map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

هذه حكايتي (12)| لاجئ فلسطيني... إرهابي في دمشق كافر في إدلب !!

تاريخ النشر : 02-10-2017
هذه حكايتي (12)| لاجئ فلسطيني... إرهابي في دمشق كافر في إدلب !!

مجموعة العمل-  أثير المقدسي 

مع كل لاجئ فلسطيني حكاية غربة ومع كل كلمة هو قائلها بها غصة، هُجر مرات وتشرد واعتقل وقتل آلاف المرات، في سورية ترك للآن في باطن ترابها أكثر من 3500 ضحية وبين جدران سجونها آلاف المعتقلين ولايزال نزيفهم متواصل.

حكايتنا تبدأ مع لاجئ فلسطيني في نهاية الثلاثين من عمره يخفي اسمه الحقيقي تحت مسمى " عبد الله " خوفاً من بطش النظام، تزوج من امرأة سورية الجنسية من محافظة إدلب، عاش حياته في حي التضامن – الزليخة المجاور لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، عمل موظفاً إلى جانب زوجته في دوائر الدولة، ينتظر لسنوات أن يرزق بطفل يملئ بيته.

مع بداية أحداث الحرب في سورية عام 2011 توالت المظاهرات في المنطقة، بدأ القتل والقصف عليهم، وكمثل آلاف اللاجئين الفلسطينيين هُجّر من منزله على أمل العودة لكن القصف لم يترك له بصيص أمل، وكان بيته من بين المئات قد أصيب بقصف الطائرات وقذائف الهاون حتى تهدم أجزاء منه، ولم يكتفوا بقصفه بل سرقوا أثاث منزله بالكامل.

اتهام عبد الله وعائلته بالإرهاب !!

وفي أحد الأيام كما يحدث عبد الله "تم توقيف أخ زوجتي على أحد الحواجز الأمنية وتم قتله بدم بارد بحجة أنه إرهابي علماً أنه لا علاقة له بكل الاحداث الجارية لا من قريب ولا من بعيد، وبدأت الاتهامات لأهل زوجتي بالتعامل مع الإرهاب مما اضطرهم للفرار من العاصمة إلى إدلب، بعدها اتهموني بالإرهاب"

بعد تلك الحادثة بدأت أوضاع عبد الله تسوء، فيقول "اشتريت منزلاً غير مكسو نهائياً (على العظم) في حي دف الشوك جنوب العاصمة لنسكنه بعد أن بعنا كل الذهب (الحُلي) الخاص بزوجتي، لكن عند دخول قوات النظام السوري إلى الحي قامت البلدية ومعها الأجهزة الأمنية بهدم كل البناء الذي فيه شقتي بحجة أنها مخالفة للقانون وتم إعمارها في الأحداث بدون رخصة بناء، وبدأت رحلة الإيجار ومن بيت إلى بيت ومع هذا صبرنا"

وبعد كل عسر يسرا يقول عبد الله "رزقني الله ببنت بعد حوالي ست سنوات من الزواج بفضل الله، وقد فرحت بها كثيراً لكن فرحتي لم تكتمل، ففي ضيعة أهل زوجتي في إدلب تقع العائلة في خلافات داخلية، ويأتي أقرباؤهم هنا في دمشق للانتقام منا، ودخلنا في متاهة جديدة"

يضيف عبد الله قائلاً "عشنا في هذه المرحلة حياة مليئة بالرعب وهاجس الاعتقال والتصفية، حيث حاولوا اعتقالي مع زوجتي وابنتي الوحيدة مقابل إخراج رجل معتقل بيد مجموعات المعارضة في ضيعة أهل زوجتي بإدلب"

 "وعلى الرغم من أنني أخبرتهم مراراً أنه لا علاقة لنا بأحد فنحن أناس بسطاء، أصبحت حواجز النظام السوري تستجوب زوجتي كلما شاهدوا هويتها، ويمكنكم تصور حالة الرعب التي تصيبنا، فقررت إرسال زوجتي إلى ضيعة أهلها لفترة خوفاً عليها فلم يعد أمامي خيار،  واخترت ان تعيش ابنتي الوحيدة مع أمها كونها صغيرة، وأبقى انا اعمل وأخرج من كل المنطقة إلى مكان آخر لا يعرفني فيه أهل ضيعتها في العاصمة"

