map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية في دول أوروبا ما بين الاندماج والتصالح مع الذات

تاريخ النشر : 24-04-2022
فلسطينيو سورية في دول أوروبا ما بين الاندماج والتصالح مع الذات

فايز أبو عيد

يشعر المئات من اللاجئين الفلسطينيين ممن اضطروا للجوء إلى دول الشتات الجديد بسبب الحرب التي اندلعت في سورية عام 2011 بأنهم طارئين على مكانهم الجديد بسبب عدم قدرة البعض منهم على الاندماج والتأقلم بالمجتمع الأوروبي الذي يختلف عن عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم، فيما فضل البعض الآخر البحث عن سبل للتصالح مع ذاتهم ومكانهم والرضا بواقعهم الجديد الذي يعتبرونه أفضل بألاف المرات من العودة إلى سورية.

في هذا التقرير قمنا باستطلاع لرأي بعض اللاجئين الفلسطينيين ممن وصلوا إلى أوروبا لنتعرف على آرائهم بلجوئهم الجديد، ونسلط الضوء على قضايا هامة أقضت مضجع العديد منهم.

"سئمت الغربة يا مخيمي ألا يوجد للغربة حلقة أخيرة!!! بهذه الكلمات عبر اللاجئ الفلسطيني محمد ابن مخيم اليرموك عن شوقه وحنينيه إلى مرتع الصبا، محمد اضطر لمغادرة سورية عام 2013 إلى ألمانيا نتيجة الصراع الذي اندلع فيها فأكل الأخضر واليابس على حد تعبيره، لم يستطع  محمد إلى الآن أن التأقلم والاندماج مع مجتمعه الجديد رغم وجوده في ألمانيا منذ تسع سنوات، يعقب محمد على ذلك أنني أجد نفسي غريباً في هذا المجتمع عاداته وتقاليده غير عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، حاولت مراراً أن أنزع عني حالة اليأس وعدم الرضا إلا أنني فشلت، أنني أتوق إلى اليوم الذي أعود فيه لمنزلي وعائلتي وأبناء وطني ومخيمي في سورية، ويتابع بحسرة وإلى ذلك اليوم سأنتظر وأعد الساعات.

أما ياسين من أبناء مخيم درعا له وجهة نظر أخرى، فهو هاجر إلى السويد من أجل أبناءه الأربعة كي يؤمن لهم معيشة كريمة ويستطيعون الحصول على الجنسية السويدية التي يستطيعون من خلالها التحرك والسفر إلى كافة دول العالم، ويضيف أما بالنسبة لي فلم أر يوم راحة هنا قد يكمن السبب بشوقنا وحنيينا إلى المكان الذي ولدنا به، أو عدم قدرتي على تعلم اللغة والاندماج في هذا المجتمع المنفتح الذي أراه غريباً عني وعن تقاليدنا وديننا.

فيما رأى سامر أحد أبناء مخيم سبينة المهجر في النرويج أن السبب الرئيسي لعدم اندماجي في المجتمع الجديد هو الوحدة القاتلة، وعدم وجود تناغم وروابط اجتماعية كما كانت في سورية، فهنا العلاقات الاجتماعية تكاد تكون معدومة، وتابع حديثه أن السوريين والعرب الذين هاجروا إلى هذه البلاد تطبعوا بطبعها، مضيفاً لو كانت أسرتي معي لكان الأمر اختلف قليلاً.

من جانبه اعتبر علاء أحد أبناء مخيم خان الشيح الذي لاجئ إلى النمسا أن مشكلته الأساسية تكمن في تأخر لم شمل عائلته، منوهاً إلى أنه قدم إلى النمسا نهاية عام 2020 لكنه إلى الآن لم يستطع لم شكل عائلته ورؤية أولاده الصغار، ويتابع وهو ينفث دخان سيجارته كم أنا مشتاق لضم أولادي والجلوس معهم.

في حين قرر اللاجئ الفلسطيني "موفق أبو شلة" التخلي عن حق اللجوء في النمسا والعودة إلى مسقط رأسه في بلدة المزيريب بدرعا جنوب سورية، حيث لم يجد في أوروبا الحلم الذي كان يرسمه في مخيلته_ بحسب قوله.

أبو شلة الذي وصل إلى النمسا في نهاية عام 2018 بعد أن خاض رحلة شاقة اضطر خلالها إلى السير على الأقدام وركوب قوارب الموت للبحث عن الأمن والأمان والحياة الكريمة، عانى كغيره من اللاجئين صعوبات عديدة أهمها عدم التأقلم والاندماج في مجتمع يختلف عن عاداته وتقاليده ولغته، هذا إضافة لمعاناتهم المتمثلة بطول فترة لم شمل اللاجئين بأسرهم والتي تستغرق ما بين ستة أشهر والعام مما يضعهم وأسرهم في حالة من التوتر ويحملهم أعباء اقتصادية كبيرة.

هذه الإجراءات والصعوبات دفعت أبو شلة لاتخاذ قرار العودة إلى المزيريب في سورية رغم التوتر الأمني والفلتان الأمني والاغتيالات الذي تشهده البلدة، للعيش مع عائلته وخلانه وأقاربه الذي يحبهم ويتمنون له الخير كله بحسب تعبيره.

