map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

الفلسطينيون في سورية يعيشون عيداً جديداً، بهمٍّ قديم!

تاريخ النشر : 22-04-2023
الفلسطينيون في سورية يعيشون عيداً جديداً، بهمٍّ قديم!

مجموعة العمل|| فايز أبو عيد

يحل عيد الفطر المبارك على الآلاف من الفلسطينيين في سورية كأنه يوم كباقي الأيام، عيد بلا طعمة وفرحة منقوصة جراء المعاناة المضاعفة التي يتجرعونها، نتيجة تدهور أوضاعهم المادية وفقدانهم للأحبة والخلان، واستمرار الإخفاء القسري للعديد من أبنائهم.

يأتي العيد كما اعتاد الفلسطينيون عليه في سورية منذ بداية الحرب حاملاً غصة وألماً وهموم متزايدة، فما إن يبدأ الفلسطينيون الاعتياد على هم معين حتى يأتيهم هم آخر ينسيهم ما سبقه حتى تكاثرت الأوجاع وأصبحت كجبل يثقل كاهل الصغار والكبار، فلا تغيير بالنسبة لهم يشير إلى قدومه نتيجة عدم قدرتهم الاحتفاء به، وصنع الحلويات وصناعتها في بيوتهم، جراء أوضاعهم الكارثية، وما يعانونه من عدم توفر أدنى مقومات الحياة مثل الماء والخبز والكهرباء والمازوت والغاز والبنزين والذل الذي يعيشونه للحصول على تلك المواد بأدنى جودة وأعلى الأسعار.

زاد الوضع الاقتصادي المتردي تعاسة السكان فمع بداية موسم العيد بدا أرباب الأسر عاجزين عن تلبية متطلبات العيد من حلويات ولباس ومصروف للعيد حيث ماتزال الأجور منخفضة جدا مقارنة بتكاليف المعيشة وبدت الأسواق مليئة بشكل صوري، وكأنها تقليد اعتاد الناس عليه، فالأسعار تجاوزت مخيلة الشاري، فمثلا سعر كيلو معمول العجوة بلغ ثمنه 42 ألف ليرة سورية، أما الفستق الحلبي والجوز، بات الناس يخشون السؤال عن سعرهما خشية التعرض للمساءلة، أو الحسد وظن السوء بهم وذلك بحسب ما قاله أبو أحمد أحد سكان مخيم سبينة الذي أضاف مازحاً : وأخيراً استفادت زوجتي من مقاطع الطبخ على اليوتيوب وبدأت بتعلم صنع حلويات العيد بعد أن كانت تشاهدها وتطبخ لي المعكرونة آخر النهار، ولكن ذلك حصل بعد أن أخبرتها باستحالة شراء حلويات العيد إلا إن يبيع أحدنا كليته.

أما بالنسبة لملابس العيد فحدث ولا حرج، حيث أصبح سعرها يفوق طاقة الشخص العادي إذ تبلغ كلفة لباس شخص واحد حوالي 200 ألف ليرة سورية، وهذا يعني راتب موظف لشهرين.

 وبالعودة إلى الجانب الاجتماعي في العيد، في كل عام تصبح زيارات الأقارب أكثر صعوبة، فالمواصلات مكلفة وقليلة، وتعاني أغلب المخيمات من حواجز تضايق الداخلين، ويزداد سُعار الحواجز في فترات المناسبات لتحصيل أكبر قدر من الإتاوات، كما هو الحال في مخيمات اليرموك وسبينة والحسينية والسيدة زينب، وتطلب هذه الحواجز من سائقي السيارات عيدية جهاراً نهاراً دون خجل أو وجل، لذا يعزف كثير من الناس عن زيارة أقاربهم فترة العيد تفادياً للمرور على تلك الحواجز، ويكتفون بالمعايدة على الهاتف.

وعن الأطفال الذين يقال بأن العيد لهم، أصبحوا يلبسون ثيابهم، ويحاولون جمع عيدياتهم ولكنهم مهما جمعوا يبدو المبلغ زهيداً، لا يكفي يوماً واحداً لذا بدأوا بأخذ دروس في الاقتصاد بالمصروف، محاولين التمتع بجو العيد بأقل التكاليف، وحتى إن أرادوا اللعب فساحة العيد يملؤها التراب وقريبة من أماكن تجمع القمامة، كما هو الحال في مخيم الحسينية.

وفي ضجة العيد لا زالت تلك الأم الباكية بصمت، تتخيل أن يحدث معها مثل المسلسلات، تنظف البيت وتجهز الطعام والحلوى وتجهز نفسها وتنتظر كي يدق الباب لترى ابنها المفقود بعد سنوات في غياهب السجن وأقبية التحقيق محاولة أن تبعد عن نفسها شبح حفرة التضامن. 