يحدثنا عبد الله بغصة وحرقة كبيرة "فقدت زوجتي وابنتي وخرجت زوجتي من وظيفتها التي كانت معيناً لي وصبرت، لم أستطع زيارتها لأنه صدر قرار بمنع فلسطينيي سورية المقيمين في دمشق من الذهاب إلى إدلب"

بقي عبد الله وحيداً في الشام يعمل ويرسل لهم المال المتوفر لديه ومضت أكثر من سنتين ونصف وهو بعيد عنهما، إلى أن حلت عليه الكارثة كما يقول، "حيث بدأت الاتهامات تتوجه لي في مكان عملي بأن زوجتك إرهابية داعشية ألف اتهام أهل زوجتك كذا وكذا، وكتبوا تقارير تتحدث عني للحزبيين في مكان عملي، وبدأ مسؤول من حزب البعث يسأل عني بين زملائي"

يردف عبد الله قائلاً "وقد عرفت من فاعل خير أن تقريراً صدر بحقي في شعبة الحزب وسيرفع لفرع الأمن السوري، ماذا فعلت انا !!!!

"خوفي من الأمن السوري وشوق اللقاء بزوجتي وطفلتي الوحيدة أجبرني أن أترك عملي الذي كان معيناً لي وزوجتي، وبحثت عن سماسرة الطرق ووجدت واحداً لكنه طلب لقاء وصولي إلى إدلب 1800 دولار ما يقارب المليون ليرة في حينها، وجمعت المبلغ بالدين، وبعد رحلة رعب استغرقت يومين، وصلت الى ابنتي وزوجتي، كم كان اللقاء حاراً كم بكينا وبكينا بعد فراق أكثر من سنتين ونصف"

اتهام عبد الله بالكفر !!

يقول عبد الله "هنا في إدلب اتهموني أنني "عوايني وشبيح" أعمل مع النظام السوري وتم تكفيري في بعض مناطق إدلب، وعن حياته في إدلب يصف عبد الله "أن أوضاعنا مزرية لا معونات ولا مساعدات في وقت تنعدم فيه الموارد المالية ولا يوجد عمل نعتاش منه، فهم ينظرون إلي على أنني غريب، وأنا لدي مرض في القلب ولا أستطيع العمل في الأعمال الحرة وقد جربت، إضافة إلى هذا أن الكل هنا يُشغّل أقاربه"

 يضيف عبد الله "راسلت العديد من المنظمات والمؤسسات لتوظيفي بأي عمل وبأي راتب مهما كان صغيراً حتى لو كان عامل نظافة لكن لا يوجد استجابة"

علاوة على ذلك في إدلب اوضاعاً أمنية صعبة للغاية فهنا القصف والاشتباكات ولا أحد يعلم ماذا يُخبأ لها فلا يمكن البقاء بها كما يحدث عبد الله ، ومع معرفته بواقع الحال إلا أن عبد الله لا يستطيع الخروج من إدلب ولا يستطيع إكمال الهجرة إلى أي بلد لعدم توفر المال.

وبحسب عبد الله "فإن الهروب من الحدود التركية له مخاطر معروفة ووثيقة سفره انتهت صلاحيتها في 2015 ولم يستطع تجديدها، وابنته الوحيدة ليس لها مدرسة وأقلاماً أو حصصاً دراسياً بحسب تعبيره"

ويتساءل عبد الله في نهاية حكايته هل أنا إرهابي؟ هل أنا كافر؟

كيف سأعلم ابنتي؟ وكيف سيكون مستقبلها؟

ما هو مصير إدلب وهل سنخرج من هنا أحياء أم اموات؟

ويختم عبد الله الفلسطيني حكايته كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة أرغب بالخروج والهجرة لأي بلد، لكن أظن أن الموت والذل هو ما بقي لنا في إدلب... الموت إما قصفاً أو جوعاً او ذلاً فهذا حال فلسطينيي سورية في إدلب.

