map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مجموعة العمل تكشف تردي واقع التعليم في مخيم الحسينية

تاريخ النشر : 01-12-2022
مجموعة العمل تكشف تردي واقع التعليم في مخيم الحسينية

|مجموعة العمل| مخيم الحسينية|

يقف قطاع التعليم في سورية اليوم على حافة الهاوية إن لم يكن سقط بها لأسباب عديدة كان للحرب والأزمة الاقتصادية الدور الأبرز فيها، ولاريب أن الضرر الناجم عن ذلك الانهيار يعود على المجتمع عموماً لعقود طويلة يصعب بعدها ترميم ما خلفته سنوات الحرب الماضية.

وكان للمناطق الفقيرة النصيب الأكبر من ذلك الضرر، ومن ضمن تلك المناطق كان مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الذي يعاني سكانه من الفوضى الناجمة عن تسرب الطلبة من مدارسهم وبروز مظاهر جديدة لا تمت للمدرسة بصلة، كالتدخين وانتشار الحشيش وحمل السكاكين والمشاجرات الجماعية والكلام النابي في الشارع ومعاكسة الفتيات، دون رقيب أو حسيب من قبل الأهالي والكوادر التعليمية والجهات الحكومية المختصة.

في هذا التقرير تسلط مجموعة العمل الضوء على أبرز العقبات والمشكلات التي تعرقل سير عجلة العملية التعليمة في مخيم الحسينية والحيلولة دون تحقيق الطلاب والكادر التعليمي أهدافهم.

أبو محمد الذي رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي، قال لمراسل مجموعة العمل إن انتشار تلك الظواهر بين الطلبة بات أمراً طبيعياً، نتيجة الحرب التي أثرت على كافة مناحي الحياة في سورية ومنها العملية التعليمية التي تعاني من قلة الكوادر التعليمية ونقص في المدرسين وتسرب الطلاب.

الهام (اسم مستعار) وهي ولي أمر طالبة في مدرسة الحسينية الثالثة اشتكت من غياب الرقابة والمحاسبة داخل المدارس، قائلة إن ابنتها التي في الصف الأول الثانوي أخبرتها أنها رأت بأم عينها بعض الفتيات يشربن السجائر في المدرسة، وبعضهن تتعاطين الحشيش.

في حين شددت فوزية والدة إحدى الطالبات في الصف الثالث الثانوي على أنها مضطرة لإبقاء ابنتها في المدارس الحكومية رغم إهمال المدرسين وسمعتها السيئة، وذلك بسبب عدم قدرتها المالية على نقلها إلى مدرسة أو معهد خاص.

أما أبو رأفت اشتكى من سوء التعليم في المدارس متهماً المدرسين بالإهمال وعدم الاهتمام، مشيراً أن ولده في الصف الثامن وإلى اليوم لم يأخذ درس رياضيات واحد، لأن المدرسين مهتمين بإعطاء الدروس الخصوصية، التي تدر لهم دخلاً أعلى من أجورهم التي يتقاضونها من الدولة.  

من جهة أخرى أكد عدد من المدرسين في مخيم الحسينية أنهم يعيشون أوضاعاً صعبة، نتيجة تدني الأجور في المدارس الحكومية، حيث لا يتجاوز راتبهم 70 ألف ليرة سورية شهرياً، وهو مبلغ بالكاد يغطي نفقات أربعة أيام فقط.

مشيرين إلى أن واقع التعليم اليوم بانحدار مستمر فغياب المقومات والمساعدات أضعف قدرتهم على الإعطاء الجيد، بسبب الاكتظاظ الكبير للطلاب، حيث يتجاوز عددهم إلى 60 طالباً في الغرف الصفية التي تفتقر إلى شروط التهوية والإنارة والوسائل التعليمية، مما يؤثر سلباً على إعطاء الدروس ويسلب الطالب حقه من الوقت في الحصة ويحرمه من التركيز، كما يعيق المعلم من ضبط الصف ويؤثر على أداء واجبه بشكل جيد.

ووفقاً لتقرير نشرته مجموعة العمل في وقت سابق أن أسباب عجز العملية التعليمية في مخيم الحسينية تعود إلى عدة أمور، أبرزها هجرة الكوادر التعليمية من المخيم فبعد اندلاع الحرب توقفت المدارس عن العمل بين عامي 2012-2015 بشكل كلي، واضطر المدرسون للنزوح إلى مناطق أخرى، وعدد كبير منهم فضّل الهجرة خارج البلاد، والبعض الآخر رفض العودة إلى المخيم بسبب التعقيدات الأمنية وتشديد القوات الحكومية.

وثاني تلك الأسباب، تعرض عدد منهم للاعتقال على يد الأجهزة الأمنية السورية، واختفائهم قسرياً في السجون، وثالثها، التحاق أعداد منهم مجبرين بالخدمة العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني.

