map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية في لبنان بين خياري الهجرة وحلم العودة

تاريخ النشر : 12-09-2019
فلسطينيو سورية في لبنان بين خياري الهجرة  وحلم العودة

فايز أبو عيد – بيروت

لا بد من التساؤل بداية، من الذي أوصل اللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان إلى هذه الحالة من اليأس ودفعهم دفعاً إلى الاعتصام أمام باب السفارات الأوروبية للمطالبة بحق اللجوء الإنساني والهجرة النظامية، و اختيار بلاد الغرب كملاذ أمن لهم بدل بلاد العُرب.

8 سنوات على خروج الفلسطيني من سورية وما تزال تبعات الحرب تلاحقهم وتفاقم من مأساتهم،  8 سنوات عجاف عاشها الفلسطيني السوري في لبنان ذاق خلالها المهانة وتجرع حنظل التهجير وعاش تغريبة جديدة.

 8 سنوات مضت واللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان كان يٌمني النفس خلالها أن تتغير أحواله نحو الأفضل ويجد من يمد له يد العون والمساعدة لتخطي محنته، إلا أنه وجد الباب موصد أمامه من قبل سلطته وفصائله الفلسطينية التي عانى منها التهميش والوعود التي لا تغني ولا تسمن، والحكومة اللبنانية التي عاملته معاملة السائح لا اللاجئ ما فاقم من معاناته القانونية والإنسانية والاقتصادية والمعيشية، وزاد من الضغوط النفسية عليه.

حال اللاجئ الفلسطيني السوري المهجر إلى لبنان اليوم، بات كالنار تحت الرماد فهي قابلة للاشتعال والانفجار في أي لحظة في وجه كل من أوصله إلى حافة الهاوية وتلاعب بمصائره، وتاجر بمعاناته ومشاعره.

ومن نافل القول أن الفلسطيني السوري مع كل هذه الأهوال والمصائب التي عصفت به لم يعد حاملاً فقط  روحه على كفيه وإنما بات يحمل كفنه بين يديه، ويفضل الهجرة أو ركوب قوارب الموت على أن يبقى حبيس عيشة يستجدي فيها أبسط حقوقه في حياة كريمة أمنة.

هو متمسك بحقه بالعودة إلى ثرى وطنه فلسطين لكنه يطالب بتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة وحقه في العيش الكريم ليحافظ على كرامة أهدرت بحجة التمسك بحق العودة وعدم التفريط بذرة تراب من فلسطين.

 في حين يرى أن الحفاظ على كرامته هو ما يعزز لديه الإنتماء ويجعله يتثبث أكثر وأكثر بحقه بالعودة إلى فلسطين التي لن ولم ينساه أبداً.

وكأن لسان حاله يقول للذين ينظرون عليه ويعيشون في قصورهم العاجية ولا يشعرون بآلامه ومعاناته : لا نريد مزاودة من أحد نحن أكثركم حفاظاً على حق العودة وحباً لفلسطين، لا نريد من ينظر علينا نريد حلولاً لأوضاعنا المعيشية والقانونية والاقتصادية المأساوية المزرية، أما أن تعيدونا إلى وطننا فلسطين أو تهجرونا لنعيش حياة كريمة ونحافظ على ما تبقى من إنسانيتنا، نريد أن تصان كرامتنا في بلاد العرب، ولا نريد منهم أن يحرروا لنا فلسطين فنحن الأقدر على تحريرها.

