map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

ما الذي تغير على فلسطينيي سوريا في تركيا بعد كورونا

تاريخ النشر : 06-10-2020
ما الذي تغير على فلسطينيي سوريا في تركيا بعد كورونا

خاص|| مجموعة العمل - محمد صفية

يتمدد الفيروس في إسطنبول وبقية المدن التركية ويفرض على الجميع إعادة صياغة حياتهم بشكل يتناسب مع الخطر الذي يسببه المرض، الفلسطينيون ومنهم فلسطينيو سوريا لم يكونوا استثناء في المشهد، خاصة مع الأنباء التي تتحدث عن حالات إصابة بين الفلسطينيين في تركيا..

واقع جديد فرض تغييرات على أيام فلسطينيي سوريا. وبينما يحاول هؤلاء حماية أنفسهم من الوباء تتلاشى من يومياتهم الكثير مما اعتادوا عليه في فترة "ما قبل كورونا"

اللاجئ الفلسطيني محمود الشيخ يقود دراجته الكهربائية في شوارع إسطنبول الأوربية كل صباح متوجها إلى عمله في منطقة "باشاك شهير". كمامات تُخفي ملامح العابرين يصادفها محمود في كل مكان.

قبل ثماني سنوات استقر "محمود" في تركيا قادماً من مخيم حندرات بحلب، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى جاءت جائحة كورونا لتفرض على المجتمع إجراءات جديدة وتحرمهم الكثير من مظاهر الحياة التي كانوا يألفونها.

يقول محمود في حديثه لمجموعة العمل: تفتقد صباحات إسطنبول لصخب الأطفال وهم في طريقهم إلى مدارسهم التي لم تفتح أبوابها حتى الآن. بينما يتشارك الناس هنا الخوف من فيروس عاد من جديد.

ويشير إلى أن القوانين في تركيا صارمة وتصل غرامة عدم التقيد بإجراءات الوقاية إلى 900 ليرة تركية ما يقارب 116 دولار لذلك تجد الناس أكثر التزاماً من البلدان الأخرى.

وعن وجود إصابات بين الفلسطينيين أكد أن هناك أكثر من 10 حالات يعرفها بالاسم أصيبت بالفيروس أغلبهم من فلسطينيي سوريا، مشيراً أن بعض الحالات مازالت تتلقى العلاج في المشافي بينما بدأ الآخرون يتماثلون للشفاء.

من جانبه أشار محمد فياض ابن مخيم اليرموك المهجر إلى مدينة إسطنبول والذي يعمل اليوم في مهنة الحلاقة إلى أن الوضع المعيشي قبل "كورونا" كان جيداً، منوهاً إلى أن من يعمل في هذا البلد يعيش مستوراً قادراً على تأمين مستلزماته اليومية ودفع الفواتير وإيجار البيت، واستدرك قائلاً: لكن في حال انقطاع الشخص عن العمل لمدة عشرة أيام فإن ذلك سيشكل بالنسبة له أزمة مالية حقيقية.

وأضاف: مع تفشي فيروس كورونا تأثرنا بشكل مدمر وأغلقت صالون الحلاقة مدة 3 شهور التزمت خلالها بإجراءات الوقاية ورفضت استقبال الزبائن في منزلي.

وأردف: بعد انتهاء فترة الحجر فتحت صالوني مجدداً، ولكن خوف الناس أثر بشكل كبير على عملي وهناك زبائن امتنعوا عن الحلاقة في الصالونات والبعض بات يحلق كل أربعة شهور بعد أن كان يأتي للصالون مرتين في الشهر رغم التزامنا بلبس الكمامة واستخدام مريول الحلاقة لمرة واحدة الأمر الذي زاد من التكلفة علينا وتسبب بعبء مادي أضافي لنا.

فيما رأى علاء تايه أن الوضع المعيشي في تركيا أصبح سيء للغاية، وخاصة بعد انتشار جائحة كورونا، والتي تسببت بإغلاق أغلب المعامل ما جعل قسما لا بأس من الفلسطينيين بدون دخل تقريباً.

وأضاف تعتمد كثير من العائلات على المساعدات الخيرية التي تقدمها الجمعيات الاغاثية الفلسطينية والمساعدات التي تأتي من الاتحاد الأوربي.  

كان علاء يستقل الميترو يومياً عبر الميترو مدة ثلاث ساعات لانتقال من مكان إقامته في ولاية كوجلي إزمت إلى إسطنبول الأوربية حيث يعمل في معمل لتشكيل المعادن ويتحمل مشقة السفر من أجل تأمين قوت عياله، منوهاً أن الراتب الذي يتقاضاه بالكاد يكفي لسد تكاليف الحياة اليومية.