في كل عيد يبدل الفلسطينيون غماً بغم فلا يحزنوا على ما فاتهم وينتظرون يوماً ينزل فيه الأمان عليهم وتفتح لهم طاقة الفرج.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18782

مجموعة العمل|| فايز أبو عيد

يحل عيد الفطر المبارك على الآلاف من الفلسطينيين في سورية كأنه يوم كباقي الأيام، عيد بلا طعمة وفرحة منقوصة جراء المعاناة المضاعفة التي يتجرعونها، نتيجة تدهور أوضاعهم المادية وفقدانهم للأحبة والخلان، واستمرار الإخفاء القسري للعديد من أبنائهم.

يأتي العيد كما اعتاد الفلسطينيون عليه في سورية منذ بداية الحرب حاملاً غصة وألماً وهموم متزايدة، فما إن يبدأ الفلسطينيون الاعتياد على هم معين حتى يأتيهم هم آخر ينسيهم ما سبقه حتى تكاثرت الأوجاع وأصبحت كجبل يثقل كاهل الصغار والكبار، فلا تغيير بالنسبة لهم يشير إلى قدومه نتيجة عدم قدرتهم الاحتفاء به، وصنع الحلويات وصناعتها في بيوتهم، جراء أوضاعهم الكارثية، وما يعانونه من عدم توفر أدنى مقومات الحياة مثل الماء والخبز والكهرباء والمازوت والغاز والبنزين والذل الذي يعيشونه للحصول على تلك المواد بأدنى جودة وأعلى الأسعار.

زاد الوضع الاقتصادي المتردي تعاسة السكان فمع بداية موسم العيد بدا أرباب الأسر عاجزين عن تلبية متطلبات العيد من حلويات ولباس ومصروف للعيد حيث ماتزال الأجور منخفضة جدا مقارنة بتكاليف المعيشة وبدت الأسواق مليئة بشكل صوري، وكأنها تقليد اعتاد الناس عليه، فالأسعار تجاوزت مخيلة الشاري، فمثلا سعر كيلو معمول العجوة بلغ ثمنه 42 ألف ليرة سورية، أما الفستق الحلبي والجوز، بات الناس يخشون السؤال عن سعرهما خشية التعرض للمساءلة، أو الحسد وظن السوء بهم وذلك بحسب ما قاله أبو أحمد أحد سكان مخيم سبينة الذي أضاف مازحاً : وأخيراً استفادت زوجتي من مقاطع الطبخ على اليوتيوب وبدأت بتعلم صنع حلويات العيد بعد أن كانت تشاهدها وتطبخ لي المعكرونة آخر النهار، ولكن ذلك حصل بعد أن أخبرتها باستحالة شراء حلويات العيد إلا إن يبيع أحدنا كليته.

أما بالنسبة لملابس العيد فحدث ولا حرج، حيث أصبح سعرها يفوق طاقة الشخص العادي إذ تبلغ كلفة لباس شخص واحد حوالي 200 ألف ليرة سورية، وهذا يعني راتب موظف لشهرين.

 وبالعودة إلى الجانب الاجتماعي في العيد، في كل عام تصبح زيارات الأقارب أكثر صعوبة، فالمواصلات مكلفة وقليلة، وتعاني أغلب المخيمات من حواجز تضايق الداخلين، ويزداد سُعار الحواجز في فترات المناسبات لتحصيل أكبر قدر من الإتاوات، كما هو الحال في مخيمات اليرموك وسبينة والحسينية والسيدة زينب، وتطلب هذه الحواجز من سائقي السيارات عيدية جهاراً نهاراً دون خجل أو وجل، لذا يعزف كثير من الناس عن زيارة أقاربهم فترة العيد تفادياً للمرور على تلك الحواجز، ويكتفون بالمعايدة على الهاتف.

وعن الأطفال الذين يقال بأن العيد لهم، أصبحوا يلبسون ثيابهم، ويحاولون جمع عيدياتهم ولكنهم مهما جمعوا يبدو المبلغ زهيداً، لا يكفي يوماً واحداً لذا بدأوا بأخذ دروس في الاقتصاد بالمصروف، محاولين التمتع بجو العيد بأقل التكاليف، وحتى إن أرادوا اللعب فساحة العيد يملؤها التراب وقريبة من أماكن تجمع القمامة، كما هو الحال في مخيم الحسينية.

وفي ضجة العيد لا زالت تلك الأم الباكية بصمت، تتخيل أن يحدث معها مثل المسلسلات، تنظف البيت وتجهز الطعام والحلوى وتجهز نفسها وتنتظر كي يدق الباب لترى ابنها المفقود بعد سنوات في غياهب السجن وأقبية التحقيق محاولة أن تبعد عن نفسها شبح حفرة التضامن. 

في كل عيد يبدل الفلسطينيون غماً بغم فلا يحزنوا على ما فاتهم وينتظرون يوماً ينزل فيه الأمان عليهم وتفتح لهم طاقة الفرج.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/18782