map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

عن أوكرانيا وازدواجية معايير اللجوء والهجرة الأوربية لاجئون حقيقيون.. بعيون زرقاء وشعر أشقر

تاريخ النشر : 10-03-2022
عن أوكرانيا وازدواجية معايير اللجوء والهجرة الأوربية  لاجئون حقيقيون.. بعيون زرقاء وشعر أشقر

ماهر حسن شاويش 

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا اضطر مئات الآلاف من الأوكرانيين للهرب من مناطق الاشتباكات، وهناك توقعات بأن يضطر الملايين للنزوح داخل وخارج البلاد. لكن كيف تم استقبال اللاجئين من أوكرانيا والتعامل معهم في دول الاتحاد الأوروبي ؟

في الواقع لا يحتاج الأوكرانيون لتأشيرة دخول (فيزا) للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي  يمكن للاجئين الأوكرانيين  السفر ودخول جميع دول الاتحاد الأوروبي والإقامة فيها لمدة 90 يوماً دون فيزا، بشرط أن يحمل المسافر جواز سفر بيو متري. ونظراً للوضع  الحالي والحرب في أوكرانيا، فقد سُمح للاجئين بعبور الحدود بدون جوازات سفر أيضاً.

وهذا الاستثناء لا يعتبر الوحيد الذي اتخذته معظم دول الاتحاد الاوروبي لتسهيل إجراءات دخول اللاجئين الاوكرانيين إلى دوله ، فقد تتالت القوانين والتسهيلات والتقديمات وحتى التصريحات المرحبة بهم وعلى كافة المستويات السياسية الرسمية وعلى مختلف الاصعدة الشعبية التي أظهرت جميعها دعماً وإسناداً وتعاطفاً لا محدوداً معهم حتى لمسنا تجاوزات لقوانين وقرارات كانت تعتبر صارمة في منظومة اللجوء والهجرة لدى بعض الدول ولم يكن ممكناً المس بها ضمن تجارب وحالات اللجوء والهجرة لجنسيات وشعوب أخرى ؟! 

فقد قال رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف بهذا الخصوص: “ما لدينا هنا ليس موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها والتي لا نعرف كيف نتصرف حيالها إذ كانت تتألف من أناس ماضيهم غامض”، ووصف الأوكرانيين بأنهم أذكياء ومتعلمون وعلى درجة عالية من الكفاءة.

وقالت مراسلة قناة "إن بي سي" الأميركية، كيلي كوبييلا، في تغطية مباشرة من الحدود البولندية عن  أوضاع اللاجئين الأوكرانيين: "هؤلاء اللاجئون ليسوا من سوريا، هؤلاء من أوكرانيا. إنهم مسيحيون، ينتمون إلى العرق الأبيض، ويبدون شبيهين جداً بنا".

هذا السلوك وطريقة التعاطي الأوروبي أظهر ازدواجية في المعايير لدى دول الاتحاد الاوروبي في تعاملها مع قضايا اللاجئين وعكس صورة صادمة لتمثّل القيم الانسانية التي تتغنى بها بدأت ببعض التصريحات لساسة وإعلاميين أوربيين وبطابع عنصري غير مقبول وأماطت اللثام عن خبايا وخفايا دفينة وضعت مصداقية إيمانها بالقيم الانسانية أمام اختبار جدي وحقيقي ؟!

وقد علّقت منظمة أوكسفام غير الحكومية على هذا السلوك وهذه التصريحات بالقول : " إن آلية التضامن غير المسبوقة" هذه تضع بعض علامات الاستفهام، فعلى الرغم من أنها "توفر حياة جديدة للأشخاص الفارين من الخطر"، إلا أنها تأتي بعد سنوات من "السجل السيئ" للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالترحيب بالمهاجرين، فعشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والبؤس يعانون منذ سنوات في مخيمات رسمية وغير رسمية في جميع أنحاء أوروبا.

ويأتي تعليقها حقيقة كذلك أمام سيل من القوانين الأوروبية والتسهيلات  النوعية اليومية للاجئين الأوكرانيين آخرها يقضي بأن تعمل أوروبا على تفعيل ما يعرف بـ "تعليمات التدفق الجماعي" بدلاً من طلب اللجوء..

فقد أشارت وزيرة الداخلية الألمانية الاتحادية نانسي فيزر إلى إمكانية العمل بهذه التعليمات، من خلال مطالبتها بقبول اللاجئين الأوكرانيين بدون تعقيدات بيروقراطية. 

وهي آلية أصدرها الاتحاد الاوروبي عام 2001 لمواجهة تدفق اللاجئين من يوغسلافيا السابقة، وتأمين الحماية والإقامة لهم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بدون الحاجة لفحص كل حالة على حده، وبدون إجراءات لجوء طويلة. بالإضافة إلى السماح لهم بالعمل والحصول على المساعدات الاجتماعية والرعاية الطبية ولم الشمل أيضاً. علماً أنه مع تدفق اللاجئين السوريين  الكبير عام 2015 والذي يعتبر الأكبر من نوعه لم يتم تفعيل تلك التعليمات؟!

عندما نتحدث عن القوانين وطريقة التعامل التي يتم التعاطي بها من قبل دول الاتحاد الاوروبي مع اللاجئين الأوكرانيين ، نذكر ذلك ليس من قبيل التقليل من التقديمات والتسهيلات للاجئين السوريين وغيرهم لكن بالمقارنة مع الأوكرانيين الأمر مختلف وثمّة فروق واضحة لا تخطئها عين لصالح الأوكرانيين. 

