map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

عن الفلسطينيين الأوائل في إدلب بعد النكبة.. عندما كان الهوى شمالي!

تاريخ النشر : 16-12-2020
عن الفلسطينيين الأوائل في إدلب بعد النكبة.. عندما كان الهوى شمالي!

مجموعة العمل - محمد صفية 
مع فصول النكبة الأولى عام 1948 اجتازت العائلات الفلسطينية الحدود إلى الدول العربية المجاورة، استقبلت سورية الموجة الأولى من الهجرة الفلسطينية وقُدّر عدد أفرادها آنذاك بـ 85 ألف لاجئ.
أعقب موجة اللجوء الأولى تلك لجوء أعداد أخرى في فترات مختلفة من خمسينات القرن الماضي وحتى ثمانيناته، من لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن.
وفي مطلع ربيع 2011 بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية وفق تقديرات "الأونروا" نحو 528 ألف لاجئ، بيد أن العدد الفعلي قد يصل إلى نحو 600 ألف شخص قبل حتى ذل التاريخ، نظراً إلى أن "الأونروا" لم تُسجّل في سجلاتها معظم الفلسطينيين الذين وفدوا إلى سورية بعد موجة عام 1948.
كان للعاصمة السورية دمشق حصة الأسد من اللاجئين الفلسطينيين بينما توزعت بقية العائلات على مدن درعا وحمص وحماه وبدرجة أقل كان الوجود الفلسطيني بنسبة تكاد لا تذكر
من هذه المدن إدلب التي باتت الملاذ الآمن والقسري في آن معا للمئات من العائلات الفلسطينية التي هُجرت للشمال السوري قبل أعوام
لكن ماذا عن العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى هذه المدينة الهادئة منذ عام 1948 واستمر وجودها حتى الآن؟
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تواصلت مع إحدى هذه العائلات التي حافظت على استقرارها رغم اضطراب الظروف في المدينة إبان سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها عام 2016
في أحد الأحياء الراقية في مدينة سرمدا يقيم الحاج "عماد الكرمي – أبو محمد 65 عاما" كانت عائلته قد حطت رحالها في إدلب قادمة من فلسطين عام 1948وتحديدا من الفالوجة في قطاع غزة.

