map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

لاجئون فلسطينيون في محافظة ادلب

تاريخ النشر : 19-10-2017
لاجئون فلسطينيون في محافظة ادلب

محمود زغموت

من حرب وحصار، قصف وتدمير وفقد للأرواح، إلى النزوح شمالاً؛ دوامة من النكبات طالت أكثر من ثلاثمئة عائلة فلسطينية لاجئة للمرة الثانية، منذ أكثر من عام، وهذه المرة من مخيم خان الشيح إلى مدينة إدلب. ففي ظروف مريرة، وعلى أبواب الشتاء البارد يجد هؤلاء البائسون أنفسهم مكشوفين بلا عون ولا ظهير، بغياب شبه تام للمؤسسات الرسمية والفصائلية الفلسطينية، وكذلك المنظمات الدولية.

على بعد عشرين كيلو متراً من العاصمة دمشق، يقع مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، حيث وقّعت فصائل المعارضة المسلحة، تحت ضغط القصف الروسي، في منطقة خان الشيح ومحيطها، اتفاقاً مع قوات النظام، أفضى إلى تهجير قسري لأكثر من 2500 لاجئ فلسطيني وعشرات العائلات السورية، إلى الشمال، إذ بدأ تنفيذ الاتفاق يوم الاثنين 28 تشرين الثاني 2016. خلال عام من النزوح تدبرت بعض هذه العائلات أمرها وعبرت إلى تركيا وأخرى هاجرت إلى أوروبا، فيما بقيت الغالبية العظمى في ادلب بسبب الكلفة العالية لطرق التهريب وازدياد خطورتها خلال الأشهر الأخيرة . حيث لم يكن هناك مخيمات أو تجمعات فلسطينية، وبالتالي لا وجود لأي مؤسسة دولية أو محلية تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهم المستثنيين من حماية "المفوضية السامية للاجئين" كونهم تحت حماية هيئة دولية أخرى هي "الوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

وإلى جانب العائلات الفلسطينية القادمة من مخيم خان الشيح، هناك عدد من العائلات الفلسطينية التي نزحت من مخيمات "اليرموك" و"الحسينية" و"حندرات" بسبب العمليات العسكرية في تلك المناطق خلال السنوات السابقة، وهناك عائلات أخرى فرت من مخيمات "الرمل" في اللاذقية، و"العائدين" في حمص و"النيرب" في حلب، وتجمع ركن الدين، طلباً للأمن وخوفاً من الاعتقالات التعسفية.

بعض هذه العائلات فقدت معيلها، خلال سنوات الحرب، قتلاً أو اعتقالاً، ويغلب عليها طابع الفقر والحاجة وقلة ذات اليد، وقد تقطعت بها السبل في محافظة شبه محاصرة تغيب فيها الخدمات وتنتشر فيها الفوضى والبطالة وغياب الأمن.

من جهة أخرى، على صعيد الواقع الميداني في محافظة ادلب خلال الأشهر الأخيرة، فقد شددت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) من قبضتها على محافظة ادلب وريفها، وازدادت سيطرتها وتمددها على حساب فصائل الجيش الحر، ما زاد الأمور تعقيداً بسبب تصنيف الهيئة على قوائم الارهاب، الأمر الذي دفع المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لتقليص نشاطها في المنطقة بشكل كبير، ما أدى إلى تردي الوضع الإنساني في عموم محافظة ادلب وريفها، ولاسيما الوضع المعيشي والانساني للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى المنطقة.

وخلال الأيام القليلة الماضية عاشت عائلات اللاجئين الفلسطينيين السوريين في ادلب حالة من الذعر والخوف بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة، وذلك بعيد الحملة الجوية العنيفة التي شنها الطيران الروسي على المنطقة واستمرت على مدار الساعة لأكثر من عشرة أيام، ما أدى بهذه العائلات للنزوح من أماكن سكنها في قرية "تل مرديخ" إلى بلدتي "أطمة" و "صلوة" الواقعتين على الحدود مع تركيا، خوفاً من القصف والاستهداف، حيث وصلنا من "مجموعة العمل من أجل فلسطينيو سورية"، وهي مجموعة إعلامية حقوقية فلسطينية تنشط في مجال توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين في سورية، عشرات المناشدات من قبل العائلات الفلسطينية في المحافظة، تطالب فيها الجهات الرسمية والفصائلية الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بالتدخل الفوري لوقف مأساتهم المستمرة في المحافظة.

وهكذا باتت حياة "300" عائلة فلسطينية على الأقل مهددة، وذلك بسبب اشتداد وتيرة القصف والاستهداف لمدينة إدلب، في ظل غياب وتقصير واضح من قبل المؤسسات الدولية المعنية باللاجئين الفلسطينيين السوريين وعلى رأسها وكالة "الأونروا" بالإضافة إلى عدم وجود أي حراك رسمي فلسطيني تجاه تلك الأزمة.

باطار أوسع، مرة أخرى تكون خلاصة تتبع أوضاع المدنيين بأي منطقة منكوبة في سوريا العودة للتذكير بالدعوات لتحييد المدنيين وبذل كافة الجهود لتأمين احتياجاتهم الأساسية وعدم المسام بحقوقهم الإنسانية.

