map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مخيم اليرموك.. شكاوى من ارتفاع تكاليف القبور وطمس معالمها

تاريخ النشر : 11-07-2024
مخيم اليرموك.. شكاوى من ارتفاع تكاليف القبور وطمس معالمها

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

كشفت مصادر خاصة لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في سورية بشكل عام وأبناء مخيّم اليرموك خاصة، من الارتفاع الكبير لأسعار القبور وإجراءات الدفن، التي تتجاوز تكاليفها أحيانا أرقام خيالية لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي والمعيشي المزري في سورية.

وذكرت تلك المصادر المتابعة لهذا الملف، أن أسعار القبور ارتفعت ارتفاعاً قياسياً في سورية خلال الأعوام الماضية، لتلحق بركب الارتفاع الجنوني للأسعار في عموم البلاد، مشيرة إلى أن الموت بات يُشكل هاجساً مؤرقاً للاجئين الفلسطينيين في سورية الذين لم تعد مأساتهم تتجلى بنزوحهم ونكبتهم الثانية وتشريدهم عن بيوتهم وفقدانهم مواردهم المالية، بل بفقدان ميتهم وكيفية مواراة جثمانه الثرى، وذلك جراء صعوبة إيجاد مكان لدفن موتاهم، وما يتطلبه ذلك من تراخيص رسمية وتكاليف باهظة الثمن.

مقبرة اليرموك ليست استثناءً

أحد وجهاء مخيم اليرموك الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، عبر عن خيبة أمله وسخطه من الحالة المزرية التي وصلوا إليها في عدم قدرتهم على دفن أمواتهم في مقبرة مخيمهم بشكل طبيعي واعتيادي، موضحاً أن الاستغلال والمتاجرة بالأموات والأحياء وصلت أوجها دون حسيب أو رقيب.

مستطرداً أن سعر فتح القبر القديم في مقبرة الشهداء الجديدة بمخيّم اليرموك لدفن متوفى جديد فوق رفاة ميت قديم يصل إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية ما يعادل (100 دولار أمريكي)، أما شراء قبر جديد إذا استطعت أن تجده فأن ثمنه يتراوح ما بين 8 ملايين و15 مليون ليرة سورية ما يعادل (1000 دولار أمريكي)، ومن المؤكد أن الحصول على القبر الجديد يتطلب واسطة.

وعن إجراءات الدفن قال: إن هناك شروطاً مشددة فرضت على ذوي الميت لإدخال جثامين موتاهم لدفنهم في "مقبرة الشهداء"، والتي تتمثل بذهاب أهل الفقيد للتربة في حال وجود قبر قديم لهم هناك للتأكيد على رقم القبر، ومن ثم مراجعة مكتب دفن الموتى التابع لمحافظة دمشق من أجل إحضار لجنة مهمتها فتح القبر وتصويره للتأكد من صلاحيته للدفن وبعدها يحصل على الموافقة النهائية للدفن.

منوهاً أن مكتب دفن الموتى بدمشق أصدر قراراً بعدم فتح قبور جديدة في تربة الشهداء في مخيم اليرموك دون أن يوضح السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك، لافتاً إذا  أراد أحد الأشخاص شراء قبر جديد لفن أحد أفراد عائلته فأنه يلجأ إلى أحد المتنفذين والمسؤولين عن المقبرة لإيجاد قبر بطرقهم الخاصة، و هذا ما يرفع السعر إلى أكثر من  ١٥ مليون و يعطى صاحب القبر الجديد رقما يثبت ملكيته و لكن بطرق غير نظامية او شرعية،  خاتماُ حديثه بلهجة فيها من التهكم والحسرة ما يديم القلب، بالطبع "خيا" تكون هذه العملية الاحتيالية بالسر وطي الكتمان كي لا يفضح أمرهم.  

طمس معالم وتلاعب

تعرضت مقبرتي اليرموك حالها حال باقي أزقة وحارات المخيم خلال دخوله أتون الأزمة السورية للقصف والدمار، والتخريب والاعتداء على قبور اللاجئين وهدم شواهدها ونبشها وتسوية بعضها، ما أتاح لتجار الدم التلاعب بالقبور القديمة وطمس معالمها لإعادة بيعها والاتجار بها.

سامر (36 عاماً) اسم مستعار، المقيم في ركن الدين بالعاصمة دمشق، اضطر لأن يدفع رشوة لتحديد وتسجيل أرقام القبور الخاصة بعائلته، وإعادة تركيب الشواهد الرخامية المكسورة، حيث بلغت الكلفة 500 ألف ليرة سورية لكل قبر.

مردفاً أنني لو لم أفعل ذلك، لسرقت قبور عائلتي وطمست أي معالم تدل على مكان تواجد رفاتهم، وقاموا ببيع قبورهم دون وازع ديني أو أخلاقيـ ولا مراعاة لحرمة الموتى.

