map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

هذه حكايتي (10)| "آمال شبلاق" قصة إنسانية من قلب الوجع الفلسطيني السوري في لبنان

تاريخ النشر : 18-09-2017
هذه حكايتي (10)|  "آمال شبلاق" قصة إنسانية من قلب الوجع الفلسطيني السوري في لبنان

مجموعة العمل – فايز أبوعيد

تتحمل المرأة الفلسطينية وتعاني العديد من الصعوبات والانتهاكات النفسية والجسدية، اذ يتوجب عليها تحمل وطأة فقدان الممتلكات والسكن والزوج والمعيل نتيجة الحرب المستمرة في سورية، مما دفع العديد ممن ينشدن منهن الاستقرار والعيش بأمان مع أبنائهن للهجرة إلى أوروبا أو البلدان المجاورة لسورية.

"آمال صبري شبلاق" لاجئة فلسطينية من أبناء مخيم العائدين في حمص عاشت أوضاعاً غاية في الصعوبة منذ اندلاع الأحداث في سورية  عام 2011 وما ضاعف من معاناتها خسارتها لمنزلها نتيجة القصف الذي تعرض له.

معاناتي ومأساتي تشبه العديد من قصص مئات اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان،  بهذه الجملة بدأت "آمال" بسرد حكايتها، التي أصرت أن ترويها عبر مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية كي تصل للعالم أجمع علّها تُحرك الضمائر الإنسانية والمنظمات الدولية والحقوقية لإيجاد حل لمعاناتهم وبؤسهم.

ففي العام 2012 اضطررت للفرار مع أولادي من مدينة حمص إلى لبنان خوفاً على ولدي البالغ من العمر 14 عاماً من الاعتقال والموت تحت التعذيب، حيث بات مطلوباً للجهات الأمنية السورية بحجة المشاركة بالتظاهرات المناهضة للنظام، وبعد أن دُمر منزلي ومركز التجميل والعلاج الفيزيائي الذي كان يمثل مصدر الرزق الوحيد لي.

تقول "أم سعيد": قبل أن أغادر سورية قمت بتسوية أوضاع ولدي الأمنية واستخرجت وثائق سفر وورقة لا مانع من السفر خارج القطر، من أجل ضمان سلامتي وسلامة أولادي، بعدها بعت ما تبقى من أثاث منزلي كي أتمكن من اللجوء إلى لبنان للبحث عن الطمأنينة والأمان، إلا أنني لم أكن أعلم أن رحلة شقائي ستبدأ هناك.

تتابع آمال حديثها والدمعة تذرف من مقلتيها عندما وصلت إلى لبنان شعرت بحالة من الضياع لا مال ولا معيل ولا بيت يأويني أنا وأولادي، شعرت حينها بحالة الذهول والضياع والإحباط، وأنا بتلك الحالة تذكرت أن الطبيب الذي كنت أعمل عنده في حمص أعطاني رقم هاتف شخص يعرفه يقيم في مدينة طرابلس وطلب منه مساعدتي في حال وصولي إلى لبنان، وبالفعل اتصلت به وقام بمساعدتي بالبحث عن منزل مناسب يأوني أنا وأطفالي.

تضيف آمال أنه بعد فترة وجيزة طلب صاحب المنزل منها مغادرته، لأن هناك مستأجر دفع له أجرة أكثر من المبلغ الذي تدفعه، مؤكدة أنها حاولت أن تثنيه عن رأيه وتشرح له وضعها المادي الصعب إلا أنه لم يصغ إليها،  وطلب منها المغادرة بسرعة وإلا رمى بأغراضها في الشارع، لم تصدق آمال ما يحدث بها وتساءلت أيعقل أن يبلغ الجشع والطمع  لدى الإنسان إلى هذا الحد الذي تنعدم فيه المشاعر الإنسانية.

يُقدِّر عدد اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان حسب إحصاءات «الأونروا» نهاية 2016 بنحو 31 ألف نسمة يتوزعون على خمس مدن لبنانية داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها. يقيم نحو 50.17% من بين هذه العائلات داخل المخيم، فيما تقطن البقية خارج المخيمات.

وتستأجر غالبية اللاجئين الفلسطينيين من سوريا منازل تراوح كلفتها ما بين 200 - 400 دولار داخل المخيمات و300 - 600 دولار خارجها.

بعد جهد كبير استطاعت آمال ايجاد منزل لها ولعائلتها، إلا أن المال الذي بحوزتها بدأ ينفد، وهنا كان لا بد من البحث عن العمل من أجل تأمين أجرة المنزل ومتطلبات الحياة، إلا أنني ورغم بحثي الطويل والمنهك لم أعثر على أي عمل يناسبني، وعندما أجد عملاً تكون الأجرة متدنية مقابل ساعات عمل طويلة تتجاوز أحياناَ عشر ساعات في اليوم.