المصدر: مجلة أصوات 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8373

محمود زغموت

من حرب وحصار، قصف وتدمير وفقد للأرواح، إلى النزوح شمالاً؛ دوامة من النكبات طالت أكثر من ثلاثمئة عائلة فلسطينية لاجئة للمرة الثانية، منذ أكثر من عام، وهذه المرة من مخيم خان الشيح إلى مدينة إدلب. ففي ظروف مريرة، وعلى أبواب الشتاء البارد يجد هؤلاء البائسون أنفسهم مكشوفين بلا عون ولا ظهير، بغياب شبه تام للمؤسسات الرسمية والفصائلية الفلسطينية، وكذلك المنظمات الدولية.

على بعد عشرين كيلو متراً من العاصمة دمشق، يقع مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، حيث وقّعت فصائل المعارضة المسلحة، تحت ضغط القصف الروسي، في منطقة خان الشيح ومحيطها، اتفاقاً مع قوات النظام، أفضى إلى تهجير قسري لأكثر من 2500 لاجئ فلسطيني وعشرات العائلات السورية، إلى الشمال، إذ بدأ تنفيذ الاتفاق يوم الاثنين 28 تشرين الثاني 2016. خلال عام من النزوح تدبرت بعض هذه العائلات أمرها وعبرت إلى تركيا وأخرى هاجرت إلى أوروبا، فيما بقيت الغالبية العظمى في ادلب بسبب الكلفة العالية لطرق التهريب وازدياد خطورتها خلال الأشهر الأخيرة . حيث لم يكن هناك مخيمات أو تجمعات فلسطينية، وبالتالي لا وجود لأي مؤسسة دولية أو محلية تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهم المستثنيين من حماية "المفوضية السامية للاجئين" كونهم تحت حماية هيئة دولية أخرى هي "الوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

وإلى جانب العائلات الفلسطينية القادمة من مخيم خان الشيح، هناك عدد من العائلات الفلسطينية التي نزحت من مخيمات "اليرموك" و"الحسينية" و"حندرات" بسبب العمليات العسكرية في تلك المناطق خلال السنوات السابقة، وهناك عائلات أخرى فرت من مخيمات "الرمل" في اللاذقية، و"العائدين" في حمص و"النيرب" في حلب، وتجمع ركن الدين، طلباً للأمن وخوفاً من الاعتقالات التعسفية.

بعض هذه العائلات فقدت معيلها، خلال سنوات الحرب، قتلاً أو اعتقالاً، ويغلب عليها طابع الفقر والحاجة وقلة ذات اليد، وقد تقطعت بها السبل في محافظة شبه محاصرة تغيب فيها الخدمات وتنتشر فيها الفوضى والبطالة وغياب الأمن.

من جهة أخرى، على صعيد الواقع الميداني في محافظة ادلب خلال الأشهر الأخيرة، فقد شددت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) من قبضتها على محافظة ادلب وريفها، وازدادت سيطرتها وتمددها على حساب فصائل الجيش الحر، ما زاد الأمور تعقيداً بسبب تصنيف الهيئة على قوائم الارهاب، الأمر الذي دفع المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لتقليص نشاطها في المنطقة بشكل كبير، ما أدى إلى تردي الوضع الإنساني في عموم محافظة ادلب وريفها، ولاسيما الوضع المعيشي والانساني للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى المنطقة.

وخلال الأيام القليلة الماضية عاشت عائلات اللاجئين الفلسطينيين السوريين في ادلب حالة من الذعر والخوف بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة، وذلك بعيد الحملة الجوية العنيفة التي شنها الطيران الروسي على المنطقة واستمرت على مدار الساعة لأكثر من عشرة أيام، ما أدى بهذه العائلات للنزوح من أماكن سكنها في قرية "تل مرديخ" إلى بلدتي "أطمة" و "صلوة" الواقعتين على الحدود مع تركيا، خوفاً من القصف والاستهداف، حيث وصلنا من "مجموعة العمل من أجل فلسطينيو سورية"، وهي مجموعة إعلامية حقوقية فلسطينية تنشط في مجال توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين في سورية، عشرات المناشدات من قبل العائلات الفلسطينية في المحافظة، تطالب فيها الجهات الرسمية والفصائلية الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بالتدخل الفوري لوقف مأساتهم المستمرة في المحافظة.

وهكذا باتت حياة "300" عائلة فلسطينية على الأقل مهددة، وذلك بسبب اشتداد وتيرة القصف والاستهداف لمدينة إدلب، في ظل غياب وتقصير واضح من قبل المؤسسات الدولية المعنية باللاجئين الفلسطينيين السوريين وعلى رأسها وكالة "الأونروا" بالإضافة إلى عدم وجود أي حراك رسمي فلسطيني تجاه تلك الأزمة.

باطار أوسع، مرة أخرى تكون خلاصة تتبع أوضاع المدنيين بأي منطقة منكوبة في سوريا العودة للتذكير بالدعوات لتحييد المدنيين وبذل كافة الجهود لتأمين احتياجاتهم الأساسية وعدم المسام بحقوقهم الإنسانية.

المصدر: مجلة أصوات 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8373