حيث إن نموذج تعاطي بولندا مثلاً وحده يكفي للتدليل على ذلك ، لاسيما أن أزمة اللاجئين على حدودها مع بيلاروسيا ليست عنّا ببعيدة ولازالت آثارها ماثلة أمامنا ؟! بولندا اليوم تصرّح بأنها ليست بحاجة لمساعدة حتى الآن في عمليات الاستجابة لتدفق اللاجئين الأوكرانيين علماً أن عددهم قارب المليون لاجئ؟!

وتجدر الإشارة وضمن سياسة الكيل بمكيالين التي مارستها بولندا تجاه اللاجئين إلى أن الحكومة البولندية أنفقت مئات الملايين من الدولارات على جدار حدودي، وهو مشروع بدأته بعد أن حاول اللاجئون والمهاجرون من الشرق الأوسط الوصول إلى البلاد العام الماضي لكن انتهى بهم الأمر محاصرين في بيلاروسيا المجاورة.

المجر تفتح أبوابها المؤصدة 

فقد توجه مجريون إلى الحدود مع أوكرانيا في لمساندة اللاجئين الذين دفعهم الغزو الروسي إلى مغادرة بلادهم، حاملين أطباق الغولاش الساخن أو ليعرضوا استضافتهم أو لمجرد الاعراب عن مواساتهم.

حتى رئيس الوزراء فيكتور أوربان المعروف بسياسته المناهضة للهجرة، توجه إلى الحدود وخفف من القواعد الصارمة للجوء في البلاد.

قال المواطن المجري يانوس مولنار إنه "واجب أخلاقي"، بينما كان يقف عند معبر تيزابيتش الحدودي حاملا لافتة كُتب عليها باللغة الأوكرانية لتقديم المأوى "لأولئك الذين عايشوا الجحيم".

وقال مولنار البالغ من العمر 50 عاما لوكالة فرانس برس "لدي ثلاث غرف فارغة في المنزل".هذا وقد دخل أكثر من 70 ألف شخص المجر منذ بدء الهجوم الروسي بحسب الشرطة. وسرعان ما تحرك المواطنون وكذلك الجمعيات الخيرية ورؤساء بلديات المدن المعنية.

ولا يقوى زولتان هافاسي، وهو عامل توصيل طلبات بالدراجة وأسس جمعية على تصديق ما يحدث. فيقول المتطوع البالغ من العمر 46 عامًا "لقد أطلقنا دعوة للتبرعات". في غضون ساعات، أحضر آلاف المجريين الأغذية المعلبة والفرشات والحاجيات الأساسية. واضاف "أرادوا حقًا المساعدة، وليس فقط إرسال الأموال".

ثم قام وزميل له بتحميل الأغراض في شاحنة وتوجهوا إلى زاهوني، وهو من المعابر التي يدخل منها اللاجئون إلى البلاد.

وفي المجر، يسمح الجيش للأوكرانيين بالعبور عبر أجزاء من الحدود كانت مغلقة. في ما وصف  رئيس وزراء المجر المتشدد، فيكتور أوربان، اللاجئين في السابق بأنهم تهديد لبلاده واتُهمت حكومته بحبسهم وتجويعهم.

وكذلك وفي أقصى الغرب، قال المستشار النمساوي كارل نهامر "بالطبع سنستقبل لاجئين إذا لزم الأمر". وعندما كان يشغل منصب وزير الداخلية في السابق، حاول منع بعض الأفغان الذين يبحثون عن ملاذ بعد أن أطاحت طالبان بالحكومة في كابول من دخول البلاد. ونقل عنه قوله خلال مقابلة في برنامج تلفزيوني وطني: "الوضع مختلف في أوكرانيا عنه في دول مثل أفغانستان".

ومن جانبها هولندا أيضاً سمحت للاجئين الأوكرانيين باستخدام كافة وسائل المواصلات العامة مجاناً وفي كل أنحاء البلاد 

وقال زعيم أكبر حزب هولندي معارض : هولندا ممتلئة ولا أحد يستطيع الانضمام إليها بعد الآن، لكن قلوبنا تنزف ، فالنساء والأطفال الأوكرانيون هم لاجئون حقيقيون، لذلك علينا توفير مساحة مؤقتة ومحدودة من خلال طرد مستغلي اللجوء واللاجئين المزيفين والسوريين من بلادنا! 

وكذا فعلت ألمانيا وتبعتها السويد في موضوع مجانية وسائل النقل  ، وبهذا الصدد أعلنت شركة طيران أوروبية متخصصة في الرحلات المنخفضة التكلفة تذاكر مجانية للاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا. وكتبت شركة "ويز إير"، ومقرها بودابست، على حسابها بموقع "تويتر" أنها ملتزمة بمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في الوصول إلى وجهاتهم، أينما كانت. وأضافت: "نوفر 100 ألف مقعد مجانياً على الرحلات القصيرة (سقفها 3 ساعات) التي تقلع من بولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا في مارس".

وذكرت وسائل إعلام محلية  أن الشركات أضافت طائرات أكبر وزادت عدد الرحلات الجوية من البلدان المجاورة لأوكرانيا نحو أوروبا. وجاءت تلك الخطوة لدعم حركة اللاجئين عند الضرورة، ووضعت الشركة المجرية إعلانا رئيسيا عن المساعدة.

الدانمارك تخالف كل سياساتها في اللجوء والهجرة

ووصل "الكرم الأوروبي" إلى الدول الإسكندنافية التي كانت شددت قوانينها بهدف جعل الوصول إليها من أجل طلب اللجوء أمراً شبه مستحيل، وذلك عبر مجموعة تعديلات اعتمدتها خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأقامت بعضها مراكز لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. ففي الدنمارك أعلن وزير الهجرة ماتياس تيسفاي استعداد بلاده لاستقبال هؤلاء اللاجئين الذين "لا يجب بأي حال من الأحوال أن يرسلوا إلى مراكز استقبال في دول ثالثة"، علماً أن بلاده كانت تخطط لتدشين معسكرات لاستقبال لاجئين تابعة لها في رواندا، حتى حسم طلباتهم. 