وأضاف مع تفاقم أزمة كورونا أغلق المعمل بسبب عدم تصريف البضائع نتيجة الكساد وأصبحت بدون عمل مدة ٣ شهور حيث جاع كثير من الناس بعد أشهر الحظر ولم نعد نهتم لخطر كورونا بقدر ما أرقنا موضوع العمل والرزق.

يشير علاء أن الحياة بدأت تعود تدريجياً بعد انتهاء فترة الحجر لكن تراجع سعر صرف الليرة التركية انعكس سلباً على الجميع ومازالت حركة العمل خفيفة وغلاء الأسعار جعل الناس تعيش في ضائقة مادية

وأوضح أنه اضطر مؤخرا للمبيت في مكان عمله أربعة أيام بعد سماح صاحب المعمل مقابل ثلاثة أيام يقضيها مع أسرته حتى يوفر أجرة الميترو حيث يستقل ثلاث حافلات للوصول إلى عمله ذهابا وإياباً، وأيضا لكي يخفف من الاحتكاك بالناس نتيجة الازدحام في محطات الميترو.

اللاجئة الفلسطينية "لبنى طافش" من مدينة حلب والمقيمة في ريف غازي عينتاب التركية تتحدث لمجموعة العمل عن التغير الذي طرأ على حياتها وعلاقاتها الاجتماعية، فتقول: كثيرة هي العادات والأعراف والطقوس الجميلة التي لم نعد نمارسها في حياتنا كما كنا نفعل من قبل.

وأردفت: كنا نشارك في الكثير من النشاطات الثقافية والوطنية الفلسطينية في المدينة كما كانت تنشط عدة جمعيات نسائية لتعلين النساء المهن اليدوية والخياطة وغيرها من النشاطات التي كانت تلون حياتنا والتي تم تجميدها اليوم

وأضافت لم تعد هناك زيارات اجتماعية فقد قررت وصديقاتي إلغاءها ونتبادل الأحاديث على مجموعة أنشأناها على الواتس أب، مشيرة إلى أن حوالي 40 عائلة فلسطينية تقيم في منطقة غازي عينتاب.

وعن التزام الناس بإجراءات الحماية أشارت أن أغلب السكان ملتزمون بهذه الإجراءات رغم وجود بعض التجاوزات كالتجمعات في مكان واحد.

ونوهت لبنى أن والدها "خالد طافش" توفي قبل أسابيع في مدينة حلب بعد خمسة أيام فقط من إصابته بكورونا، الأمر الذي جعلها رغم حزنها أكثر إصرار على منع وصول المرض لها ولعائلتها.

بدورها أوضحت الصحفية الفلسطينية بثينة رشدي اشتيوي والمقيمة في إسطنبول في حديثها لمجموعة العمل أن الفلسطيني أننا بدأنا نعتاد ونتعايش مع فايروس كورونا، من خلال الإجراءات الوقائية التي نتخذها والتي فرضتها الدولة التركية على الجميع، فمثلاً أصبح ارتداء الكمامة عندي وعند الكثيرين شيء روتيني لتجنب الإصابة بالوباء.

وأشارت بثينة إلى أن عدد لا بأس به من اللاجئين الفلسطينيين في تركيا خسروا أعمالهم وفقدوا مصدر رزقهم خلال فترة الحجر الإجباري الذي فرض في تركيا، خاصة من يعملون في مصانع ومطاعم مقابل أجور متدنية، في حين وجد آخرون أنفسهم عالقين ولم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم وهذا الأمر كلفهم الكثير من المصروفات التي لم تكن تخطر على بالهم.

وأردفت: أنه مع انخفاض الحالات المصابة بكورونا، عادت الحياة في تركيا إلى طبيعتها نوعاً ما مع، حيث تم افتتاح مدارس الأطفال فقط ضمن سياسات الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وليومين في الأسبوع فيما تستمر بقية المدارس والجامعات بالتعليم الإلكتروني كما الجامعات

وأوضحت أن الحالات حسب وزارة الصحة تتركز أكثرها في اسطنبول كونها مدينة سياحية وتكثر فيها الحركة والتنقلات ومعظم العرب من جنسيات أخرى يقيمون فيها، فضلاً عن فتح باب السياحة أوائل أغسطس كان سبباً في زيادة معدل الإصابات في اسطنبول تحديداً.

