map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

رواتب عوائل الشّهداء بين سندان العقوبات الإسرائيلية ومطرقة سعر الصّرف السّوري

تاريخ النشر : 23-07-2024
رواتب عوائل الشّهداء بين سندان العقوبات الإسرائيلية ومطرقة سعر الصّرف السّوري

فايز أبو عيد || مجموعة العمل 
مؤسسة رعاية أسر الشّهداء والجرحى هي إحدى مؤسسات منظمة التّحرير الفلسطينية، تأسست مع انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965م، لترعى اسر شهداء وجرحى القضية الفلسطينية بشتى انتماءاتهم، غايتها تحقيق الرفاهية والرعاية الاجتماعية لأسر الشهداء والجرحى وفاء لتضحياتهم وتكريما لهم.
وهي تضم أسر شهداء الثورة الفلسطينية سواء كان متزوجا أو أعزب، إضافة إلى الجرحى وخاصة ذوي الإعاقات الدائمة، وأخيرا ضحايا الاحتلال والحروب الخاصة بالقضية الفلسطينية، حتى لو كانوا عربا والتحقوا بالثورة ويقيموا داخل الأراضي الفلسطينية.
دور هذه المؤسسة كان الوقوف بجوار أسرة الشهيد ورعاية عائلته وأولاده، ومع استمرار الثورة ازداد عدد الشهداء مما استدعى فتح مكتب في الأردن في العام 1968م، وبعد أحداث أيلول رحلت الثورة الفلسطينية إلى السّاحة السّورية حيث انتقل مكتب المؤسسة إلى سوريا ومن ثم تم فتح مكتب في السّاحة اللبنانية عندما أصبح التواجد الأساسي للثورة الفلسطينية في هذه الساحة.
ولليوم مازال قائما مكتب أسر الشهداء في العاصمة السورية دمشق، والمستفيدين منه ليسوا فقط من الفلسطينيين، بل تضم أيضا الشّهداء العرب السّوريين المناضلين اللذين استشهدوا في سبيل القضية الفلسطينية.
تستفيد عائلة الشّهيد من الراتب الشّهري المقدم من مؤسسة أسر الشهداء، فإن كان الشّهيد متزوجا حين استشهاده، فالرّاتب يصرف لزوجته حتى وفاتها، كما يستمر صرفه لأي واحدة من بناته في حال لم تتزوج وكانت عزباء، وفي حال تزوجت يتوقف الراتب، ويعود صرفه لها إن طُلِقت فيما بعد.
وإن كان الشّهيد عازبا حين استشهاده، فهو يصرف لوالدته وأخواته حتى وفاتهن، ويتوقف إن تزوجت الأخوات، ويعود صرفه إن طلقت كما في الحالة السّابقة.
وحتى يومنا هذا، تتعرض السلطة الوطنية الفلسطينية لعقوبات اقتصادية لصرفها لرواتب الشهداء والأسرى والجرحى، وهناك حسم يصل ل 30% من أموال المقاصة، تقوم دولة الاحتلال بسرقته جهارا نهارا، ويعلم الجميع حجم الضغوطات التي مورست على الفلسطينيين لتجميد صرف رواتب الشهداء.
السّبب الذي أدى لصرف 80% من الراتب الشهري، وعدم انتظام موعد صرف الرواتب.
وفي سوريا وبالرغم من عمق الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وفقدان الليرة السورية لقيمتها الاقتصادية، يصرّ البنك المركزي السوري على عدة أمور مجحفة بحق أسر الشهداء وعائلاتهم.
أولا، تحوّل الأموال من عمّان إلى البنك المركزي السّوري، ويصرف الرّاتب بالعملة السّورية لا بالدولار الأمريكي.
ثانيا، تقوم البنوك السّورية بصرف الرواتب من حساباتها التي تم تحويل المبلغ عليها، وتحمل كل عائلة شهيد بطاقة تسحب من خلالها الراتب.
ثالثا، يصرف الراتب الشّهري حسب ما يحدده البنك المركزي لسعر الدّولار الأمريكي، مع اعتبار أسر الشّهداء من الشخصيات الاعتبارية، وهذا يعني سعر صرف أقل، مما يفقد الراتب الشهري الكثير من قيمته، فهو لا يصرف حسب سعر صرفه الطبيعي في سوريا، أو كما يسمى ( السّوق السوداء )، فعلى سبيل المثال إن كان سعر صرف الدولار في السوق 13 ألف ليرة سورية، يحسب ب 10 آلاف ليرة سورية، وهذا الشيء ذاته ينطبق على موظفي وكالة الأونروا مما أجبر الكثير منهم على نقل اعتماد رواتبهم من دمشق إلى العاصمة الأردنية عمّان أو العاصمة اللبنانية بيروت.
لا يشمل هذا الموضوع أسر الشّهداء وموظفي وكالة الأونروا فقط، بل المساعدات الدورية التي تقدمها الأونروا للعائلات الفلسطينية في سوريا ومتفرغي الفصائل الفلسطينية المقيمين في سوريا.
وقد قابلت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، أكثر من عائلة شهيد في العاصمة السورية دمشق، وفي مخيم النيرب في حلب ومخيم الرمل في اللاذقية، وجميعها رفضت التصريح باسمها خوفا من الملاحقة القانونية، وقد طالبت بشدة منظمة التحرير الفلسطينية بان تطلب من السلطات السورية بأن تصرف رواتبهم بالدولار الأمريكي أو ما يعادله، كي يتحقق الهدف الرئيسي لمؤسسة أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وهو تحقيق حياة كريمة لأسر من ضحوا بأرواحهم في سبيل القضية الفلسطينية العادلة.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20504