إلى جانب عبد الله في إدلب يوجد آلاف اللاجئين الفلسطينيين ممن هُجّروا قسراً من مناطقهم من العاصمة دمشق ودرعا وغيرها ويعيشون حياة بؤس وتشرد  وصعوبات كبيرة في تأمين المسكن ومتطلبات الحياة الأساسية من غذاء وخدمات، وما يزالوا يناشدون المنظمات الإنسانية والأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية بمد يد المساعدة وإيجاد حلول لهم علّها تجد آذاناً يوماً ما.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8249

مجموعة العمل-  أثير المقدسي 

مع كل لاجئ فلسطيني حكاية غربة ومع كل كلمة هو قائلها بها غصة، هُجر مرات وتشرد واعتقل وقتل آلاف المرات، في سورية ترك للآن في باطن ترابها أكثر من 3500 ضحية وبين جدران سجونها آلاف المعتقلين ولايزال نزيفهم متواصل.

حكايتنا تبدأ مع لاجئ فلسطيني في نهاية الثلاثين من عمره يخفي اسمه الحقيقي تحت مسمى " عبد الله " خوفاً من بطش النظام، تزوج من امرأة سورية الجنسية من محافظة إدلب، عاش حياته في حي التضامن – الزليخة المجاور لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، عمل موظفاً إلى جانب زوجته في دوائر الدولة، ينتظر لسنوات أن يرزق بطفل يملئ بيته.

مع بداية أحداث الحرب في سورية عام 2011 توالت المظاهرات في المنطقة، بدأ القتل والقصف عليهم، وكمثل آلاف اللاجئين الفلسطينيين هُجّر من منزله على أمل العودة لكن القصف لم يترك له بصيص أمل، وكان بيته من بين المئات قد أصيب بقصف الطائرات وقذائف الهاون حتى تهدم أجزاء منه، ولم يكتفوا بقصفه بل سرقوا أثاث منزله بالكامل.

اتهام عبد الله وعائلته بالإرهاب !!

وفي أحد الأيام كما يحدث عبد الله "تم توقيف أخ زوجتي على أحد الحواجز الأمنية وتم قتله بدم بارد بحجة أنه إرهابي علماً أنه لا علاقة له بكل الاحداث الجارية لا من قريب ولا من بعيد، وبدأت الاتهامات لأهل زوجتي بالتعامل مع الإرهاب مما اضطرهم للفرار من العاصمة إلى إدلب، بعدها اتهموني بالإرهاب"

بعد تلك الحادثة بدأت أوضاع عبد الله تسوء، فيقول "اشتريت منزلاً غير مكسو نهائياً (على العظم) في حي دف الشوك جنوب العاصمة لنسكنه بعد أن بعنا كل الذهب (الحُلي) الخاص بزوجتي، لكن عند دخول قوات النظام السوري إلى الحي قامت البلدية ومعها الأجهزة الأمنية بهدم كل البناء الذي فيه شقتي بحجة أنها مخالفة للقانون وتم إعمارها في الأحداث بدون رخصة بناء، وبدأت رحلة الإيجار ومن بيت إلى بيت ومع هذا صبرنا"

وبعد كل عسر يسرا يقول عبد الله "رزقني الله ببنت بعد حوالي ست سنوات من الزواج بفضل الله، وقد فرحت بها كثيراً لكن فرحتي لم تكتمل، ففي ضيعة أهل زوجتي في إدلب تقع العائلة في خلافات داخلية، ويأتي أقرباؤهم هنا في دمشق للانتقام منا، ودخلنا في متاهة جديدة"

يضيف عبد الله قائلاً "عشنا في هذه المرحلة حياة مليئة بالرعب وهاجس الاعتقال والتصفية، حيث حاولوا اعتقالي مع زوجتي وابنتي الوحيدة مقابل إخراج رجل معتقل بيد مجموعات المعارضة في ضيعة أهل زوجتي بإدلب"

 "وعلى الرغم من أنني أخبرتهم مراراً أنه لا علاقة لنا بأحد فنحن أناس بسطاء، أصبحت حواجز النظام السوري تستجوب زوجتي كلما شاهدوا هويتها، ويمكنكم تصور حالة الرعب التي تصيبنا، فقررت إرسال زوجتي إلى ضيعة أهلها لفترة خوفاً عليها فلم يعد أمامي خيار،  واخترت ان تعيش ابنتي الوحيدة مع أمها كونها صغيرة، وأبقى انا اعمل وأخرج من كل المنطقة إلى مكان آخر لا يعرفني فيه أهل ضيعتها في العاصمة"

