map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

الفلسطينيون في سوريا ولقمة العيش المغمسة بالدم والمعاناة

تاريخ النشر : 03-12-2020
الفلسطينيون في سوريا ولقمة العيش المغمسة بالدم والمعاناة

 مجموعة العمل – سوريا

لا يكاد يمر يوم إلا ويصحو الفلسطينيون في سوريا مع أشقائهم السوريين على أزمة خانقة جديدة، تضيق عليهم وتزيد من معاناتهم المتفاقمة أساساً بسبب الأوضاع التي يعيشونها.

وهذه الأزمات المتلاحقة ليست جديدة أو طارئة، بل سبقت حتى الأزمة في سورية، لتصبح مؤخراً علامة على حجم الانهيار الذي يعاني منه النظام بعد تدميره لمختلف جوانب الحياة الاقتصادية خلال سنوات الحرب الماضية.

انهيار الليرة المتسارع

بعد أن فقدت الليرة خلال السنوات الماضية قيمتها، بسبب تدمير مقومات الانتاج في سوريا، وهو ما انعكس سلباً على القدرة الشرائية للمقيمين من فلسطينيين وسوريين، تصاعدت الأوضاع حدة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ارتفع الدولار بما يقارب ال 500 ليرة ليصل الى نحو 3000، وهو ما ظهر في ارتفاع جنوني للأسعار شمل المواد الغذائية والألبسة ومواد البناء والأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية ومختلف المنتجات.

وفي مقابل هذا الارتفاع ظلت الرواتب والأجور على حالها، ما أسهم في أزمة معيشية خانقة يعاني منها الفلسطينيون وأشقاؤهم السوريون على حد سواء، دون أن يلوح في الأفق أي حل لهذه الازمة.

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن وضع الليرة يسير نحو مزيد من الانهيار، لأن مقومات ارتفاعها مجددا تبدو معدومة، والتخوف يظل قائما من انهيار مفاجئ بشكل أكبر مما حصل حتى الآن.

لقمة العيش المغمسة بالدم

وبموازاة ارتفاع الأسعار الجنوني جاءت أزمة الحصول على رغيف الخبز لتشكل المعاناة الاكبر، فبعد ان أصبح الحصول عليها مربوطا ومحددا بما سمي بالبطاقة الذكية، بدأ النقص في هذه المادة التي تشكل الوجبة الاساسية يفرض نفسه بقوة ليظهر من خلال الطوابير الطويلة امام المخابز، ليصل الأمر الى الانتظار لساعات للحصول على ربطة منه.

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بصور وقصص تعبر عن حجم المعاناة لمختلف الشرائح في الحصول على الخبز، حتى وصلت الامور الى وفاة بعض كبار السن وتعرض آخرين للضرب والإهانة أمام المخابز المزدحمة.

وامام كل ذلك تكتفي حكومة النظام بالمراقبة والصمت دون ان تبدي اي تصرف سوى رفع سعره وتخفيض وزن ربطة الخبز باعتبار ذلك حلا لهذه المشكلة الجوهرية.

أزمة الوقود نحو مزيد من التعقيد

ولتكتمل فصول المعاناة ترافقت هذه الأزمات مع أزمة وقود خانقة، بدأت بالبنزين، ليلحقه المازوت والغاز المنزلي.

وبات على الكثيرين من اصحاب السيارات المبيت امام الكازيات والانتظار احيانا لأكثر من عشر ساعات لتعبئة الوقود، ما انعكس ايضا على واقع قطاع النقل بمختلف صنوفه، فظهرت ازمة نقل على صعيد نقل الركاب والبضائع، وارتفعت اجور المواصلات، وبات وصول الناس إلى اعمالهم هما يضاف الى الهموم والأعباء التي باتت تثقل كاهلهم.

وبخصوص الغاز المنزلي وبعد ان وعدت حكومة النظام إثر اعتماد/البطاقة الذكية/بالحصول على جرة كل 23 يوما، بات الحصول عليها خلال شهرين حلما للجميع.

كل ذلك يأتي رغم لجوء النظام الى هذه/البطاقة/ كأسلوب للالتفاف على المشكلة إلا أنها تتفاقم لتكرس واقعا مأزوما ينعكس بالمزيد من الضغوط والمعاناة على عاتق الفلسطينيين وأشقائهم السوريين بمختلف فئاتهم.

90 بالمئة تحت خط الفقر

ومع تفاقم الأزمات المعيشية يتزايد عدد الفقراء والمعدمين، وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا في نهاية أيلول الماضي بلغت نسبة من يعيش تحت خط الفقر في سوريا 90 بالمئة.

كما كانت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بايرز، التابع للأمم المتحدة حذرت من أزمة غذائية.

وقالت المسؤولة الأممية إن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأوضحت أن عدد من يفتقر للمواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع مليون و400 ألف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

مزيد من المعاناة دون حلول

وتترافق هذه الأوضاع مع تخفيض وكالة الأونروا لمساعداتها المالية والعينية للفلسطينيين في سوريا الى الحد الأدنى بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها، ما يمثل زيادة في الضغوط والأعباء، لتلخص كل هذه الأزمات الواقع المر الذي يعيشه الفلسطينيون في سوريا مع أخوتهم السوريين، في ظل غياب أي دور للمجتمع الدولي في تقديم المعونات والدعم لهم، أو فرض حلول سياسية جذرية تنهي المعاناة الطويلة التي يعيشها الجميع.

