map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

رمضان في عيون الفلسطينيين السوريين في لبنان

تاريخ النشر : 03-04-2022
رمضان في عيون الفلسطينيين السوريين في لبنان

|مجموعة العمل| فايز أبو عيد|

 يحلّ شهر رمضان المبارك هذا العام على اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان مثقلاً بالهموم والمتاعب وغلاء الأسعار وعدم الاستقرار والأمان، وكل ذلك مرده إلى الأزمات التي تعصف في لبنان وما سببته من انهيار وللاقتصاد جراء التدهور الحاد لليرة اللبنانية أمام الدولار وما نجم عنه من غلاء فاحش في الأسعار.

 وهنا لا بد من التساؤل: كيف يستقبل اللاجئ الفلسطيني المهجر في لبنان شهر رمضان، وما هي المصاعب والمتاعب التي يواجهها جراء غلاء الأسعار وفقر الحال والتشرد من مكان سكنه ليقيم عند أقاربه أو أبناء شعبه في المخيمات الفلسطينية؟

أبو يوسف في السبعين من عمره يقطن في مخيم عين الحلوة ترنو عيناه إلى السماء وهو يتكئ على عصاه. تعود به الذاكرة (إلى رمضان أيام زمان)، فيقول: "كان لصوم رمضان في مخيم اليرموك طعم آخر؛ فأنا أذكر كيف كانت جميع العائلات تتبادل التهانئ بقدوم رمضان، وكيف كان أهل المخيم يتبادلون الزيارات بعد الفطور وصلاة التراويح. إنها ذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى من مخيلتي.

ويردف الحاج أبو مصطفى قائلاً: لكن لرمضان هذا العام نكهة مؤلمة؛ نتيجة ما نعانيه من غلاء للأسعار وتفشي البطالة بين أبناءنا وعدم وجود مورد مالي نقتات منه، وما زاد الطين بلة هو قطع وكالة الأونروا مساعدة بدل الإيواء عن الفلسطيني السوري وتقليص مبلغ مساعدة بدل الغذاء، ويضيف: وكأن التاريخ يعيد نفسه، وكأنه مكتوب على الشعب الفلسطيني أن يظل مشرداً لا يعرف معنى للاستقرار والراحة.

 ويتساءل أبو جمال الذي يعيش الآن في بيت أحد أقاربه في مخيم الرشيدية جنوب لبنان هو وعائلته المكونة من ستة أفراد إلى متى يظل حال اللاجئ الفلسطيني مرهوناً بالتداعيات السياسية التي تمر بها البلاد العربية؟ أما آنَ لهذا اللاجئ أن يعرف طعم الأمان والاطمئنان، لحين عودته إلى دياره التي أُخرج منها من دون إرادة منه؟

دارين شابة فلسطينية من مخيم حندرات ولدت في لبنان ولا تعرف من طقوس رمضان في فلسطين أو مخيمها إلا ما سمعته من جدها وأبيها، لكنها في الوقت عينه تعلم علم اليقين بأن صوم شهر رمضان على أرض فلسطين أو داخل مخيمها له معنى مختلف. وتتمنى أن تصوم العام المقبل في منزلها بمخيم حندرات أو في قريتها في فلسطين وهي محررة.

أما الحاج أبو ياسر الذي يعيش في مخيم نهر البارد، والذي يبلغ من العمر (72 عاماً) فيقول: «كنت صغيراً، لكن طقوس رمضان في فلسطين ومخيم درعا لا يزالان في ذاكرتي. أما اليوم، بعد 73 عاماً على اغتصاب فلسطين، و11 عاماً على مغادرتي مخيم درعا فإنني في كل رمضان أدعو الله عز وجل أن يعيدنا إلى منازلنا وديارنا سالمين غانمين.

يوسف من مخيم اليرموك، قال: "عندما يأتي رمضان، فإن المشاعر لدي تختلط ما بين السرور والبهجة بقدوم شهر المحبة والمودة والتسامح والبركة، لكن في الوقت نفسه لهذا الشهر في قلبي أشجان، لأنه يذكرني بمجزرة شارع الجاعونة التي حدثت في رمضان وراح ضحيتها عشرات الضحايا من بينهم والدي، هذا الأمر يجعل في قلبي غصة وأشعر بالألم الشديد، ولكن الذي يخفف عني غربتي وألمي أنني أعيش على أمل العودة إلى منزلي واستعادة كافة ذكرياتي ورؤية أحبابي وخلاني.

في شهر رمضان، يشعر فلسطينيو سوريا، بغربة جديدة، فأجواء رمضان التي عاشوها في سوريا، لا تفارقهم من؛ صلة الرحم وغيرها من العادات الرمضانية التي لا تزال تعبق رائحة التواصل والمحبة، ولكن رياح الحرب أذهبت تلك الأجواء أدراج الرياح.

