map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

اليرموك ومن تحت الخرائب ... دمروا شقاء السنين وحاولوا سرقة مفاتيح العودة

تاريخ النشر : 07-04-2023
اليرموك ومن تحت الخرائب ... دمروا شقاء السنين وحاولوا سرقة مفاتيح العودة

بقلم على بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

مخيم اليرموك هجرناه، ولن يهجرنا ولم نَهجُره طوعاً، بل هجرنا منه قسراً، هو مخيمنا اليرموك، لم نبع منه متراً واحداً...!!!

 لكن البارود كان يلاحقنا لنرحل أو نموت، كان يراد لنا أن نرحل كي ننسى...! او نموت كي نُهزم ونقهر ويموت معنا الوعد الفلسطيني، وحلمنا الوطني المشروع ...!!!

لم يدركوا أن مُخيمنا هو لحمنا ودمنا، وثقافة حلمنا، وذاكرة ثورتنا، وجامع شتاتنا، ونبع هويتنا، ومحطة قطارنا الى حيث ذلك الوطن الجميل.. الى فلسطين، التي تتجسد في كل زقاق وشارع ومتجر وحاره من يرموكنا، مرسومة خريطتها بدماء وعذابات ودموع ابناءه ...

مخيمنا لن يموت وقطارنا قادم ...

إعزف يا دم اليرموك لحناً.. للراحلين مع أزيز الرصاص ودمار المنازل والدور...!!!

وأعزف لحن الرحيل للجائعين لمن خذلهم الرصاص!!

كُتبٌ وكتيبات وتاريخٌ وصور من تحت الخرائب تَزدهر. قيمةً وقيمٌ تحت الخرائب تبعثرت كأنها نثرٌ لحباتٍ من القمح، تنتظر البزوغ والخروج لنور الشمس.

أرشيفٌ يزهو، يبحث عن أصحابهِ وعن ناشديه، يمد يده لكل من يريد أن يلتقط براعمه التي هي في طور البزوغ بعد كل هذا السبي والرمي تحت الركام وأكوام الخرائب فوق بعضها البعض.

كتبٌ وكتيبات، وتاريخٌ وصور، هي حقٌ لكل وطني غيور، ولكل مخلصٍ وصاحب دار، هي ملكٌ لكل من يحافظ عليها ويصونها كما نحافظ ونصون حدقات العيون. ففيها أسطراً فياضة وتاريخٌ مدوي بعجره وبجره، بسلبياته وإيجابياته.

هي نتاجُ جهدٍ جهيد، ومشوارٍ من التعب بلا كلل لشعبٍ وشباب منه امتشقوا ناصية الكفاح الوطني، ولم ييئسوا من محِنِ الظروف المُعقدة ومن مشوار الانتكاسات والنكسات والنكبات. لشبابٍ وفتيانٍ كانوا في مقتبل العمر أضاؤا بتضحياتهم نور الطريق، فمنهم من رحل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

هو جيلي، جيلنا، نحن فتيان وشباب اليرموك في برعم الثورة من هزيع بداياتها، أول الرصاص أول الحجارة، كنّا وما زلنا نتابع حتى انتصارها على طريق الجلجلة الطويل نحو وطنٍ لا أسمى ولا أنبل ولا أجمل ولا أرقى منه، وطن الشعب الفلسطيني الخالد المُخلد حتى قيام الساعة. هو جيلي، وجيل من سبقنا، أبناء بدايات النكبة، نَحنُ من كتبنا على جدران اليرموك وأزقته منذ عقود مديدة:

يامنشئين على خرائب منزلي ....... تحت الخرائب نقمة تتقلب

إن كان جذعي للفؤوس ضحية ....... حذاري فدائي في الثرى يتأهب

هو جيلي، جيلنا، وجيل من سبقنا، من بدايات النكبة، جيل من تجاورنا معاً على طريق الجلجلة حتى وإن تاهت الدنيا بكل واحدٍ منّا في عالم ملىء بالهموم، هموم البحث عن الخبز والورد والحرية. ورغم ما أصابني شخصياً من نكباتٍ في عمرٍ طويل من مسيرة العمل الوطني اليومي حتى الثمالة، مازالت أنا هو أنا، في عهدي الوطني وفي سيرتي التي ما كلت ولا ملت ولا هزمت رغم النائبات.

هو جيلي، جيلنا، وجيل من سبقنا، من أذكر منهم، ومن أشير لإسمه، من أعطيه حقه في البيان والتبيين ...؟ أعجز عن ذلك، لأنني قد أنسى أحدهم ولأن القائمة ستطول بهم ...

