map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

على أعتاب الشتاء.. ما هواجس الفلسطينيين في سوريا؟

تاريخ النشر : 13-10-2020
على أعتاب الشتاء.. ما هواجس الفلسطينيين في سوريا؟

خاص|| مجموعة العمل - محمد صفية

 تأخر الشتاء هذا العام في سوريا، وعلى غير العادة، لم يَبُلَّ شهر أيلول أيامه الأخيرة، إيذانا بتبدل الفصول، ومع انتصاف شهر تشرين الأول، بدأت المراصد تتحدث عن انخفاض مرتقب لدرجات الحرارة.

وبينما يزحف الشتاء ببطء شديد نحو البلاد، يحاول الفلسطينيون، شأنهم شأن إخوانهم السوريين، الإجابة عن أسئلة تشغل أفكارهم وتقتحم أحاديثهم ومجالسهم: بماذا سنتدفأ هذا العام.. كيف سنشتري كسوة الشتاء للأولاد.. ماذا عن المونة.. هل ستغمر المياه بيوتنا وخيامنا؟

تتوه الإجابات بين زحمة التكاليف وقسوة الظروف ويقع معظم الفلسطينيون في حيرة من أمرهم ولسان حالهم يقول: "لا تغيبي يا شمس.. لا تغيبي!"

يتأمل الناس فيما قد تجود به المنظمات والجمعيات الخيرية من وسائل تدفئة أو كسوة قد تعينهم ولو بالحد الأدنى.

على أعتاب الشتاء.. استطلعت مجموعة العمل  آراء الفلسطينيين في سوريا في محاولة لطرق أحوال الناس قبل أن يقتحم البرد حيرتهم!

تقول "أم عدنان" من مخيم جرمانا بدمشق من المفترض أن تقوم الدولة بتوزيع 100 لتر لكل عائلة بعد أن كانت الحصة 200 لتر.. وهو مالا يكفي فصل الشتاء، وهناك عائلات لا يكون معها نقود عندما يحين دورها على البطاقة الذكية فيفوتها التوزيع.

وتضيف في حديثها لمجموعة العمل: تحتاج العائلة إلى 400 لتر على الأقل، مما يضطرها لشراء المازوت الحر، وهو ما لا تستطيع تأمينه عائلات كثيرة لارتفاع أسعاره. مشيرة أن كل 20لتر يتراوح ثمنه بين 7 آلاف و8 آلاف ليرة، بمعدل 400 ليرة للتر الواحد تقريبا.

أما "لطيفة" الفلسطينية المهجرة من مخيم اليرموك والمقيمة في بلدة قدسيا فتقول: "ما في مازوت وما في حطب وما في غاز وما في بنزين وما في خبز وما في كهربا وما في مي بس في رحمة الله أحسن من كل شي"

وتساءلت في حديثها لمجموعة العمل: كيف سيكون حال الناس غداً وهي تقف في طوابير الذل تحت المطر والبرد؟

وتستطرد: قبل أن تسألوا الناس عن "المازوت"، اسألوها عن لقمة العيش وعن مونة الشتاء، موضحة أن عائلات كثيرة لم تتمكن من تموين ما يلزمها هذا العام "ونحن من هذه العائلات". وتضيف: بالنسبة لنا سنكتفي بالـ 100 لتر إن حصلنا عليها وسنكمل شتاءنا تحت "البطانيات"!

وأردفت: أرهقتنا إيجارات المنازل التي تأكل نصف الراتب الذي يحصل عليه زوجي من وظيفته!

في مخيم درعا تلقي الأوضاع المعيشية بثقلها عل الأهالي، مرغمة إياهم على البحث عن بدائل قد تكون خطيرة وذات ضرر على صحتهم وصحة أطفالهم.

فقد أخرج البعض المازوت والحطب من حساباتهم، ومنهم اللاجئ الفلسطيني "عمار" الذي لجأ خلال السنوات الماضية إلى طُرق بديلة أخرى للتدفئة، حيث يقوم بجمع القطع البلاستيكية والكرتون والخشب والإطارات المهترئة لاستخدامها في التدفئة، مؤكداً أنه سيستمر باستخدامها هذا الشتاء.

وأوضح لمجموعة العمل أنه قام ببناء موقد حجري بدائي بمدخنة عريضة للتخفيف من الآثار الصحية السلبية للغازات السامة المنبعثة من احتراق هذه المواد، منوهاً أنه يضع في موقده الحجري كل شيء قابل للاحتراق.