ويشتكي اللاجئون في رسائل وصلت إلى مجموعة العمل، بأنهم لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر، وهم في خطر كبير وأوضاعهم الصعبة تهدد العائلات، حيث تنعدم مواردهم المالية، والأعباء المترتبة عليهم من إيجار منازل واشتراكات للكهرباء والمياه أثقلت كاهلهم، ويعيشون على المساعدات المقدمة لهم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/17049

|مجموعة العمل| فايز أبو عيد|

 يحلّ شهر رمضان المبارك هذا العام على اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان مثقلاً بالهموم والمتاعب وغلاء الأسعار وعدم الاستقرار والأمان، وكل ذلك مرده إلى الأزمات التي تعصف في لبنان وما سببته من انهيار وللاقتصاد جراء التدهور الحاد لليرة اللبنانية أمام الدولار وما نجم عنه من غلاء فاحش في الأسعار.

 وهنا لا بد من التساؤل: كيف يستقبل اللاجئ الفلسطيني المهجر في لبنان شهر رمضان، وما هي المصاعب والمتاعب التي يواجهها جراء غلاء الأسعار وفقر الحال والتشرد من مكان سكنه ليقيم عند أقاربه أو أبناء شعبه في المخيمات الفلسطينية؟

أبو يوسف في السبعين من عمره يقطن في مخيم عين الحلوة ترنو عيناه إلى السماء وهو يتكئ على عصاه. تعود به الذاكرة (إلى رمضان أيام زمان)، فيقول: "كان لصوم رمضان في مخيم اليرموك طعم آخر؛ فأنا أذكر كيف كانت جميع العائلات تتبادل التهانئ بقدوم رمضان، وكيف كان أهل المخيم يتبادلون الزيارات بعد الفطور وصلاة التراويح. إنها ذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى من مخيلتي.

ويردف الحاج أبو مصطفى قائلاً: لكن لرمضان هذا العام نكهة مؤلمة؛ نتيجة ما نعانيه من غلاء للأسعار وتفشي البطالة بين أبناءنا وعدم وجود مورد مالي نقتات منه، وما زاد الطين بلة هو قطع وكالة الأونروا مساعدة بدل الإيواء عن الفلسطيني السوري وتقليص مبلغ مساعدة بدل الغذاء، ويضيف: وكأن التاريخ يعيد نفسه، وكأنه مكتوب على الشعب الفلسطيني أن يظل مشرداً لا يعرف معنى للاستقرار والراحة.

 ويتساءل أبو جمال الذي يعيش الآن في بيت أحد أقاربه في مخيم الرشيدية جنوب لبنان هو وعائلته المكونة من ستة أفراد إلى متى يظل حال اللاجئ الفلسطيني مرهوناً بالتداعيات السياسية التي تمر بها البلاد العربية؟ أما آنَ لهذا اللاجئ أن يعرف طعم الأمان والاطمئنان، لحين عودته إلى دياره التي أُخرج منها من دون إرادة منه؟

دارين شابة فلسطينية من مخيم حندرات ولدت في لبنان ولا تعرف من طقوس رمضان في فلسطين أو مخيمها إلا ما سمعته من جدها وأبيها، لكنها في الوقت عينه تعلم علم اليقين بأن صوم شهر رمضان على أرض فلسطين أو داخل مخيمها له معنى مختلف. وتتمنى أن تصوم العام المقبل في منزلها بمخيم حندرات أو في قريتها في فلسطين وهي محررة.

أما الحاج أبو ياسر الذي يعيش في مخيم نهر البارد، والذي يبلغ من العمر (72 عاماً) فيقول: «كنت صغيراً، لكن طقوس رمضان في فلسطين ومخيم درعا لا يزالان في ذاكرتي. أما اليوم، بعد 73 عاماً على اغتصاب فلسطين، و11 عاماً على مغادرتي مخيم درعا فإنني في كل رمضان أدعو الله عز وجل أن يعيدنا إلى منازلنا وديارنا سالمين غانمين.

يوسف من مخيم اليرموك، قال: "عندما يأتي رمضان، فإن المشاعر لدي تختلط ما بين السرور والبهجة بقدوم شهر المحبة والمودة والتسامح والبركة، لكن في الوقت نفسه لهذا الشهر في قلبي أشجان، لأنه يذكرني بمجزرة شارع الجاعونة التي حدثت في رمضان وراح ضحيتها عشرات الضحايا من بينهم والدي، هذا الأمر يجعل في قلبي غصة وأشعر بالألم الشديد، ولكن الذي يخفف عني غربتي وألمي أنني أعيش على أمل العودة إلى منزلي واستعادة كافة ذكرياتي ورؤية أحبابي وخلاني.

في شهر رمضان، يشعر فلسطينيو سوريا، بغربة جديدة، فأجواء رمضان التي عاشوها في سوريا، لا تفارقهم من؛ صلة الرحم وغيرها من العادات الرمضانية التي لا تزال تعبق رائحة التواصل والمحبة، ولكن رياح الحرب أذهبت تلك الأجواء أدراج الرياح.

ويشتكي اللاجئون في رسائل وصلت إلى مجموعة العمل، بأنهم لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر، وهم في خطر كبير وأوضاعهم الصعبة تهدد العائلات، حيث تنعدم مواردهم المالية، والأعباء المترتبة عليهم من إيجار منازل واشتراكات للكهرباء والمياه أثقلت كاهلهم، ويعيشون على المساعدات المقدمة لهم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/17049