ونهاية العام الماضي، قطعت كوبنهاغن شوطاً كبيراً في مفاوضاتها مع رواندا لإقامة هذه المعسكرات، وكان كل ما تبقى "زيارة وفد رسمي من رواندا لبدء التنفيذ"، بحسب تصريحات أدلى بها تيسفاي نفسه.

وفي تصريحاته الأخيرة، شدد تيسفاي على تمسك بلاده بموقفها العام الذي يدعو إلى مساعدة اللاجئين في مناطق الصراعات ودول الجوار، لكنه استدرك بأن "ذلك لا ينطبق على الأوكرانيين"، علماً أن الانتقال من أوكرانيا إلى دول اسكندنافية بينها الدنمارك والسويد يتطلب المرور ببولندا، والإبحار منها في عبارات. 

وفي محاولتها تفادي الحرج من اتهامها بالتمييز بين اللاجئين من خارج أوروبا وأولئك الأوكرانيين، تزعم كوبنهاغن أنه "لا يمكن تطبيق سياسة إرسال لاجئين قادمين من دول الجوار الأوروبي إلى خارج القارة أثناء درس طلبات لجوئهم"، علماً أن غالبية الأحزاب تؤيد استقبال القادمين المحتملين من أوكرانيا. وأبدى متحدثون باسم لجان الهجرة في الدنمارك تعاطفهم الكبير مع الأوكرانيين المضطرين إلى ترك بلدهم بسبب الغزو الروسي. وشدد وزير خارجيتها السابق مارتن ليدغورد على أن "إرسال لاجئين أوكرانيين إلى مراكز استقبال خارج أوروبا، أمر محرج للغاية". 

وأكد مقرر شؤون الهجرة في حزب المحافظين ماركوس كنوث ضرورة "تفهم الفرق بين اللاجئين من أوكرانيا وأفريقيا أو الشرق الأوسط. فمن المنطقي النظر إلى الأوكرانيين باعتبارهم ينتمون إلى الديمقراطية الأوروبية، وتعرضوا لطرد من الروس". وجاء ذلك رداً على انتقادات وجهها اليسار في الدنمارك للتمييز بين اللاجئين من داخل أوروبا وخارجها، كما أعلنت مقررة شؤون الهجرة في اللائحة الموحدة لليسار روزا لوند. 

وفي كل الأحوال، ليس الموقف الدنماركي الرسمي المعلن من معاملة الأوكرانيين في معزل عن التضامن الشعبي معهم. ويقول أحد المعلقين على الأحداث بين كثر انخرطوا في مناقشة سياسة "الذراعين المفتوحتين" الدنماركية لاستقبال الأوكرانيين: "حتى إذا ذهب بعضهم إلى محاولة بث مواقف كراهية من تصرفاتنا ضد القادمين من الشرق الأوسط وسورية، يجب أن نستقبل الأوكرانيين ونعيد السوريين إلى بلدهم، كي يفسحوا في المجال لغيرهم للإفادة من اللجوء".

والدانمارك بذلك  لم تختلف عن النسق الأوروبي العام المنحاز للاجئين الاوكرانيين . 

اسبانيا تطلق صيغ جديدة لاستقبال اللاجئين

بدورها وضعت الحكومة الاسبانية صيغة جديدة لاستقبال اللاجئين الاوكرانيين ومنحهم تصاريح الدخول بشكل مباشر، جاء ذلك بعد ان منح المجلس الأوروبي الضوء الاخضر للحماية المؤقتة للأوكرانيين الفارين من الحرب. وتريد وزارة الداخلية أن يتضمن الإجراء الخاص بالأوكرانيين أعباء العيش والعمل بشكل قانوني - بالإضافة إلى الحصول على موارد ودعم مالي للتعليم والصحة في أسرع وقت ممكن وبإجراءات بسيطة.

ولكي يكون التسجيل الأولي للقادمين الجدد سريعا، يٌقترح أن يتم ذلك في مراكز للشرطة، وفى وقت لاحق، ستقوم السلطات الإسبانية بعمل تنقية للكشف طبقاً للسجلات الجنائية، على أن تتضمن أسباب الرفض ارتكاب جرائم خطيرة.

وسيتوقف نجاح الإدارة الإسبانية إلى حد كبير على عدد الأوكرانيين الذين يقررون الاستقرار في البلاد، حيث يقيم بالفعل أكثر من ١١٠ آلاف أوكراني على الأراضي الاسبانية.

اعتبر برلماني إسباني يميني متطرف أن الأوكرانيين هم فقط من يستحقون أن تحتضنهم أوربا، رافضًا اعتبار المسلمين أناسًا يستحقون الوصول إلى الدول الأوربية إذا نزحوا أو هربوا من حروب في بلدانهم.

وقال زعيم حزب (فوكس) الإسباني سانتياغو أباسكال إنه ينبغي الترحيب باللاجئين الأوكرانيين ورفض المهاجرين المسلمين في إسبانيا وأوروبا كلها.

وأوضح أباسكال خلال جلسة البرلمان التي عُقدت الأربعاء الماضي أنه “يمكن لأي شخص أن يُميّز بينهم (اللاجئين الأوكرانيين) وبين غزوات الشباب في سنّ (الالتحاق بالجيش) من أصل مسلم الذين اجتاحوا الحدود الأوربية في محاولة لزعزعة استقرارها واستعمارها”.

وأشار إلى الأوكرانيين قائلًا “حتى وإن كانوا بمئات الآلاف هؤلاء هم اللاجئون فعلا لأنهم لاجئو حرب من أطفال ونساء وشيوخ يجب احتضانهم في أوروبا". 