شمالاً وفي صورة مشابهة يعتمد اللاجئ الفلسطيني "غسان" في مخيم البل قرب أعزاز على شراء الأقمشة البالية إلى جانب ما يتم توزيعه من قبل الجمعيات الخيرية من مادة المازوت، مبيناً أن ارتفاع أسعار مادة المازوت أجبر عددا من العائلات على شراء الألبسة المستعملة "البالة" الأرخص ثمناً، حيث يصل ثمن الكيس الواحد 4000 ليرة بزنة 50 كغ، بينما يصل سعر لتر المازوت الجيد إلى 4.75 ليرة تركية أي ما يعادل 1400 ليرة سورية للتر الواحد.

وأوضح أن أغلب أنواع المازوت سيئة النوعية وتتسبب بانسداد أنبوب المازوت بشكل متكرر، ومنها ما تكون نسبة الاحتراق فيه كبيرة نتيجة خلطه بمواد قابلة للاشتعال، مما يشكل خطراً على مستخدميه نتيجة الحرائق التي تسبب بها في أكثر من مناسبة.

الجديد في حياة الفلسطينيين في الشمال السوري هو توجه بعض العائلات الفلسطينية، الأفضل حالاً، إلى قشور الفستق الحلبي والبندق كبديل مثالي عن المازوت والحطب آخذين هذه الفكرة عن السوريين الذين اعتمدوا هذه الطريقة منذ سنوات، حيث كانت بلدة مورك بريف حماه الشمالي مصدر هذه القشور باعتبارها المركز الأشهر في سوريا لزراعة الفستق الحلبي.

يقول اللاجئ الفلسطيني "أبو عامر" لمجموعة العمل: "بعد سيطرة النظام على مورك توجه الناس لاستيراد قشور الفستق عبر الحدود التركية".
وأوضح أنها المرة الأولى التي سيستخدم فيها قشور الفستق في التدفئة فهي بالنسبة له أنظف من الحطب وأكثر أماناً من المازوت مبيناً أن تكلفته لا تقل كثيراً عن هاتين المادتين حيث يتراوح سعر الطن الواحد بين 150- و160 دولار.

وأضاف: ابتكر السوريون مدفأة خاصة بقشور الفستق وهي في الغالب عبارة عن مدفأة مازوت معدلة مزودة بخزان وبطارية وشاحن، وتتراوح أسعارها بن 90 إلى 250 دولار بحسب جودتها والميزات المرفقة معها.

ويضيف الشتاء في كل عام فصلاً جديداً من فصول المعاناة لدى فلسطينيي سوريا بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار في عموم البلاد بينما تشكل السيول الجارفة هاجسا إضافيا في مخيمات الشمال السوري.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14226

خاص|| مجموعة العمل - محمد صفية

 تأخر الشتاء هذا العام في سوريا، وعلى غير العادة، لم يَبُلَّ شهر أيلول أيامه الأخيرة، إيذانا بتبدل الفصول، ومع انتصاف شهر تشرين الأول، بدأت المراصد تتحدث عن انخفاض مرتقب لدرجات الحرارة.

وبينما يزحف الشتاء ببطء شديد نحو البلاد، يحاول الفلسطينيون، شأنهم شأن إخوانهم السوريين، الإجابة عن أسئلة تشغل أفكارهم وتقتحم أحاديثهم ومجالسهم: بماذا سنتدفأ هذا العام.. كيف سنشتري كسوة الشتاء للأولاد.. ماذا عن المونة.. هل ستغمر المياه بيوتنا وخيامنا؟

تتوه الإجابات بين زحمة التكاليف وقسوة الظروف ويقع معظم الفلسطينيون في حيرة من أمرهم ولسان حالهم يقول: "لا تغيبي يا شمس.. لا تغيبي!"

يتأمل الناس فيما قد تجود به المنظمات والجمعيات الخيرية من وسائل تدفئة أو كسوة قد تعينهم ولو بالحد الأدنى.

على أعتاب الشتاء.. استطلعت مجموعة العمل  آراء الفلسطينيين في سوريا في محاولة لطرق أحوال الناس قبل أن يقتحم البرد حيرتهم!

تقول "أم عدنان" من مخيم جرمانا بدمشق من المفترض أن تقوم الدولة بتوزيع 100 لتر لكل عائلة بعد أن كانت الحصة 200 لتر.. وهو مالا يكفي فصل الشتاء، وهناك عائلات لا يكون معها نقود عندما يحين دورها على البطاقة الذكية فيفوتها التوزيع.

وتضيف في حديثها لمجموعة العمل: تحتاج العائلة إلى 400 لتر على الأقل، مما يضطرها لشراء المازوت الحر، وهو ما لا تستطيع تأمينه عائلات كثيرة لارتفاع أسعاره. مشيرة أن كل 20لتر يتراوح ثمنه بين 7 آلاف و8 آلاف ليرة، بمعدل 400 ليرة للتر الواحد تقريبا.

