map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

أمهات بلا أبناء

تاريخ النشر : 25-07-2024
أمهات بلا أبناء

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

ليس خافياً على أحد أن المرأة في مجتمعنا العربي يتم انتقاص حقوقها بشكل ملحوظ، هذا الانتقاص ينافي كل الشرائع والأديان السماوية، واللافت للنظر أن هناك تقاطع وتوافق تام بين المجتمع الذكوري ضد المرأة، حتى لو كانت هذه المرأة ابنة أو اختاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يحصل الانفصال بين الرجل وزوجته تطالب عائلة الزوجة من ابنتها أو أختها أن تتنازل عن الأبناء  لصالح الزوج كعقوبة له كونها قام بتطليقها، وهناك عبارة شائعة تقول " ارمليه أولاده وخلفته بوجوه"، حتى يتم تحميله مسؤولية تربية الأبناء، ولأن هؤلاء الأبناء " مش ولادنا " وبالتالي وحسب تفكير العائلة أن وجود الأبناء بحضانة والدتهم يعيقها من الزواج مرة أخرى، وهذا ظلم بائن.

 والغريب حقيقة أن المرأة ذاتها تشارك في ظلم نفسها وتستجيب لعائلتها، وبدورنا سنحاول تسليط الضوء على هذه الظاهرة وسنسرد بعض الحالات التي حدثت في عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا.

أخبرنا سامي وهو اسم مستعار، أنه بعد استحالة الحياة الزوجية مع زوجته وتفاقم الخلافات بينهما قرّر تطليقها، ولأن القانون السّوري يحفظ حقوق الأمومة للزوجة حتى سن الخامسة عشرة، ويفرض على الزوج رؤية أولاده أسبوعياً في مركز الإراءة لفترة لا تتجاوز الساعتين، قام بإرسال عدة وفود للتوسط له عند عائلة زوجته كي يمضي أطفاله ليلة واحدة في الأسبوع معه ومع جدهم وجدتهم، إلا أن كل الوساطات باءت بالفشل.

 لكن المفارقة العجيبة تحدث عندما قرر سامي الزواج من فتاة أخرى ورفض ردّ طليقته لعصمته، فكان رد طليقته السابقة أن قامت بإرسال الأولاد له في ليلة عرسه بالتحديد، وتتنازل له عن حقها المشروع في حضانتهم، فهي تريد حسب قول سامي أن تخرّب له ليلة زفافه، وتفسد عليه فرحته، وهذا المقصد واضح ولا جدال فيه.

ويتابع سامي أن فرحته كانت عارمة عند عودة أطفاله له، أكثر من فرحته بزوجته الجديدة، وأن زوجته لم تنتقم منه حسب اعتقادها، بل هي انتقمت من نفسها بحرمانها من أطفالها بصنع يديها.

وعلى الجانب الآخر، التقت مجموعة العمل بالسيدة ريما وهو أيضاً اسم مستعار، ولريما قصة حزينة جداً، لا يحتملها قلب، وهي تؤكد على النظرة الدونية للرجال تجاه المرأة، فهم يتعاملون معها بفوقية وتعجرف كبيرين.

 انفصلت ريما عن زوجها الذي كان يضربها هو ووالده، بعدما قام والده بصفعها على وجهها لسبب تافه وسخيف، وبعد انفصالهما ولأن ريما فتاة مثقفة و ابنة عائلة محترمة ومناضلة قضى والدها جلّ عمره في مقارعة الاحتلال، كانت ترسل ابنها الوحيد لزيارة أبيه، دون الحاجة للجوء للمحاكم أو الإراءة، ولكن الوالد وعائلته استغلوا هذه الطيبة والكرم الأخلاقي من ريما وعائلتها.

وفي صباح أحد الأيام السوداء كما تصفها ريما، أرسلت عائلة طليقها أحد الجيران لمنزلهم، وأبلغهم أنه يريد أن يأخذ ولده كي يشتري له ثياب للمدرسة، وقد تبين فيما بعد أنها حيلة انطوت على جارهم وعلى ريما وعائلتها، فقد اصطحب الوالد ومعه عائلته وابنه إلى بيروت ومن هناك تابع طريق السفر لأوروبا، كانت صدمة ريما لا توصف، فقد بكت كثيراً ولليوم ليس هناك ما يجلي الأحزان عنها لفراقها لابنها، وخصوصا ليس هناك أي طريقة لرؤية ابنها الوحيد سوى هجرتها لأوروبا، وهذا أمر لا تستطيع ريما القيام به لارتفاع تكاليف السفر.

