map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

منسيون في زمن الحرب

تاريخ النشر : 27-06-2024
منسيون في زمن الحرب

مجموعة العمل | سورية
عندما تدق طبول الحرب، تتغير ملامح الحياة وتتبدل أولويات البشر،  الحرب لا تدمر الأبنية وحسب، بل تهدم أيضاً جسور التواصل الإنساني وتفرق بين القلوب.   
في أعقاب الحرب السورية، واجه العديد من الأفراد تحديات جمة أثرت على جوانب حياتهم الأساسية، ومن بينها الزواج، حيث أدت الهجرة القسرية والظروف الاجتماعية المتغيرة إلى تأجيل أو حتى التخلي عن فكرة الزواج لدى الكثيرين، خصوصاً الذين تجاوزوا الثلاثين من  عمرهم عند اندلاع الحرب.   هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يأملون في بناء أسر وتأسيس حياة مستقرة، وجدوا  أنفسهم مضطرين للتكيف مع واقع جديد، حيث أصبح البقاء والأمان هما  الأولوية. 
الفلسطينيون السوريون، الذين عانوا من ويلات النزاع والتشرد، يواجهون  تحديات خاصة: ليلى، فلسطينية سورية، كانت تحلم بالزواج وتأسيس أسرة،  لكن بعد الحرب، وجدت نفسها في لبنان، تعمل بجد لتوفير الحاجيات الأساسية  لها ولعائلتها، فالزواج أصبح حلماً بعيد المنال، والأولوية أصبحت للعمل والدعم العائلي. 
الهجرة القسرية لم تؤثر فقط على مكان إقامتهم، بل أيضاً انعكست على فرصهم  في الزواج وبناء الأسر، فالعديد منهم وجد نفسه في دولة جديدة، يحاول التأقلم مع ثقافة مختلفة وظروف  اقتصادية قد تكون صعبة، مما يجعل فكرة الزواج تبدو بعيدة المنال.  
أحمد، فلسطيني سوري في الأربعين من عمره، كان يعمل مهندس في دمشق قبل الحرب، لكن الظروف أجبرته على ترك كل شيء وراءه والهجرة إلى ألمانيا في بلد جديد، وجد نفسه يواجه تحديات اللغة والبحث عن عمل في مجاله، الزواج  كان آخر شيء يفكر فيه، فالأولوية كانت للبقاء وإعادة بناء حياته من جديد.     
في زمن الحرب، يصبح الزواج ذلك الرباط المقدس الذي يجمع بين الأرواح أمراً  منسياً، ضحية للظروف القاهرة والمصائر المجهولة، محمود، شاب فلسطيني سوري، كان يأمل في العودة إلى سوريا والزواج من خطيبته التي تركها خلفه. 
لكن مع استمرار النزاع وعدم الاستقرار، أصبحت فكرة العودة مستحيلة، أما الآن، يعيش في السويد، يحاول التأقلم مع حياة جديدة، ولكن قلبه ما زال  معلقاً بالمخيم وبخطيبته التي لم يتمكن من الزواج بها.    
المنسيون هم أولئك الذين تجاوزوا سن الشباب، وبقوا ينتظرون فرصة لبناء حياة  مشتركة، لكن الحرب قطعت عليهم الطريق، هم الشباب الذين كانوا يحلمون بالاستقرار والأمان في أحضان العائلة، لكن  وجدوا أنفسهم مضطرين للهجرة، تاركين خلفهم أحلام الزواج والأسرة. 
سعيد، فلسطيني سوري، تجاوز الأربعين من عمره مازال يبحث عن شريكة حياته لكن  في بلد لجوء كألمانيا من الصعب جداً أن يوفق بأمرأة شرقية من بيئته توافقه  بأسلوبه وطبيعته في الحياة والتفكير.     
في ظل الحرب، يصبح البقاء هو الهدف الأسمى، وتصبح الحياة معركة يومية  للنجاة. الأمل في الزواج يتلاشى وسط الدمار والفقدان، ويصبح الحب مجرد ذكرى  من زمن مضى،  فالشباب الذين كانوا يتطلعون للمستقبل بعيون ملؤها الأمل، يجدون أنفسهم  الآن يتخبطون في ظلال الماضي، يبحثون عن معنى للحياة في عالم تغيرت معالمه. 
فادي، فلسطيني سوري، لم يغادر سورية لكنه فقد أهم مقومات الحياة من مسكن  وعمل، يؤمن له متطلبات معيشته، مما جعل الزوج حلم لا يقدر على تحقيقه.     
المنسيون زمن الحرب هم شهادة حية على الأثر الإنساني للنزاعات، هم الأصوات التي غُيبت وسط ضجيج القتال، هم القصص التي لم تُروَ بعد. 
في كل ركن من أركان العالم، يعيش هؤلاء الأشخاص، يحملون في قلوبهم جراحاً  لا تندمل، وفي أعينهم أسئلة بلا إجابات، هم جزء من تاريخنا المعاصر، ويجب ألا ننسى أن الحرب لا تقتل الأجساد فحسب،  بل تقتل الأحلام أيضاً