وكانت مجموعة العمل رصدت ميدانياً معوقات عديدة، تعرقل استمرار العملية التعليمية لطلاب أبناء مخيم الحسينية، حيث كان الفقر والعامل الاقتصادي أهم مؤثر سلبي قد يصل بهم إلى الانسحاب من العملية التعليمية بالكامل، أو تجميدها بشكل جزئي.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18128

|مجموعة العمل| مخيم الحسينية|

يقف قطاع التعليم في سورية اليوم على حافة الهاوية إن لم يكن سقط بها لأسباب عديدة كان للحرب والأزمة الاقتصادية الدور الأبرز فيها، ولاريب أن الضرر الناجم عن ذلك الانهيار يعود على المجتمع عموماً لعقود طويلة يصعب بعدها ترميم ما خلفته سنوات الحرب الماضية.

وكان للمناطق الفقيرة النصيب الأكبر من ذلك الضرر، ومن ضمن تلك المناطق كان مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الذي يعاني سكانه من الفوضى الناجمة عن تسرب الطلبة من مدارسهم وبروز مظاهر جديدة لا تمت للمدرسة بصلة، كالتدخين وانتشار الحشيش وحمل السكاكين والمشاجرات الجماعية والكلام النابي في الشارع ومعاكسة الفتيات، دون رقيب أو حسيب من قبل الأهالي والكوادر التعليمية والجهات الحكومية المختصة.

في هذا التقرير تسلط مجموعة العمل الضوء على أبرز العقبات والمشكلات التي تعرقل سير عجلة العملية التعليمة في مخيم الحسينية والحيلولة دون تحقيق الطلاب والكادر التعليمي أهدافهم.

أبو محمد الذي رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي، قال لمراسل مجموعة العمل إن انتشار تلك الظواهر بين الطلبة بات أمراً طبيعياً، نتيجة الحرب التي أثرت على كافة مناحي الحياة في سورية ومنها العملية التعليمية التي تعاني من قلة الكوادر التعليمية ونقص في المدرسين وتسرب الطلاب.

الهام (اسم مستعار) وهي ولي أمر طالبة في مدرسة الحسينية الثالثة اشتكت من غياب الرقابة والمحاسبة داخل المدارس، قائلة إن ابنتها التي في الصف الأول الثانوي أخبرتها أنها رأت بأم عينها بعض الفتيات يشربن السجائر في المدرسة، وبعضهن تتعاطين الحشيش.

في حين شددت فوزية والدة إحدى الطالبات في الصف الثالث الثانوي على أنها مضطرة لإبقاء ابنتها في المدارس الحكومية رغم إهمال المدرسين وسمعتها السيئة، وذلك بسبب عدم قدرتها المالية على نقلها إلى مدرسة أو معهد خاص.

أما أبو رأفت اشتكى من سوء التعليم في المدارس متهماً المدرسين بالإهمال وعدم الاهتمام، مشيراً أن ولده في الصف الثامن وإلى اليوم لم يأخذ درس رياضيات واحد، لأن المدرسين مهتمين بإعطاء الدروس الخصوصية، التي تدر لهم دخلاً أعلى من أجورهم التي يتقاضونها من الدولة.  

من جهة أخرى أكد عدد من المدرسين في مخيم الحسينية أنهم يعيشون أوضاعاً صعبة، نتيجة تدني الأجور في المدارس الحكومية، حيث لا يتجاوز راتبهم 70 ألف ليرة سورية شهرياً، وهو مبلغ بالكاد يغطي نفقات أربعة أيام فقط.

مشيرين إلى أن واقع التعليم اليوم بانحدار مستمر فغياب المقومات والمساعدات أضعف قدرتهم على الإعطاء الجيد، بسبب الاكتظاظ الكبير للطلاب، حيث يتجاوز عددهم إلى 60 طالباً في الغرف الصفية التي تفتقر إلى شروط التهوية والإنارة والوسائل التعليمية، مما يؤثر سلباً على إعطاء الدروس ويسلب الطالب حقه من الوقت في الحصة ويحرمه من التركيز، كما يعيق المعلم من ضبط الصف ويؤثر على أداء واجبه بشكل جيد.

ووفقاً لتقرير نشرته مجموعة العمل في وقت سابق أن أسباب عجز العملية التعليمية في مخيم الحسينية تعود إلى عدة أمور، أبرزها هجرة الكوادر التعليمية من المخيم فبعد اندلاع الحرب توقفت المدارس عن العمل بين عامي 2012-2015 بشكل كلي، واضطر المدرسون للنزوح إلى مناطق أخرى، وعدد كبير منهم فضّل الهجرة خارج البلاد، والبعض الآخر رفض العودة إلى المخيم بسبب التعقيدات الأمنية وتشديد القوات الحكومية.

وثاني تلك الأسباب، تعرض عدد منهم للاعتقال على يد الأجهزة الأمنية السورية، واختفائهم قسرياً في السجون، وثالثها، التحاق أعداد منهم مجبرين بالخدمة العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني.

وكانت مجموعة العمل رصدت ميدانياً معوقات عديدة، تعرقل استمرار العملية التعليمية لطلاب أبناء مخيم الحسينية، حيث كان الفقر والعامل الاقتصادي أهم مؤثر سلبي قد يصل بهم إلى الانسحاب من العملية التعليمية بالكامل، أو تجميدها بشكل جزئي.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18128