يحدثنا عبد الله بغصة وحرقة كبيرة "فقدت زوجتي وابنتي وخرجت زوجتي من وظيفتها التي كانت معيناً لي وصبرت، لم أستطع زيارتها لأنه صدر قرار بمنع فلسطينيي سورية المقيمين في دمشق من الذهاب إلى إدلب"

بقي عبد الله وحيداً في الشام يعمل ويرسل لهم المال المتوفر لديه ومضت أكثر من سنتين ونصف وهو بعيد عنهما، إلى أن حلت عليه الكارثة كما يقول، "حيث بدأت الاتهامات تتوجه لي في مكان عملي بأن زوجتك إرهابية داعشية ألف اتهام أهل زوجتك كذا وكذا، وكتبوا تقارير تتحدث عني للحزبيين في مكان عملي، وبدأ مسؤول من حزب البعث يسأل عني بين زملائي"

يردف عبد الله قائلاً "وقد عرفت من فاعل خير أن تقريراً صدر بحقي في شعبة الحزب وسيرفع لفرع الأمن السوري، ماذا فعلت انا !!!!

"خوفي من الأمن السوري وشوق اللقاء بزوجتي وطفلتي الوحيدة أجبرني أن أترك عملي الذي كان معيناً لي وزوجتي، وبحثت عن سماسرة الطرق ووجدت واحداً لكنه طلب لقاء وصولي إلى إدلب 1800 دولار ما يقارب المليون ليرة في حينها، وجمعت المبلغ بالدين، وبعد رحلة رعب استغرقت يومين، وصلت الى ابنتي وزوجتي، كم كان اللقاء حاراً كم بكينا وبكينا بعد فراق أكثر من سنتين ونصف"

اتهام عبد الله بالكفر !!

يقول عبد الله "هنا في إدلب اتهموني أنني "عوايني وشبيح" أعمل مع النظام السوري وتم تكفيري في بعض مناطق إدلب، وعن حياته في إدلب يصف عبد الله "أن أوضاعنا مزرية لا معونات ولا مساعدات في وقت تنعدم فيه الموارد المالية ولا يوجد عمل نعتاش منه، فهم ينظرون إلي على أنني غريب، وأنا لدي مرض في القلب ولا أستطيع العمل في الأعمال الحرة وقد جربت، إضافة إلى هذا أن الكل هنا يُشغّل أقاربه"

 يضيف عبد الله "راسلت العديد من المنظمات والمؤسسات لتوظيفي بأي عمل وبأي راتب مهما كان صغيراً حتى لو كان عامل نظافة لكن لا يوجد استجابة"

علاوة على ذلك في إدلب اوضاعاً أمنية صعبة للغاية فهنا القصف والاشتباكات ولا أحد يعلم ماذا يُخبأ لها فلا يمكن البقاء بها كما يحدث عبد الله ، ومع معرفته بواقع الحال إلا أن عبد الله لا يستطيع الخروج من إدلب ولا يستطيع إكمال الهجرة إلى أي بلد لعدم توفر المال.

وبحسب عبد الله "فإن الهروب من الحدود التركية له مخاطر معروفة ووثيقة سفره انتهت صلاحيتها في 2015 ولم يستطع تجديدها، وابنته الوحيدة ليس لها مدرسة وأقلاماً أو حصصاً دراسياً بحسب تعبيره"

ويتساءل عبد الله في نهاية حكايته هل أنا إرهابي؟ هل أنا كافر؟

كيف سأعلم ابنتي؟ وكيف سيكون مستقبلها؟

ما هو مصير إدلب وهل سنخرج من هنا أحياء أم اموات؟

ويختم عبد الله الفلسطيني حكايته كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة أرغب بالخروج والهجرة لأي بلد، لكن أظن أن الموت والذل هو ما بقي لنا في إدلب... الموت إما قصفاً أو جوعاً او ذلاً فهذا حال فلسطينيي سورية في إدلب.

إلى جانب عبد الله في إدلب يوجد آلاف اللاجئين الفلسطينيين ممن هُجّروا قسراً من مناطقهم من العاصمة دمشق ودرعا وغيرها ويعيشون حياة بؤس وتشرد  وصعوبات كبيرة في تأمين المسكن ومتطلبات الحياة الأساسية من غذاء وخدمات، وما يزالوا يناشدون المنظمات الإنسانية والأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية بمد يد المساعدة وإيجاد حلول لهم علّها تجد آذاناً يوماً ما.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8249