اليونان تنقلب على قوانينها بخصوص اللاجئين وتعاكس ممارساتها ضدهم

من جانبها أنشأت وزارة الهجرة واللجوء في اليونان، صفحة خاصة على موقعها على شبكة الإنترنت تحتوي على معلومات مهمة للأوكرانيين الباحثين عن اللجوء في اليونان. وتحمل الصفحة عنوان "مرحبا بكم في اليونان"، وتوفر معلومات باللغات اليونانية والإنجليزية والأوكرانية "للنازحين من أوكرانيا" بشأن وصولهم وإقامتهم ووضعهم القانوني في اليونان. 

وقال تاكيس ثيودوريكاكوس وزير الحماية المدنية اليوناني، إنه اتصل بالسفير الأوكراني بشأن القضايا المتعلقة بمواطني أوكرانيا المتجهين إلى اليونان بعد الغزو الروسي لبلادهم، وصرح بأنه أعرب "عن دعم اليونانيين الكامل وتضامنهم مع الشعب الأوكراني".

وأضاف وزير الحماية المدنية اليوناني، في تصريحات للصحفيين إن "نحو 1500 أوكراني دخلوا البلاد بجوازات سفر بيو مترية (البصمة الحيوية) وذلك منذ أن بدأت روسيا غزو أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي".

ووفقا للمعلومات الموجودة على صفحة الإنترنت التي تم إعدادها للأوكرانيين الراغبين في طلب اللجوء باليونان، فيمكن لحاملي جواز السفر البيومتري الأوكراني الدخول عبر جميع نقاط الدخول البرية والجوية والبقاء لمدة أقصاها 90 يوما، كما يمكن للأشخاص الذين يحملون الجوازات من النوع القديم الدخول أيضا من جميع نقاط الدخول، مع منحهم تأشيرة عبور لمدة أقصاها 90 يوما.

ولا يمكن للمواطنين الأوكرانيين الذين ليس لديهم وثائق سفر الدخول إلا من خلال إدارة مراقبة الجوازات في بلدة بروماكوناس، شمال شرق اليونان، وسوف يتم إصدار وثيقة لهم من قبل موظفي السفارة الأوكرانية في اليونان. ويسمح هذا الإجراء أيضا لهؤلاء الأشخاص بالبقاء لمدة 90 يوما كحد أقصى.

وأوضح وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراكيس عبر حسابه الشخصي على تويتر أن "أوروبا اتخذت بالأمس قراراً تاريخياً لأول مرة في تاريخها، يتعلق بإقرار وتطبيق توجيهات حول الاستضافة الجماعية للنازحين من دولة خارجية".

وأضاف الوزير اليوناني أنه "بالنسبة للذين دخلوا بلادنا، إذا كانوا بحاجة إلى سكن مؤقت، فقد قمنا بالفعل بتجهيز وإنشاء أماكن خاصة في شمال اليونان، لكن في الوقت الحالي، فإن الذين جاؤوا لم يطلبوا الدعم باستثناء حوالي 15 إلى 20 شخصا نستضيفهم حاليا".

وعلى خط موازٍ أرسل فرع مفوضية شؤون اللاجئين في اليونان تسع شاحنات إلى مولدوفا وبولندا "محملة بالخيام والبطانيات ومواد النظافة وغير ذلك من الحاجيات والمواد الإغاثية الأساسية لتلبية احتياجات حوالي 10 آلاف نازح من أوكرانيا".

وستقوم الشرطة اليونانية بتسجيل دخول الأطفال الأوكرانيين الذين ليس لديهم وثائق سفر على جواز سفر أحد الوالدين، وخلال فترة الـ 90 يوما، سيتم منح الأوكرانيين حماية مؤقتة لمدة عام واحد من قبل دائرة اللجوء، والتي ستسمح لحامليها بالعمل والحصول على الرعاية الطبية.

وتشير التوجيهات أيضا إلى "إمكانية الإقامة قصيرة الأجل في منشأة الاستقبال المفتوحة في سينتيكي بمنطقة سيريس بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في ذلك وحتى اكتمال عملية إصدار وثائق السفر، في حالة الضرورة".

ويتم تقييم القصر غير المصحوبين بذويهم من قبل الآلية الوطنية لتحديد وحماية القصر غير المصحوبين بذويهم، قبل أن يتم نقلهم إلى مرافق خاصة بالإقامة في حالات الطوارئ.

وأخيراً نود القول بأننا عندما نسلط الضوء على التسهيلات والتقديمات والقوانين الاستثنائية الأوربية في التعاطي مع أزمة اللاجئين الاوكرانيين لأن بعض اللاجئين من جنسيات أخرى كانوا بحاجة ماسة لاستثناءات إنسانية فردية وليس جماعية كما يحصل الآن حتى تحقن دماء فلذات أكبادهم ؟! 

فالشهيدة روند العايدي اللاجئة الفلسطينية السورية التي قضت غرقاً وكانت نهباً لمافيات تجار البشر هي نموذج صارخ لضريبة الدم التي تم دفعها نتيجة للقوانين المجحفة والروتين والبيروقراطية الزائفة التي تداعت وسقطت سقوطاً مدوياً أمام العيون الزرقاء والشعر الأشقر ؟!