وتستطرد كان ابني البالغ من العمر 14 عاماً يراقب مدى معاناتي في البحث عن العمل فقرر أن يقوم هو بإيجاد عمل كي يجنبنا حاجة السؤال والعوز، وكان يغادر المنزل منذ الصباح الباكر في رحلة عذاب للبحث عن العمل، ولكن للأسف يعود خال الوفاض، مشيرة إلى أن ولدها وجد في يوم من الأيام عمل بأحد المصانع وكانت فرحتنا يومها لا توصف، بعد عدة أيام طلب إدارة المعمل من ولدي أوراق ثبوتية وعندما علموا أنه فلسطيني سوري، قاموا بطرده من المصنع. 

وتضيف آمال، التي تختزن قهراً عميقاً من واقعها لمزري التي تعيشه، "الفلسطيني في لبنان ممنوع من العمل، ممنوع من السفر ممنوع من تجديد الاقامات، تمارس عليه العنصرية البغيضة وهو لا حول ولاقوة له".

وواصلت: "آمال سرد قصتها شارحة معاناتها ومعاناة فلسطينيي سورية مع وكالة الأونروا لفلسطينيي سورية، التي تهدد بين الحين والآخر بتقليص مساعدتها المالية وإلغائها، وعلى حد تعبيرها أن 27$ التي تصرفها الوكالة بدل غذاء لا تكفي الشخص ثمن سندويشة فلافل في الشهر إذا قرر اللاجئ أن يأكل كل يوم سندويشة، مشددة على أن الأونروا يجب أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية تجاه فلسطينيي سورية وتقوم بزيادة كل دعمها المادي لهم.

وعن صعوبة الاستشفاء ترى آمال أن اللاجئ الفلسطيني السوري بات يتمنى الموت على أن يصيبه المرض ويدخل إلى مشافي لبنان، لأنه سيقف عاجزاً  عن تأمين مبلغ العلاج والدواء، حيث يمسي الاستشفاء على نفقة اللاجئ كابوساً لا يمكن لأحد تحمله.

قالت آمال صبري شبلاق: "نحن لاجئون وقد أعيانا سوء المعاملة، والجميع يتاجر بقضيتنا، ونحن لا نريد إلا وطن يحتوينا ويحافظ على ما تبقى لنا من وجودنا"، ذلك قبل أن تختنق الكلمات بفمها ولم تعد تستطع النطق بكلمة واحدة بعدما تفجرت عيونها بدموع كانت قد حاولت كثيراً إخفائها أثناء سردها لحكايتها.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8152

مجموعة العمل – فايز أبوعيد

تتحمل المرأة الفلسطينية وتعاني العديد من الصعوبات والانتهاكات النفسية والجسدية، اذ يتوجب عليها تحمل وطأة فقدان الممتلكات والسكن والزوج والمعيل نتيجة الحرب المستمرة في سورية، مما دفع العديد ممن ينشدن منهن الاستقرار والعيش بأمان مع أبنائهن للهجرة إلى أوروبا أو البلدان المجاورة لسورية.

"آمال صبري شبلاق" لاجئة فلسطينية من أبناء مخيم العائدين في حمص عاشت أوضاعاً غاية في الصعوبة منذ اندلاع الأحداث في سورية  عام 2011 وما ضاعف من معاناتها خسارتها لمنزلها نتيجة القصف الذي تعرض له.

معاناتي ومأساتي تشبه العديد من قصص مئات اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان،  بهذه الجملة بدأت "آمال" بسرد حكايتها، التي أصرت أن ترويها عبر مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية كي تصل للعالم أجمع علّها تُحرك الضمائر الإنسانية والمنظمات الدولية والحقوقية لإيجاد حل لمعاناتهم وبؤسهم.

ففي العام 2012 اضطررت للفرار مع أولادي من مدينة حمص إلى لبنان خوفاً على ولدي البالغ من العمر 14 عاماً من الاعتقال والموت تحت التعذيب، حيث بات مطلوباً للجهات الأمنية السورية بحجة المشاركة بالتظاهرات المناهضة للنظام، وبعد أن دُمر منزلي ومركز التجميل والعلاج الفيزيائي الذي كان يمثل مصدر الرزق الوحيد لي.

تقول "أم سعيد": قبل أن أغادر سورية قمت بتسوية أوضاع ولدي الأمنية واستخرجت وثائق سفر وورقة لا مانع من السفر خارج القطر، من أجل ضمان سلامتي وسلامة أولادي، بعدها بعت ما تبقى من أثاث منزلي كي أتمكن من اللجوء إلى لبنان للبحث عن الطمأنينة والأمان، إلا أنني لم أكن أعلم أن رحلة شقائي ستبدأ هناك.

