map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

كابتاغون تحت الخيام.. مخيمي دير بلوط والمحمدية

تاريخ النشر : 16-07-2024
كابتاغون تحت الخيام.. مخيمي دير بلوط والمحمدية

مجموعة العمل | شمال سورية 
شهدت سورية خلال السنوات السابقة نقلات كبيرة في تجارة المخدرات تصنيعاً وترويجاً، يصاحبها تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغياب الحاضر المشرق علاوة على المستقبل الواعد للشباب، وغدا آلاف الشباب ضحايا لهذه الآفة التي غزت المجتمع، ولم يكن النازحون الشباب بعيداً عن الانزلاق في حفرة الإدمان وتعاطي المخدرات كما يحصل لدى النازحين الفلسطينيين والسوريين شمال سورية.
وفق احصائيات غير رسمية يقيم قرابة (1488) لاجئاً فلسطينياً في ثلاث مناطق رئيسية في الشمال وهي منطقة إدلب وريفها ومنطقة عفرين (غصن الزيتون) وريف حلب الشمالي (درع الفرات)، كانوا قد هجرتهم القوات السورية من مخيم اليرموك وجنوب دمشق وخان الشيح وغيرها من المناطق.
مخيمي دير بلوط والمحمدية 
في مخيمي دير بلوط والمحمدية بريف عفرين الذي يعيش فيهما قرابة 200 عائلة فلسطينية في خيام، يشكو الأهالي من انتشار ظاهرة المخدرات بين أبنائهم بحسب ما يحدثنا أحد شباب المخيم خالد الأحمد -اسم مستعار، ويقول إن المخدرات الأكثر رواجاً تتضمن الحشيش والكابتاغون، وينقسم المتعاطون إلى عمال يعملون بالمياومة يرَون أن تناول حبوب الكابتاغون يعطيهم النشاط والقوة ويعملون من الصباح إلى المساء دون تعب، وآخرون يتعاطون الكابتاغون والحشيش لأن حياتهم بائسة وأوضاعهم المعيشية في المخيمين صعبة وحالة النزوح تجبرهم على اللجوء إلى المخدرات.
يشير خالد أن غالبية المتعاطين في المخيمين من العمال، والعديد منهم في سن الأربعينات، وينظر بعين الشفقة إلى حالهم الذي وصلوا إليه، ويذكر قصة شاب فلسطيني متزوج كان يتعاطى المخدرات وقُبض عليه وسُجن لأشهر عديدة ولدت خلالها زوجته، وعاشت خلالها فترة عصيبة بلا مورد مالي ولا معين، وبعد خروج زوجها من السجن عاد إلى عادته القديمة السيئة دون رادع.
وبحسب مراكز علمية، فأن المادة الأساسية في معظم أقراص الكابتاغون هي الأمفيتامين، وهي مادة تحفز الجهاز العصبي المركزي، وقد تؤدي الى الإدمان، ومن بين أثارها أنها تسهم في زيادة التركيز والأداء البدني، وبالسيطرة والثقة بالنفس، وبالرغبة بالتواجد مع الآخرين والإكثار من الحديث، كما تزيد الطاقة وتخفف القابلية على الطعام، وتشعر أنك اقوى وأنك مهما فعلت، ستفعله بشكل أفضل، مع أن هذا ليس بالضرورة صحيحاً.
أسباب انتشار المخدرات
بحسب أبناء المخيمين، تعود أسباب انتشار المخدرات وخاصة الكابتاغون إلى قلة الوازع الأخلاقي والديني لدى الشباب في المخيمين، فقدان الناصح وقلة التوعية بمخاطر المخدرات فلا يوجد برامج ونشاطات لمعالجة المشكلة والتحذير من مخاطرها، هروب العديد من النازحين من واقعهم المتردي في المخيمين، ضعف التعليم والتوجيهات التربوية التي تربي الأطفال والناشئة على العلم والتعلم والأخلاق الحميدة.
يعاني النازحون في مخيمي دير بلوط والمحمدية من عدم توفر أدنى مقومات الحياة، وشحّ المساعدات الإغاثية وسوء التغذية والتسرب المدرسي وقلة ذات اليد، كما تشكو العائلات السورية والفلسطينية من قلة مواد التدفئة خلال فصل الشتاء، ونقصاً حاداً في مياه الشرب، حيث كمية مياه الشرب التي تحصل عليها العائلة تكاد لا تكفي للطبخ والشرب، مما يضطرها لشراء كمية إضافية من المياه من الصهاريج المتجولة بهدف استخدامها للاستحمام والغسيل.
كيفية الحصول على المخدرات
بحسب مصادر في مخيم دير بلوط، تأتي المخدرات وحبوب الكابتاغون من مناطق الحكومة السورية، وتصل لمناطق ما يُسمى غصن الزيتون عبر مهربين يحصلون عليها من ضباط وجنود سوريون في القوات الحكومة السورية.
