map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

حفيدات زوجة نبي الله أيوب، يبعن شعرهن ليطعمن عائلاتهن

تاريخ النشر : 12-07-2024
حفيدات زوجة نبي الله أيوب، يبعن شعرهن ليطعمن عائلاتهن

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

في كتابه (زوجات الأنبياء) يذكر الدكتور مصطفى مراد وهو عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، قصة مشهورة عن زوجة النبي أيوب عليهما السلام وهي منشأ وفي حديث آخر ليا بنت يوسف بن يعقوب، التي تزوجها نبي الله أيوب، لحسبها ونسبها وجمالها و دينها، وقد وهب الله أيوب الكثير من المال وأسبغ عليه نعمه، فتملّك الأراضي المتسعة والأنعام والمواشي والعبيد، إلى الحد الذي تردد فيه أن أيوب عليه السلام كان يمتلك أرض حوران كلها، وابتلى الله أيوب فيما بعد بكل ذلك وضاقت حاله، حتى اضطرت زوجته التقية النقية ليا بنت يوسف بن يعقوب عليهم السلام لبيع ضفائر شعرها لتشتري طعاماً لزوجها السقيم. وعندما علم سيدنا أيوب بذلك الأمر، أقسم أن يجلدها مائة سوط إذا تعافى وبقية القصة معروفة. ولكن نستنتج مما تقدم أن الفقر وضيق اليد يدفعان المرأة لبيع أغلى وأحلى ما تملك كضفائر شعرها على الرغم أن هذا الأمر مزعج جداً ويعتبر من المحرمات لدى الرجال كونه يمسّ أعراضهم.

إن سوء الأوضاع الاقتصادية وانهيار الليرة السّورية، وانخفاض قيمة الرواتب الحكومية -(راتب الموظف من حملة الشهادة الجامعية يعادل 35 دولار) - وضعف القدرة الشّرائية ووجود الكثير من العائلات بلا معيل بسبب الحرب، دفع العديد من العائلات السّورية والفلسطينية إلى الانخراط في تجارة بيع الشّعر لتوفير مصدر مالي رديف. حيث يتم استخدام الشعر الطبيعي بشكل أساسي لصنع الشّعر المستعار وفي فرش المكياج وصناعة الدمى. وتنشط تجارة بيع الشّعر عبر الإنترنت حيث تقوم فتيات بقص شعورهن والاحتفاظ بالضفائر، ليصورنها ثم يعرضنها للبيع، وتكون الزبونات عادة من محلات الحلاقة.

أصحاب صالونات التجميل والكوافيرات هم المشترون الرئيسيون للشعر الذي يستخدم بشكل رئيسي في الشّعر المستعار ووصلات الشّعر. وهم يقومون بالإعلان عن رغبتهم بشراء الشّعر ويقومون بعملية الترويج لابتياعه ولبيعه أيضاً، وقد أصبحت وللأسف الشديد هذه التجارة رائجة ورابحة لديهم.

 ولدى سؤال صاحبة مركز تجميل عن الأسعار في السوق، قالت: "إن سعر الشعر المقصوص يختلف حسب نوعية الشّعر وسمكه وقوته ولونه وطوله، لا أحد يرغب بالشعر المتجعد إلا في حالات النادرة وهي مرضية فقط.  ففي حادثة تُدلل على ذلك أن سيدة ثرية فقدت شعرها بسبب مرض خبيث طلبت شعراً مجعداً وأرسلت لنا صوراً لها ليطابق الشعر الذي سيشتريه صالون التجميل لها، في حين أنّ الشّعر المسترسل هو الأعلى ثمناً وإن كان مسترسلا وأشقر فهو من أبهظ وأثمن الأنواع، لذلك لكل نوع ولون للضفائر سعر محدد وهو يتراوح بين مليون إلى 4 ملايين ليرة، ويعد الشّعر البكر من أغلى أنواع الشعر، وهو شعر لم يقص سابقاً".