ونوهت صحيح أن الكل هنا يلتزم بارتداء الكمامة لكن التزاحم عاد بقوة في المواصلات العامة خاصة في المترو وبالتالي تختفي المسافة الاجتماعية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14191

خاص|| مجموعة العمل - محمد صفية

يتمدد الفيروس في إسطنبول وبقية المدن التركية ويفرض على الجميع إعادة صياغة حياتهم بشكل يتناسب مع الخطر الذي يسببه المرض، الفلسطينيون ومنهم فلسطينيو سوريا لم يكونوا استثناء في المشهد، خاصة مع الأنباء التي تتحدث عن حالات إصابة بين الفلسطينيين في تركيا..

واقع جديد فرض تغييرات على أيام فلسطينيي سوريا. وبينما يحاول هؤلاء حماية أنفسهم من الوباء تتلاشى من يومياتهم الكثير مما اعتادوا عليه في فترة "ما قبل كورونا"

اللاجئ الفلسطيني محمود الشيخ يقود دراجته الكهربائية في شوارع إسطنبول الأوربية كل صباح متوجها إلى عمله في منطقة "باشاك شهير". كمامات تُخفي ملامح العابرين يصادفها محمود في كل مكان.

قبل ثماني سنوات استقر "محمود" في تركيا قادماً من مخيم حندرات بحلب، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى جاءت جائحة كورونا لتفرض على المجتمع إجراءات جديدة وتحرمهم الكثير من مظاهر الحياة التي كانوا يألفونها.

يقول محمود في حديثه لمجموعة العمل: تفتقد صباحات إسطنبول لصخب الأطفال وهم في طريقهم إلى مدارسهم التي لم تفتح أبوابها حتى الآن. بينما يتشارك الناس هنا الخوف من فيروس عاد من جديد.

ويشير إلى أن القوانين في تركيا صارمة وتصل غرامة عدم التقيد بإجراءات الوقاية إلى 900 ليرة تركية ما يقارب 116 دولار لذلك تجد الناس أكثر التزاماً من البلدان الأخرى.

وعن وجود إصابات بين الفلسطينيين أكد أن هناك أكثر من 10 حالات يعرفها بالاسم أصيبت بالفيروس أغلبهم من فلسطينيي سوريا، مشيراً أن بعض الحالات مازالت تتلقى العلاج في المشافي بينما بدأ الآخرون يتماثلون للشفاء.

من جانبه أشار محمد فياض ابن مخيم اليرموك المهجر إلى مدينة إسطنبول والذي يعمل اليوم في مهنة الحلاقة إلى أن الوضع المعيشي قبل "كورونا" كان جيداً، منوهاً إلى أن من يعمل في هذا البلد يعيش مستوراً قادراً على تأمين مستلزماته اليومية ودفع الفواتير وإيجار البيت، واستدرك قائلاً: لكن في حال انقطاع الشخص عن العمل لمدة عشرة أيام فإن ذلك سيشكل بالنسبة له أزمة مالية حقيقية.

وأضاف: مع تفشي فيروس كورونا تأثرنا بشكل مدمر وأغلقت صالون الحلاقة مدة 3 شهور التزمت خلالها بإجراءات الوقاية ورفضت استقبال الزبائن في منزلي.

وأردف: بعد انتهاء فترة الحجر فتحت صالوني مجدداً، ولكن خوف الناس أثر بشكل كبير على عملي وهناك زبائن امتنعوا عن الحلاقة في الصالونات والبعض بات يحلق كل أربعة شهور بعد أن كان يأتي للصالون مرتين في الشهر رغم التزامنا بلبس الكمامة واستخدام مريول الحلاقة لمرة واحدة الأمر الذي زاد من التكلفة علينا وتسبب بعبء مادي أضافي لنا.

فيما رأى علاء تايه أن الوضع المعيشي في تركيا أصبح سيء للغاية، وخاصة بعد انتشار جائحة كورونا، والتي تسببت بإغلاق أغلب المعامل ما جعل قسما لا بأس من الفلسطينيين بدون دخل تقريباً.

وأضاف تعتمد كثير من العائلات على المساعدات الخيرية التي تقدمها الجمعيات الاغاثية الفلسطينية والمساعدات التي تأتي من الاتحاد الأوربي.  

كان علاء يستقل الميترو يومياً عبر الميترو مدة ثلاث ساعات لانتقال من مكان إقامته في ولاية كوجلي إزمت إلى إسطنبول الأوربية حيث يعمل في معمل لتشكيل المعادن ويتحمل مشقة السفر من أجل تأمين قوت عياله، منوهاً أن الراتب الذي يتقاضاه بالكاد يكفي لسد تكاليف الحياة اليومية.