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20432

مجموعة العمل | سورية
عندما تدق طبول الحرب، تتغير ملامح الحياة وتتبدل أولويات البشر،  الحرب لا تدمر الأبنية وحسب، بل تهدم أيضاً جسور التواصل الإنساني وتفرق بين القلوب.   
في أعقاب الحرب السورية، واجه العديد من الأفراد تحديات جمة أثرت على جوانب حياتهم الأساسية، ومن بينها الزواج، حيث أدت الهجرة القسرية والظروف الاجتماعية المتغيرة إلى تأجيل أو حتى التخلي عن فكرة الزواج لدى الكثيرين، خصوصاً الذين تجاوزوا الثلاثين من  عمرهم عند اندلاع الحرب.   هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يأملون في بناء أسر وتأسيس حياة مستقرة، وجدوا  أنفسهم مضطرين للتكيف مع واقع جديد، حيث أصبح البقاء والأمان هما  الأولوية. 
الفلسطينيون السوريون، الذين عانوا من ويلات النزاع والتشرد، يواجهون  تحديات خاصة: ليلى، فلسطينية سورية، كانت تحلم بالزواج وتأسيس أسرة،  لكن بعد الحرب، وجدت نفسها في لبنان، تعمل بجد لتوفير الحاجيات الأساسية  لها ولعائلتها، فالزواج أصبح حلماً بعيد المنال، والأولوية أصبحت للعمل والدعم العائلي. 
الهجرة القسرية لم تؤثر فقط على مكان إقامتهم، بل أيضاً انعكست على فرصهم  في الزواج وبناء الأسر، فالعديد منهم وجد نفسه في دولة جديدة، يحاول التأقلم مع ثقافة مختلفة وظروف  اقتصادية قد تكون صعبة، مما يجعل فكرة الزواج تبدو بعيدة المنال.  
أحمد، فلسطيني سوري في الأربعين من عمره، كان يعمل مهندس في دمشق قبل الحرب، لكن الظروف أجبرته على ترك كل شيء وراءه والهجرة إلى ألمانيا في بلد جديد، وجد نفسه يواجه تحديات اللغة والبحث عن عمل في مجاله، الزواج  كان آخر شيء يفكر فيه، فالأولوية كانت للبقاء وإعادة بناء حياته من جديد.     
في زمن الحرب، يصبح الزواج ذلك الرباط المقدس الذي يجمع بين الأرواح أمراً  منسياً، ضحية للظروف القاهرة والمصائر المجهولة، محمود، شاب فلسطيني سوري، كان يأمل في العودة إلى سوريا والزواج من خطيبته التي تركها خلفه. 
لكن مع استمرار النزاع وعدم الاستقرار، أصبحت فكرة العودة مستحيلة، أما الآن، يعيش في السويد، يحاول التأقلم مع حياة جديدة، ولكن قلبه ما زال  معلقاً بالمخيم وبخطيبته التي لم يتمكن من الزواج بها.    
المنسيون هم أولئك الذين تجاوزوا سن الشباب، وبقوا ينتظرون فرصة لبناء حياة  مشتركة، لكن الحرب قطعت عليهم الطريق، هم الشباب الذين كانوا يحلمون بالاستقرار والأمان في أحضان العائلة، لكن  وجدوا أنفسهم مضطرين للهجرة، تاركين خلفهم أحلام الزواج والأسرة. 
سعيد، فلسطيني سوري، تجاوز الأربعين من عمره مازال يبحث عن شريكة حياته لكن  في بلد لجوء كألمانيا من الصعب جداً أن يوفق بأمرأة شرقية من بيئته توافقه  بأسلوبه وطبيعته في الحياة والتفكير.     
في ظل الحرب، يصبح البقاء هو الهدف الأسمى، وتصبح الحياة معركة يومية  للنجاة. الأمل في الزواج يتلاشى وسط الدمار والفقدان، ويصبح الحب مجرد ذكرى  من زمن مضى،  فالشباب الذين كانوا يتطلعون للمستقبل بعيون ملؤها الأمل، يجدون أنفسهم  الآن يتخبطون في ظلال الماضي، يبحثون عن معنى للحياة في عالم تغيرت معالمه. 
فادي، فلسطيني سوري، لم يغادر سورية لكنه فقد أهم مقومات الحياة من مسكن  وعمل، يؤمن له متطلبات معيشته، مما جعل الزوج حلم لا يقدر على تحقيقه.     
المنسيون زمن الحرب هم شهادة حية على الأثر الإنساني للنزاعات، هم الأصوات التي غُيبت وسط ضجيج القتال، هم القصص التي لم تُروَ بعد. 
في كل ركن من أركان العالم، يعيش هؤلاء الأشخاص، يحملون في قلوبهم جراحاً  لا تندمل، وفي أعينهم أسئلة بلا إجابات، هم جزء من تاريخنا المعاصر، ويجب ألا ننسى أن الحرب لا تقتل الأجساد فحسب،  بل تقتل الأحلام أيضاً

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20432