map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

حكايا الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب السورية: قهر، حصار، والموت جوعاً

تاريخ النشر : 09-04-2024
حكايا الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب السورية: قهر، حصار، والموت جوعاً

فايز أبو عيد  
تترك الحروب والصراعات أثرها العميق على كافة شرائح المجتمع في البلدان التي تشتعل فيها نيران أسلحة الأطراف المتصارعة، خاصة منهم فئة الأطفال الذين يعانون من ويلاتها، ويعيشون في متاهة وخوف شديد تحت القصف والموت والتهجير، والحصار والجوع والعطش الذي ينهش أرواحهم الصغيرة ويجعلهم يموتون ببطء شديد تحت أنظار العالم المتحضر الذي يدعي الحرية وحماية حقوق الإنسان. 
وحال الأطفال الفلسطينيين الذين كانوا أحد ضحايا الحرب السورية، كحال أطفال غزة اليوم الذين يتعرضون للمجازر والإبادة الجماعية ويحترقون بنيران الاحتلال الإسرائيلي الذي حرمهم حريتهم وطفولتهم وأمنهم وأمانهم، وقتلهم بدم بارد تحت أبصار ومسمع العالم المتخاذل. 
كشفت الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، التي هدأت نيرانها لكن رمادها مازال ساخناً ودخانها ما فتئ مؤذياً، عمق الأذى الذي ألحقته بحياة الأطفال السوريين والفلسطينيين، جراء تداعياتها السلبية التي أثرت على كافة مناحي الحياة، وأغرقت الأطفال وأسرهم في براثن العوز والفقر الشديدين، وهذا ما كان له عواقب وخيمة عليهم نكبت حياتهم وجعلتهم يشعرون بآلام فقد الوالدين ومرارة اليتم والتشرد، وبالتالي اغتيال آمالهم وطفولتهم البريئة.
وعلى مدار ثلاثة عشر عاماً من تلك الحرب، لقي عشرات الأطفال الفلسطينيين في سورية حتفهم جراء المعارك والقصف الذي طال مخيماتهم وتجمعاتهم وأماكن سكنهم.
ووفقاً لمجموعة العمل فإن نحو 252 طفلاً فلسطينياً قُتلوا في سورية قصفاً، وقنصاً، وتعذيباً، وجوعاً.
كما أن العديد منهم تعرض نتيجة القصف العشوائي لإصابات أدى بعضها إلى حدوث إعاقات دائمة نتيجة بتر أحد الأطراف أو جراء إصابة بالغة بالجهاز العصبي.
والأسوأ من ذلك تعرض بعض الأطفال للاعتقال دون مبرر، إذ لا تزال السلطات السورية تحتجز حتى اليوم 49 طفلاً فلسطينياً، وفقا لما وثقه فريق الرصد لدى مجموعة العمل، وتتراوح أعمارهم بين العام الواحد و17 عاماً. 
وفي سياق ذي صلة أصيب عدد من الأطفال بأمراض مختلفة ناجمة عن سوء التغذية بسبب الحصار الذي فرض على جنوب دمشق والذي نجم عنه نفاد الحليب وانقطاع الدواء والغذاء.
واثرت الحرب السورية بشكل سلبي وكبير على الحياة النفسية لأطفال اللاجئين الفلسطينيين حتى لمن هاجر خارج سورية، فالكثير منهم يعاني الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية لما بعد الصدمة والخوف، ومنهم انطبعت في أذهانهم ما حدث مع عائلاتهم من تدمير لمنازلهم وتهجير إلى أماكن أخرى.
وما حكاية إعدام الرضيع الفلسطيني "محمد عدي ضياء حماد" البالغ من العمر سنة وشهرين ميدانياً و16 شخصاً آخرين من الجنسية السورية بمنطقة برزة في دمشق من قبل اللجان الشعبية التابعة للأجهزة الأمنية السورية يوم ٢٦/٩/٢٠١٢، إلا واحدة من تلك القصص التي تدمي القلب وتثير الشجون، وتفتح باب السؤال مشرعاً بشأن الذنب الذي اقترفه الأطفال في حرب لم تصنعها أيديهم، فحرمتهم مقاعد الدراسة في زمن العلم وعطف الوالدين، وأبعدت عنهم الابتسامة والطفولة والبراءة، ليبقى السؤال مفتوحاً إلى متى؟  
وأخيراً، لا يمكنني إلا أن أردد بعض الأبيات للشاعر د. خالد عثمان يوسف في قصيدة نظمها بعنوان "أطْفَالُ ضَحَايا الحَرْبِ".
حربُ القهرِ... قتلتْ مَنْ يحْضُنُهم... قتَلْتْ مَنْ يُطْعِمُهُم
مَنْ يُكْفُلُهُم؟ مَنْ يُعْطِيهِم قُبْلَةَ عَطْفٍ؟ مَنْ يَمْسَحُ أَدْمُعَهُم؟
مات الزُّغْبُ ورُفاتُهمُ تتبعثرُ كالنُّوَّارِ الزَّابلِ هلْ نَبْكِي أمْ نَطْوِي مُرَّ الحُزنِ؟
هِيَ حَرْبٌ مَا صَنَعَتْهَا أَيْدِيهِم
هِيَ حَرْبُ إبادةِ زينةِ كَوْكَبِنا
هَذِي حَالُ الزُّغْبِ... فِي عَصْرِ النّهْضَةِ والعِلْمِ
اللهُ اطْفِئ نَارَ الحَرْبِ... عَنْ مَوْطِنِ كُلِّ الأَطْفَالِ