وأضاف مع تفاقم أزمة كورونا أغلق المعمل بسبب عدم تصريف البضائع نتيجة الكساد وأصبحت بدون عمل مدة ٣ شهور حيث جاع كثير من الناس بعد أشهر الحظر ولم نعد نهتم لخطر كورونا بقدر ما أرقنا موضوع العمل والرزق.

يشير علاء أن الحياة بدأت تعود تدريجياً بعد انتهاء فترة الحجر لكن تراجع سعر صرف الليرة التركية انعكس سلباً على الجميع ومازالت حركة العمل خفيفة وغلاء الأسعار جعل الناس تعيش في ضائقة مادية

وأوضح أنه اضطر مؤخرا للمبيت في مكان عمله أربعة أيام بعد سماح صاحب المعمل مقابل ثلاثة أيام يقضيها مع أسرته حتى يوفر أجرة الميترو حيث يستقل ثلاث حافلات للوصول إلى عمله ذهابا وإياباً، وأيضا لكي يخفف من الاحتكاك بالناس نتيجة الازدحام في محطات الميترو.

اللاجئة الفلسطينية "لبنى طافش" من مدينة حلب والمقيمة في ريف غازي عينتاب التركية تتحدث لمجموعة العمل عن التغير الذي طرأ على حياتها وعلاقاتها الاجتماعية، فتقول: كثيرة هي العادات والأعراف والطقوس الجميلة التي لم نعد نمارسها في حياتنا كما كنا نفعل من قبل.

وأردفت: كنا نشارك في الكثير من النشاطات الثقافية والوطنية الفلسطينية في المدينة كما كانت تنشط عدة جمعيات نسائية لتعلين النساء المهن اليدوية والخياطة وغيرها من النشاطات التي كانت تلون حياتنا والتي تم تجميدها اليوم

وأضافت لم تعد هناك زيارات اجتماعية فقد قررت وصديقاتي إلغاءها ونتبادل الأحاديث على مجموعة أنشأناها على الواتس أب، مشيرة إلى أن حوالي 40 عائلة فلسطينية تقيم في منطقة غازي عينتاب.

وعن التزام الناس بإجراءات الحماية أشارت أن أغلب السكان ملتزمون بهذه الإجراءات رغم وجود بعض التجاوزات كالتجمعات في مكان واحد.

ونوهت لبنى أن والدها "خالد طافش" توفي قبل أسابيع في مدينة حلب بعد خمسة أيام فقط من إصابته بكورونا، الأمر الذي جعلها رغم حزنها أكثر إصرار على منع وصول المرض لها ولعائلتها.

بدورها أوضحت الصحفية الفلسطينية بثينة رشدي اشتيوي والمقيمة في إسطنبول في حديثها لمجموعة العمل أن الفلسطيني أننا بدأنا نعتاد ونتعايش مع فايروس كورونا، من خلال الإجراءات الوقائية التي نتخذها والتي فرضتها الدولة التركية على الجميع، فمثلاً أصبح ارتداء الكمامة عندي وعند الكثيرين شيء روتيني لتجنب الإصابة بالوباء.

وأشارت بثينة إلى أن عدد لا بأس به من اللاجئين الفلسطينيين في تركيا خسروا أعمالهم وفقدوا مصدر رزقهم خلال فترة الحجر الإجباري الذي فرض في تركيا، خاصة من يعملون في مصانع ومطاعم مقابل أجور متدنية، في حين وجد آخرون أنفسهم عالقين ولم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم وهذا الأمر كلفهم الكثير من المصروفات التي لم تكن تخطر على بالهم.

وأردفت: أنه مع انخفاض الحالات المصابة بكورونا، عادت الحياة في تركيا إلى طبيعتها نوعاً ما مع، حيث تم افتتاح مدارس الأطفال فقط ضمن سياسات الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وليومين في الأسبوع فيما تستمر بقية المدارس والجامعات بالتعليم الإلكتروني كما الجامعات

وأوضحت أن الحالات حسب وزارة الصحة تتركز أكثرها في اسطنبول كونها مدينة سياحية وتكثر فيها الحركة والتنقلات ومعظم العرب من جنسيات أخرى يقيمون فيها، فضلاً عن فتح باب السياحة أوائل أغسطس كان سبباً في زيادة معدل الإصابات في اسطنبول تحديداً.

ونوهت صحيح أن الكل هنا يلتزم بارتداء الكمامة لكن التزاحم عاد بقوة في المواصلات العامة خاصة في المترو وبالتالي تختفي المسافة الاجتماعية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14191