map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

أم العبد وذاكرة فلسطين

تاريخ النشر : 26-02-2019
أم العبد وذاكرة فلسطين

علي بدوان

الحجة ام العبد الصابرة، والصبورة، الشاهد الحي على نكبة العام 1948، ونكبة مخيم اليرموك الأقسى والأَمَرّ من النكبة الأولى، لطفية قاسم عابدي (أم العبد) من مواليد حيفا 1926، والدتها خيرية نايف الحاج، وجدتيها : أم والدها اللبنانية الطرابلسية زهرة المختار، وأم والدتها الصيداوية اللبنانية فاطمة القلعاوي. فقد كانت الأم المتعلمة من فلسطين من زمن البلاد الذهبية، البلاد المزينة بالعلم والمعرفة والحضارة وعمق التاريخ. وصاحبة الذاكرة الخصبة والمرهفة من زمن البلاد، وشعارها "دون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان".

الحجة ام العبد، العصامية في حياتها المنزلية والأسرية، كانت هي اليد المساعدة لزوجها في معترك الحياة، وحاملة الهم بعد وفاة زوجها عام 1975، حيث باتت وحيدة في غربتها، لا اقارب، ولا أهل، فقد بقوا جميعاً في فلسطين بعد النكبة الكبرى، فتابعت مشوار حياة زوجها بتعليم أبنائها جميعاً، الى حين حصولهم على شهادات الدراسة الجامعية.

كان حرصها على اكمال التحصيل العلمي لجميع أبنائها بعد وفاة زوجها، حرصاً شديداً، رغم الضائقة، فكانت تتابع ابنائها يوماً بيوم، وتتابع حتى علاقاتهم وأصدقائهم، وترفض استقبال أي صديق لهم في الدار إن لم يكن يتابع دراسته، بل وتطرد كل من ترك الدراسة، ولا تسمح لأبنائها بالتعاطي معهم، وحدث أكثر من مرة أن نهرت بعض من حاول زيارة أبنائها لمجرد تركه للدراسة والتعليم.

الحجة أم العبد، من رائحة فلسطين، ومن ترابها وأرضها، وصاحبة الذاكرة الحية التي لا تصدأ، ذاكرة حيفا وفلسطين، والنكبة، وما تلاها، آمد الله في صحتها وعافيتها، وفي عمرها.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11316

علي بدوان

الحجة ام العبد الصابرة، والصبورة، الشاهد الحي على نكبة العام 1948، ونكبة مخيم اليرموك الأقسى والأَمَرّ من النكبة الأولى، لطفية قاسم عابدي (أم العبد) من مواليد حيفا 1926، والدتها خيرية نايف الحاج، وجدتيها : أم والدها اللبنانية الطرابلسية زهرة المختار، وأم والدتها الصيداوية اللبنانية فاطمة القلعاوي. فقد كانت الأم المتعلمة من فلسطين من زمن البلاد الذهبية، البلاد المزينة بالعلم والمعرفة والحضارة وعمق التاريخ. وصاحبة الذاكرة الخصبة والمرهفة من زمن البلاد، وشعارها "دون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان".

الحجة ام العبد، العصامية في حياتها المنزلية والأسرية، كانت هي اليد المساعدة لزوجها في معترك الحياة، وحاملة الهم بعد وفاة زوجها عام 1975، حيث باتت وحيدة في غربتها، لا اقارب، ولا أهل، فقد بقوا جميعاً في فلسطين بعد النكبة الكبرى، فتابعت مشوار حياة زوجها بتعليم أبنائها جميعاً، الى حين حصولهم على شهادات الدراسة الجامعية.

كان حرصها على اكمال التحصيل العلمي لجميع أبنائها بعد وفاة زوجها، حرصاً شديداً، رغم الضائقة، فكانت تتابع ابنائها يوماً بيوم، وتتابع حتى علاقاتهم وأصدقائهم، وترفض استقبال أي صديق لهم في الدار إن لم يكن يتابع دراسته، بل وتطرد كل من ترك الدراسة، ولا تسمح لأبنائها بالتعاطي معهم، وحدث أكثر من مرة أن نهرت بعض من حاول زيارة أبنائها لمجرد تركه للدراسة والتعليم.

الحجة أم العبد، من رائحة فلسطين، ومن ترابها وأرضها، وصاحبة الذاكرة الحية التي لا تصدأ، ذاكرة حيفا وفلسطين، والنكبة، وما تلاها، آمد الله في صحتها وعافيتها، وفي عمرها.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11316