map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

قصص مفجعة على لسان فلسطينيين سوريين ناجين من الزلزال

تاريخ النشر : 16-02-2023
 قصص مفجعة على لسان فلسطينيين سوريين ناجين من الزلزال

مجموعة العمل || فايز أبو عيد

ثوانٍ معدودة حولت الحياة إلى جحيم وارتجفت الأرض الثابتة ارتجافاَ، معلنة عن كارثة مدمرة، وكأنه يوم القيامة، هزة أرضية بلغت قوتها 7,8 على مقياس رختر كانت كفيلة بأن تزلزل الأرض وتجعلها تميد بما عليها، وتحول آلاف المباني والمنازل إلى أطلال، وتخلف عشرات آلاف الضحايا والمصابين والمفقودين.

ثوانٍ معدودة اختفت خلالها عائلات بأكملها من الوجود وأصبحت أثر بعد عين، وأضحى الآلاف تحت غياهب الأنقاض منهم من قضى نحبه، ومنهم من صارع الموت تحت أنقاض الركام، مطلقين صرخات استغاثة علها تصل إلى مسامع فرق الإنقاذ فتكون المنجية من هلاك محقق.

هنا ومن بين المشاهد السوداوية والواقع المر وهول الكارثة التي لا يمكن أن تمحى أبداً من الذاكرة والأذهان، تتمخض حكايات أمل عند ورود نبأ انقاذ عائلة أو طفل أو مسن من تحت الأنقاض، فتنفرج له الأسارير ويبتهج له الوجدان وينشرح معها قلب عائلات الناجين.

 مجموعة العمل وثقت حكايات عدد من اللاجئين الفلسطينيين الناجين من تحت أنقاض الزلزال الكارثي، وكشفت هول ما عانوه وكابدوه من مصاعب وأهوال، وتطرقت لشعورهم بعد أن عادوا من الموت للحياة من جديد.

حياة من رحم الموت

أحمد أحد الناجين من زلزال شباط في مخيم الرمل يقول: لقد سمعت وقرأت وشاهدت الأخبار التي تتحدث عن الزلازل وأثارها المدمر من الصحف ومحطات التلفزة، ولكن لم أتوقع أن أخوض هذه التجربة بنفسي وأعيش تفاصيلها المرة وأكون أحد ضحاياها، متابعاً لا يمكن أن أصف حالة الهلع التي شعرت بها أثناء وقوع الزلزال، مزيج من الخوف والفزع انتابني على عائلتي ونفسي.

مضيفاً لقد اهتز بنا البيت وشعرنا بأنه "يوم القيامة" من هول ما رأينا، ولكن بفضل من الله استطعنا أن نخرج أحياء سالمين من تحت الركام، بعد أن تم انتشالنا من قبل فرق الإنقاذ، نحمد الله أنه أخرجنا أحياء من رحم الموت.

معجزة إلهية

تصف اللاجئة الفلسطينية جنى رنّو كيف نجت بأعجوبة من تحت أنقاض مبنى عائلتها في مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين بمدينة اللاذقية، ما جرى معها بأنه "معجز إلهية" فتقول " عندما حدث الزلزال كنت أجلس أنا وأمي في منزل أختي، فيما كان أبي وأخي في بيتنا الثاني.. فجأة صارت الدنيا تهزّ، وانقسم سقف الغرفة إلى نصفين وسقط علينا، فضرب السقف ظهري وسقطت على الأرض وفقدت الوعي.

مضيفة عندما استيقظت من هول ما جرى وجدت نفسي تحت الأنقاض وحيدة، ولكن ما بعث بي الأمل أنني سمعت أصوات العديد من الأشخاص كانوا لا يزالون على قيد الحياة تحت الركام، هنا صرخت بعلو صوتي وصرت أتبادل الحديث معهم لكي نشد أزر بعض ونفكر بطريقة للخروج، بعد ذلك قررت أن أصرخ بكل طاقتي كي ألفت انتباه من في الخارج لي، إلا أن أحداً لم يسمع صراخي بسبب وجودي تحت أنقاض عدد من الطوابق.