أما سمير أحد أبناء مخيم اليرموك المهاجرين إلى أوروبا قال لـ "مجموعة العمل: إنه عندما عاد إلى سورية ذهب لزيارة قبور عائلته في مقبرة الشهداء إلا أنه لم يجد قبر واحد من أربعة قبور لهم هناك، مضيفاً بحسرة لقد طمست حتى معالم موتانا في المخيم.

فوق الموت عصة قبر

"فوق الموت عصة قبر" المثل الشعبي المعروف أكثر الجمل المتداولة للذين يعانون من فقد أحد أفراد عائلاتهم وهي نتيجة للحتمية الموجودة في سوق المقابر، وهذا بسبب غياب دور الرقيب و المتابعة  و بعد ومراجعة الجهات المعنية والهيئات والمنظمات الخاصة بالفلسطينيين في سورية بخصوص ارتفاع تكاليف القبور والتلاعب بأسعارها وطمس بعضها للمتاجرة بها، أكدت عدم معرفتها بالأمر وتنصل الجميع من المسؤولية، وكما  هي العادة كل منهم حاول رمي الكرة في ملعب الآخر، وتم التأكيد من طرفهم أن المقبرة لم تعد تابعة للمنظمة بشكلها الإداري و هي تابعة بشكل مباشر للمحافظة و مكتب دفن الموتى التابع لمحافظة دمشق، علماً  أن مقبرة الشهداء الجديدة تم تأسيسها في أوائل الثمانيات (1981) في مخيم اليرموك، من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث خصص قسم منها للشهداء و القسم الأخر للمدنيين الفلسطينيين على مساحة كبيرة .

مقبرتي اليرموك

يحتوي أمخيم اليرموك على مقبرتين للشهداء، إحداهما هي مقبرة الشهداء الجديدة وفيها قبور العديد من الشهداء وخاصة شهداء "الزحف الى الجولان" في ذكرى النكبة 15/5/2011 وذكرى النكسة 5/6/2011 إضافة لقبر الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

أما الثانية فهي مقبرة الشهداء القديمة، وفيها قبور آلاف من الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على مر تاريخ الثورة الفلسطينية من أبناء مخيم اليرموك، وفيها أيضا قبور عدد كبير من قيادات هذه الثورة، وفي مقدمتهم الشهيد خليل الوزير والشهيد سعد صايل القياديين التاريخيين في حركة فتح الفلسطينية، إضافة لقبر الشهيد أبو العباس قائد جبهة التحرير الفلسطينية، أضيف إليهم في السنتين الأخيرتين مئات من أبناء المخيم الذين قضوا جراء استمرار قصف المخيم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20470

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

كشفت مصادر خاصة لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في سورية بشكل عام وأبناء مخيّم اليرموك خاصة، من الارتفاع الكبير لأسعار القبور وإجراءات الدفن، التي تتجاوز تكاليفها أحيانا أرقام خيالية لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي والمعيشي المزري في سورية.

وذكرت تلك المصادر المتابعة لهذا الملف، أن أسعار القبور ارتفعت ارتفاعاً قياسياً في سورية خلال الأعوام الماضية، لتلحق بركب الارتفاع الجنوني للأسعار في عموم البلاد، مشيرة إلى أن الموت بات يُشكل هاجساً مؤرقاً للاجئين الفلسطينيين في سورية الذين لم تعد مأساتهم تتجلى بنزوحهم ونكبتهم الثانية وتشريدهم عن بيوتهم وفقدانهم مواردهم المالية، بل بفقدان ميتهم وكيفية مواراة جثمانه الثرى، وذلك جراء صعوبة إيجاد مكان لدفن موتاهم، وما يتطلبه ذلك من تراخيص رسمية وتكاليف باهظة الثمن.

مقبرة اليرموك ليست استثناءً

أحد وجهاء مخيم اليرموك الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، عبر عن خيبة أمله وسخطه من الحالة المزرية التي وصلوا إليها في عدم قدرتهم على دفن أمواتهم في مقبرة مخيمهم بشكل طبيعي واعتيادي، موضحاً أن الاستغلال والمتاجرة بالأموات والأحياء وصلت أوجها دون حسيب أو رقيب.

مستطرداً أن سعر فتح القبر القديم في مقبرة الشهداء الجديدة بمخيّم اليرموك لدفن متوفى جديد فوق رفاة ميت قديم يصل إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية ما يعادل (100 دولار أمريكي)، أما شراء قبر جديد إذا استطعت أن تجده فأن ثمنه يتراوح ما بين 8 ملايين و15 مليون ليرة سورية ما يعادل (1000 دولار أمريكي)، ومن المؤكد أن الحصول على القبر الجديد يتطلب واسطة.

