map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

في ذكرى رحيله، الطبيب "أحمد الحسن" اسم لايسقط من الذاكرة

تاريخ النشر : 17-06-2024
في ذكرى رحيله، الطبيب "أحمد الحسن" اسم لايسقط من الذاكرة

محمود زغموت || مجموعة العمل

في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٣ استهدفت قوات الأمن السوري مشفى فلسطين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق. في وقت كان يستقبل فيه الطبيب "أحمد نواف الحسن" إحدى الحالات الاسعافية أمام بوابة المشفى، مما أدى لاستشهاده على الفور إلى جانب ممرضة من العاملين في المشفى وأربعة من المارة من سكان المخيم، ساقتهم أقدارهم إلى حتفهم في ذلك اليوم.

لم تكن تلك الجريمة الأولى التي تستهدف فيها قوات النظام السوري المشافي والكوادر الطبية، إذ كانت على الدوام هدفاً أساسيا لها، سواء في مخيم اليرموك وجنوب دمشق، أو غيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. أما في المناطق الخاضعة لسلطة النظام، فلم تسلم الكوادر الطبية من الملاحقة الأمنية والاعتقال والاخفاء القسري، كما حصل مع الدكتور علاء الدين اليوسف المختص بالجراحة العصبية، والدكتور هايل حميد استاذ الجراحة في جامعة دمشق، وكل من الممرضين رامي السهلي وموعد الموعد ونبيل فياض النعيمي وعبد الرحمن سلامة الذين اعتقلوا على الحواجز في محيط المخيم منذ عام 2012 ولم يعرف مصيرهم إلى حينه.

في حين وثقت مجموعة العمل اعتقال العشرات من الكوادر الطبية الفلسطينية بتهمة تقديم الرعاية الطبية للجرحى، أو المساعدة في نقل أو تأمين مواد طبية للمشافي أو المراكز الطبية في المخيمات الفلسطينية، كمخيم اليرموك ومخيم خان الشيح ومخيم سبينة ومخيم الحسينية ومخيم درعا، الأمر الذي دفع بالعشرات من الكوادر الطبية لمغادرة سوريا، حيث أدى ذلك لنقص شديد بالرعاية الصحية والكادر الطبي المختص.

ولد الطبيب أحمد الحسن في مخيم اليرموك عام 1984 لعائلة فلسطينية تنحدر من قرية حطين الواقعة في قضاء مدينة طبريا. درس الابتدائية والإعدادية في مدارس المخيم، والثانوية في مدرسة ابن خلدون بدمشق. دخل كلية الطب في جامعة حلب عام 2002 وتخرج منها عام 2008. ليبدأ مرحلة الاختصاص في مجال الجراحة العامة في المشفى العسكري كطبيب مدني.

قرر الدكتور أحمد مغادرة سوريا أواخر العام 2012 بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد ودخول مخيم اليرموك أتون المعارك، إلا أنه آثر العودة الى المخيم عندما علم أن معظم الأطباء قد غادروا المنطقة التي كانت تخضع لحصار جزئي، وإذ لم يكن في مشافي المخيم طبيب مختص بالجراحة. ثم عمل بعد عودته إلى المخيم على توظيف خبراته لتأهيل بعض الكوادر الطبية، وذلك لعدم وجود الكادر الكافي لعلاج جرحى القصف والقذائف التي كانت تستهدف المخيم على مدار الساعة.

قبل اندلاع المواجهات كان ثمة ثلاث مستشفيات أساسية في المخيم، وهي مشفى فايز حلاوة ومشفى الباسل ومشفى فلسطين، والعديد من المستوصفات وعشرات العيادات التخصصية التي تقدم الخدمات والرعاية الطبية لسكان مخيم اليرموك ومحيطه، إلا أن معظمها توقف عن العمل بسبب القصف والحصار وخروج الكوادر الطبية من المنطقة التي حولتها قوات النظام إلى مكان غير صالح للعيش، نتيجة الحصار المشدد وقطع المياه والكهرباء والاتصالات ومنع دخول وخروج السكان، ومنع دخول المواد الغذائية والمواد الطبية، فبقي مشفى فلسطين التابع لمنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، المشفى الوحيد العامل في منطقة جنوب دمشق، والتي تضم إلى جانب مخيم اليرموك، بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وحي التضامن ومناطق العسالي والقدم وحجيرة وسبينة والذيابية ومخيم الحسينية، وذلك نتيجة قرار ذاتي من كادر المشفى الذين قرروا الصمود مع سكان المخيم والقيام بواجبهم تجاه الأهالي المحاصرين مهما كلفهم الأمر.