كما يُشار إلى تورط عناصر لواء القدس الذي ينشط في حلب وريفها وشمال سورية، ببيع المخدرات والحشيش وحبوب الكبتاجون في حلب وريفها، وتورط قيادات وعناصر في اللواء بإدارة شبكات لبيع وترويج المخدرات، مستغلين الحصانة الأمنية وتوفر خطوط تهريبها من لبنان عبر قوات ما يسمى الدفاع الوطني.
دور الشرطة العسكرية
تعمل الشرطة العسكرية التابعة لـ "لائتلاف الوطني السوري" لضبط الأمن والاستقرار في عفرين وريفها، وتشنّ بين الحين والآخر حملات أمنية وملاحقات لتجار ومتعاطي المخدرات، وألقت القبض خلال السنوات الماضية العديد منهم في مخيمات النزوح وفي مخيمي دير بلوط والمحمدية، وأعلنت في أخبار سابقة أنها أوقفت شحنات تهريب للمخدرات والعديد من المهربين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة، والمواد التي كشفت عنها، مادة "اتش بوز"، والحشيش وحبوب الكابتاغون، وتتراوح الأحكام الصادرة بحق المتعاطين والتجار بين العام وتمتد لسنوات عدة، ودفع كفالة مالية بمئات الدولارات.
دور المنظمات والمؤسسات
أجرت العديد من المنظمات الأهلية تحليلاً لمشكلة تعاطي المخدرات في المخيمين بهدف معرفة أسباب وظروف المشكلة، ومن أجل وضع خطة للعمل للتخفيف منها، وعقدت جلسات حوارية للمهتمين وأصحاب الخبرة من سكان مخيم المحمدية، لكن لم تكن ذا تأثير كبير في التخفيف من الظاهرة المنتشرة.
تغيب في شمال سورية وكالة الأونروا التي تتنصل من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين في شمالي سورية، على الرغم من وقوعهم ضمن مناطق مسؤولياتها المفوضة بها أممياً، وبذلك يُحرم آلاف النازحين الفلسطينيين من خدمات الوكالة التعليمية والصحية والخدماتية من مدارس ومراكز ثقافية وتوعوية وصحية وغيرها من خدمات تدعم مجتمع اللاجئين الفلسطينيين.
محاسبة على ورق
كان مجلس النواب الأميركي قد أجاز قبل أشهر، مشروع قانون "الكبتاغون 2" الذي يمنح الحكومة الأميركية صلاحيات موسعة لمحاسبة "النظام السوري" والشبكات المرتبطة به وجميع من ينشط أو ينخرط في الاتجار بالمخدرات، كما نص مشروع القانون، ويوضح المشروع أن التصنيع الضخم للكبتاغون وإنتاج مواده الأولية في المناطق الخاضعة لسلطة "النظام السوري" قد تطورا إلى درجة تهدّد الأمنين الإقليمي والدولي.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20484

مجموعة العمل | شمال سورية 
شهدت سورية خلال السنوات السابقة نقلات كبيرة في تجارة المخدرات تصنيعاً وترويجاً، يصاحبها تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغياب الحاضر المشرق علاوة على المستقبل الواعد للشباب، وغدا آلاف الشباب ضحايا لهذه الآفة التي غزت المجتمع، ولم يكن النازحون الشباب بعيداً عن الانزلاق في حفرة الإدمان وتعاطي المخدرات كما يحصل لدى النازحين الفلسطينيين والسوريين شمال سورية.
وفق احصائيات غير رسمية يقيم قرابة (1488) لاجئاً فلسطينياً في ثلاث مناطق رئيسية في الشمال وهي منطقة إدلب وريفها ومنطقة عفرين (غصن الزيتون) وريف حلب الشمالي (درع الفرات)، كانوا قد هجرتهم القوات السورية من مخيم اليرموك وجنوب دمشق وخان الشيح وغيرها من المناطق.
مخيمي دير بلوط والمحمدية 
في مخيمي دير بلوط والمحمدية بريف عفرين الذي يعيش فيهما قرابة 200 عائلة فلسطينية في خيام، يشكو الأهالي من انتشار ظاهرة المخدرات بين أبنائهم بحسب ما يحدثنا أحد شباب المخيم خالد الأحمد -اسم مستعار، ويقول إن المخدرات الأكثر رواجاً تتضمن الحشيش والكابتاغون، وينقسم المتعاطون إلى عمال يعملون بالمياومة يرَون أن تناول حبوب الكابتاغون يعطيهم النشاط والقوة ويعملون من الصباح إلى المساء دون تعب، وآخرون يتعاطون الكابتاغون والحشيش لأن حياتهم بائسة وأوضاعهم المعيشية في المخيمين صعبة وحالة النزوح تجبرهم على اللجوء إلى المخدرات.
يشير خالد أن غالبية المتعاطين في المخيمين من العمال، والعديد منهم في سن الأربعينات، وينظر بعين الشفقة إلى حالهم الذي وصلوا إليه، ويذكر قصة شاب فلسطيني متزوج كان يتعاطى المخدرات وقُبض عليه وسُجن لأشهر عديدة ولدت خلالها زوجته، وعاشت خلالها فترة عصيبة بلا مورد مالي ولا معين، وبعد خروج زوجها من السجن عاد إلى عادته القديمة السيئة دون رادع.