يوضح "أبو محمد" في حديثه لمجموعة العمل أن عائلتين فلسطينيتين فقط قدمتا للمحافظة وهما عائلة الكرمي وعائلة المطري. وعن سبب اختيارهم لمدينة سرمدا والتي كانت بلدة صغيرة آنذاك، أشار أن رابطة قديمة كانت تربط بين هاتين العائلتين وأحد أجدادهم الذي أتى من فلسطين أيام حرب السفربرلك، وخدم في هذه المنطقة.
وأضاف: والدي وُلد هنا في سرمدا ثم عاد في شبابه إلى فلسطين وتزوج هناك، وعندما حدثت النكبة رجع إلى سرمدا مصطحبا أهله وإخوته، كما أتى معه من أبناء عمومته من عائلة المطري مشيرا أنهم خرجوا حينها بموجب معاهدة رودس، أما في إدلب فقد أوضح "أبو محمد أنه كان فيها أسرتين فقط من عائلة الدغيم.
وعن تعداد الفلسطينيين في إدلب أوضح أن عائلة الكرمي كانت بحدود ال 150 فرد تقريبا عائلتنا عائلة الكرمي وعائلة المطري بحدود الخمسة والثلاثين شخصا.
ماذا كان يعمل الفلسطينيون في إدلب؟
أشار أبو محمد أن  سرمدا كان فيها توجهان الأول في باب الهوى وهو التخليص الجمركي وشركات ترانزيت وكان لنا نصيب نحن عائلة الكرمي شركة تخليص جمركي وترانزيت في باب الهوى، كما كان يوجد شركة لبيت المطري 
أما النشاط الثاني فهو مكاتب شحن خارجي وتصدير بضائع في مدينة حلب أيضاً للعائلتين بينما توجه البعض للتدريس وقسم في تجارة المواد الغذائية. بالإضافة لنشاط تجراي في روسيا والصين.
وأردف قائلا: على مدار السنين خرج من العائلتين جامعيون ومدرسون وأصحاب شركات وتستطيع القول إننا من الوجوه الاجتماعية البارزة في سرمدا 
عايش أبو محمد مع زوجته السورية كل المراحل والمتغيرات التي تأثر بها المجتمع السوري وأشار إلى الاندماج الكامل بين الفلسطينيين والسوريين في سرمدا حتى أن أبناءه جميعهم تزوجوا من سوريات
بعد عام 2016 هاجر حوالي أربعين شخص من عائلة الكرمي والمطري إلى أوروبا بين النمسا والسويد والدنمارك والمانيا وهم من أصحاب الدخل المحدود.
 يقول أبو محمد: أما بالنسبة لنا فآثرنا البقاء في سرمدا لأنها لم تتعرض للاضطرابات وبقيت هادئة إلى حد ما
وأوضح أن هذه العائلات اليوم تعمل في مجال الاستيراد عن طريق باب الهوى كما تملك مناشر للحجر ومحطة وقود.. مشيرا أن عائلة المطري أقامت منشأة تعليمية مع ملاعب صغيرة 
ماذا عن القضية الفلسطينية؟
يشير "أبو محمد انه كان المنسق العام للجهات الرسمية في سوريا مع الوفود القادمة من الخارج والداعمة للقضية الفلسطينية والذين كانوا يدخلون البلاد عن طريق معبر باب الهوى
ويضيف كنا نستقبلهم استقبالا رسمياً بكل ما يتطلب الاستقبال من حفاوة على نفقتنا الخاصة بالاشتراك مع باقي ومن سوريا كانت الوفود تكمل طريقها باتجاه فلسطين.
أما اليوم فتساهم عائلة الكرمي في دعم الجهود الإنسانية للعائلات الفلسطينية والسورية على حد سواء بالتنسيق مع المنظمات الخيرية من خلال التبرعات وفتح المستودعات والصالات 
لا يمكن لمن يجالس أي فرد من هذه العائلات الفلسطينية القديمة في إدلب عن العائلات السورية في المنطقة بسبب الاندماج والتناغم الحاصل بينهما في اللهجة والعادات الناتجة عن المصاهرات المعقودة بينهما ما يعكس حالة القرب والانسجام والترابط في مجتمع تلاطمه المتغيرات في كل حين.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14554

مجموعة العمل - محمد صفية 
مع فصول النكبة الأولى عام 1948 اجتازت العائلات الفلسطينية الحدود إلى الدول العربية المجاورة، استقبلت سورية الموجة الأولى من الهجرة الفلسطينية وقُدّر عدد أفرادها آنذاك بـ 85 ألف لاجئ.
أعقب موجة اللجوء الأولى تلك لجوء أعداد أخرى في فترات مختلفة من خمسينات القرن الماضي وحتى ثمانيناته، من لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن.
وفي مطلع ربيع 2011 بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية وفق تقديرات "الأونروا" نحو 528 ألف لاجئ، بيد أن العدد الفعلي قد يصل إلى نحو 600 ألف شخص قبل حتى ذل التاريخ، نظراً إلى أن "الأونروا" لم تُسجّل في سجلاتها معظم الفلسطينيين الذين وفدوا إلى سورية بعد موجة عام 1948.
كان للعاصمة السورية دمشق حصة الأسد من اللاجئين الفلسطينيين بينما توزعت بقية العائلات على مدن درعا وحمص وحماه وبدرجة أقل كان الوجود الفلسطيني بنسبة تكاد لا تذكر
من هذه المدن إدلب التي باتت الملاذ الآمن والقسري في آن معا للمئات من العائلات الفلسطينية التي هُجرت للشمال السوري قبل أعوام
لكن ماذا عن العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى هذه المدينة الهادئة منذ عام 1948 واستمر وجودها حتى الآن؟
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تواصلت مع إحدى هذه العائلات التي حافظت على استقرارها رغم اضطراب الظروف في المدينة إبان سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها عام 2016
في أحد الأحياء الراقية في مدينة سرمدا يقيم الحاج "عماد الكرمي – أبو محمد 65 عاما" كانت عائلته قد حطت رحالها في إدلب قادمة من فلسطين عام 1948وتحديدا من الفالوجة في قطاع غزة.