ومن المؤكد أن هذه التجارة لا تتم علانية، بل تتم في الخفاء عبر الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك مجموعات منتشرة على الفيسبوك مخصصة لبيع وشراء الشّعر الطبيعي، حيث تنضم المرأة الراغبة ببيع شعرها للمجموعة وتعلن عن ميزات شعرها على مجموعة الفيسبوك، فعلى سبيل المثال لا الحصر بتاريخ 11/6/2024 يوجد في الصفحة ما يقارب تسع منشورات، نذكر منها: " موجود وصلة شعر طبيعي طول 75 ووزن 145 خام للتواصل خاص". وكتبت أخرى " شعر طبيعي خام 100% طول 65 ووزن 160 غ للبيع للتواصل على هل الرقم ........". وكتبت ثالثة " شعر طبيعي مية بلمية ومضطرة على بيعتو مو مصبوع لبنت عمرها 8 سنين". مع قيامهن بنشر صور للشعر المقصوص. وقد تصل عدد المنشورات عن بيع الشعر لأكثر من عشر منشورات يومياً، مما يدلل على رواج هذه التجارة والتنافس الحاصل بين السّيدات.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تجارة الشّعر الطبيعي أمست رائجة ومقبولة في المجتمع السّوري والفلسطيني، لأن الشّعر الطبيعي مطلوب أكثر من الصناعي الرخيص سيء المظهر، للسيدات ممن تعاني من حالات مرضية، ولأخريات يسعين للظهور بشكل أنيق يواكب الموضة، إضافة إلى الممثلات في الأعمال الفنية.

وعند لقاء مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا بالسيدة ريم 37عاماً أرملة فقدت زوجها قبل خمس سنوات بسبب الحرب، وهي تعمل على بسطة لبيع الحشائش كالخس والخبيزة والبقدونس والجرجير وتقوم بتقطيف الملوخية وتبيعها مقطفّة وفرط البازيلاء والفول. أخبرتنا ريم بصوت منخفض والخجل يكسو محياها، أنّها حديثاً قامت ببيع ضفائر شعرها مقابل 100 دولار، وعند سؤالها عن سبب بيعها لشعرها، قالت إنه لم يخطر ببالها في يوم ما أن تبيع شعرها مضيفة أن اليأس وضيق اليد دفعاها لبيع شعرها، حيث إنّها بلا زوج، فليس هناك أي فرق عندها من أن تكون حليقة الرأس أو تمتلك ضفائراً طويلة، فهي لمن ستعتني به وتسرّحه بعدما فقدت زوجها؟ فهو شيء لم يعد له أي قيمة بالنسبة لها، وتابعت أن الدفعات المالية لوكالة الأونروا أصبحت منخفضة جداً، بعد أن كانت تعتمد عليها بشكل رئيسي هي وعائلتها، وأخبرتنا ريم بحنقة، أنها لا تجد أحياناً المال لشراء الشّامبو أو البلسم لغسيل شعرها كما كانت العادة قبل عدة سنوات، فتضطر اليوم هي وابنتيها لغسل شعورهن بسائل الجلي المعروف ب (لودالين).

وعند لقائنا بالأستاذ أبو أحمد وهو مدرّس للصفوف الابتدائية، أخبرنا أنه لاحظ أن بعض التلميذات، يرتدين الحجاب وهن في الصف الأول أو الثاني أو الثالث الابتدائي، وهو أمر غريب نوعاً ما، وقد انتبه أن إحداهن حليقة الرأس، فاعتقد أن عائلاتها قامت بذلك لانتشار القمل والصئبان بغدائر شعرها وقامت بحلاقة شعرها للقضاء عليه وهي طريقة متبّعة في مكافحة القمل، لكنه سمع في أحد الدروس إحدى زميلاتها تعايرها بأنها "إم صلعة" باعت شعرها لكي يسافر شقيقها الأكبر لتركيا هرباً من خدمة العلم".