وبحسب مراكز علمية، فأن المادة الأساسية في معظم أقراص الكابتاغون هي الأمفيتامين، وهي مادة تحفز الجهاز العصبي المركزي، وقد تؤدي الى الإدمان، ومن بين أثارها أنها تسهم في زيادة التركيز والأداء البدني، وبالسيطرة والثقة بالنفس، وبالرغبة بالتواجد مع الآخرين والإكثار من الحديث، كما تزيد الطاقة وتخفف القابلية على الطعام، وتشعر أنك اقوى وأنك مهما فعلت، ستفعله بشكل أفضل، مع أن هذا ليس بالضرورة صحيحاً.
أسباب انتشار المخدرات
بحسب أبناء المخيمين، تعود أسباب انتشار المخدرات وخاصة الكابتاغون إلى قلة الوازع الأخلاقي والديني لدى الشباب في المخيمين، فقدان الناصح وقلة التوعية بمخاطر المخدرات فلا يوجد برامج ونشاطات لمعالجة المشكلة والتحذير من مخاطرها، هروب العديد من النازحين من واقعهم المتردي في المخيمين، ضعف التعليم والتوجيهات التربوية التي تربي الأطفال والناشئة على العلم والتعلم والأخلاق الحميدة.
يعاني النازحون في مخيمي دير بلوط والمحمدية من عدم توفر أدنى مقومات الحياة، وشحّ المساعدات الإغاثية وسوء التغذية والتسرب المدرسي وقلة ذات اليد، كما تشكو العائلات السورية والفلسطينية من قلة مواد التدفئة خلال فصل الشتاء، ونقصاً حاداً في مياه الشرب، حيث كمية مياه الشرب التي تحصل عليها العائلة تكاد لا تكفي للطبخ والشرب، مما يضطرها لشراء كمية إضافية من المياه من الصهاريج المتجولة بهدف استخدامها للاستحمام والغسيل.
كيفية الحصول على المخدرات
بحسب مصادر في مخيم دير بلوط، تأتي المخدرات وحبوب الكابتاغون من مناطق الحكومة السورية، وتصل لمناطق ما يُسمى غصن الزيتون عبر مهربين يحصلون عليها من ضباط وجنود سوريون في القوات الحكومة السورية.
كما يُشار إلى تورط عناصر لواء القدس الذي ينشط في حلب وريفها وشمال سورية، ببيع المخدرات والحشيش وحبوب الكبتاجون في حلب وريفها، وتورط قيادات وعناصر في اللواء بإدارة شبكات لبيع وترويج المخدرات، مستغلين الحصانة الأمنية وتوفر خطوط تهريبها من لبنان عبر قوات ما يسمى الدفاع الوطني.
دور الشرطة العسكرية
تعمل الشرطة العسكرية التابعة لـ "لائتلاف الوطني السوري" لضبط الأمن والاستقرار في عفرين وريفها، وتشنّ بين الحين والآخر حملات أمنية وملاحقات لتجار ومتعاطي المخدرات، وألقت القبض خلال السنوات الماضية العديد منهم في مخيمات النزوح وفي مخيمي دير بلوط والمحمدية، وأعلنت في أخبار سابقة أنها أوقفت شحنات تهريب للمخدرات والعديد من المهربين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة، والمواد التي كشفت عنها، مادة "اتش بوز"، والحشيش وحبوب الكابتاغون، وتتراوح الأحكام الصادرة بحق المتعاطين والتجار بين العام وتمتد لسنوات عدة، ودفع كفالة مالية بمئات الدولارات.
دور المنظمات والمؤسسات
أجرت العديد من المنظمات الأهلية تحليلاً لمشكلة تعاطي المخدرات في المخيمين بهدف معرفة أسباب وظروف المشكلة، ومن أجل وضع خطة للعمل للتخفيف منها، وعقدت جلسات حوارية للمهتمين وأصحاب الخبرة من سكان مخيم المحمدية، لكن لم تكن ذا تأثير كبير في التخفيف من الظاهرة المنتشرة.
تغيب في شمال سورية وكالة الأونروا التي تتنصل من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين في شمالي سورية، على الرغم من وقوعهم ضمن مناطق مسؤولياتها المفوضة بها أممياً، وبذلك يُحرم آلاف النازحين الفلسطينيين من خدمات الوكالة التعليمية والصحية والخدماتية من مدارس ومراكز ثقافية وتوعوية وصحية وغيرها من خدمات تدعم مجتمع اللاجئين الفلسطينيين.
محاسبة على ورق
كان مجلس النواب الأميركي قد أجاز قبل أشهر، مشروع قانون "الكبتاغون 2" الذي يمنح الحكومة الأميركية صلاحيات موسعة لمحاسبة "النظام السوري" والشبكات المرتبطة به وجميع من ينشط أو ينخرط في الاتجار بالمخدرات، كما نص مشروع القانون، ويوضح المشروع أن التصنيع الضخم للكبتاغون وإنتاج مواده الأولية في المناطق الخاضعة لسلطة "النظام السوري" قد تطورا إلى درجة تهدّد الأمنين الإقليمي والدولي.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20484