فايز أبو عيد || مجموعة العمل 
مؤسسة رعاية أسر الشّهداء والجرحى هي إحدى مؤسسات منظمة التّحرير الفلسطينية، تأسست مع انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965م، لترعى اسر شهداء وجرحى القضية الفلسطينية بشتى انتماءاتهم، غايتها تحقيق الرفاهية والرعاية الاجتماعية لأسر الشهداء والجرحى وفاء لتضحياتهم وتكريما لهم.
وهي تضم أسر شهداء الثورة الفلسطينية سواء كان متزوجا أو أعزب، إضافة إلى الجرحى وخاصة ذوي الإعاقات الدائمة، وأخيرا ضحايا الاحتلال والحروب الخاصة بالقضية الفلسطينية، حتى لو كانوا عربا والتحقوا بالثورة ويقيموا داخل الأراضي الفلسطينية.
دور هذه المؤسسة كان الوقوف بجوار أسرة الشهيد ورعاية عائلته وأولاده، ومع استمرار الثورة ازداد عدد الشهداء مما استدعى فتح مكتب في الأردن في العام 1968م، وبعد أحداث أيلول رحلت الثورة الفلسطينية إلى السّاحة السّورية حيث انتقل مكتب المؤسسة إلى سوريا ومن ثم تم فتح مكتب في السّاحة اللبنانية عندما أصبح التواجد الأساسي للثورة الفلسطينية في هذه الساحة.
ولليوم مازال قائما مكتب أسر الشهداء في العاصمة السورية دمشق، والمستفيدين منه ليسوا فقط من الفلسطينيين، بل تضم أيضا الشّهداء العرب السّوريين المناضلين اللذين استشهدوا في سبيل القضية الفلسطينية.
تستفيد عائلة الشّهيد من الراتب الشّهري المقدم من مؤسسة أسر الشهداء، فإن كان الشّهيد متزوجا حين استشهاده، فالرّاتب يصرف لزوجته حتى وفاتها، كما يستمر صرفه لأي واحدة من بناته في حال لم تتزوج وكانت عزباء، وفي حال تزوجت يتوقف الراتب، ويعود صرفه لها إن طُلِقت فيما بعد.
وإن كان الشّهيد عازبا حين استشهاده، فهو يصرف لوالدته وأخواته حتى وفاتهن، ويتوقف إن تزوجت الأخوات، ويعود صرفه إن طلقت كما في الحالة السّابقة.
وحتى يومنا هذا، تتعرض السلطة الوطنية الفلسطينية لعقوبات اقتصادية لصرفها لرواتب الشهداء والأسرى والجرحى، وهناك حسم يصل ل 30% من أموال المقاصة، تقوم دولة الاحتلال بسرقته جهارا نهارا، ويعلم الجميع حجم الضغوطات التي مورست على الفلسطينيين لتجميد صرف رواتب الشهداء.
السّبب الذي أدى لصرف 80% من الراتب الشهري، وعدم انتظام موعد صرف الرواتب.
وفي سوريا وبالرغم من عمق الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وفقدان الليرة السورية لقيمتها الاقتصادية، يصرّ البنك المركزي السوري على عدة أمور مجحفة بحق أسر الشهداء وعائلاتهم.
أولا، تحوّل الأموال من عمّان إلى البنك المركزي السّوري، ويصرف الرّاتب بالعملة السّورية لا بالدولار الأمريكي.
ثانيا، تقوم البنوك السّورية بصرف الرواتب من حساباتها التي تم تحويل المبلغ عليها، وتحمل كل عائلة شهيد بطاقة تسحب من خلالها الراتب.
ثالثا، يصرف الراتب الشّهري حسب ما يحدده البنك المركزي لسعر الدّولار الأمريكي، مع اعتبار أسر الشّهداء من الشخصيات الاعتبارية، وهذا يعني سعر صرف أقل، مما يفقد الراتب الشهري الكثير من قيمته، فهو لا يصرف حسب سعر صرفه الطبيعي في سوريا، أو كما يسمى ( السّوق السوداء )، فعلى سبيل المثال إن كان سعر صرف الدولار في السوق 13 ألف ليرة سورية، يحسب ب 10 آلاف ليرة سورية، وهذا الشيء ذاته ينطبق على موظفي وكالة الأونروا مما أجبر الكثير منهم على نقل اعتماد رواتبهم من دمشق إلى العاصمة الأردنية عمّان أو العاصمة اللبنانية بيروت.
لا يشمل هذا الموضوع أسر الشّهداء وموظفي وكالة الأونروا فقط، بل المساعدات الدورية التي تقدمها الأونروا للعائلات الفلسطينية في سوريا ومتفرغي الفصائل الفلسطينية المقيمين في سوريا.
وقد قابلت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، أكثر من عائلة شهيد في العاصمة السورية دمشق، وفي مخيم النيرب في حلب ومخيم الرمل في اللاذقية، وجميعها رفضت التصريح باسمها خوفا من الملاحقة القانونية، وقد طالبت بشدة منظمة التحرير الفلسطينية بان تطلب من السلطات السورية بأن تصرف رواتبهم بالدولار الأمريكي أو ما يعادله، كي يتحقق الهدف الرئيسي لمؤسسة أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وهو تحقيق حياة كريمة لأسر من ضحوا بأرواحهم في سبيل القضية الفلسطينية العادلة.

 

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20504