map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

لم أعد احتمل.. أعيش كالمطارد في تايلند وأتوارى عن الأنظار خوفاً من الاعتقال

تاريخ النشر : 28-02-2019
لم أعد احتمل.. أعيش كالمطارد في تايلند وأتوارى عن الأنظار خوفاً من الاعتقال

فايز أبو عيد

(أخي أقسم بالله عم نموت ببطء، لا حياتنا حياة ولا عيشتنا عيشة نريد حلاً لقضيتنا وإنهاء مأساتنا" بهذه العبارة النابعة من قلب مجروح ملتاع يبدأ سامر (اسم مستعار) سرد معاناة أكثر من 50 عائلة فلسطينية سورية لجأت إلى تايلند نتيجة الحرب التي اندلعت في سورية عام 2011.

سامر الذي قرر اللجوء إلى تايلند عام 2012 بعد أن تعرض مخيم اليرموك للقصف من قبل الطيران الحربي ودخول المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية إليه بحثاً عن الأمن والأمان، لم يكن يعلم أن البقاء في سورية أرحم من هجرته إلى تلك البلد التي تبددت فيها أحلامه وسيطر اليأس عليه بسبب المر الذي تجرعه والأزمات التي مر بها، فيما كانت الصدمة الكبرى بالنسبة له هي أنّ إقامته في هذا البلد يجب أن لا تتجاوز الشهرين، وبعدها عليّه المغادرة إلى بلد آخر كي يستطيع تجديد إقامته فيها. ونظراً إلى افتقاره للمال، لم يستطع مغادرتها، وأصبح يعيش فيها دون إقامة".

يستطرد سامر لقد هربت من سورية خوفاً من الاعتقال والملاحقات، إلا أن ذلك الكابوس لاحقني في تايلند فقد تم اعتقلي أثناء تواجدي في بانكوك بتهمة انتهاء مدة تأشيرتي"، مضيفاً "حاولت السفر إلى الحدود الكمبودية، وذلك لتجديد تأشيرتي إلا أن ذلك لم يتم.

سامر الذي لجأ إلى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCER وقابل المسؤولين شرح لهم وضعه، لكنه لم يلق آذاناً صاغية، أشار إلى أن القائمين على المكتب اكتفوا بإعطائه موعداً لمقابلته بعد أربعة أو خمسة أشهر، فكان كلما يتصل بهم ليخبرهم أنه عاطل عن العمل، وأن إقامته انتهت ومن الممكن أن يعرضه ذلك للسجن إذا ما اكتشف البوليس أمره، يكون ردّهم: " أنهم عاجزون عن تقديم أي مساعدة، ولا يستطيعون فعل أي شيء له لأن الحكومة التايلندية لا تعامل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على أنهم لاجئين فارين من الحرب، بل تعاملهم كخارجين عن القانون في حال خالفوا قوانينها، وأن عليه بالصبر".

لم يستطع سامر كبح جماح غضبه، وقال : "أي صبر أصبره؟ لقد تحطمت أحلامي، وخسرت الكثير الكثير، فأنا الآن كالمطارد أختبئ في الجوامع والكنائس وأتوارى عن الأنظار وأتجنب الخروج إلى الشارع خوفاً من اعتقالي من قبل رجال البوليس بسبب انتهاء إقامتي، وإذا ما حدث ذلك، فسأُسجَن وأُغرَّم بـ 700 دولار وثمن تذكرة العودة إلى سورية، يتابع سامر واليأس يسيطر عليه لقد تعبت ولم أعد أستطيع التحمل أنا لاجئ من جديد في بلد لا أعرف أحداً فيه، في بلد كسر ظهري وقض مضجعي.

هذا ويعيش اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في تايلند حالة من الرعب والخوف والترقب من مداهمة الشرطة التايلندية مكان اقامتهم واعتقالهم، وزجهم بسجونها والتهديد بترحيلهم، مما أثر على أوضاعهم الاقتصادية والنفسية وجعلهم حبيسي منازلهم.