وكأن اللاجئ الفلسطيني السوري يسوقنا إلى السؤال الذي نكأ به جرحنا صارخاً "لماذا تحرموننا من قرع الخزان"مبرزاً أفقاً جديداً لأسئلة جارحة ضبابية مبهمة الملامح تعري اللحظة وتمسك الروح من لجامها الذي لا ينفك، فإيقاع الصراخ عند اللاجئ الفلسطيني السوري هو إيقاع القهر والتعب من سنوات خلت لم يذق فيها سوى طعم المعاناة والألم.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/12283

فايز أبو عيد – بيروت

لا بد من التساؤل بداية، من الذي أوصل اللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان إلى هذه الحالة من اليأس ودفعهم دفعاً إلى الاعتصام أمام باب السفارات الأوروبية للمطالبة بحق اللجوء الإنساني والهجرة النظامية، و اختيار بلاد الغرب كملاذ أمن لهم بدل بلاد العُرب.

8 سنوات على خروج الفلسطيني من سورية وما تزال تبعات الحرب تلاحقهم وتفاقم من مأساتهم،  8 سنوات عجاف عاشها الفلسطيني السوري في لبنان ذاق خلالها المهانة وتجرع حنظل التهجير وعاش تغريبة جديدة.

 8 سنوات مضت واللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان كان يٌمني النفس خلالها أن تتغير أحواله نحو الأفضل ويجد من يمد له يد العون والمساعدة لتخطي محنته، إلا أنه وجد الباب موصد أمامه من قبل سلطته وفصائله الفلسطينية التي عانى منها التهميش والوعود التي لا تغني ولا تسمن، والحكومة اللبنانية التي عاملته معاملة السائح لا اللاجئ ما فاقم من معاناته القانونية والإنسانية والاقتصادية والمعيشية، وزاد من الضغوط النفسية عليه.

حال اللاجئ الفلسطيني السوري المهجر إلى لبنان اليوم، بات كالنار تحت الرماد فهي قابلة للاشتعال والانفجار في أي لحظة في وجه كل من أوصله إلى حافة الهاوية وتلاعب بمصائره، وتاجر بمعاناته ومشاعره.

ومن نافل القول أن الفلسطيني السوري مع كل هذه الأهوال والمصائب التي عصفت به لم يعد حاملاً فقط  روحه على كفيه وإنما بات يحمل كفنه بين يديه، ويفضل الهجرة أو ركوب قوارب الموت على أن يبقى حبيس عيشة يستجدي فيها أبسط حقوقه في حياة كريمة أمنة.

هو متمسك بحقه بالعودة إلى ثرى وطنه فلسطين لكنه يطالب بتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة وحقه في العيش الكريم ليحافظ على كرامة أهدرت بحجة التمسك بحق العودة وعدم التفريط بذرة تراب من فلسطين.

 في حين يرى أن الحفاظ على كرامته هو ما يعزز لديه الإنتماء ويجعله يتثبث أكثر وأكثر بحقه بالعودة إلى فلسطين التي لن ولم ينساه أبداً.

وكأن لسان حاله يقول للذين ينظرون عليه ويعيشون في قصورهم العاجية ولا يشعرون بآلامه ومعاناته : لا نريد مزاودة من أحد نحن أكثركم حفاظاً على حق العودة وحباً لفلسطين، لا نريد من ينظر علينا نريد حلولاً لأوضاعنا المعيشية والقانونية والاقتصادية المأساوية المزرية، أما أن تعيدونا إلى وطننا فلسطين أو تهجرونا لنعيش حياة كريمة ونحافظ على ما تبقى من إنسانيتنا، نريد أن تصان كرامتنا في بلاد العرب، ولا نريد منهم أن يحرروا لنا فلسطين فنحن الأقدر على تحريرها.

وكأن اللاجئ الفلسطيني السوري يسوقنا إلى السؤال الذي نكأ به جرحنا صارخاً "لماذا تحرموننا من قرع الخزان"مبرزاً أفقاً جديداً لأسئلة جارحة ضبابية مبهمة الملامح تعري اللحظة وتمسك الروح من لجامها الذي لا ينفك، فإيقاع الصراخ عند اللاجئ الفلسطيني السوري هو إيقاع القهر والتعب من سنوات خلت لم يذق فيها سوى طعم المعاناة والألم.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/12283