تتابع آمال حديثها والدمعة تذرف من مقلتيها عندما وصلت إلى لبنان شعرت بحالة من الضياع لا مال ولا معيل ولا بيت يأويني أنا وأولادي، شعرت حينها بحالة الذهول والضياع والإحباط، وأنا بتلك الحالة تذكرت أن الطبيب الذي كنت أعمل عنده في حمص أعطاني رقم هاتف شخص يعرفه يقيم في مدينة طرابلس وطلب منه مساعدتي في حال وصولي إلى لبنان، وبالفعل اتصلت به وقام بمساعدتي بالبحث عن منزل مناسب يأوني أنا وأطفالي.

تضيف آمال أنه بعد فترة وجيزة طلب صاحب المنزل منها مغادرته، لأن هناك مستأجر دفع له أجرة أكثر من المبلغ الذي تدفعه، مؤكدة أنها حاولت أن تثنيه عن رأيه وتشرح له وضعها المادي الصعب إلا أنه لم يصغ إليها،  وطلب منها المغادرة بسرعة وإلا رمى بأغراضها في الشارع، لم تصدق آمال ما يحدث بها وتساءلت أيعقل أن يبلغ الجشع والطمع  لدى الإنسان إلى هذا الحد الذي تنعدم فيه المشاعر الإنسانية.

يُقدِّر عدد اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان حسب إحصاءات «الأونروا» نهاية 2016 بنحو 31 ألف نسمة يتوزعون على خمس مدن لبنانية داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها. يقيم نحو 50.17% من بين هذه العائلات داخل المخيم، فيما تقطن البقية خارج المخيمات.

وتستأجر غالبية اللاجئين الفلسطينيين من سوريا منازل تراوح كلفتها ما بين 200 - 400 دولار داخل المخيمات و300 - 600 دولار خارجها.

بعد جهد كبير استطاعت آمال ايجاد منزل لها ولعائلتها، إلا أن المال الذي بحوزتها بدأ ينفد، وهنا كان لا بد من البحث عن العمل من أجل تأمين أجرة المنزل ومتطلبات الحياة، إلا أنني ورغم بحثي الطويل والمنهك لم أعثر على أي عمل يناسبني، وعندما أجد عملاً تكون الأجرة متدنية مقابل ساعات عمل طويلة تتجاوز أحياناَ عشر ساعات في اليوم.

وتستطرد كان ابني البالغ من العمر 14 عاماً يراقب مدى معاناتي في البحث عن العمل فقرر أن يقوم هو بإيجاد عمل كي يجنبنا حاجة السؤال والعوز، وكان يغادر المنزل منذ الصباح الباكر في رحلة عذاب للبحث عن العمل، ولكن للأسف يعود خال الوفاض، مشيرة إلى أن ولدها وجد في يوم من الأيام عمل بأحد المصانع وكانت فرحتنا يومها لا توصف، بعد عدة أيام طلب إدارة المعمل من ولدي أوراق ثبوتية وعندما علموا أنه فلسطيني سوري، قاموا بطرده من المصنع. 

وتضيف آمال، التي تختزن قهراً عميقاً من واقعها لمزري التي تعيشه، "الفلسطيني في لبنان ممنوع من العمل، ممنوع من السفر ممنوع من تجديد الاقامات، تمارس عليه العنصرية البغيضة وهو لا حول ولاقوة له".

وواصلت: "آمال سرد قصتها شارحة معاناتها ومعاناة فلسطينيي سورية مع وكالة الأونروا لفلسطينيي سورية، التي تهدد بين الحين والآخر بتقليص مساعدتها المالية وإلغائها، وعلى حد تعبيرها أن 27$ التي تصرفها الوكالة بدل غذاء لا تكفي الشخص ثمن سندويشة فلافل في الشهر إذا قرر اللاجئ أن يأكل كل يوم سندويشة، مشددة على أن الأونروا يجب أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية تجاه فلسطينيي سورية وتقوم بزيادة كل دعمها المادي لهم.

وعن صعوبة الاستشفاء ترى آمال أن اللاجئ الفلسطيني السوري بات يتمنى الموت على أن يصيبه المرض ويدخل إلى مشافي لبنان، لأنه سيقف عاجزاً  عن تأمين مبلغ العلاج والدواء، حيث يمسي الاستشفاء على نفقة اللاجئ كابوساً لا يمكن لأحد تحمله.

قالت آمال صبري شبلاق: "نحن لاجئون وقد أعيانا سوء المعاملة، والجميع يتاجر بقضيتنا، ونحن لا نريد إلا وطن يحتوينا ويحافظ على ما تبقى لنا من وجودنا"، ذلك قبل أن تختنق الكلمات بفمها ولم تعد تستطع النطق بكلمة واحدة بعدما تفجرت عيونها بدموع كانت قد حاولت كثيراً إخفائها أثناء سردها لحكايتها.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8152