map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

سوريا: الأونروا وتحديات التعليم في ظل كورونا وضعف الامكانات

تاريخ النشر : 19-12-2020
سوريا: الأونروا وتحديات التعليم في ظل كورونا وضعف الامكانات

مجموعة العمل – سوريا

يعد التعليم واحداً من أبرز الخدمات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للاجئين الفلسطينيين في سوريا وغيرها من دول الشتات.

ورغم التقليص المتواصل للخدمات التي تقدمها الأونروا للفلسطينيين في سوريا -مع الظروف الصعبة التي يعانونها- بسبب الضائقة المالية الشديدة التي تمر بها، إلا أنها تحاول أن تواصل تقديم خدمة التعليم المجاني للطلبة الفلسطينيين وفق الامكانات المتاحة.

وبعد أن كانت الأونروا تقدم في السابق مختلف مستلزمات العملية التعليمية من كتب وقرطاسية كاملة وحتى اللباس ووجبات الطعام والرعاية الصحية للطلبة الدارسين في مدارسها، باتت تكتفي بالقليل من هذه التقديمات كما هو الحال مع باقي الخدمات التي تقدمها متذرعة بنقص التمويل.

ووفقا للأرقام المعلنة التي تقدمها الأونروا يبلغ عدد الطلاب الدارسين في مدارسها في سوريا حوالي/49000/ طالب وطالبة، يتوزعون على مرحلتي التعليم الأساسي الأولى والثانية في 103 مدارس موزعة على مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية.

وكما هو حال التعليم في سوريا بشكل عام تأثر التعليم في الاونروا بالظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً استهداف البنى التحتية من مشاف ومراكز صحية وخدمية ومؤسسات تعليمية ومدارس وغيرها بالقصف من قبل النظام وحلفائه.

وبحسب تقرير لمنظمة (اليونسيف)، تجاوز عدد المدارس، التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي خلال الحرب التي شنها النظام، 4 آلاف مدرسة منذ منتصف عام 2011، أي ما يشكّل نحو 40 بالمئة من إجمالي عدد المدارس في سوريا.

وفي هذا السياق أكدت وكالة الغوث أن 40 بالمئة من منشآتها التعليمية باتت غير صالحة للاستخدام بسبب تعرضها للقصف والتخريب والسرقة جراء النزاع الدائر في سوريا.

وتشير احصاءات حصلت عليها مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا الى أن 62 مدرسة من أصل 118 هي مجموع مدارس الأونروا خرجت من الخدمة خلال سنوات الحرب من بينها 16مدرسة في مخيم اليرموك لوحده، وعدد من المدارس في مخيمي درعا وحندرات بسبب قصفها المباشر من قبل طائرات النظام ومدفعيته.

ومع بداية العام الجاري جاءت جائحة كورونا لتشكل عائقاً كبيراً أمام العملية التعليمية وامكانية استكمالها بشكل اعتيادي، حيث تم إغلاق المدارس بشكل كامل منذ الرابع عشر من آذار الماضي وحتى نهاية الفصل الثاني للعام الدراسي 2019/ 2020 ما حرم الطلاب من اكمال مناهجهم، وأوجد فاقداً تعليميا يصعب تعويضه.

وإذ عمدت الدول والحكومات الى اعتماد أساليب وطرق مبتكرة لتعويض هذا الفاقد ومن بينها التعليم عن بعد ووسائل التواصل التي توفرها شبكة الانترنت، قامت الأونروا باعتماد هذه الآلية لتمكين الطلبة الفلسطينيين من متابعة دروسهم، لكن هذا الأمر لم يكن مجدياً خصوصاً في ظل الأزمات المتفاقمة التي تعاني منها سوريا.

فحتى في المدن الكبرى يشكل وضع الكهرباء السيء للغاية في ظل التقنين الجائر، والذي يصل إلى 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، عدا عن الأعطال المتلاحقة بسبب سوء الشبكة الكهربائية عائقا امام استخدام هذه التقنية، يضاف إلى ذلك أن شبكة الانترنت ومنذ وجودها في سوريا تعتبر من الشبكات الرديئة وغير القادرة على تقديم خدمات من النوعية العالية في مختلف المجالات فكيف هو الحال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تعاني من غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، ما جعل امكانية تطبيق التعليم عن بعد أمرا ًغير ممكن ودون أي جدوى تذكر.

ومع افتتاح العام الدراسي 2020/ 2021 في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، يسود التخوف من وضع صحي خارج عن السيطرة في مدارس سوريا بشكل عام، ومدارس الأونروا بشكل خاص في ظل ظروف غير صحية لا تراعي أبسط الشروط لتلافي انتشار الجائحة بين الطلبة، حيث تزدحم الصفوف بهم ويصل العدد في الشعب الدراسية الى نحو 50 طالباً، مع غياب كامل للتعقيم، ووسائل الوقاية البسيطة ما ينذر بعواقب خطيرة محتملة مع امتداد الموجة الثانية من الجائحة التي انتشرت في العديد من دول العالم.

ورغم التحذيرات والتخوف الكبير تستمر سياسة التعامي المقصود عن مواجهة وباء كورونا وغيره من الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها السوريون والفلسطينيون معاً على مختلف الصعد من قبل النظام، فيما تتذرع الأونروا بضعف إمكاناتها لتبرير عدم اتخاذها للإجراءات المناسبة لمكافحة الوباء، ما يجعلنا أمام وضع صعب يواجهه الواقع التعليمي للطلبة الفلسطينيين ومستقبل تحصيلهم العلمي.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14568

مجموعة العمل – سوريا

يعد التعليم واحداً من أبرز الخدمات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للاجئين الفلسطينيين في سوريا وغيرها من دول الشتات.

