المشتعلة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، بينما تستغل بعض الفصائل الفلسطينية المقربة من النظام هذا الوضع الاقتصادي المتردي في المخيمات لتجنيد من استطاعت من الشباب الفلسطيني للقتال إلى جانب قوات النظام.

مخيمات الشمال و الوسط تكاد تخلو إلا من العجائز و الأطفال بينما غابت شريحة الشباب إما في المهاجر طلبا للأمن و الاستقرار و إما في المعتقلات أو أنهم دفعوا إلى جبهات القتال .

يستقبل الفلسطينيون العيد و قد لفحتهم منذ أيام قليلة أسعار التجهيزات المدرسية لأبنائهم الطلاب الذين يفترض أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة منتصف الشهر الجاري ، و بين تراجع العملة السورية أمام الدولار لأكثر من عشر أضعاف عما كانت عليه قبل العام 2011، وتراجع مستوى دخل الفرد و الأزمات المستمرة منذ خمس سنوات باتت تحضيرات العيد من ثياب أطفال وحلويات و ما إلى ذلك عادة محصورة بشريحة ضيقة جدا من اللاجئين الفلسطينيين خاصة بعد أن هبط دخل غالبية الأسر إلى أقل من مئة دولار أمريكي شهرياً ،وبات العيد بالنسبة لكثيرين مناسبة تستدعي القهر و الألم و الحسرة أكثر من كونها عيدا .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5703

محمود زغموت

وسط أزمات متعددة على جميع الصعد يستقبل الفلسطينيون في سوريا عيد الأضحى المبارك لهذا العام ،في ظل فوضى الحرب و اقتصادها المتوحش يجدون أشرعتهم متهالكة و أعجز من أن تواجه مزيدا من الرياح الهوجاء و العواصف المستمرة بلا توقف ، وبين الأسر التي فقدت معيلها و تلك التي هجرت من منازلها و أخرى في المناطق المحاصرة ترزح تحت نير الخوف و العوز و قلة ذات اليد ، وعائلات مشردة على طرق الهجرة غير الشرعية و أولئك المنسيون في مخيمات اللجوء و مراكز الإيواء ، يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا اليوم.

يأتي عيد الأضحى هذا العام متزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد و بداية فصل الخريف الذي اعتاد الناس فيه على تأمين المحروقات للتدفئة خلال فصل الشتاء ، و تأمين بعض المستلزمات الغذائية للشتاء البارد عموما ، و هذه "المونة " الشتوية كما تسمى في الشام ، هي عادة سنوية متأصلة لدى شعوب شرق المتوسط ،ها هي أصبحت اليوم حلماً بعيد المنال وباهظ الثمن للاجئ الفلسطيني في المخيمات و ذكرى تستدعي القهر و الأسى على استقرار اقتصادي و بحبوحة كان يتصف بها حال معظم اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية ،يبدو أنها مضت إلى غير رجعة .

اليرموك خال تقريبا من أهله و ذويه ، وهم يذوقون اليوم مرارة اللجوء الثاني في مناطق متفرقة من دمشق و ريفها و قد توزعوا بين جرمانا و قدسيا و الزاهرة و مناطق أخرى من دمشق وريفها و بعض مراكز الإيواء ، فضلا عن الذين لجئوا الى أوروبا أو الدول المجاورة ، سبينة خال على عروشه و خان الشيح محاصر ، مخيم درعا لم يبق فيه سوى بضعة مئات بما لا يزيد عن 15 بالمئة من قاطنيه ، و مخيم الحسينية لم يعد إليه أكثر من نصف سكانه بعد أن سيطر عليه الجيش السوري مدعوما بمليشيات عراقية أواخر العام 2013، بينما تعج مخيمات خان دنون و جرمانا بمئات الأسر النازحة ، وسط تشييع يومي لضحايا من عناصر جيش التحرير الفلسطيني الذي يشارك في معارك الجيش السوري ضد قوات المعارضة في مناطق عدة ، أبرزها تل صوان على أطراف الغوطة الشرقية ، هذه الجبهة التي سقط فيها منذ أيام قليلة ما يقرب من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى ، و أيضا منطقة إبطع في حوران و هي أيضا منطقة ساخنة يشارك في معاركها جيش التحرير، ولا يملك الأهالي المغلوب على أمرهم دفع التجنيد الإجباري عن أبنائهم الذين يزج بهم في الجبهات المشتعلة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، بينما تستغل بعض الفصائل الفلسطينية المقربة من النظام هذا الوضع الاقتصادي المتردي في المخيمات لتجنيد من استطاعت من الشباب الفلسطيني للقتال إلى جانب قوات النظام.

مخيمات الشمال و الوسط تكاد تخلو إلا من العجائز و الأطفال بينما غابت شريحة الشباب إما في المهاجر طلبا للأمن و الاستقرار و إما في المعتقلات أو أنهم دفعوا إلى جبهات القتال .

يستقبل الفلسطينيون العيد و قد لفحتهم منذ أيام قليلة أسعار التجهيزات المدرسية لأبنائهم الطلاب الذين يفترض أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة منتصف الشهر الجاري ، و بين تراجع العملة السورية أمام الدولار لأكثر من عشر أضعاف عما كانت عليه قبل العام 2011، وتراجع مستوى دخل الفرد و الأزمات المستمرة منذ خمس سنوات باتت تحضيرات العيد من ثياب أطفال وحلويات و ما إلى ذلك عادة محصورة بشريحة ضيقة جدا من اللاجئين الفلسطينيين خاصة بعد أن هبط دخل غالبية الأسر إلى أقل من مئة دولار أمريكي شهرياً ،وبات العيد بالنسبة لكثيرين مناسبة تستدعي القهر و الألم و الحسرة أكثر من كونها عيدا .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5703