ماهرحسن شاويش

كاتب صحفي مقيم في هولندا

المصادر والمراجع

الاستقبال الأوروبي... وجه آخر مع اللاجئين الأوكرانيين- مقال ناصر السهلي- العربي الجديد

اليونان تدشن صفحة إلكترونية لتقديم المعلومات للأوكرانيين- تقرير مهاجر نيوز

 أوروبا ولاجئو أوكرانيا.. هل تكفي الإجراءات السريعة والاستثنائية؟ DW

هنا هولندا - تقرير

التلفزيون العربي - الموقع الإلكتروني

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/16944

ماهر حسن شاويش 

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا اضطر مئات الآلاف من الأوكرانيين للهرب من مناطق الاشتباكات، وهناك توقعات بأن يضطر الملايين للنزوح داخل وخارج البلاد. لكن كيف تم استقبال اللاجئين من أوكرانيا والتعامل معهم في دول الاتحاد الأوروبي ؟

في الواقع لا يحتاج الأوكرانيون لتأشيرة دخول (فيزا) للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي  يمكن للاجئين الأوكرانيين  السفر ودخول جميع دول الاتحاد الأوروبي والإقامة فيها لمدة 90 يوماً دون فيزا، بشرط أن يحمل المسافر جواز سفر بيو متري. ونظراً للوضع  الحالي والحرب في أوكرانيا، فقد سُمح للاجئين بعبور الحدود بدون جوازات سفر أيضاً.

وهذا الاستثناء لا يعتبر الوحيد الذي اتخذته معظم دول الاتحاد الاوروبي لتسهيل إجراءات دخول اللاجئين الاوكرانيين إلى دوله ، فقد تتالت القوانين والتسهيلات والتقديمات وحتى التصريحات المرحبة بهم وعلى كافة المستويات السياسية الرسمية وعلى مختلف الاصعدة الشعبية التي أظهرت جميعها دعماً وإسناداً وتعاطفاً لا محدوداً معهم حتى لمسنا تجاوزات لقوانين وقرارات كانت تعتبر صارمة في منظومة اللجوء والهجرة لدى بعض الدول ولم يكن ممكناً المس بها ضمن تجارب وحالات اللجوء والهجرة لجنسيات وشعوب أخرى ؟! 

فقد قال رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف بهذا الخصوص: “ما لدينا هنا ليس موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها والتي لا نعرف كيف نتصرف حيالها إذ كانت تتألف من أناس ماضيهم غامض”، ووصف الأوكرانيين بأنهم أذكياء ومتعلمون وعلى درجة عالية من الكفاءة.

وقالت مراسلة قناة "إن بي سي" الأميركية، كيلي كوبييلا، في تغطية مباشرة من الحدود البولندية عن  أوضاع اللاجئين الأوكرانيين: "هؤلاء اللاجئون ليسوا من سوريا، هؤلاء من أوكرانيا. إنهم مسيحيون، ينتمون إلى العرق الأبيض، ويبدون شبيهين جداً بنا".

هذا السلوك وطريقة التعاطي الأوروبي أظهر ازدواجية في المعايير لدى دول الاتحاد الاوروبي في تعاملها مع قضايا اللاجئين وعكس صورة صادمة لتمثّل القيم الانسانية التي تتغنى بها بدأت ببعض التصريحات لساسة وإعلاميين أوربيين وبطابع عنصري غير مقبول وأماطت اللثام عن خبايا وخفايا دفينة وضعت مصداقية إيمانها بالقيم الانسانية أمام اختبار جدي وحقيقي ؟!

وقد علّقت منظمة أوكسفام غير الحكومية على هذا السلوك وهذه التصريحات بالقول : " إن آلية التضامن غير المسبوقة" هذه تضع بعض علامات الاستفهام، فعلى الرغم من أنها "توفر حياة جديدة للأشخاص الفارين من الخطر"، إلا أنها تأتي بعد سنوات من "السجل السيئ" للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالترحيب بالمهاجرين، فعشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والبؤس يعانون منذ سنوات في مخيمات رسمية وغير رسمية في جميع أنحاء أوروبا.

ويأتي تعليقها حقيقة كذلك أمام سيل من القوانين الأوروبية والتسهيلات  النوعية اليومية للاجئين الأوكرانيين آخرها يقضي بأن تعمل أوروبا على تفعيل ما يعرف بـ "تعليمات التدفق الجماعي" بدلاً من طلب اللجوء..

فقد أشارت وزيرة الداخلية الألمانية الاتحادية نانسي فيزر إلى إمكانية العمل بهذه التعليمات، من خلال مطالبتها بقبول اللاجئين الأوكرانيين بدون تعقيدات بيروقراطية. 

وهي آلية أصدرها الاتحاد الاوروبي عام 2001 لمواجهة تدفق اللاجئين من يوغسلافيا السابقة، وتأمين الحماية والإقامة لهم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بدون الحاجة لفحص كل حالة على حده، وبدون إجراءات لجوء طويلة. بالإضافة إلى السماح لهم بالعمل والحصول على المساعدات الاجتماعية والرعاية الطبية ولم الشمل أيضاً. علماً أنه مع تدفق اللاجئين السوريين  الكبير عام 2015 والذي يعتبر الأكبر من نوعه لم يتم تفعيل تلك التعليمات؟!

عندما نتحدث عن القوانين وطريقة التعامل التي يتم التعاطي بها من قبل دول الاتحاد الاوروبي مع اللاجئين الأوكرانيين ، نذكر ذلك ليس من قبيل التقليل من التقديمات والتسهيلات للاجئين السوريين وغيرهم لكن بالمقارنة مع الأوكرانيين الأمر مختلف وثمّة فروق واضحة لا تخطئها عين لصالح الأوكرانيين. 

حيث إن نموذج تعاطي بولندا مثلاً وحده يكفي للتدليل على ذلك ، لاسيما أن أزمة اللاجئين على حدودها مع بيلاروسيا ليست عنّا ببعيدة ولازالت آثارها ماثلة أمامنا ؟! بولندا اليوم تصرّح بأنها ليست بحاجة لمساعدة حتى الآن في عمليات الاستجابة لتدفق اللاجئين الأوكرانيين علماً أن عددهم قارب المليون لاجئ؟!