وفي جانب آخر، التقينا بأم محمّد 33 عاماً متزوجة وهي أمّ ثلاثة أطفال، أخبرتنا أنها رفضت مراراً وتكراراً بيع شعرها، لأن ذلك الأمر يغضب زوجها منها وقد أخبرها أنه سيقوم بتطليقها عندما فاتحته بموضوع بيع شعرّها لأول مرة تزامنت مع تدهور وضعهم المادي وتراكم الديون عليهم، كونه يحب شعرها كثيراً، مع العلم أنّه عامل بناء وحالتهم المادية غير مستقرة ويستدينون ثمن الطعام. وعلمت أم محمّد من إحدى الجارات أن الأسعار تصل للملايين، لكن زوجها رفض ذلك رفضاً قاطعاً واعتبره حرام شرعاً وأنّه قلّة شرف حسب وصفه ولا يبرره أي شيء وقد وضع نصب عينيه " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه" وأن الله سيرزقهم ولن يطعموا أولادهم إلا من الكسب الحلال.

دينياً، اتّفق الفقهاء على عدم جواز الانتفاع بشَعْر الآدميّ بيعاً واستعمالاً، لأنّ الآدميّ مكرّم، لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ). ومن المعروف أنّه يجب دفن الشعر بعد قصّه حاله كحال الأظافر وأي قطعة من جسد المسلم أو المسلمة تقطع أو تبتر. كما يحرّم ديننا الإسلامي الحنيف لبس الباروكة؛ لأن ذلك نوع من الوصل، وقد (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة).

قانونياً، لا تعتبر تجارة بيع الشعر مخالفة للقوانين، فلم يتم محاسبة أو مقاضاة أي شخص يقوم بها. مع ازدياد عدد سماسرة بيع الشعر بشكل لافت.

وتكمن الإرهاصات الناتجة عن هذه الظاهرة، أنّها نوع من تسليع المرأة سورية كانت أم فلسطينية، وأن المجتمع حالياً أضطر لتقبّلها بعدما كان يرفضها رفضاً باتاً، مما فكك العادات والأعراف داخل المجتمع الذي يعرف بطبيعته المحافظة، وذلك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وتدهور الحالة المادية لكثير من العائلات.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20474

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

في كتابه (زوجات الأنبياء) يذكر الدكتور مصطفى مراد وهو عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، قصة مشهورة عن زوجة النبي أيوب عليهما السلام وهي منشأ وفي حديث آخر ليا بنت يوسف بن يعقوب، التي تزوجها نبي الله أيوب، لحسبها ونسبها وجمالها و دينها، وقد وهب الله أيوب الكثير من المال وأسبغ عليه نعمه، فتملّك الأراضي المتسعة والأنعام والمواشي والعبيد، إلى الحد الذي تردد فيه أن أيوب عليه السلام كان يمتلك أرض حوران كلها، وابتلى الله أيوب فيما بعد بكل ذلك وضاقت حاله، حتى اضطرت زوجته التقية النقية ليا بنت يوسف بن يعقوب عليهم السلام لبيع ضفائر شعرها لتشتري طعاماً لزوجها السقيم. وعندما علم سيدنا أيوب بذلك الأمر، أقسم أن يجلدها مائة سوط إذا تعافى وبقية القصة معروفة. ولكن نستنتج مما تقدم أن الفقر وضيق اليد يدفعان المرأة لبيع أغلى وأحلى ما تملك كضفائر شعرها على الرغم أن هذا الأمر مزعج جداً ويعتبر من المحرمات لدى الرجال كونه يمسّ أعراضهم.

إن سوء الأوضاع الاقتصادية وانهيار الليرة السّورية، وانخفاض قيمة الرواتب الحكومية -(راتب الموظف من حملة الشهادة الجامعية يعادل 35 دولار) - وضعف القدرة الشّرائية ووجود الكثير من العائلات بلا معيل بسبب الحرب، دفع العديد من العائلات السّورية والفلسطينية إلى الانخراط في تجارة بيع الشّعر لتوفير مصدر مالي رديف. حيث يتم استخدام الشعر الطبيعي بشكل أساسي لصنع الشّعر المستعار وفي فرش المكياج وصناعة الدمى. وتنشط تجارة بيع الشّعر عبر الإنترنت حيث تقوم فتيات بقص شعورهن والاحتفاظ بالضفائر، ليصورنها ثم يعرضنها للبيع، وتكون الزبونات عادة من محلات الحلاقة.