ورغم التقليص المتواصل للخدمات التي تقدمها الأونروا للفلسطينيين في سوريا -مع الظروف الصعبة التي يعانونها- بسبب الضائقة المالية الشديدة التي تمر بها، إلا أنها تحاول أن تواصل تقديم خدمة التعليم المجاني للطلبة الفلسطينيين وفق الامكانات المتاحة.

وبعد أن كانت الأونروا تقدم في السابق مختلف مستلزمات العملية التعليمية من كتب وقرطاسية كاملة وحتى اللباس ووجبات الطعام والرعاية الصحية للطلبة الدارسين في مدارسها، باتت تكتفي بالقليل من هذه التقديمات كما هو الحال مع باقي الخدمات التي تقدمها متذرعة بنقص التمويل.

ووفقا للأرقام المعلنة التي تقدمها الأونروا يبلغ عدد الطلاب الدارسين في مدارسها في سوريا حوالي/49000/ طالب وطالبة، يتوزعون على مرحلتي التعليم الأساسي الأولى والثانية في 103 مدارس موزعة على مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية.

وكما هو حال التعليم في سوريا بشكل عام تأثر التعليم في الاونروا بالظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً استهداف البنى التحتية من مشاف ومراكز صحية وخدمية ومؤسسات تعليمية ومدارس وغيرها بالقصف من قبل النظام وحلفائه.

وبحسب تقرير لمنظمة (اليونسيف)، تجاوز عدد المدارس، التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي خلال الحرب التي شنها النظام، 4 آلاف مدرسة منذ منتصف عام 2011، أي ما يشكّل نحو 40 بالمئة من إجمالي عدد المدارس في سوريا.

وفي هذا السياق أكدت وكالة الغوث أن 40 بالمئة من منشآتها التعليمية باتت غير صالحة للاستخدام بسبب تعرضها للقصف والتخريب والسرقة جراء النزاع الدائر في سوريا.

وتشير احصاءات حصلت عليها مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا الى أن 62 مدرسة من أصل 118 هي مجموع مدارس الأونروا خرجت من الخدمة خلال سنوات الحرب من بينها 16مدرسة في مخيم اليرموك لوحده، وعدد من المدارس في مخيمي درعا وحندرات بسبب قصفها المباشر من قبل طائرات النظام ومدفعيته.

ومع بداية العام الجاري جاءت جائحة كورونا لتشكل عائقاً كبيراً أمام العملية التعليمية وامكانية استكمالها بشكل اعتيادي، حيث تم إغلاق المدارس بشكل كامل منذ الرابع عشر من آذار الماضي وحتى نهاية الفصل الثاني للعام الدراسي 2019/ 2020 ما حرم الطلاب من اكمال مناهجهم، وأوجد فاقداً تعليميا يصعب تعويضه.

وإذ عمدت الدول والحكومات الى اعتماد أساليب وطرق مبتكرة لتعويض هذا الفاقد ومن بينها التعليم عن بعد ووسائل التواصل التي توفرها شبكة الانترنت، قامت الأونروا باعتماد هذه الآلية لتمكين الطلبة الفلسطينيين من متابعة دروسهم، لكن هذا الأمر لم يكن مجدياً خصوصاً في ظل الأزمات المتفاقمة التي تعاني منها سوريا.

فحتى في المدن الكبرى يشكل وضع الكهرباء السيء للغاية في ظل التقنين الجائر، والذي يصل إلى 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، عدا عن الأعطال المتلاحقة بسبب سوء الشبكة الكهربائية عائقا امام استخدام هذه التقنية، يضاف إلى ذلك أن شبكة الانترنت ومنذ وجودها في سوريا تعتبر من الشبكات الرديئة وغير القادرة على تقديم خدمات من النوعية العالية في مختلف المجالات فكيف هو الحال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تعاني من غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، ما جعل امكانية تطبيق التعليم عن بعد أمرا ًغير ممكن ودون أي جدوى تذكر.

ومع افتتاح العام الدراسي 2020/ 2021 في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، يسود التخوف من وضع صحي خارج عن السيطرة في مدارس سوريا بشكل عام، ومدارس الأونروا بشكل خاص في ظل ظروف غير صحية لا تراعي أبسط الشروط لتلافي انتشار الجائحة بين الطلبة، حيث تزدحم الصفوف بهم ويصل العدد في الشعب الدراسية الى نحو 50 طالباً، مع غياب كامل للتعقيم، ووسائل الوقاية البسيطة ما ينذر بعواقب خطيرة محتملة مع امتداد الموجة الثانية من الجائحة التي انتشرت في العديد من دول العالم.

ورغم التحذيرات والتخوف الكبير تستمر سياسة التعامي المقصود عن مواجهة وباء كورونا وغيره من الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها السوريون والفلسطينيون معاً على مختلف الصعد من قبل النظام، فيما تتذرع الأونروا بضعف إمكاناتها لتبرير عدم اتخاذها للإجراءات المناسبة لمكافحة الوباء، ما يجعلنا أمام وضع صعب يواجهه الواقع التعليمي للطلبة الفلسطينيين ومستقبل تحصيلهم العلمي.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/14568