يوضح "أبو محمد" في حديثه لمجموعة العمل أن عائلتين فلسطينيتين فقط قدمتا للمحافظة وهما عائلة الكرمي وعائلة المطري. وعن سبب اختيارهم لمدينة سرمدا والتي كانت بلدة صغيرة آنذاك، أشار أن رابطة قديمة كانت تربط بين هاتين العائلتين وأحد أجدادهم الذي أتى من فلسطين أيام حرب السفربرلك، وخدم في هذه المنطقة.
وأضاف: والدي وُلد هنا في سرمدا ثم عاد في شبابه إلى فلسطين وتزوج هناك، وعندما حدثت النكبة رجع إلى سرمدا مصطحبا أهله وإخوته، كما أتى معه من أبناء عمومته من عائلة المطري مشيرا أنهم خرجوا حينها بموجب معاهدة رودس، أما في إدلب فقد أوضح "أبو محمد أنه كان فيها أسرتين فقط من عائلة الدغيم.
وعن تعداد الفلسطينيين في إدلب أوضح أن عائلة الكرمي كانت بحدود ال 150 فرد تقريبا عائلتنا عائلة الكرمي وعائلة المطري بحدود الخمسة والثلاثين شخصا.
ماذا كان يعمل الفلسطينيون في إدلب؟
أشار أبو محمد أن  سرمدا كان فيها توجهان الأول في باب الهوى وهو التخليص الجمركي وشركات ترانزيت وكان لنا نصيب نحن عائلة الكرمي شركة تخليص جمركي وترانزيت في باب الهوى، كما كان يوجد شركة لبيت المطري 
أما النشاط الثاني فهو مكاتب شحن خارجي وتصدير بضائع في مدينة حلب أيضاً للعائلتين بينما توجه البعض للتدريس وقسم في تجارة المواد الغذائية. بالإضافة لنشاط تجراي في روسيا والصين.
وأردف قائلا: على مدار السنين خرج من العائلتين جامعيون ومدرسون وأصحاب شركات وتستطيع القول إننا من الوجوه الاجتماعية البارزة في سرمدا 
عايش أبو محمد مع زوجته السورية كل المراحل والمتغيرات التي تأثر بها المجتمع السوري وأشار إلى الاندماج الكامل بين الفلسطينيين والسوريين في سرمدا حتى أن أبناءه جميعهم تزوجوا من سوريات
بعد عام 2016 هاجر حوالي أربعين شخص من عائلة الكرمي والمطري إلى أوروبا بين النمسا والسويد والدنمارك والمانيا وهم من أصحاب الدخل المحدود.
 يقول أبو محمد: أما بالنسبة لنا فآثرنا البقاء في سرمدا لأنها لم تتعرض للاضطرابات وبقيت هادئة إلى حد ما
وأوضح أن هذه العائلات اليوم تعمل في مجال الاستيراد عن طريق باب الهوى كما تملك مناشر للحجر ومحطة وقود.. مشيرا أن عائلة المطري أقامت منشأة تعليمية مع ملاعب صغيرة 
ماذا عن القضية الفلسطينية؟
يشير "أبو محمد انه كان المنسق العام للجهات الرسمية في سوريا مع الوفود القادمة من الخارج والداعمة للقضية الفلسطينية والذين كانوا يدخلون البلاد عن طريق معبر باب الهوى
ويضيف كنا نستقبلهم استقبالا رسمياً بكل ما يتطلب الاستقبال من حفاوة على نفقتنا الخاصة بالاشتراك مع باقي ومن سوريا كانت الوفود تكمل طريقها باتجاه فلسطين.
أما اليوم فتساهم عائلة الكرمي في دعم الجهود الإنسانية للعائلات الفلسطينية والسورية على حد سواء بالتنسيق مع المنظمات الخيرية من خلال التبرعات وفتح المستودعات والصالات 
لا يمكن لمن يجالس أي فرد من هذه العائلات الفلسطينية القديمة في إدلب عن العائلات السورية في المنطقة بسبب الاندماج والتناغم الحاصل بينهما في اللهجة والعادات الناتجة عن المصاهرات المعقودة بينهما ما يعكس حالة القرب والانسجام والترابط في مجتمع تلاطمه المتغيرات في كل حين.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14554