map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

تبعات الزلزال المدمر وأثره الكارثي على الفلسطيني السوري

تاريخ النشر : 13-02-2023
تبعات الزلزال المدمر وأثره الكارثي على الفلسطيني السوري

خاص مجموعة العمل| أحمد موسى

أصبح الواقع الاقتصادي والمعيشي وما تبعه من أزمات وكوارث عبئاً ثقيلاً على التفاصيل الحياتية اليومية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري وفي العمق التركي، وقد فرضت الهجرة نفسها من جديد، ولكن بطابع آخر لم يعتد عليه الفلسطيني، كما أضاف نوعاً من التحديات على مختلف الصعد، فالتجمعات الجغرافية المفترضة في الشمال السوري أخذت بالتشكيل نتيجة النزوح والأزمات المركبة والمتلاحقة.

تلك العائلات المنهكة أصلاً يفعل الحرب والحصار والموت جوعاً، بات واقعها الإنساني أكثر قساوة وقتامة بفعل ما تواجهه يوماً بعد يوم من مشاكل ومصاعب وعقبات تثقل كاهلهم وتزيد من مأساتهم، فمنذ خروجهم من مخيماتهم في سورية التي كانت محطة مؤقتة لحين العودة الى أرضهم وقراهم التي هجروا منها قسراً إلى الشمال السوري، لم يعد الفلسطيني يشعر بطعم الاستقرار والأمان، فيما انعكس ذلك عليهم سلباً في كافة مناحي حياتهم الصحية والبيئية والتعليمية، وبرز ت مشاكل اجتماعية جديدة لم تكن موجودة لديهم في السابق  بفعل المحن المتلاحقة وكأن المحن والأزمات تلاحق بل وتلاصق اللاجئ الفلسطيني أين ماحل وارتحل ،حتى أصبحت الأزمات جزء من حياته الاعتيادية.

حدث ولا حرج

أما في العمق والجنوب التركي فحدث ولا حرج عن حجم المعاناة والأزمات التي تعصف بالعائلات الفلسطينية السورية المهجرة هناك، حيث تعاني من أوضاع إنسانية مزرية نتيجة أوضاعها الاقتصادية المتدهورة وعدم توفر فرص عمل لهم، وبسبب شح المساعدات المقدمة من خلال الجهات الرسمية كالأونروا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

كما تشكو العائلات من تجاهل جل الجهات الرسمية الفلسطينية في تركيا لمعاناتهم، وعدم الاهتمام، بل والاكتراث بمشاكلهم القانونية والإنسانية، معتبرين ما تقدمه تلك الجهات بين الحين والأخر من مساعدات غير كافية بالنسبة لحجم مأساتهم.

كل تلك المشاكل والصعاب التي واجهت الفلسطيني السوري في الشمال السوري وتركيا، غيض من فيض فصول مأساته التي ستتكشف لاحقاً بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا يوم السادس من شباط/ فبراير الجاري، وما خلفه من سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، والمصابين، والمفقودين، والمشردين. 

الزلزال يعمق المأساة

منذ صباح السادس من شباط كان الفلسطيني على موعد جديد لأزمة عصفت به مخلفة دمار لم تشهد له المنطقة، ومما لا شك فيه أن الواقع الإنساني وتحديات الحياة المعيشية التي آلمت بالمجتمع الفلسطيني في الشمال السوري الذي تقطنه حوالي 1700 عائلة مهجرة من مخيمات دمشق وريفها أمر خطير نتيجة الزلزال الكارثي الذي غيب عائلات بأكملها وشرد أخرى.

هذه الكارثة الجديدة خلفت ثقل وأعباء تعجز عنها دول، ولكن السؤال لما يترك الفلسطيني وحيداً ينازع مرارة الموت من جهة، ومن جهة أخرى مرارة تأمين أدنى مقومات الحياة، لقد فقد العنصر الفلسطيني كل شيء لم يعد قادراً على الصمود بعد هذ المصاب الجلل.

