map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

على هذه الأرض ما يستحق الحزن.. فلسطينية سورية تروي تفاصيل مأساتها

تاريخ النشر : 09-07-2023
على هذه الأرض ما يستحق الحزن.. فلسطينية سورية تروي تفاصيل مأساتها

مجموعة العمل || فايز أبو عيد 

ولدت يوم النكسة في الخامس من حزيران عام1967، مرت الأيام وتعاقبت الأشهر، وفي الشهر الثالث من عمري ماتت والدتي جراء نوبة قلبية، بعد مرور عام سقط أبي من ارتفاع طابقين أثناء عمله في تركيب واجهة حجرية لمبنى سكني، أصيب نتيجة ذلك بالعديد من الكسور في الظهر أرغمته على أن يبقى طريح الفراش لمدة طويلة، ولم يعد هناك مورد مالي نقتات منه، فعشنا حياة بائسة ننتظر من يجود علينا ببعض الطعام فكنا أحيانا نأكل وجبة أو وجبتين في اليوم، أما الثياب فكانت من البالة أو من ملابس أولاد الجيران التي لم تعد تناسبهم، تعودنا على هذه الحياة وصبرنا عليها، بعد عدة أعوام  حدثت نكبة اليرموك وكنت شاهدة على ما حل به من قصف ودمار، وتتابع مع فرض الجيش السوري حصاره الجزئي ومن ثم الكلي على المخيم في منتصف عام 2013 حينها بدأت صفحة جديدة مليئة بالمعاناة الطويلة نتيجة الجوع ونقص مقومات الحياة، وبالرغم من ذلك صدمت أنا وأولادي في  منزلنا بالمخيم لأنه لا يوجد لنا مأوى غيره، لكن مع اشتداد الحصار بدأ الطعام ينفد، وأصبحت سبل الحياة معدومة في المخيم، وفُقد كل شيء، فأصبحنا نأكل العدس، وبعدها  بتنا نأكل الخبيرة وعشبة "أجر العصفورة" السامة، وورق الصبار، وعندما نفد طعامنا واشتد جوعنا أصبحت أنا وأولادي ننام ونصحو على ايقاع صوت معدتنا الخاوية، اضطررت للخروج من منزلي للبحث عن الطعام في البيوت الخاوية التي تركها أصحابها علّي أجد لو كسرة خبز أو ما أسكت به جوع أطفالي، ولكن في كثير من الأحيان لم أكن أجد مبتغاي وأعود للبيت خالية الوفاض.

وتضيف لعنة الحرب أصابتنا بمقتل ولم ترحم منا كبير او صغير، في عام 2018 اضطررت مع المئات من أبناء مخيم اليرموك للهجرة القسرية مرة أخرى منه، كان الشمال السوي هو محطة البئس الجديدة ودرب الألم الجديد، مكثنا بخيمة لا تقي البرد ولا الحر وتهتز أوتادها كلما هبت الريح عليها، تجرعت الحنظل ومرارة التهجير، وما زاد الطين بله أنني في يوم من الأيام وأنا عائدة إلى خيمتي في الليل وقعت وانكسر حوضي إضافة إلى قدمي، نمت طريحة الفراش أشهر عديدة،  الامر  الذي هد حيلي وجعلني أعاني الويلات، كنت أبكي كلّ يومٍ في خيمتي ولا أحد يسمعني، ولا أعرف متى ستنتهي هذه المأساة، فحياتي تبدو وكأنها سلسلةٌ من المآسي التي لا يبدو أنّ لها نهاية"

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/19120

مجموعة العمل || فايز أبو عيد 

ولدت يوم النكسة في الخامس من حزيران عام1967، مرت الأيام وتعاقبت الأشهر، وفي الشهر الثالث من عمري ماتت والدتي جراء نوبة قلبية، بعد مرور عام سقط أبي من ارتفاع طابقين أثناء عمله في تركيب واجهة حجرية لمبنى سكني، أصيب نتيجة ذلك بالعديد من الكسور في الظهر أرغمته على أن يبقى طريح الفراش لمدة طويلة، ولم يعد هناك مورد مالي نقتات منه، فعشنا حياة بائسة ننتظر من يجود علينا ببعض الطعام فكنا أحيانا نأكل وجبة أو وجبتين في اليوم، أما الثياب فكانت من البالة أو من ملابس أولاد الجيران التي لم تعد تناسبهم، تعودنا على هذه الحياة وصبرنا عليها، بعد عدة أعوام  حدثت نكبة اليرموك وكنت شاهدة على ما حل به من قصف ودمار، وتتابع مع فرض الجيش السوري حصاره الجزئي ومن ثم الكلي على المخيم في منتصف عام 2013 حينها بدأت صفحة جديدة مليئة بالمعاناة الطويلة نتيجة الجوع ونقص مقومات الحياة، وبالرغم من ذلك صدمت أنا وأولادي في  منزلنا بالمخيم لأنه لا يوجد لنا مأوى غيره، لكن مع اشتداد الحصار بدأ الطعام ينفد، وأصبحت سبل الحياة معدومة في المخيم، وفُقد كل شيء، فأصبحنا نأكل العدس، وبعدها  بتنا نأكل الخبيرة وعشبة "أجر العصفورة" السامة، وورق الصبار، وعندما نفد طعامنا واشتد جوعنا أصبحت أنا وأولادي ننام ونصحو على ايقاع صوت معدتنا الخاوية، اضطررت للخروج من منزلي للبحث عن الطعام في البيوت الخاوية التي تركها أصحابها علّي أجد لو كسرة خبز أو ما أسكت به جوع أطفالي، ولكن في كثير من الأحيان لم أكن أجد مبتغاي وأعود للبيت خالية الوفاض.

وتضيف لعنة الحرب أصابتنا بمقتل ولم ترحم منا كبير او صغير، في عام 2018 اضطررت مع المئات من أبناء مخيم اليرموك للهجرة القسرية مرة أخرى منه، كان الشمال السوي هو محطة البئس الجديدة ودرب الألم الجديد، مكثنا بخيمة لا تقي البرد ولا الحر وتهتز أوتادها كلما هبت الريح عليها، تجرعت الحنظل ومرارة التهجير، وما زاد الطين بله أنني في يوم من الأيام وأنا عائدة إلى خيمتي في الليل وقعت وانكسر حوضي إضافة إلى قدمي، نمت طريحة الفراش أشهر عديدة،  الامر  الذي هد حيلي وجعلني أعاني الويلات، كنت أبكي كلّ يومٍ في خيمتي ولا أحد يسمعني، ولا أعرف متى ستنتهي هذه المأساة، فحياتي تبدو وكأنها سلسلةٌ من المآسي التي لا يبدو أنّ لها نهاية"

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/19120