وتجدر الإشارة وضمن سياسة الكيل بمكيالين التي مارستها بولندا تجاه اللاجئين إلى أن الحكومة البولندية أنفقت مئات الملايين من الدولارات على جدار حدودي، وهو مشروع بدأته بعد أن حاول اللاجئون والمهاجرون من الشرق الأوسط الوصول إلى البلاد العام الماضي لكن انتهى بهم الأمر محاصرين في بيلاروسيا المجاورة.

المجر تفتح أبوابها المؤصدة 

فقد توجه مجريون إلى الحدود مع أوكرانيا في لمساندة اللاجئين الذين دفعهم الغزو الروسي إلى مغادرة بلادهم، حاملين أطباق الغولاش الساخن أو ليعرضوا استضافتهم أو لمجرد الاعراب عن مواساتهم.

حتى رئيس الوزراء فيكتور أوربان المعروف بسياسته المناهضة للهجرة، توجه إلى الحدود وخفف من القواعد الصارمة للجوء في البلاد.

قال المواطن المجري يانوس مولنار إنه "واجب أخلاقي"، بينما كان يقف عند معبر تيزابيتش الحدودي حاملا لافتة كُتب عليها باللغة الأوكرانية لتقديم المأوى "لأولئك الذين عايشوا الجحيم".

وقال مولنار البالغ من العمر 50 عاما لوكالة فرانس برس "لدي ثلاث غرف فارغة في المنزل".هذا وقد دخل أكثر من 70 ألف شخص المجر منذ بدء الهجوم الروسي بحسب الشرطة. وسرعان ما تحرك المواطنون وكذلك الجمعيات الخيرية ورؤساء بلديات المدن المعنية.

ولا يقوى زولتان هافاسي، وهو عامل توصيل طلبات بالدراجة وأسس جمعية على تصديق ما يحدث. فيقول المتطوع البالغ من العمر 46 عامًا "لقد أطلقنا دعوة للتبرعات". في غضون ساعات، أحضر آلاف المجريين الأغذية المعلبة والفرشات والحاجيات الأساسية. واضاف "أرادوا حقًا المساعدة، وليس فقط إرسال الأموال".

ثم قام وزميل له بتحميل الأغراض في شاحنة وتوجهوا إلى زاهوني، وهو من المعابر التي يدخل منها اللاجئون إلى البلاد.

وفي المجر، يسمح الجيش للأوكرانيين بالعبور عبر أجزاء من الحدود كانت مغلقة. في ما وصف  رئيس وزراء المجر المتشدد، فيكتور أوربان، اللاجئين في السابق بأنهم تهديد لبلاده واتُهمت حكومته بحبسهم وتجويعهم.

وكذلك وفي أقصى الغرب، قال المستشار النمساوي كارل نهامر "بالطبع سنستقبل لاجئين إذا لزم الأمر". وعندما كان يشغل منصب وزير الداخلية في السابق، حاول منع بعض الأفغان الذين يبحثون عن ملاذ بعد أن أطاحت طالبان بالحكومة في كابول من دخول البلاد. ونقل عنه قوله خلال مقابلة في برنامج تلفزيوني وطني: "الوضع مختلف في أوكرانيا عنه في دول مثل أفغانستان".

ومن جانبها هولندا أيضاً سمحت للاجئين الأوكرانيين باستخدام كافة وسائل المواصلات العامة مجاناً وفي كل أنحاء البلاد 

وقال زعيم أكبر حزب هولندي معارض : هولندا ممتلئة ولا أحد يستطيع الانضمام إليها بعد الآن، لكن قلوبنا تنزف ، فالنساء والأطفال الأوكرانيون هم لاجئون حقيقيون، لذلك علينا توفير مساحة مؤقتة ومحدودة من خلال طرد مستغلي اللجوء واللاجئين المزيفين والسوريين من بلادنا! 

وكذا فعلت ألمانيا وتبعتها السويد في موضوع مجانية وسائل النقل  ، وبهذا الصدد أعلنت شركة طيران أوروبية متخصصة في الرحلات المنخفضة التكلفة تذاكر مجانية للاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا. وكتبت شركة "ويز إير"، ومقرها بودابست، على حسابها بموقع "تويتر" أنها ملتزمة بمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في الوصول إلى وجهاتهم، أينما كانت. وأضافت: "نوفر 100 ألف مقعد مجانياً على الرحلات القصيرة (سقفها 3 ساعات) التي تقلع من بولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا في مارس".

وذكرت وسائل إعلام محلية  أن الشركات أضافت طائرات أكبر وزادت عدد الرحلات الجوية من البلدان المجاورة لأوكرانيا نحو أوروبا. وجاءت تلك الخطوة لدعم حركة اللاجئين عند الضرورة، ووضعت الشركة المجرية إعلانا رئيسيا عن المساعدة.

الدانمارك تخالف كل سياساتها في اللجوء والهجرة

ووصل "الكرم الأوروبي" إلى الدول الإسكندنافية التي كانت شددت قوانينها بهدف جعل الوصول إليها من أجل طلب اللجوء أمراً شبه مستحيل، وذلك عبر مجموعة تعديلات اعتمدتها خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأقامت بعضها مراكز لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. ففي الدنمارك أعلن وزير الهجرة ماتياس تيسفاي استعداد بلاده لاستقبال هؤلاء اللاجئين الذين "لا يجب بأي حال من الأحوال أن يرسلوا إلى مراكز استقبال في دول ثالثة"، علماً أن بلاده كانت تخطط لتدشين معسكرات لاستقبال لاجئين تابعة لها في رواندا، حتى حسم طلباتهم. 