وعن إجراءات الدفن قال: إن هناك شروطاً مشددة فرضت على ذوي الميت لإدخال جثامين موتاهم لدفنهم في "مقبرة الشهداء"، والتي تتمثل بذهاب أهل الفقيد للتربة في حال وجود قبر قديم لهم هناك للتأكيد على رقم القبر، ومن ثم مراجعة مكتب دفن الموتى التابع لمحافظة دمشق من أجل إحضار لجنة مهمتها فتح القبر وتصويره للتأكد من صلاحيته للدفن وبعدها يحصل على الموافقة النهائية للدفن.

منوهاً أن مكتب دفن الموتى بدمشق أصدر قراراً بعدم فتح قبور جديدة في تربة الشهداء في مخيم اليرموك دون أن يوضح السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك، لافتاً إذا  أراد أحد الأشخاص شراء قبر جديد لفن أحد أفراد عائلته فأنه يلجأ إلى أحد المتنفذين والمسؤولين عن المقبرة لإيجاد قبر بطرقهم الخاصة، و هذا ما يرفع السعر إلى أكثر من  ١٥ مليون و يعطى صاحب القبر الجديد رقما يثبت ملكيته و لكن بطرق غير نظامية او شرعية،  خاتماُ حديثه بلهجة فيها من التهكم والحسرة ما يديم القلب، بالطبع "خيا" تكون هذه العملية الاحتيالية بالسر وطي الكتمان كي لا يفضح أمرهم.  

طمس معالم وتلاعب

تعرضت مقبرتي اليرموك حالها حال باقي أزقة وحارات المخيم خلال دخوله أتون الأزمة السورية للقصف والدمار، والتخريب والاعتداء على قبور اللاجئين وهدم شواهدها ونبشها وتسوية بعضها، ما أتاح لتجار الدم التلاعب بالقبور القديمة وطمس معالمها لإعادة بيعها والاتجار بها.

سامر (36 عاماً) اسم مستعار، المقيم في ركن الدين بالعاصمة دمشق، اضطر لأن يدفع رشوة لتحديد وتسجيل أرقام القبور الخاصة بعائلته، وإعادة تركيب الشواهد الرخامية المكسورة، حيث بلغت الكلفة 500 ألف ليرة سورية لكل قبر.

مردفاً أنني لو لم أفعل ذلك، لسرقت قبور عائلتي وطمست أي معالم تدل على مكان تواجد رفاتهم، وقاموا ببيع قبورهم دون وازع ديني أو أخلاقيـ ولا مراعاة لحرمة الموتى.

أما سمير أحد أبناء مخيم اليرموك المهاجرين إلى أوروبا قال لـ "مجموعة العمل: إنه عندما عاد إلى سورية ذهب لزيارة قبور عائلته في مقبرة الشهداء إلا أنه لم يجد قبر واحد من أربعة قبور لهم هناك، مضيفاً بحسرة لقد طمست حتى معالم موتانا في المخيم.

فوق الموت عصة قبر

"فوق الموت عصة قبر" المثل الشعبي المعروف أكثر الجمل المتداولة للذين يعانون من فقد أحد أفراد عائلاتهم وهي نتيجة للحتمية الموجودة في سوق المقابر، وهذا بسبب غياب دور الرقيب و المتابعة  و بعد ومراجعة الجهات المعنية والهيئات والمنظمات الخاصة بالفلسطينيين في سورية بخصوص ارتفاع تكاليف القبور والتلاعب بأسعارها وطمس بعضها للمتاجرة بها، أكدت عدم معرفتها بالأمر وتنصل الجميع من المسؤولية، وكما  هي العادة كل منهم حاول رمي الكرة في ملعب الآخر، وتم التأكيد من طرفهم أن المقبرة لم تعد تابعة للمنظمة بشكلها الإداري و هي تابعة بشكل مباشر للمحافظة و مكتب دفن الموتى التابع لمحافظة دمشق، علماً  أن مقبرة الشهداء الجديدة تم تأسيسها في أوائل الثمانيات (1981) في مخيم اليرموك، من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث خصص قسم منها للشهداء و القسم الأخر للمدنيين الفلسطينيين على مساحة كبيرة .

مقبرتي اليرموك

يحتوي أمخيم اليرموك على مقبرتين للشهداء، إحداهما هي مقبرة الشهداء الجديدة وفيها قبور العديد من الشهداء وخاصة شهداء "الزحف الى الجولان" في ذكرى النكبة 15/5/2011 وذكرى النكسة 5/6/2011 إضافة لقبر الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

أما الثانية فهي مقبرة الشهداء القديمة، وفيها قبور آلاف من الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على مر تاريخ الثورة الفلسطينية من أبناء مخيم اليرموك، وفيها أيضا قبور عدد كبير من قيادات هذه الثورة، وفي مقدمتهم الشهيد خليل الوزير والشهيد سعد صايل القياديين التاريخيين في حركة فتح الفلسطينية، إضافة لقبر الشهيد أبو العباس قائد جبهة التحرير الفلسطينية، أضيف إليهم في السنتين الأخيرتين مئات من أبناء المخيم الذين قضوا جراء استمرار قصف المخيم.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20470