الصورة من تصوير نيراز سعيد

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14485

 مجموعة العمل – سوريا

لا يكاد يمر يوم إلا ويصحو الفلسطينيون في سوريا مع أشقائهم السوريين على أزمة خانقة جديدة، تضيق عليهم وتزيد من معاناتهم المتفاقمة أساساً بسبب الأوضاع التي يعيشونها.

وهذه الأزمات المتلاحقة ليست جديدة أو طارئة، بل سبقت حتى الأزمة في سورية، لتصبح مؤخراً علامة على حجم الانهيار الذي يعاني منه النظام بعد تدميره لمختلف جوانب الحياة الاقتصادية خلال سنوات الحرب الماضية.

انهيار الليرة المتسارع

بعد أن فقدت الليرة خلال السنوات الماضية قيمتها، بسبب تدمير مقومات الانتاج في سوريا، وهو ما انعكس سلباً على القدرة الشرائية للمقيمين من فلسطينيين وسوريين، تصاعدت الأوضاع حدة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ارتفع الدولار بما يقارب ال 500 ليرة ليصل الى نحو 3000، وهو ما ظهر في ارتفاع جنوني للأسعار شمل المواد الغذائية والألبسة ومواد البناء والأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية ومختلف المنتجات.

وفي مقابل هذا الارتفاع ظلت الرواتب والأجور على حالها، ما أسهم في أزمة معيشية خانقة يعاني منها الفلسطينيون وأشقاؤهم السوريون على حد سواء، دون أن يلوح في الأفق أي حل لهذه الازمة.

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن وضع الليرة يسير نحو مزيد من الانهيار، لأن مقومات ارتفاعها مجددا تبدو معدومة، والتخوف يظل قائما من انهيار مفاجئ بشكل أكبر مما حصل حتى الآن.

لقمة العيش المغمسة بالدم

وبموازاة ارتفاع الأسعار الجنوني جاءت أزمة الحصول على رغيف الخبز لتشكل المعاناة الاكبر، فبعد ان أصبح الحصول عليها مربوطا ومحددا بما سمي بالبطاقة الذكية، بدأ النقص في هذه المادة التي تشكل الوجبة الاساسية يفرض نفسه بقوة ليظهر من خلال الطوابير الطويلة امام المخابز، ليصل الأمر الى الانتظار لساعات للحصول على ربطة منه.

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بصور وقصص تعبر عن حجم المعاناة لمختلف الشرائح في الحصول على الخبز، حتى وصلت الامور الى وفاة بعض كبار السن وتعرض آخرين للضرب والإهانة أمام المخابز المزدحمة.

وامام كل ذلك تكتفي حكومة النظام بالمراقبة والصمت دون ان تبدي اي تصرف سوى رفع سعره وتخفيض وزن ربطة الخبز باعتبار ذلك حلا لهذه المشكلة الجوهرية.

أزمة الوقود نحو مزيد من التعقيد

ولتكتمل فصول المعاناة ترافقت هذه الأزمات مع أزمة وقود خانقة، بدأت بالبنزين، ليلحقه المازوت والغاز المنزلي.

وبات على الكثيرين من اصحاب السيارات المبيت امام الكازيات والانتظار احيانا لأكثر من عشر ساعات لتعبئة الوقود، ما انعكس ايضا على واقع قطاع النقل بمختلف صنوفه، فظهرت ازمة نقل على صعيد نقل الركاب والبضائع، وارتفعت اجور المواصلات، وبات وصول الناس إلى اعمالهم هما يضاف الى الهموم والأعباء التي باتت تثقل كاهلهم.

وبخصوص الغاز المنزلي وبعد ان وعدت حكومة النظام إثر اعتماد/البطاقة الذكية/بالحصول على جرة كل 23 يوما، بات الحصول عليها خلال شهرين حلما للجميع.

كل ذلك يأتي رغم لجوء النظام الى هذه/البطاقة/ كأسلوب للالتفاف على المشكلة إلا أنها تتفاقم لتكرس واقعا مأزوما ينعكس بالمزيد من الضغوط والمعاناة على عاتق الفلسطينيين وأشقائهم السوريين بمختلف فئاتهم.

90 بالمئة تحت خط الفقر

ومع تفاقم الأزمات المعيشية يتزايد عدد الفقراء والمعدمين، وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا في نهاية أيلول الماضي بلغت نسبة من يعيش تحت خط الفقر في سوريا 90 بالمئة.

كما كانت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بايرز، التابع للأمم المتحدة حذرت من أزمة غذائية.

وقالت المسؤولة الأممية إن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأوضحت أن عدد من يفتقر للمواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع مليون و400 ألف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

مزيد من المعاناة دون حلول

وتترافق هذه الأوضاع مع تخفيض وكالة الأونروا لمساعداتها المالية والعينية للفلسطينيين في سوريا الى الحد الأدنى بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها، ما يمثل زيادة في الضغوط والأعباء، لتلخص كل هذه الأزمات الواقع المر الذي يعيشه الفلسطينيون في سوريا مع أخوتهم السوريين، في ظل غياب أي دور للمجتمع الدولي في تقديم المعونات والدعم لهم، أو فرض حلول سياسية جذرية تنهي المعاناة الطويلة التي يعيشها الجميع.

الصورة من تصوير نيراز سعيد

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14485