ونهاية العام الماضي، قطعت كوبنهاغن شوطاً كبيراً في مفاوضاتها مع رواندا لإقامة هذه المعسكرات، وكان كل ما تبقى "زيارة وفد رسمي من رواندا لبدء التنفيذ"، بحسب تصريحات أدلى بها تيسفاي نفسه.

وفي تصريحاته الأخيرة، شدد تيسفاي على تمسك بلاده بموقفها العام الذي يدعو إلى مساعدة اللاجئين في مناطق الصراعات ودول الجوار، لكنه استدرك بأن "ذلك لا ينطبق على الأوكرانيين"، علماً أن الانتقال من أوكرانيا إلى دول اسكندنافية بينها الدنمارك والسويد يتطلب المرور ببولندا، والإبحار منها في عبارات. 

وفي محاولتها تفادي الحرج من اتهامها بالتمييز بين اللاجئين من خارج أوروبا وأولئك الأوكرانيين، تزعم كوبنهاغن أنه "لا يمكن تطبيق سياسة إرسال لاجئين قادمين من دول الجوار الأوروبي إلى خارج القارة أثناء درس طلبات لجوئهم"، علماً أن غالبية الأحزاب تؤيد استقبال القادمين المحتملين من أوكرانيا. وأبدى متحدثون باسم لجان الهجرة في الدنمارك تعاطفهم الكبير مع الأوكرانيين المضطرين إلى ترك بلدهم بسبب الغزو الروسي. وشدد وزير خارجيتها السابق مارتن ليدغورد على أن "إرسال لاجئين أوكرانيين إلى مراكز استقبال خارج أوروبا، أمر محرج للغاية". 

وأكد مقرر شؤون الهجرة في حزب المحافظين ماركوس كنوث ضرورة "تفهم الفرق بين اللاجئين من أوكرانيا وأفريقيا أو الشرق الأوسط. فمن المنطقي النظر إلى الأوكرانيين باعتبارهم ينتمون إلى الديمقراطية الأوروبية، وتعرضوا لطرد من الروس". وجاء ذلك رداً على انتقادات وجهها اليسار في الدنمارك للتمييز بين اللاجئين من داخل أوروبا وخارجها، كما أعلنت مقررة شؤون الهجرة في اللائحة الموحدة لليسار روزا لوند. 

وفي كل الأحوال، ليس الموقف الدنماركي الرسمي المعلن من معاملة الأوكرانيين في معزل عن التضامن الشعبي معهم. ويقول أحد المعلقين على الأحداث بين كثر انخرطوا في مناقشة سياسة "الذراعين المفتوحتين" الدنماركية لاستقبال الأوكرانيين: "حتى إذا ذهب بعضهم إلى محاولة بث مواقف كراهية من تصرفاتنا ضد القادمين من الشرق الأوسط وسورية، يجب أن نستقبل الأوكرانيين ونعيد السوريين إلى بلدهم، كي يفسحوا في المجال لغيرهم للإفادة من اللجوء".

والدانمارك بذلك  لم تختلف عن النسق الأوروبي العام المنحاز للاجئين الاوكرانيين . 

اسبانيا تطلق صيغ جديدة لاستقبال اللاجئين

بدورها وضعت الحكومة الاسبانية صيغة جديدة لاستقبال اللاجئين الاوكرانيين ومنحهم تصاريح الدخول بشكل مباشر، جاء ذلك بعد ان منح المجلس الأوروبي الضوء الاخضر للحماية المؤقتة للأوكرانيين الفارين من الحرب. وتريد وزارة الداخلية أن يتضمن الإجراء الخاص بالأوكرانيين أعباء العيش والعمل بشكل قانوني - بالإضافة إلى الحصول على موارد ودعم مالي للتعليم والصحة في أسرع وقت ممكن وبإجراءات بسيطة.

ولكي يكون التسجيل الأولي للقادمين الجدد سريعا، يٌقترح أن يتم ذلك في مراكز للشرطة، وفى وقت لاحق، ستقوم السلطات الإسبانية بعمل تنقية للكشف طبقاً للسجلات الجنائية، على أن تتضمن أسباب الرفض ارتكاب جرائم خطيرة.

وسيتوقف نجاح الإدارة الإسبانية إلى حد كبير على عدد الأوكرانيين الذين يقررون الاستقرار في البلاد، حيث يقيم بالفعل أكثر من ١١٠ آلاف أوكراني على الأراضي الاسبانية.

اعتبر برلماني إسباني يميني متطرف أن الأوكرانيين هم فقط من يستحقون أن تحتضنهم أوربا، رافضًا اعتبار المسلمين أناسًا يستحقون الوصول إلى الدول الأوربية إذا نزحوا أو هربوا من حروب في بلدانهم.

وقال زعيم حزب (فوكس) الإسباني سانتياغو أباسكال إنه ينبغي الترحيب باللاجئين الأوكرانيين ورفض المهاجرين المسلمين في إسبانيا وأوروبا كلها.

وأوضح أباسكال خلال جلسة البرلمان التي عُقدت الأربعاء الماضي أنه “يمكن لأي شخص أن يُميّز بينهم (اللاجئين الأوكرانيين) وبين غزوات الشباب في سنّ (الالتحاق بالجيش) من أصل مسلم الذين اجتاحوا الحدود الأوربية في محاولة لزعزعة استقرارها واستعمارها”.

وأشار إلى الأوكرانيين قائلًا “حتى وإن كانوا بمئات الآلاف هؤلاء هم اللاجئون فعلا لأنهم لاجئو حرب من أطفال ونساء وشيوخ يجب احتضانهم في أوروبا". 