أما "لطيفة" الفلسطينية المهجرة من مخيم اليرموك والمقيمة في بلدة قدسيا فتقول: "ما في مازوت وما في حطب وما في غاز وما في بنزين وما في خبز وما في كهربا وما في مي بس في رحمة الله أحسن من كل شي"

وتساءلت في حديثها لمجموعة العمل: كيف سيكون حال الناس غداً وهي تقف في طوابير الذل تحت المطر والبرد؟

وتستطرد: قبل أن تسألوا الناس عن "المازوت"، اسألوها عن لقمة العيش وعن مونة الشتاء، موضحة أن عائلات كثيرة لم تتمكن من تموين ما يلزمها هذا العام "ونحن من هذه العائلات". وتضيف: بالنسبة لنا سنكتفي بالـ 100 لتر إن حصلنا عليها وسنكمل شتاءنا تحت "البطانيات"!

وأردفت: أرهقتنا إيجارات المنازل التي تأكل نصف الراتب الذي يحصل عليه زوجي من وظيفته!

في مخيم درعا تلقي الأوضاع المعيشية بثقلها عل الأهالي، مرغمة إياهم على البحث عن بدائل قد تكون خطيرة وذات ضرر على صحتهم وصحة أطفالهم.

فقد أخرج البعض المازوت والحطب من حساباتهم، ومنهم اللاجئ الفلسطيني "عمار" الذي لجأ خلال السنوات الماضية إلى طُرق بديلة أخرى للتدفئة، حيث يقوم بجمع القطع البلاستيكية والكرتون والخشب والإطارات المهترئة لاستخدامها في التدفئة، مؤكداً أنه سيستمر باستخدامها هذا الشتاء.

وأوضح لمجموعة العمل أنه قام ببناء موقد حجري بدائي بمدخنة عريضة للتخفيف من الآثار الصحية السلبية للغازات السامة المنبعثة من احتراق هذه المواد، منوهاً أنه يضع في موقده الحجري كل شيء قابل للاحتراق.

شمالاً وفي صورة مشابهة يعتمد اللاجئ الفلسطيني "غسان" في مخيم البل قرب أعزاز على شراء الأقمشة البالية إلى جانب ما يتم توزيعه من قبل الجمعيات الخيرية من مادة المازوت، مبيناً أن ارتفاع أسعار مادة المازوت أجبر عددا من العائلات على شراء الألبسة المستعملة "البالة" الأرخص ثمناً، حيث يصل ثمن الكيس الواحد 4000 ليرة بزنة 50 كغ، بينما يصل سعر لتر المازوت الجيد إلى 4.75 ليرة تركية أي ما يعادل 1400 ليرة سورية للتر الواحد.

وأوضح أن أغلب أنواع المازوت سيئة النوعية وتتسبب بانسداد أنبوب المازوت بشكل متكرر، ومنها ما تكون نسبة الاحتراق فيه كبيرة نتيجة خلطه بمواد قابلة للاشتعال، مما يشكل خطراً على مستخدميه نتيجة الحرائق التي تسبب بها في أكثر من مناسبة.

الجديد في حياة الفلسطينيين في الشمال السوري هو توجه بعض العائلات الفلسطينية، الأفضل حالاً، إلى قشور الفستق الحلبي والبندق كبديل مثالي عن المازوت والحطب آخذين هذه الفكرة عن السوريين الذين اعتمدوا هذه الطريقة منذ سنوات، حيث كانت بلدة مورك بريف حماه الشمالي مصدر هذه القشور باعتبارها المركز الأشهر في سوريا لزراعة الفستق الحلبي.

يقول اللاجئ الفلسطيني "أبو عامر" لمجموعة العمل: "بعد سيطرة النظام على مورك توجه الناس لاستيراد قشور الفستق عبر الحدود التركية".
وأوضح أنها المرة الأولى التي سيستخدم فيها قشور الفستق في التدفئة فهي بالنسبة له أنظف من الحطب وأكثر أماناً من المازوت مبيناً أن تكلفته لا تقل كثيراً عن هاتين المادتين حيث يتراوح سعر الطن الواحد بين 150- و160 دولار.

وأضاف: ابتكر السوريون مدفأة خاصة بقشور الفستق وهي في الغالب عبارة عن مدفأة مازوت معدلة مزودة بخزان وبطارية وشاحن، وتتراوح أسعارها بن 90 إلى 250 دولار بحسب جودتها والميزات المرفقة معها.

ويضيف الشتاء في كل عام فصلاً جديداً من فصول المعاناة لدى فلسطينيي سوريا بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار في عموم البلاد بينما تشكل السيول الجارفة هاجسا إضافيا في مخيمات الشمال السوري.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14226