تحت الخرائب في بنايتنا المُدمرة التقطت براعمَ حبات القمح المدفونة تحت الركام، ونلت بعضاً من العناوين والكتب والكتيبات، وبعضاً من الصور.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18717

بقلم على بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

مخيم اليرموك هجرناه، ولن يهجرنا ولم نَهجُره طوعاً، بل هجرنا منه قسراً، هو مخيمنا اليرموك، لم نبع منه متراً واحداً...!!!

 لكن البارود كان يلاحقنا لنرحل أو نموت، كان يراد لنا أن نرحل كي ننسى...! او نموت كي نُهزم ونقهر ويموت معنا الوعد الفلسطيني، وحلمنا الوطني المشروع ...!!!

لم يدركوا أن مُخيمنا هو لحمنا ودمنا، وثقافة حلمنا، وذاكرة ثورتنا، وجامع شتاتنا، ونبع هويتنا، ومحطة قطارنا الى حيث ذلك الوطن الجميل.. الى فلسطين، التي تتجسد في كل زقاق وشارع ومتجر وحاره من يرموكنا، مرسومة خريطتها بدماء وعذابات ودموع ابناءه ...

مخيمنا لن يموت وقطارنا قادم ...

إعزف يا دم اليرموك لحناً.. للراحلين مع أزيز الرصاص ودمار المنازل والدور...!!!

وأعزف لحن الرحيل للجائعين لمن خذلهم الرصاص!!

كُتبٌ وكتيبات وتاريخٌ وصور من تحت الخرائب تَزدهر. قيمةً وقيمٌ تحت الخرائب تبعثرت كأنها نثرٌ لحباتٍ من القمح، تنتظر البزوغ والخروج لنور الشمس.

أرشيفٌ يزهو، يبحث عن أصحابهِ وعن ناشديه، يمد يده لكل من يريد أن يلتقط براعمه التي هي في طور البزوغ بعد كل هذا السبي والرمي تحت الركام وأكوام الخرائب فوق بعضها البعض.

كتبٌ وكتيبات، وتاريخٌ وصور، هي حقٌ لكل وطني غيور، ولكل مخلصٍ وصاحب دار، هي ملكٌ لكل من يحافظ عليها ويصونها كما نحافظ ونصون حدقات العيون. ففيها أسطراً فياضة وتاريخٌ مدوي بعجره وبجره، بسلبياته وإيجابياته.

هي نتاجُ جهدٍ جهيد، ومشوارٍ من التعب بلا كلل لشعبٍ وشباب منه امتشقوا ناصية الكفاح الوطني، ولم ييئسوا من محِنِ الظروف المُعقدة ومن مشوار الانتكاسات والنكسات والنكبات. لشبابٍ وفتيانٍ كانوا في مقتبل العمر أضاؤا بتضحياتهم نور الطريق، فمنهم من رحل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

هو جيلي، جيلنا، نحن فتيان وشباب اليرموك في برعم الثورة من هزيع بداياتها، أول الرصاص أول الحجارة، كنّا وما زلنا نتابع حتى انتصارها على طريق الجلجلة الطويل نحو وطنٍ لا أسمى ولا أنبل ولا أجمل ولا أرقى منه، وطن الشعب الفلسطيني الخالد المُخلد حتى قيام الساعة. هو جيلي، وجيل من سبقنا، أبناء بدايات النكبة، نَحنُ من كتبنا على جدران اليرموك وأزقته منذ عقود مديدة:

يامنشئين على خرائب منزلي ....... تحت الخرائب نقمة تتقلب

إن كان جذعي للفؤوس ضحية ....... حذاري فدائي في الثرى يتأهب

هو جيلي، جيلنا، وجيل من سبقنا، من بدايات النكبة، جيل من تجاورنا معاً على طريق الجلجلة حتى وإن تاهت الدنيا بكل واحدٍ منّا في عالم ملىء بالهموم، هموم البحث عن الخبز والورد والحرية. ورغم ما أصابني شخصياً من نكباتٍ في عمرٍ طويل من مسيرة العمل الوطني اليومي حتى الثمالة، مازالت أنا هو أنا، في عهدي الوطني وفي سيرتي التي ما كلت ولا ملت ولا هزمت رغم النائبات.

هو جيلي، جيلنا، وجيل من سبقنا، من أذكر منهم، ومن أشير لإسمه، من أعطيه حقه في البيان والتبيين ...؟ أعجز عن ذلك، لأنني قد أنسى أحدهم ولأن القائمة ستطول بهم ...

تحت الخرائب في بنايتنا المُدمرة التقطت براعمَ حبات القمح المدفونة تحت الركام، ونلت بعضاً من العناوين والكتب والكتيبات، وبعضاً من الصور.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18717