وتأسيساً على ما سبق، نجد أن كلّ من الزوج والزوجة بعد انفصالهما، يسعيان بشكل حثيث للانتقام من بعضهما البعض دون التفكير مسبقا بنتائج هذا الانتقام وما سينسحب عليه من إرهاصات سلبية على أبنائهم، فقد يكون انتقاما بشعا، كانتقام عائلة طليق ريما منها، وقد يكون انتقاما مفيدا، كانتقام زوجة سامي منه، وفي كلا الحالتين نجد أن الأم حُرمت من أبنائها وهذا أمر لا يجوز شرعاً ولا حتى أخلاقياً.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20511

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

ليس خافياً على أحد أن المرأة في مجتمعنا العربي يتم انتقاص حقوقها بشكل ملحوظ، هذا الانتقاص ينافي كل الشرائع والأديان السماوية، واللافت للنظر أن هناك تقاطع وتوافق تام بين المجتمع الذكوري ضد المرأة، حتى لو كانت هذه المرأة ابنة أو اختاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يحصل الانفصال بين الرجل وزوجته تطالب عائلة الزوجة من ابنتها أو أختها أن تتنازل عن الأبناء  لصالح الزوج كعقوبة له كونها قام بتطليقها، وهناك عبارة شائعة تقول " ارمليه أولاده وخلفته بوجوه"، حتى يتم تحميله مسؤولية تربية الأبناء، ولأن هؤلاء الأبناء " مش ولادنا " وبالتالي وحسب تفكير العائلة أن وجود الأبناء بحضانة والدتهم يعيقها من الزواج مرة أخرى، وهذا ظلم بائن.

 والغريب حقيقة أن المرأة ذاتها تشارك في ظلم نفسها وتستجيب لعائلتها، وبدورنا سنحاول تسليط الضوء على هذه الظاهرة وسنسرد بعض الحالات التي حدثت في عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا.

أخبرنا سامي وهو اسم مستعار، أنه بعد استحالة الحياة الزوجية مع زوجته وتفاقم الخلافات بينهما قرّر تطليقها، ولأن القانون السّوري يحفظ حقوق الأمومة للزوجة حتى سن الخامسة عشرة، ويفرض على الزوج رؤية أولاده أسبوعياً في مركز الإراءة لفترة لا تتجاوز الساعتين، قام بإرسال عدة وفود للتوسط له عند عائلة زوجته كي يمضي أطفاله ليلة واحدة في الأسبوع معه ومع جدهم وجدتهم، إلا أن كل الوساطات باءت بالفشل.

 لكن المفارقة العجيبة تحدث عندما قرر سامي الزواج من فتاة أخرى ورفض ردّ طليقته لعصمته، فكان رد طليقته السابقة أن قامت بإرسال الأولاد له في ليلة عرسه بالتحديد، وتتنازل له عن حقها المشروع في حضانتهم، فهي تريد حسب قول سامي أن تخرّب له ليلة زفافه، وتفسد عليه فرحته، وهذا المقصد واضح ولا جدال فيه.

ويتابع سامي أن فرحته كانت عارمة عند عودة أطفاله له، أكثر من فرحته بزوجته الجديدة، وأن زوجته لم تنتقم منه حسب اعتقادها، بل هي انتقمت من نفسها بحرمانها من أطفالها بصنع يديها.

وعلى الجانب الآخر، التقت مجموعة العمل بالسيدة ريما وهو أيضاً اسم مستعار، ولريما قصة حزينة جداً، لا يحتملها قلب، وهي تؤكد على النظرة الدونية للرجال تجاه المرأة، فهم يتعاملون معها بفوقية وتعجرف كبيرين.

 انفصلت ريما عن زوجها الذي كان يضربها هو ووالده، بعدما قام والده بصفعها على وجهها لسبب تافه وسخيف، وبعد انفصالهما ولأن ريما فتاة مثقفة و ابنة عائلة محترمة ومناضلة قضى والدها جلّ عمره في مقارعة الاحتلال، كانت ترسل ابنها الوحيد لزيارة أبيه، دون الحاجة للجوء للمحاكم أو الإراءة، ولكن الوالد وعائلته استغلوا هذه الطيبة والكرم الأخلاقي من ريما وعائلتها.

وفي صباح أحد الأيام السوداء كما تصفها ريما، أرسلت عائلة طليقها أحد الجيران لمنزلهم، وأبلغهم أنه يريد أن يأخذ ولده كي يشتري له ثياب للمدرسة، وقد تبين فيما بعد أنها حيلة انطوت على جارهم وعلى ريما وعائلتها، فقد اصطحب الوالد ومعه عائلته وابنه إلى بيروت ومن هناك تابع طريق السفر لأوروبا، كانت صدمة ريما لا توصف، فقد بكت كثيراً ولليوم ليس هناك ما يجلي الأحزان عنها لفراقها لابنها، وخصوصا ليس هناك أي طريقة لرؤية ابنها الوحيد سوى هجرتها لأوروبا، وهذا أمر لا تستطيع ريما القيام به لارتفاع تكاليف السفر.

وتأسيساً على ما سبق، نجد أن كلّ من الزوج والزوجة بعد انفصالهما، يسعيان بشكل حثيث للانتقام من بعضهما البعض دون التفكير مسبقا بنتائج هذا الانتقام وما سينسحب عليه من إرهاصات سلبية على أبنائهم، فقد يكون انتقاما بشعا، كانتقام عائلة طليق ريما منها، وقد يكون انتقاما مفيدا، كانتقام زوجة سامي منه، وفي كلا الحالتين نجد أن الأم حُرمت من أبنائها وهذا أمر لا يجوز شرعاً ولا حتى أخلاقياً.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20511