رحل الدكتور أحمد الحسن في ذلك اليوم تاركاً خلفه زوجته وأطفاله الاثنين، إلا أن ذكراه العطرة لا تزال حاضرة في قلوب أهالي المخيم وجنوب دمشق ومئات الجرحى والمرضى الذين كتب لهم البقاء على يديه وبسبب تفانيه وزملائه من الكوادر الطبية التي حافظت على شرف المهنة وأوفت بالقسم وآثرت المخاطرة بأرواحها لتقديم العون للجرحى والمصابين، فسلام عليهم في سجل الخالدين.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20403

محمود زغموت || مجموعة العمل

في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٣ استهدفت قوات الأمن السوري مشفى فلسطين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق. في وقت كان يستقبل فيه الطبيب "أحمد نواف الحسن" إحدى الحالات الاسعافية أمام بوابة المشفى، مما أدى لاستشهاده على الفور إلى جانب ممرضة من العاملين في المشفى وأربعة من المارة من سكان المخيم، ساقتهم أقدارهم إلى حتفهم في ذلك اليوم.

لم تكن تلك الجريمة الأولى التي تستهدف فيها قوات النظام السوري المشافي والكوادر الطبية، إذ كانت على الدوام هدفاً أساسيا لها، سواء في مخيم اليرموك وجنوب دمشق، أو غيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. أما في المناطق الخاضعة لسلطة النظام، فلم تسلم الكوادر الطبية من الملاحقة الأمنية والاعتقال والاخفاء القسري، كما حصل مع الدكتور علاء الدين اليوسف المختص بالجراحة العصبية، والدكتور هايل حميد استاذ الجراحة في جامعة دمشق، وكل من الممرضين رامي السهلي وموعد الموعد ونبيل فياض النعيمي وعبد الرحمن سلامة الذين اعتقلوا على الحواجز في محيط المخيم منذ عام 2012 ولم يعرف مصيرهم إلى حينه.

في حين وثقت مجموعة العمل اعتقال العشرات من الكوادر الطبية الفلسطينية بتهمة تقديم الرعاية الطبية للجرحى، أو المساعدة في نقل أو تأمين مواد طبية للمشافي أو المراكز الطبية في المخيمات الفلسطينية، كمخيم اليرموك ومخيم خان الشيح ومخيم سبينة ومخيم الحسينية ومخيم درعا، الأمر الذي دفع بالعشرات من الكوادر الطبية لمغادرة سوريا، حيث أدى ذلك لنقص شديد بالرعاية الصحية والكادر الطبي المختص.

ولد الطبيب أحمد الحسن في مخيم اليرموك عام 1984 لعائلة فلسطينية تنحدر من قرية حطين الواقعة في قضاء مدينة طبريا. درس الابتدائية والإعدادية في مدارس المخيم، والثانوية في مدرسة ابن خلدون بدمشق. دخل كلية الطب في جامعة حلب عام 2002 وتخرج منها عام 2008. ليبدأ مرحلة الاختصاص في مجال الجراحة العامة في المشفى العسكري كطبيب مدني.

قرر الدكتور أحمد مغادرة سوريا أواخر العام 2012 بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد ودخول مخيم اليرموك أتون المعارك، إلا أنه آثر العودة الى المخيم عندما علم أن معظم الأطباء قد غادروا المنطقة التي كانت تخضع لحصار جزئي، وإذ لم يكن في مشافي المخيم طبيب مختص بالجراحة. ثم عمل بعد عودته إلى المخيم على توظيف خبراته لتأهيل بعض الكوادر الطبية، وذلك لعدم وجود الكادر الكافي لعلاج جرحى القصف والقذائف التي كانت تستهدف المخيم على مدار الساعة.

قبل اندلاع المواجهات كان ثمة ثلاث مستشفيات أساسية في المخيم، وهي مشفى فايز حلاوة ومشفى الباسل ومشفى فلسطين، والعديد من المستوصفات وعشرات العيادات التخصصية التي تقدم الخدمات والرعاية الطبية لسكان مخيم اليرموك ومحيطه، إلا أن معظمها توقف عن العمل بسبب القصف والحصار وخروج الكوادر الطبية من المنطقة التي حولتها قوات النظام إلى مكان غير صالح للعيش، نتيجة الحصار المشدد وقطع المياه والكهرباء والاتصالات ومنع دخول وخروج السكان، ومنع دخول المواد الغذائية والمواد الطبية، فبقي مشفى فلسطين التابع لمنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، المشفى الوحيد العامل في منطقة جنوب دمشق، والتي تضم إلى جانب مخيم اليرموك، بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وحي التضامن ومناطق العسالي والقدم وحجيرة وسبينة والذيابية ومخيم الحسينية، وذلك نتيجة قرار ذاتي من كادر المشفى الذين قرروا الصمود مع سكان المخيم والقيام بواجبهم تجاه الأهالي المحاصرين مهما كلفهم الأمر.

رحل الدكتور أحمد الحسن في ذلك اليوم تاركاً خلفه زوجته وأطفاله الاثنين، إلا أن ذكراه العطرة لا تزال حاضرة في قلوب أهالي المخيم وجنوب دمشق ومئات الجرحى والمرضى الذين كتب لهم البقاء على يديه وبسبب تفانيه وزملائه من الكوادر الطبية التي حافظت على شرف المهنة وأوفت بالقسم وآثرت المخاطرة بأرواحها لتقديم العون للجرحى والمصابين، فسلام عليهم في سجل الخالدين.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20403