وتروي جنى كيف استطاعت الصمود على مدى 3 أيام تحت الأنقاض، فتقول : مر اليوم الأول علي ثقيلاً قضيته وأنا أتلوى من الوجع وأدعو  الله أن ينقذني من محنتي هذه، في اليوم الثاني شعرت ببرد شديد خاصة في أطرافي، ولم أعد أستطيع تحريك جسمي، وما زاد الطين بله أنني شعرت بعطش شديد، وهنا صرت أدعو ربي وأقول يا الله أنا لم أمت بالزلزال فلا تمتني عطشاً، وهنا تجلت رحمته وعظمته بأن نزل المطر، وتسربت إلي  بعض من قطرات الماء شربت وحمدت ربي، وانتابني الفرح  لأنني علمت بأن هذه إشارة من الله بأنني سأنجو، منوهة لقد بللني المطر وأصابني البرد، ولكن لا أعرف كيف شعرت بالدفء بعدها، وقلت في نفسي هذه إشارة ثانية تبشرني بالنجاة مما أنا فيه.

واستطردت جنى قائلة في اليوم الثالث بدأت فرق الإنقاذ بإزالة ركام بيتنا، وبدأت الرمال تنهمر على وجهي وسقف المنزل كاد أن يلتصق بي، وهنا وضعت يدي على عيوني ونطقت الشهادة لأنني فقدت الأمل بالنجاة وشعرت بدنو أجلي، وصرت أتضرع إلى الله وأدعو من كل قلبي: "يا رب معجزة من عندك فقط أنقذني.

تتابع والدموع تنهمر من عينيها لقد سقطت قطعة من السقف وهنا رأيت فتحة، فرفعت يدي وشاهدوني وأخرجوني، وعندما خرجت لم أكن أستطيع فتح عيني في الضوء بسبب الظلام الذي كنت فيه، والآن لا أستطيع التحرك بسبب الضربة على ظهري لكن أحرك يدي وحركة قدمي بسيطة".

وقعت الواقعة

محمد أحد الناجين من مخيم الرمل يقول: كنا نياماً عندما شعرنا بأن الأرض تميد بنا وبدا وكأن المنزل أوشك على السقوط، استيقظت زوجتي وأولادي مذعورين وأصوات بكائهم ملأت المنزل من الخوف، طلبت منهم الخروج من المنزل لأني بدأت أسمع أصواتا أشبه بانفجارات لوهلة ظننت أنها قصف عنيف ولكن بعدها بدا لي بأن أكبر من ذلك، سقطت زوجتي على درج المنزل وكانت تحمل طفلي الرضيع؛ ولكن الله سلم.  

مضيفاً أنه وبعد أن خرجنا من المنزل علمنا بأن الأمر جلل فالناس كلهم في الشوارع ويبكون كبيت عزاء كبير، وبدأ المطر يتساقط علينا، واتصلت بأخوتي لأطمئن عليهم في الحي المجاور لكن أحد لم يجيب، أمنت زوجتي وأولادي وذهبت لحيهم بعد أن سمعت بأن بناء سقط هناك، لم يتوقف لساني عن الدعاء والاستغاثة.

مردفاً عندما وصلت إلى هناك  وقفت كالصنم تسمرت بأرضي، قدماي لم تعد تستطيع حملي، بت عاجزاً عن أي شيء فالبناء المهدم لأهلي وإخوتي مع أسرهم تحته وأسمع أصواتهم من تحت الركام، ولكن ماذا أفعل فكتل الإسمنت أكبر من طاقتنا جميعا ولكني هرعت كالمجنون أبحث عنهم حتى بدأت فرق الإنقاذ والدفاع المدني تصل، وليوم كامل ونحن نحاول وندعو الله، في النهاية خرج أخويَّ الاثنين سالمين وتوفي الثالث وتوفيت معه ابنته وبقيت زوجته وابنه وأصيب البقية بجروح وكسور مختلفة، بعد يومين أدركت أن ما حدث كان في يوم واحد ولم يكن عمراً كاملاً ولو تهيأ لي ذلك.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18494