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا وبقوة أين المجتمع الدولي ولما تغمض الدول العربية والأمم المتحدة عينها عن الشمال السوري؟ وأين وكالة الأونروا التي تعتبر المسؤولة الوحيدة عن غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لماذا هذا التجاهل والتهميش المتعمد للفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري؟

وأخيراً وليس أخراً أين منظمة التحرير التي لطالما تغنت أنها الممثل الشرعي والوحيد؟ وأيضا أين السلطة والفصائل الفلسطينية من مصاب أهلنا في الشمال السوري؟ وأين؟ وأين؟ وأين؟

مبادرات فردية وأهلية

بادر ناشطون ومؤسسات أهلية ومجتمعية فلسطينية في سورية وتركيا منذ اليوم الأول للكارثة إلى إطلاق عدة مبادرات فردية وجماعية، من أجل التطوع لإنقاذ الضحايا، وجمع التبرعات من أجل مد يد العون للمنكوبين.

ففي تركيا ولدت مبادرة فلسطين معكم ضمت المبادرة 27 فريق شبابي للوصول للمناطق المنكوبة، وأيضا مبادرة "فريق اليرموك المستقل"، واتحاد الأطباء الفلسطينيين.

 كما أطلقت حملات إغاثية وعينية ونقدية محلية من عدة مخيمات فلسطينية في سورية ولبنان، وأهلنا في الداخل الفلسطيني الذين رفضوا أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هول الكارثة فتبرعوا بكل ما أعانهم الله عليه.

كذلك انطلقت حملات تبرع عديدة جاءت عن طريق الجمعيات أو عبر نصب خيام في بعض البلدات، أو بمبادرات فردية من أجل توفير مستلزمات الإغاثة العاجلة رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، وهذا دليل حي على وحدة الدم الفلسطيني.

وفي الشمال السوري هبت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية لمساعدة متضرري الزلزال، بهدف انتشال العالقين من تحت ركام المباني المدمرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بمعدات بسيطة، ولمد يد العون لهم ولملمة جراح العائلات التي بقيت على قيد الحياة ومواساتها.  

مناشدات ذهبت في مهب الريح

رغم المناشدات المتلاحقة من بعض الناشطين المحليين بالإسراع إلى تشكيل فرق عربية ودولية من أجل انقاد العالقين تحت ركام الزلزال المدمر، إلا أن تلك المناشدات لم تلق آذان صاغية ولا قلوب رحيمة وذهبت في مهب الريح، سوى ما تم ارساله من مساعدات خجولة بعض الشيء، والتي لا تتناسب مع حجم كارثة الزلزال المدمر.

وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين رلى الأمين، إنّ معظم الموجودين في مناطق سيطرة المعارضة السوريّة في الشمال يحتاجون إلى مأوى ومساعدات إنسانية عاجلة                                                                  

أما عدنان أبو حسنة، الناطق باسم "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، فقال إن أكثر من 57 ألف لاجئ فلسطيني تضرروا من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا قبل أيام، وبحاجة إلى مساعدات عاجلة.

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هناك نحو 62 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء التي تقع شمالي سوريا، وهي المناطق التي يمكن الوصول إليها عبر العاصمة دمشق، وهناك آخرون يمكن الوصول إليهم عبر تركيا.

إحصائيات وأرقام

وحول أعداد الضحايا الذين توفوا جراء الزلزال الكارثي صرح فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في مجموعة العمل أن هناك تضارب في المعلومات الواردة نتيجة استمرار عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث، إلا أن ما تم توثيقه حتى اليوم قضاء حوالي 91 ضحية فلسطينية في سوريا وتركيا، من بينهم 57 لاجئاً فلسطينياً سورياً، مضيفاً أن هناك مئات الآسر المشردة التي تلتحف السماء وتفترش الارض.

إن حجم مشاهد الدمار الناجمة عن هذا الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7،8 درجات، وخّلف ركام وأنقاض تحتها جثث عائلات بأكملها، والمشهد المبكي الماً ما يزال هناك أحباء وأعزاء يقبعون تحت رحمة البرد القارص وغياب الخدمات والرعاية الصحية، ومعاناتهم الجسيمة والمأساة التي ستظل خالدة في أذهانهم من هول الدمار والكارثة التي قلبت الحياة في الشمال السوري والجنوب التركي رأساً على عقب.