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20213

فايز أبو عيد  
تترك الحروب والصراعات أثرها العميق على كافة شرائح المجتمع في البلدان التي تشتعل فيها نيران أسلحة الأطراف المتصارعة، خاصة منهم فئة الأطفال الذين يعانون من ويلاتها، ويعيشون في متاهة وخوف شديد تحت القصف والموت والتهجير، والحصار والجوع والعطش الذي ينهش أرواحهم الصغيرة ويجعلهم يموتون ببطء شديد تحت أنظار العالم المتحضر الذي يدعي الحرية وحماية حقوق الإنسان. 
وحال الأطفال الفلسطينيين الذين كانوا أحد ضحايا الحرب السورية، كحال أطفال غزة اليوم الذين يتعرضون للمجازر والإبادة الجماعية ويحترقون بنيران الاحتلال الإسرائيلي الذي حرمهم حريتهم وطفولتهم وأمنهم وأمانهم، وقتلهم بدم بارد تحت أبصار ومسمع العالم المتخاذل. 
كشفت الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، التي هدأت نيرانها لكن رمادها مازال ساخناً ودخانها ما فتئ مؤذياً، عمق الأذى الذي ألحقته بحياة الأطفال السوريين والفلسطينيين، جراء تداعياتها السلبية التي أثرت على كافة مناحي الحياة، وأغرقت الأطفال وأسرهم في براثن العوز والفقر الشديدين، وهذا ما كان له عواقب وخيمة عليهم نكبت حياتهم وجعلتهم يشعرون بآلام فقد الوالدين ومرارة اليتم والتشرد، وبالتالي اغتيال آمالهم وطفولتهم البريئة.
وعلى مدار ثلاثة عشر عاماً من تلك الحرب، لقي عشرات الأطفال الفلسطينيين في سورية حتفهم جراء المعارك والقصف الذي طال مخيماتهم وتجمعاتهم وأماكن سكنهم.
ووفقاً لمجموعة العمل فإن نحو 252 طفلاً فلسطينياً قُتلوا في سورية قصفاً، وقنصاً، وتعذيباً، وجوعاً.
كما أن العديد منهم تعرض نتيجة القصف العشوائي لإصابات أدى بعضها إلى حدوث إعاقات دائمة نتيجة بتر أحد الأطراف أو جراء إصابة بالغة بالجهاز العصبي.
والأسوأ من ذلك تعرض بعض الأطفال للاعتقال دون مبرر، إذ لا تزال السلطات السورية تحتجز حتى اليوم 49 طفلاً فلسطينياً، وفقا لما وثقه فريق الرصد لدى مجموعة العمل، وتتراوح أعمارهم بين العام الواحد و17 عاماً. 
وفي سياق ذي صلة أصيب عدد من الأطفال بأمراض مختلفة ناجمة عن سوء التغذية بسبب الحصار الذي فرض على جنوب دمشق والذي نجم عنه نفاد الحليب وانقطاع الدواء والغذاء.
واثرت الحرب السورية بشكل سلبي وكبير على الحياة النفسية لأطفال اللاجئين الفلسطينيين حتى لمن هاجر خارج سورية، فالكثير منهم يعاني الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية لما بعد الصدمة والخوف، ومنهم انطبعت في أذهانهم ما حدث مع عائلاتهم من تدمير لمنازلهم وتهجير إلى أماكن أخرى.
وما حكاية إعدام الرضيع الفلسطيني "محمد عدي ضياء حماد" البالغ من العمر سنة وشهرين ميدانياً و16 شخصاً آخرين من الجنسية السورية بمنطقة برزة في دمشق من قبل اللجان الشعبية التابعة للأجهزة الأمنية السورية يوم ٢٦/٩/٢٠١٢، إلا واحدة من تلك القصص التي تدمي القلب وتثير الشجون، وتفتح باب السؤال مشرعاً بشأن الذنب الذي اقترفه الأطفال في حرب لم تصنعها أيديهم، فحرمتهم مقاعد الدراسة في زمن العلم وعطف الوالدين، وأبعدت عنهم الابتسامة والطفولة والبراءة، ليبقى السؤال مفتوحاً إلى متى؟  
وأخيراً، لا يمكنني إلا أن أردد بعض الأبيات للشاعر د. خالد عثمان يوسف في قصيدة نظمها بعنوان "أطْفَالُ ضَحَايا الحَرْبِ".
حربُ القهرِ... قتلتْ مَنْ يحْضُنُهم... قتَلْتْ مَنْ يُطْعِمُهُم
مَنْ يُكْفُلُهُم؟ مَنْ يُعْطِيهِم قُبْلَةَ عَطْفٍ؟ مَنْ يَمْسَحُ أَدْمُعَهُم؟
مات الزُّغْبُ ورُفاتُهمُ تتبعثرُ كالنُّوَّارِ الزَّابلِ هلْ نَبْكِي أمْ نَطْوِي مُرَّ الحُزنِ؟
هِيَ حَرْبٌ مَا صَنَعَتْهَا أَيْدِيهِم
هِيَ حَرْبُ إبادةِ زينةِ كَوْكَبِنا
هَذِي حَالُ الزُّغْبِ... فِي عَصْرِ النّهْضَةِ والعِلْمِ
اللهُ اطْفِئ نَارَ الحَرْبِ... عَنْ مَوْطِنِ كُلِّ الأَطْفَالِ

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20213