مجموعة العمل || فايز أبو عيد

ثوانٍ معدودة حولت الحياة إلى جحيم وارتجفت الأرض الثابتة ارتجافاَ، معلنة عن كارثة مدمرة، وكأنه يوم القيامة، هزة أرضية بلغت قوتها 7,8 على مقياس رختر كانت كفيلة بأن تزلزل الأرض وتجعلها تميد بما عليها، وتحول آلاف المباني والمنازل إلى أطلال، وتخلف عشرات آلاف الضحايا والمصابين والمفقودين.

ثوانٍ معدودة اختفت خلالها عائلات بأكملها من الوجود وأصبحت أثر بعد عين، وأضحى الآلاف تحت غياهب الأنقاض منهم من قضى نحبه، ومنهم من صارع الموت تحت أنقاض الركام، مطلقين صرخات استغاثة علها تصل إلى مسامع فرق الإنقاذ فتكون المنجية من هلاك محقق.

هنا ومن بين المشاهد السوداوية والواقع المر وهول الكارثة التي لا يمكن أن تمحى أبداً من الذاكرة والأذهان، تتمخض حكايات أمل عند ورود نبأ انقاذ عائلة أو طفل أو مسن من تحت الأنقاض، فتنفرج له الأسارير ويبتهج له الوجدان وينشرح معها قلب عائلات الناجين.

 مجموعة العمل وثقت حكايات عدد من اللاجئين الفلسطينيين الناجين من تحت أنقاض الزلزال الكارثي، وكشفت هول ما عانوه وكابدوه من مصاعب وأهوال، وتطرقت لشعورهم بعد أن عادوا من الموت للحياة من جديد.

حياة من رحم الموت

أحمد أحد الناجين من زلزال شباط في مخيم الرمل يقول: لقد سمعت وقرأت وشاهدت الأخبار التي تتحدث عن الزلازل وأثارها المدمر من الصحف ومحطات التلفزة، ولكن لم أتوقع أن أخوض هذه التجربة بنفسي وأعيش تفاصيلها المرة وأكون أحد ضحاياها، متابعاً لا يمكن أن أصف حالة الهلع التي شعرت بها أثناء وقوع الزلزال، مزيج من الخوف والفزع انتابني على عائلتي ونفسي.

مضيفاً لقد اهتز بنا البيت وشعرنا بأنه "يوم القيامة" من هول ما رأينا، ولكن بفضل من الله استطعنا أن نخرج أحياء سالمين من تحت الركام، بعد أن تم انتشالنا من قبل فرق الإنقاذ، نحمد الله أنه أخرجنا أحياء من رحم الموت.

معجزة إلهية

تصف اللاجئة الفلسطينية جنى رنّو كيف نجت بأعجوبة من تحت أنقاض مبنى عائلتها في مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين بمدينة اللاذقية، ما جرى معها بأنه "معجز إلهية" فتقول " عندما حدث الزلزال كنت أجلس أنا وأمي في منزل أختي، فيما كان أبي وأخي في بيتنا الثاني.. فجأة صارت الدنيا تهزّ، وانقسم سقف الغرفة إلى نصفين وسقط علينا، فضرب السقف ظهري وسقطت على الأرض وفقدت الوعي.

مضيفة عندما استيقظت من هول ما جرى وجدت نفسي تحت الأنقاض وحيدة، ولكن ما بعث بي الأمل أنني سمعت أصوات العديد من الأشخاص كانوا لا يزالون على قيد الحياة تحت الركام، هنا صرخت بعلو صوتي وصرت أتبادل الحديث معهم لكي نشد أزر بعض ونفكر بطريقة للخروج، بعد ذلك قررت أن أصرخ بكل طاقتي كي ألفت انتباه من في الخارج لي، إلا أن أحداً لم يسمع صراخي بسبب وجودي تحت أنقاض عدد من الطوابق.