وأخيراً يمكن القول هل قدر الفلسطيني أن يكون حيث تكون الأزمات ام هو اصطفاء من الله تعالى ليميز الخبيث من الطيب ويكون حجة لهم أمام اخوة العروبة والاسلام والانسانية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18482

خاص مجموعة العمل| أحمد موسى

أصبح الواقع الاقتصادي والمعيشي وما تبعه من أزمات وكوارث عبئاً ثقيلاً على التفاصيل الحياتية اليومية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري وفي العمق التركي، وقد فرضت الهجرة نفسها من جديد، ولكن بطابع آخر لم يعتد عليه الفلسطيني، كما أضاف نوعاً من التحديات على مختلف الصعد، فالتجمعات الجغرافية المفترضة في الشمال السوري أخذت بالتشكيل نتيجة النزوح والأزمات المركبة والمتلاحقة.

تلك العائلات المنهكة أصلاً يفعل الحرب والحصار والموت جوعاً، بات واقعها الإنساني أكثر قساوة وقتامة بفعل ما تواجهه يوماً بعد يوم من مشاكل ومصاعب وعقبات تثقل كاهلهم وتزيد من مأساتهم، فمنذ خروجهم من مخيماتهم في سورية التي كانت محطة مؤقتة لحين العودة الى أرضهم وقراهم التي هجروا منها قسراً إلى الشمال السوري، لم يعد الفلسطيني يشعر بطعم الاستقرار والأمان، فيما انعكس ذلك عليهم سلباً في كافة مناحي حياتهم الصحية والبيئية والتعليمية، وبرز ت مشاكل اجتماعية جديدة لم تكن موجودة لديهم في السابق  بفعل المحن المتلاحقة وكأن المحن والأزمات تلاحق بل وتلاصق اللاجئ الفلسطيني أين ماحل وارتحل ،حتى أصبحت الأزمات جزء من حياته الاعتيادية.

حدث ولا حرج

أما في العمق والجنوب التركي فحدث ولا حرج عن حجم المعاناة والأزمات التي تعصف بالعائلات الفلسطينية السورية المهجرة هناك، حيث تعاني من أوضاع إنسانية مزرية نتيجة أوضاعها الاقتصادية المتدهورة وعدم توفر فرص عمل لهم، وبسبب شح المساعدات المقدمة من خلال الجهات الرسمية كالأونروا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

كما تشكو العائلات من تجاهل جل الجهات الرسمية الفلسطينية في تركيا لمعاناتهم، وعدم الاهتمام، بل والاكتراث بمشاكلهم القانونية والإنسانية، معتبرين ما تقدمه تلك الجهات بين الحين والأخر من مساعدات غير كافية بالنسبة لحجم مأساتهم.

كل تلك المشاكل والصعاب التي واجهت الفلسطيني السوري في الشمال السوري وتركيا، غيض من فيض فصول مأساته التي ستتكشف لاحقاً بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا يوم السادس من شباط/ فبراير الجاري، وما خلفه من سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، والمصابين، والمفقودين، والمشردين. 

الزلزال يعمق المأساة

منذ صباح السادس من شباط كان الفلسطيني على موعد جديد لأزمة عصفت به مخلفة دمار لم تشهد له المنطقة، ومما لا شك فيه أن الواقع الإنساني وتحديات الحياة المعيشية التي آلمت بالمجتمع الفلسطيني في الشمال السوري الذي تقطنه حوالي 1700 عائلة مهجرة من مخيمات دمشق وريفها أمر خطير نتيجة الزلزال الكارثي الذي غيب عائلات بأكملها وشرد أخرى.

هذه الكارثة الجديدة خلفت ثقل وأعباء تعجز عنها دول، ولكن السؤال لما يترك الفلسطيني وحيداً ينازع مرارة الموت من جهة، ومن جهة أخرى مرارة تأمين أدنى مقومات الحياة، لقد فقد العنصر الفلسطيني كل شيء لم يعد قادراً على الصمود بعد هذ المصاب الجلل.