لقد بات اللاجئ الفلسطيني السوري في حالة من اليأس والضياع، وهو بين خيارين أحلهما مر، إما أن يبقى في بلدان المهجر الجديد أو الرجوع إلى سورية والعودة لمأساة وضنك العيش والمعاناة من جديد فيها، لقد أصبح يشعر بقرارة نفسه أنه غريب في بره وبحره، بعد أن تكالبت عليهم الظروف التي رسمت أخاديد من الحزن والوجع والألم على جباههم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/17145

فايز أبو عيد

يشعر المئات من اللاجئين الفلسطينيين ممن اضطروا للجوء إلى دول الشتات الجديد بسبب الحرب التي اندلعت في سورية عام 2011 بأنهم طارئين على مكانهم الجديد بسبب عدم قدرة البعض منهم على الاندماج والتأقلم بالمجتمع الأوروبي الذي يختلف عن عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم، فيما فضل البعض الآخر البحث عن سبل للتصالح مع ذاتهم ومكانهم والرضا بواقعهم الجديد الذي يعتبرونه أفضل بألاف المرات من العودة إلى سورية.

في هذا التقرير قمنا باستطلاع لرأي بعض اللاجئين الفلسطينيين ممن وصلوا إلى أوروبا لنتعرف على آرائهم بلجوئهم الجديد، ونسلط الضوء على قضايا هامة أقضت مضجع العديد منهم.

"سئمت الغربة يا مخيمي ألا يوجد للغربة حلقة أخيرة!!! بهذه الكلمات عبر اللاجئ الفلسطيني محمد ابن مخيم اليرموك عن شوقه وحنينيه إلى مرتع الصبا، محمد اضطر لمغادرة سورية عام 2013 إلى ألمانيا نتيجة الصراع الذي اندلع فيها فأكل الأخضر واليابس على حد تعبيره، لم يستطع  محمد إلى الآن أن التأقلم والاندماج مع مجتمعه الجديد رغم وجوده في ألمانيا منذ تسع سنوات، يعقب محمد على ذلك أنني أجد نفسي غريباً في هذا المجتمع عاداته وتقاليده غير عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، حاولت مراراً أن أنزع عني حالة اليأس وعدم الرضا إلا أنني فشلت، أنني أتوق إلى اليوم الذي أعود فيه لمنزلي وعائلتي وأبناء وطني ومخيمي في سورية، ويتابع بحسرة وإلى ذلك اليوم سأنتظر وأعد الساعات.

أما ياسين من أبناء مخيم درعا له وجهة نظر أخرى، فهو هاجر إلى السويد من أجل أبناءه الأربعة كي يؤمن لهم معيشة كريمة ويستطيعون الحصول على الجنسية السويدية التي يستطيعون من خلالها التحرك والسفر إلى كافة دول العالم، ويضيف أما بالنسبة لي فلم أر يوم راحة هنا قد يكمن السبب بشوقنا وحنيينا إلى المكان الذي ولدنا به، أو عدم قدرتي على تعلم اللغة والاندماج في هذا المجتمع المنفتح الذي أراه غريباً عني وعن تقاليدنا وديننا.

فيما رأى سامر أحد أبناء مخيم سبينة المهجر في النرويج أن السبب الرئيسي لعدم اندماجي في المجتمع الجديد هو الوحدة القاتلة، وعدم وجود تناغم وروابط اجتماعية كما كانت في سورية، فهنا العلاقات الاجتماعية تكاد تكون معدومة، وتابع حديثه أن السوريين والعرب الذين هاجروا إلى هذه البلاد تطبعوا بطبعها، مضيفاً لو كانت أسرتي معي لكان الأمر اختلف قليلاً.

من جانبه اعتبر علاء أحد أبناء مخيم خان الشيح الذي لاجئ إلى النمسا أن مشكلته الأساسية تكمن في تأخر لم شمل عائلته، منوهاً إلى أنه قدم إلى النمسا نهاية عام 2020 لكنه إلى الآن لم يستطع لم شكل عائلته ورؤية أولاده الصغار، ويتابع وهو ينفث دخان سيجارته كم أنا مشتاق لضم أولادي والجلوس معهم.

في حين قرر اللاجئ الفلسطيني "موفق أبو شلة" التخلي عن حق اللجوء في النمسا والعودة إلى مسقط رأسه في بلدة المزيريب بدرعا جنوب سورية، حيث لم يجد في أوروبا الحلم الذي كان يرسمه في مخيلته_ بحسب قوله.

أبو شلة الذي وصل إلى النمسا في نهاية عام 2018 بعد أن خاض رحلة شاقة اضطر خلالها إلى السير على الأقدام وركوب قوارب الموت للبحث عن الأمن والأمان والحياة الكريمة، عانى كغيره من اللاجئين صعوبات عديدة أهمها عدم التأقلم والاندماج في مجتمع يختلف عن عاداته وتقاليده ولغته، هذا إضافة لمعاناتهم المتمثلة بطول فترة لم شمل اللاجئين بأسرهم والتي تستغرق ما بين ستة أشهر والعام مما يضعهم وأسرهم في حالة من التوتر ويحملهم أعباء اقتصادية كبيرة.

هذه الإجراءات والصعوبات دفعت أبو شلة لاتخاذ قرار العودة إلى المزيريب في سورية رغم التوتر الأمني والفلتان الأمني والاغتيالات الذي تشهده البلدة، للعيش مع عائلته وخلانه وأقاربه الذي يحبهم ويتمنون له الخير كله بحسب تعبيره.

لقد بات اللاجئ الفلسطيني السوري في حالة من اليأس والضياع، وهو بين خيارين أحلهما مر، إما أن يبقى في بلدان المهجر الجديد أو الرجوع إلى سورية والعودة لمأساة وضنك العيش والمعاناة من جديد فيها، لقد أصبح يشعر بقرارة نفسه أنه غريب في بره وبحره، بعد أن تكالبت عليهم الظروف التي رسمت أخاديد من الحزن والوجع والألم على جباههم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/17145