الجدير بالتنويه أن عدد عائلات اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في تايلند، يبلغ ما يقارب 179 عائلة، بينهم حوالي 50 أسرة فلسطينية سورية، يعانون من ظروف معيشية صعبة ودون حماية قانونية مما عرضهم للسجن والملاحقة، إضافة إلى عدم دعم الأمم المتحدة لهم مالياً وعدم توفير الرعاية الصحية والتعليمية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11325

فايز أبو عيد

(أخي أقسم بالله عم نموت ببطء، لا حياتنا حياة ولا عيشتنا عيشة نريد حلاً لقضيتنا وإنهاء مأساتنا" بهذه العبارة النابعة من قلب مجروح ملتاع يبدأ سامر (اسم مستعار) سرد معاناة أكثر من 50 عائلة فلسطينية سورية لجأت إلى تايلند نتيجة الحرب التي اندلعت في سورية عام 2011.

سامر الذي قرر اللجوء إلى تايلند عام 2012 بعد أن تعرض مخيم اليرموك للقصف من قبل الطيران الحربي ودخول المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية إليه بحثاً عن الأمن والأمان، لم يكن يعلم أن البقاء في سورية أرحم من هجرته إلى تلك البلد التي تبددت فيها أحلامه وسيطر اليأس عليه بسبب المر الذي تجرعه والأزمات التي مر بها، فيما كانت الصدمة الكبرى بالنسبة له هي أنّ إقامته في هذا البلد يجب أن لا تتجاوز الشهرين، وبعدها عليّه المغادرة إلى بلد آخر كي يستطيع تجديد إقامته فيها. ونظراً إلى افتقاره للمال، لم يستطع مغادرتها، وأصبح يعيش فيها دون إقامة".

يستطرد سامر لقد هربت من سورية خوفاً من الاعتقال والملاحقات، إلا أن ذلك الكابوس لاحقني في تايلند فقد تم اعتقلي أثناء تواجدي في بانكوك بتهمة انتهاء مدة تأشيرتي"، مضيفاً "حاولت السفر إلى الحدود الكمبودية، وذلك لتجديد تأشيرتي إلا أن ذلك لم يتم.

سامر الذي لجأ إلى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCER وقابل المسؤولين شرح لهم وضعه، لكنه لم يلق آذاناً صاغية، أشار إلى أن القائمين على المكتب اكتفوا بإعطائه موعداً لمقابلته بعد أربعة أو خمسة أشهر، فكان كلما يتصل بهم ليخبرهم أنه عاطل عن العمل، وأن إقامته انتهت ومن الممكن أن يعرضه ذلك للسجن إذا ما اكتشف البوليس أمره، يكون ردّهم: " أنهم عاجزون عن تقديم أي مساعدة، ولا يستطيعون فعل أي شيء له لأن الحكومة التايلندية لا تعامل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على أنهم لاجئين فارين من الحرب، بل تعاملهم كخارجين عن القانون في حال خالفوا قوانينها، وأن عليه بالصبر".

لم يستطع سامر كبح جماح غضبه، وقال : "أي صبر أصبره؟ لقد تحطمت أحلامي، وخسرت الكثير الكثير، فأنا الآن كالمطارد أختبئ في الجوامع والكنائس وأتوارى عن الأنظار وأتجنب الخروج إلى الشارع خوفاً من اعتقالي من قبل رجال البوليس بسبب انتهاء إقامتي، وإذا ما حدث ذلك، فسأُسجَن وأُغرَّم بـ 700 دولار وثمن تذكرة العودة إلى سورية، يتابع سامر واليأس يسيطر عليه لقد تعبت ولم أعد أستطيع التحمل أنا لاجئ من جديد في بلد لا أعرف أحداً فيه، في بلد كسر ظهري وقض مضجعي.

هذا ويعيش اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في تايلند حالة من الرعب والخوف والترقب من مداهمة الشرطة التايلندية مكان اقامتهم واعتقالهم، وزجهم بسجونها والتهديد بترحيلهم، مما أثر على أوضاعهم الاقتصادية والنفسية وجعلهم حبيسي منازلهم.

الجدير بالتنويه أن عدد عائلات اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في تايلند، يبلغ ما يقارب 179 عائلة، بينهم حوالي 50 أسرة فلسطينية سورية، يعانون من ظروف معيشية صعبة ودون حماية قانونية مما عرضهم للسجن والملاحقة، إضافة إلى عدم دعم الأمم المتحدة لهم مالياً وعدم توفير الرعاية الصحية والتعليمية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/11325