وتروي جنى كيف استطاعت الصمود على مدى 3 أيام تحت الأنقاض، فتقول : مر اليوم الأول علي ثقيلاً قضيته وأنا أتلوى من الوجع وأدعو  الله أن ينقذني من محنتي هذه، في اليوم الثاني شعرت ببرد شديد خاصة في أطرافي، ولم أعد أستطيع تحريك جسمي، وما زاد الطين بله أنني شعرت بعطش شديد، وهنا صرت أدعو ربي وأقول يا الله أنا لم أمت بالزلزال فلا تمتني عطشاً، وهنا تجلت رحمته وعظمته بأن نزل المطر، وتسربت إلي  بعض من قطرات الماء شربت وحمدت ربي، وانتابني الفرح  لأنني علمت بأن هذه إشارة من الله بأنني سأنجو، منوهة لقد بللني المطر وأصابني البرد، ولكن لا أعرف كيف شعرت بالدفء بعدها، وقلت في نفسي هذه إشارة ثانية تبشرني بالنجاة مما أنا فيه.

واستطردت جنى قائلة في اليوم الثالث بدأت فرق الإنقاذ بإزالة ركام بيتنا، وبدأت الرمال تنهمر على وجهي وسقف المنزل كاد أن يلتصق بي، وهنا وضعت يدي على عيوني ونطقت الشهادة لأنني فقدت الأمل بالنجاة وشعرت بدنو أجلي، وصرت أتضرع إلى الله وأدعو من كل قلبي: "يا رب معجزة من عندك فقط أنقذني.

تتابع والدموع تنهمر من عينيها لقد سقطت قطعة من السقف وهنا رأيت فتحة، فرفعت يدي وشاهدوني وأخرجوني، وعندما خرجت لم أكن أستطيع فتح عيني في الضوء بسبب الظلام الذي كنت فيه، والآن لا أستطيع التحرك بسبب الضربة على ظهري لكن أحرك يدي وحركة قدمي بسيطة".

وقعت الواقعة

محمد أحد الناجين من مخيم الرمل يقول: كنا نياماً عندما شعرنا بأن الأرض تميد بنا وبدا وكأن المنزل أوشك على السقوط، استيقظت زوجتي وأولادي مذعورين وأصوات بكائهم ملأت المنزل من الخوف، طلبت منهم الخروج من المنزل لأني بدأت أسمع أصواتا أشبه بانفجارات لوهلة ظننت أنها قصف عنيف ولكن بعدها بدا لي بأن أكبر من ذلك، سقطت زوجتي على درج المنزل وكانت تحمل طفلي الرضيع؛ ولكن الله سلم.  

مضيفاً أنه وبعد أن خرجنا من المنزل علمنا بأن الأمر جلل فالناس كلهم في الشوارع ويبكون كبيت عزاء كبير، وبدأ المطر يتساقط علينا، واتصلت بأخوتي لأطمئن عليهم في الحي المجاور لكن أحد لم يجيب، أمنت زوجتي وأولادي وذهبت لحيهم بعد أن سمعت بأن بناء سقط هناك، لم يتوقف لساني عن الدعاء والاستغاثة.

مردفاً عندما وصلت إلى هناك  وقفت كالصنم تسمرت بأرضي، قدماي لم تعد تستطيع حملي، بت عاجزاً عن أي شيء فالبناء المهدم لأهلي وإخوتي مع أسرهم تحته وأسمع أصواتهم من تحت الركام، ولكن ماذا أفعل فكتل الإسمنت أكبر من طاقتنا جميعا ولكني هرعت كالمجنون أبحث عنهم حتى بدأت فرق الإنقاذ والدفاع المدني تصل، وليوم كامل ونحن نحاول وندعو الله، في النهاية خرج أخويَّ الاثنين سالمين وتوفي الثالث وتوفيت معه ابنته وبقيت زوجته وابنه وأصيب البقية بجروح وكسور مختلفة، بعد يومين أدركت أن ما حدث كان في يوم واحد ولم يكن عمراً كاملاً ولو تهيأ لي ذلك.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18494