map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

أم محمد لاجئة فلسطينية سورية مهجرة إلى لبنان تحسبها غنية من التعفف

تاريخ النشر : 04-04-2018
أم محمد لاجئة فلسطينية سورية مهجرة إلى لبنان تحسبها غنية من التعفف

لبنان - فايز أبو عيد

أم محمد (اسم مستعار) لاجئة فلسطينية فرت من جحيم الحرب في سورية منذ خمس سنوات إلى لبنان بعد أن أصيب زوجها جراء القصف على مخيم اليرموك، واعتقل ولدها بعد ذلك، فلم تجد أمامها ملاذاً سوى اللجوء هي وعائلتها المكونة من زوجها وأربعة أطفال صغار إلى لبنان بحثاً عن الأمان.

تعيش أم محمد مع أولادها وزجها في غرفة تصفها بأنها خرابة لا ترقى للعيش البشري، فهي لا تملك براد أو غسالة أو حتى مقومات الحياة، وهي تعاني من وضع معيشي واقتصادي مزري، نتيجة فقر الحال وعدم قدرة زوجها المصاب على العمل، إلا أنها تحمد الله وتشكره على نعمه.

رفضت أن نذكر اسمها لأن نفسها عزيزة ولم تتعود أن تطلب من أحد أي شيء، تحسبها غنية من التعفف، شقت الدموع طريقها على وجنتيها، فقد أثقلت الهموم كاهلها، وما كان منها وبعد إصراري على معرفة تفاصيل معاناتها لأكتب عن مأساتها إلا أن شكت ضيق الحال وناشدت الضمائر الحية لتقديم يد العون لها، أملة بأن يتغير الوضع للأفضل وأن تعود إلى مخيمها ومنزلها في سورية.

تتابع  أم محمد لقد مرت أيام كثيرة علينا أنا وزوجي وأولادي لم نأكل فيها سوى الخبز والشاي، وأحياناً كنت أستدين من البقالية التي بجوار بيتي، إلا أن المبلغ المترتب علينا أصبح كبيراً، ورغم أن صاحب البقالية لم يطالبني به إلا أنني أصبحت أخجل منه ومن نفسي، مشيرة إلى أنه لولا المساعدة المالية التي تقدمها وكالة الأونروا لكنت أنا وعائلتي نبات في العراء ونلتحف السماء، وتضيف ماذا سحل بنا إذا قررت الأونروا قطع مساعداتها المالية.

تستطرد أم محمد حديثها  هذا ناهيك عن تكاليف علاج زوجي المصاب، وكما يعلم الجميع أن العلاج والاستشفاء والدواء في لبنان باهظ الثمن، ولا قدرة لنا عليه، منوهة إلى أن بعض الجمعيات الخيرية كانت تتبرع بالدواء لزوجها إلا أنه في الآونة الأخيرة شحت تلك المساعدات.

مأساة أم محمد هي واحدة من قصص عشرات الأسر الفلسطينية السورية التي هجرت إلى لبنان، فهي تخفي خلفها ما هو أكبر و أعظم، فلا المساعدات تكفي و لا المال موجود و لا حل في الأفق يلوح، و يبقى اللاجئ فريسة للظلم و الجوع و القهر بانتظار فرجاً  قريباً من الله وحده. 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/9423

لبنان - فايز أبو عيد

أم محمد (اسم مستعار) لاجئة فلسطينية فرت من جحيم الحرب في سورية منذ خمس سنوات إلى لبنان بعد أن أصيب زوجها جراء القصف على مخيم اليرموك، واعتقل ولدها بعد ذلك، فلم تجد أمامها ملاذاً سوى اللجوء هي وعائلتها المكونة من زوجها وأربعة أطفال صغار إلى لبنان بحثاً عن الأمان.

تعيش أم محمد مع أولادها وزجها في غرفة تصفها بأنها خرابة لا ترقى للعيش البشري، فهي لا تملك براد أو غسالة أو حتى مقومات الحياة، وهي تعاني من وضع معيشي واقتصادي مزري، نتيجة فقر الحال وعدم قدرة زوجها المصاب على العمل، إلا أنها تحمد الله وتشكره على نعمه.

رفضت أن نذكر اسمها لأن نفسها عزيزة ولم تتعود أن تطلب من أحد أي شيء، تحسبها غنية من التعفف، شقت الدموع طريقها على وجنتيها، فقد أثقلت الهموم كاهلها، وما كان منها وبعد إصراري على معرفة تفاصيل معاناتها لأكتب عن مأساتها إلا أن شكت ضيق الحال وناشدت الضمائر الحية لتقديم يد العون لها، أملة بأن يتغير الوضع للأفضل وأن تعود إلى مخيمها ومنزلها في سورية.

تتابع  أم محمد لقد مرت أيام كثيرة علينا أنا وزوجي وأولادي لم نأكل فيها سوى الخبز والشاي، وأحياناً كنت أستدين من البقالية التي بجوار بيتي، إلا أن المبلغ المترتب علينا أصبح كبيراً، ورغم أن صاحب البقالية لم يطالبني به إلا أنني أصبحت أخجل منه ومن نفسي، مشيرة إلى أنه لولا المساعدة المالية التي تقدمها وكالة الأونروا لكنت أنا وعائلتي نبات في العراء ونلتحف السماء، وتضيف ماذا سحل بنا إذا قررت الأونروا قطع مساعداتها المالية.

تستطرد أم محمد حديثها  هذا ناهيك عن تكاليف علاج زوجي المصاب، وكما يعلم الجميع أن العلاج والاستشفاء والدواء في لبنان باهظ الثمن، ولا قدرة لنا عليه، منوهة إلى أن بعض الجمعيات الخيرية كانت تتبرع بالدواء لزوجها إلا أنه في الآونة الأخيرة شحت تلك المساعدات.

مأساة أم محمد هي واحدة من قصص عشرات الأسر الفلسطينية السورية التي هجرت إلى لبنان، فهي تخفي خلفها ما هو أكبر و أعظم، فلا المساعدات تكفي و لا المال موجود و لا حل في الأفق يلوح، و يبقى اللاجئ فريسة للظلم و الجوع و القهر بانتظار فرجاً  قريباً من الله وحده. 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/9423