اليونان تنقلب على قوانينها بخصوص اللاجئين وتعاكس ممارساتها ضدهم

من جانبها أنشأت وزارة الهجرة واللجوء في اليونان، صفحة خاصة على موقعها على شبكة الإنترنت تحتوي على معلومات مهمة للأوكرانيين الباحثين عن اللجوء في اليونان. وتحمل الصفحة عنوان "مرحبا بكم في اليونان"، وتوفر معلومات باللغات اليونانية والإنجليزية والأوكرانية "للنازحين من أوكرانيا" بشأن وصولهم وإقامتهم ووضعهم القانوني في اليونان. 

وقال تاكيس ثيودوريكاكوس وزير الحماية المدنية اليوناني، إنه اتصل بالسفير الأوكراني بشأن القضايا المتعلقة بمواطني أوكرانيا المتجهين إلى اليونان بعد الغزو الروسي لبلادهم، وصرح بأنه أعرب "عن دعم اليونانيين الكامل وتضامنهم مع الشعب الأوكراني".

وأضاف وزير الحماية المدنية اليوناني، في تصريحات للصحفيين إن "نحو 1500 أوكراني دخلوا البلاد بجوازات سفر بيو مترية (البصمة الحيوية) وذلك منذ أن بدأت روسيا غزو أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي".

ووفقا للمعلومات الموجودة على صفحة الإنترنت التي تم إعدادها للأوكرانيين الراغبين في طلب اللجوء باليونان، فيمكن لحاملي جواز السفر البيومتري الأوكراني الدخول عبر جميع نقاط الدخول البرية والجوية والبقاء لمدة أقصاها 90 يوما، كما يمكن للأشخاص الذين يحملون الجوازات من النوع القديم الدخول أيضا من جميع نقاط الدخول، مع منحهم تأشيرة عبور لمدة أقصاها 90 يوما.

ولا يمكن للمواطنين الأوكرانيين الذين ليس لديهم وثائق سفر الدخول إلا من خلال إدارة مراقبة الجوازات في بلدة بروماكوناس، شمال شرق اليونان، وسوف يتم إصدار وثيقة لهم من قبل موظفي السفارة الأوكرانية في اليونان. ويسمح هذا الإجراء أيضا لهؤلاء الأشخاص بالبقاء لمدة 90 يوما كحد أقصى.

وأوضح وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراكيس عبر حسابه الشخصي على تويتر أن "أوروبا اتخذت بالأمس قراراً تاريخياً لأول مرة في تاريخها، يتعلق بإقرار وتطبيق توجيهات حول الاستضافة الجماعية للنازحين من دولة خارجية".

وأضاف الوزير اليوناني أنه "بالنسبة للذين دخلوا بلادنا، إذا كانوا بحاجة إلى سكن مؤقت، فقد قمنا بالفعل بتجهيز وإنشاء أماكن خاصة في شمال اليونان، لكن في الوقت الحالي، فإن الذين جاؤوا لم يطلبوا الدعم باستثناء حوالي 15 إلى 20 شخصا نستضيفهم حاليا".

وعلى خط موازٍ أرسل فرع مفوضية شؤون اللاجئين في اليونان تسع شاحنات إلى مولدوفا وبولندا "محملة بالخيام والبطانيات ومواد النظافة وغير ذلك من الحاجيات والمواد الإغاثية الأساسية لتلبية احتياجات حوالي 10 آلاف نازح من أوكرانيا".

وستقوم الشرطة اليونانية بتسجيل دخول الأطفال الأوكرانيين الذين ليس لديهم وثائق سفر على جواز سفر أحد الوالدين، وخلال فترة الـ 90 يوما، سيتم منح الأوكرانيين حماية مؤقتة لمدة عام واحد من قبل دائرة اللجوء، والتي ستسمح لحامليها بالعمل والحصول على الرعاية الطبية.

وتشير التوجيهات أيضا إلى "إمكانية الإقامة قصيرة الأجل في منشأة الاستقبال المفتوحة في سينتيكي بمنطقة سيريس بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في ذلك وحتى اكتمال عملية إصدار وثائق السفر، في حالة الضرورة".

ويتم تقييم القصر غير المصحوبين بذويهم من قبل الآلية الوطنية لتحديد وحماية القصر غير المصحوبين بذويهم، قبل أن يتم نقلهم إلى مرافق خاصة بالإقامة في حالات الطوارئ.

وأخيراً نود القول بأننا عندما نسلط الضوء على التسهيلات والتقديمات والقوانين الاستثنائية الأوربية في التعاطي مع أزمة اللاجئين الاوكرانيين لأن بعض اللاجئين من جنسيات أخرى كانوا بحاجة ماسة لاستثناءات إنسانية فردية وليس جماعية كما يحصل الآن حتى تحقن دماء فلذات أكبادهم ؟! 

فالشهيدة روند العايدي اللاجئة الفلسطينية السورية التي قضت غرقاً وكانت نهباً لمافيات تجار البشر هي نموذج صارخ لضريبة الدم التي تم دفعها نتيجة للقوانين المجحفة والروتين والبيروقراطية الزائفة التي تداعت وسقطت سقوطاً مدوياً أمام العيون الزرقاء والشعر الأشقر ؟!

ماهرحسن شاويش

كاتب صحفي مقيم في هولندا

المصادر والمراجع

الاستقبال الأوروبي... وجه آخر مع اللاجئين الأوكرانيين- مقال ناصر السهلي- العربي الجديد

اليونان تدشن صفحة إلكترونية لتقديم المعلومات للأوكرانيين- تقرير مهاجر نيوز

 أوروبا ولاجئو أوكرانيا.. هل تكفي الإجراءات السريعة والاستثنائية؟ DW

هنا هولندا - تقرير

التلفزيون العربي - الموقع الإلكتروني

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/16944