أصحاب صالونات التجميل والكوافيرات هم المشترون الرئيسيون للشعر الذي يستخدم بشكل رئيسي في الشّعر المستعار ووصلات الشّعر. وهم يقومون بالإعلان عن رغبتهم بشراء الشّعر ويقومون بعملية الترويج لابتياعه ولبيعه أيضاً، وقد أصبحت وللأسف الشديد هذه التجارة رائجة ورابحة لديهم.

 ولدى سؤال صاحبة مركز تجميل عن الأسعار في السوق، قالت: "إن سعر الشعر المقصوص يختلف حسب نوعية الشّعر وسمكه وقوته ولونه وطوله، لا أحد يرغب بالشعر المتجعد إلا في حالات النادرة وهي مرضية فقط.  ففي حادثة تُدلل على ذلك أن سيدة ثرية فقدت شعرها بسبب مرض خبيث طلبت شعراً مجعداً وأرسلت لنا صوراً لها ليطابق الشعر الذي سيشتريه صالون التجميل لها، في حين أنّ الشّعر المسترسل هو الأعلى ثمناً وإن كان مسترسلا وأشقر فهو من أبهظ وأثمن الأنواع، لذلك لكل نوع ولون للضفائر سعر محدد وهو يتراوح بين مليون إلى 4 ملايين ليرة، ويعد الشّعر البكر من أغلى أنواع الشعر، وهو شعر لم يقص سابقاً".

ومن المؤكد أن هذه التجارة لا تتم علانية، بل تتم في الخفاء عبر الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك مجموعات منتشرة على الفيسبوك مخصصة لبيع وشراء الشّعر الطبيعي، حيث تنضم المرأة الراغبة ببيع شعرها للمجموعة وتعلن عن ميزات شعرها على مجموعة الفيسبوك، فعلى سبيل المثال لا الحصر بتاريخ 11/6/2024 يوجد في الصفحة ما يقارب تسع منشورات، نذكر منها: " موجود وصلة شعر طبيعي طول 75 ووزن 145 خام للتواصل خاص". وكتبت أخرى " شعر طبيعي خام 100% طول 65 ووزن 160 غ للبيع للتواصل على هل الرقم ........". وكتبت ثالثة " شعر طبيعي مية بلمية ومضطرة على بيعتو مو مصبوع لبنت عمرها 8 سنين". مع قيامهن بنشر صور للشعر المقصوص. وقد تصل عدد المنشورات عن بيع الشعر لأكثر من عشر منشورات يومياً، مما يدلل على رواج هذه التجارة والتنافس الحاصل بين السّيدات.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تجارة الشّعر الطبيعي أمست رائجة ومقبولة في المجتمع السّوري والفلسطيني، لأن الشّعر الطبيعي مطلوب أكثر من الصناعي الرخيص سيء المظهر، للسيدات ممن تعاني من حالات مرضية، ولأخريات يسعين للظهور بشكل أنيق يواكب الموضة، إضافة إلى الممثلات في الأعمال الفنية.