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا وبقوة أين المجتمع الدولي ولما تغمض الدول العربية والأمم المتحدة عينها عن الشمال السوري؟ وأين وكالة الأونروا التي تعتبر المسؤولة الوحيدة عن غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لماذا هذا التجاهل والتهميش المتعمد للفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري؟

وأخيراً وليس أخراً أين منظمة التحرير التي لطالما تغنت أنها الممثل الشرعي والوحيد؟ وأيضا أين السلطة والفصائل الفلسطينية من مصاب أهلنا في الشمال السوري؟ وأين؟ وأين؟ وأين؟

مبادرات فردية وأهلية

بادر ناشطون ومؤسسات أهلية ومجتمعية فلسطينية في سورية وتركيا منذ اليوم الأول للكارثة إلى إطلاق عدة مبادرات فردية وجماعية، من أجل التطوع لإنقاذ الضحايا، وجمع التبرعات من أجل مد يد العون للمنكوبين.

ففي تركيا ولدت مبادرة فلسطين معكم ضمت المبادرة 27 فريق شبابي للوصول للمناطق المنكوبة، وأيضا مبادرة "فريق اليرموك المستقل"، واتحاد الأطباء الفلسطينيين.

 كما أطلقت حملات إغاثية وعينية ونقدية محلية من عدة مخيمات فلسطينية في سورية ولبنان، وأهلنا في الداخل الفلسطيني الذين رفضوا أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هول الكارثة فتبرعوا بكل ما أعانهم الله عليه.

كذلك انطلقت حملات تبرع عديدة جاءت عن طريق الجمعيات أو عبر نصب خيام في بعض البلدات، أو بمبادرات فردية من أجل توفير مستلزمات الإغاثة العاجلة رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، وهذا دليل حي على وحدة الدم الفلسطيني.

وفي الشمال السوري هبت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية لمساعدة متضرري الزلزال، بهدف انتشال العالقين من تحت ركام المباني المدمرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بمعدات بسيطة، ولمد يد العون لهم ولملمة جراح العائلات التي بقيت على قيد الحياة ومواساتها.  

مناشدات ذهبت في مهب الريح

رغم المناشدات المتلاحقة من بعض الناشطين المحليين بالإسراع إلى تشكيل فرق عربية ودولية من أجل انقاد العالقين تحت ركام الزلزال المدمر، إلا أن تلك المناشدات لم تلق آذان صاغية ولا قلوب رحيمة وذهبت في مهب الريح، سوى ما تم ارساله من مساعدات خجولة بعض الشيء، والتي لا تتناسب مع حجم كارثة الزلزال المدمر.

وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين رلى الأمين، إنّ معظم الموجودين في مناطق سيطرة المعارضة السوريّة في الشمال يحتاجون إلى مأوى ومساعدات إنسانية عاجلة                                                                  

أما عدنان أبو حسنة، الناطق باسم "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، فقال إن أكثر من 57 ألف لاجئ فلسطيني تضرروا من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا قبل أيام، وبحاجة إلى مساعدات عاجلة.

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هناك نحو 62 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء التي تقع شمالي سوريا، وهي المناطق التي يمكن الوصول إليها عبر العاصمة دمشق، وهناك آخرون يمكن الوصول إليهم عبر تركيا.

إحصائيات وأرقام

وحول أعداد الضحايا الذين توفوا جراء الزلزال الكارثي صرح فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في مجموعة العمل أن هناك تضارب في المعلومات الواردة نتيجة استمرار عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث، إلا أن ما تم توثيقه حتى اليوم قضاء حوالي 91 ضحية فلسطينية في سوريا وتركيا، من بينهم 57 لاجئاً فلسطينياً سورياً، مضيفاً أن هناك مئات الآسر المشردة التي تلتحف السماء وتفترش الارض.

إن حجم مشاهد الدمار الناجمة عن هذا الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7،8 درجات، وخّلف ركام وأنقاض تحتها جثث عائلات بأكملها، والمشهد المبكي الماً ما يزال هناك أحباء وأعزاء يقبعون تحت رحمة البرد القارص وغياب الخدمات والرعاية الصحية، ومعاناتهم الجسيمة والمأساة التي ستظل خالدة في أذهانهم من هول الدمار والكارثة التي قلبت الحياة في الشمال السوري والجنوب التركي رأساً على عقب.

وأخيراً يمكن القول هل قدر الفلسطيني أن يكون حيث تكون الأزمات ام هو اصطفاء من الله تعالى ليميز الخبيث من الطيب ويكون حجة لهم أمام اخوة العروبة والاسلام والانسانية.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18482