وعند لقاء مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا بالسيدة ريم 37عاماً أرملة فقدت زوجها قبل خمس سنوات بسبب الحرب، وهي تعمل على بسطة لبيع الحشائش كالخس والخبيزة والبقدونس والجرجير وتقوم بتقطيف الملوخية وتبيعها مقطفّة وفرط البازيلاء والفول. أخبرتنا ريم بصوت منخفض والخجل يكسو محياها، أنّها حديثاً قامت ببيع ضفائر شعرها مقابل 100 دولار، وعند سؤالها عن سبب بيعها لشعرها، قالت إنه لم يخطر ببالها في يوم ما أن تبيع شعرها مضيفة أن اليأس وضيق اليد دفعاها لبيع شعرها، حيث إنّها بلا زوج، فليس هناك أي فرق عندها من أن تكون حليقة الرأس أو تمتلك ضفائراً طويلة، فهي لمن ستعتني به وتسرّحه بعدما فقدت زوجها؟ فهو شيء لم يعد له أي قيمة بالنسبة لها، وتابعت أن الدفعات المالية لوكالة الأونروا أصبحت منخفضة جداً، بعد أن كانت تعتمد عليها بشكل رئيسي هي وعائلتها، وأخبرتنا ريم بحنقة، أنها لا تجد أحياناً المال لشراء الشّامبو أو البلسم لغسيل شعرها كما كانت العادة قبل عدة سنوات، فتضطر اليوم هي وابنتيها لغسل شعورهن بسائل الجلي المعروف ب (لودالين).

وعند لقائنا بالأستاذ أبو أحمد وهو مدرّس للصفوف الابتدائية، أخبرنا أنه لاحظ أن بعض التلميذات، يرتدين الحجاب وهن في الصف الأول أو الثاني أو الثالث الابتدائي، وهو أمر غريب نوعاً ما، وقد انتبه أن إحداهن حليقة الرأس، فاعتقد أن عائلاتها قامت بذلك لانتشار القمل والصئبان بغدائر شعرها وقامت بحلاقة شعرها للقضاء عليه وهي طريقة متبّعة في مكافحة القمل، لكنه سمع في أحد الدروس إحدى زميلاتها تعايرها بأنها "إم صلعة" باعت شعرها لكي يسافر شقيقها الأكبر لتركيا هرباً من خدمة العلم".

وفي جانب آخر، التقينا بأم محمّد 33 عاماً متزوجة وهي أمّ ثلاثة أطفال، أخبرتنا أنها رفضت مراراً وتكراراً بيع شعرها، لأن ذلك الأمر يغضب زوجها منها وقد أخبرها أنه سيقوم بتطليقها عندما فاتحته بموضوع بيع شعرّها لأول مرة تزامنت مع تدهور وضعهم المادي وتراكم الديون عليهم، كونه يحب شعرها كثيراً، مع العلم أنّه عامل بناء وحالتهم المادية غير مستقرة ويستدينون ثمن الطعام. وعلمت أم محمّد من إحدى الجارات أن الأسعار تصل للملايين، لكن زوجها رفض ذلك رفضاً قاطعاً واعتبره حرام شرعاً وأنّه قلّة شرف حسب وصفه ولا يبرره أي شيء وقد وضع نصب عينيه " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه" وأن الله سيرزقهم ولن يطعموا أولادهم إلا من الكسب الحلال.

دينياً، اتّفق الفقهاء على عدم جواز الانتفاع بشَعْر الآدميّ بيعاً واستعمالاً، لأنّ الآدميّ مكرّم، لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ). ومن المعروف أنّه يجب دفن الشعر بعد قصّه حاله كحال الأظافر وأي قطعة من جسد المسلم أو المسلمة تقطع أو تبتر. كما يحرّم ديننا الإسلامي الحنيف لبس الباروكة؛ لأن ذلك نوع من الوصل، وقد (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة).

قانونياً، لا تعتبر تجارة بيع الشعر مخالفة للقوانين، فلم يتم محاسبة أو مقاضاة أي شخص يقوم بها. مع ازدياد عدد سماسرة بيع الشعر بشكل لافت.

وتكمن الإرهاصات الناتجة عن هذه الظاهرة، أنّها نوع من تسليع المرأة سورية كانت أم فلسطينية، وأن المجتمع حالياً أضطر لتقبّلها بعدما كان يرفضها رفضاً باتاً، مما فكك العادات والأعراف داخل المجتمع الذي يعرف بطبيعته المحافظة، وذلك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وتدهور الحالة المادية لكثير من العائلات.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20474