map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

درعا.. أبعاد أزمة المياه في بلدة تل شهاب وتداعياتها على قاطنيها

تاريخ النشر : 08-08-2024
درعا.. أبعاد أزمة المياه في بلدة تل شهاب وتداعياتها على قاطنيها

مجموعة العمل – فايز أبو عيد

تعتبر أزمة المياه في سورية من أخطر المشاكل التي واجهت قاطنيها، خلال السنوات العشر الأخيرة، جراء التغير المناخي وأنماط الطقس التي صار من الصعب التنبؤ بها. وانخفاض منسوب معدلات الأنهار والآبار الجوفية، وكذلك بسبب النزاع الذي اندلع فيها عام 2011، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية التي كانت توفر خدمات المياه والصرف الصحي وتحفظ النظافة العامة. وفوق ذلك كله، جاءت الأزمة الاقتصادية التي انعكست تجلياتها وتداعياتها على كافة مناحي الحياة.

وفي ظل هذه العوامل، تأثرت معظم المدن والبلدات السورية من إمدادات المياه بشكل كبير، واشتكوا من ندرتها ونقصانها، وتداعياتها السلبية على حياتهم وأحوالهم المعيشية، ومن ضمن تلك المدن والبلدات بلدة المزيريب بلدة تل شهاب الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة درعا.

مجموعة العمل تستطلع آراء الأهالي

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في جنوب سورية، رصدت واقع مياه الشرب في بلدة تل شهاب، من خلال مراسلها الذي التقى العديد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شددوا إلى أن أزمة مياه الشرب باتت تؤرقهم وتشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم على كافة مستويات حياتهم.

أبو محمد مسن فلسطيني (70 عماً) عزا سبب شح المياه إلى جفاف بحيرة المزيريب وشلالات تل شهاب والتراجع الكبير لمنسوب مياه نبع عين الساخنة المغذي الرئيسي للبلدة ومنسوب المسطحات المائية والينابيع بمحافظة درعا بشكل عام، وذلك خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت.

فيما أكد أبو يوسف لـ "مجموعة العمل" أنه خسر حقله الزراعي الذي كان مصدر دخله، نتيجة تعرضه لليباس جراء شح المياه، وهو اليوم يحاول بكل ما يستطيع انقاذ حقله عبر شراء المياه من قبل أصحاب الصهاريج، مضيفاً أن ذلك الحل أثقل كاهله من الناحية الاقتصادية، وسبب تراكم الديون عليه وأنه لن يستطيع الاستمرار على هذه الحال. 

تل شهاب شهيرة بشلالاتها وعيون مياهها العذبة، وفي أسفل شلالاتها التي تعد من أهم وأكبر الشلالات في سوريا بارتفاع 75 متر، تنتصب بكل ثقة طواحين الماء الضّاربة في القدم والأصالة. تقع المنطقة على بعد 17 كلم عن مركز مدينة درعا في الجنوب السّوري، على ضفاف وادي اليرموك، في منطقة حوران، وهي تابعة إدارياً لمحافظة درعا.

عشرات الشكاوى

في السياق تلقت مجموعة العمل عشرات الشكاوى حول عدم وصول المياه إلى منازلهم، حيث لا تصل إلى العديد من الأحياء ضمن البلدة، إضافةً إلى أنها في حال وصولها عبر الشبكة، فذلك يكون غالباً مرة واحدة في الأسبوع، وتصل ضعيفة، وتحتاج إلى مولد كهربائي (شفّاط) لسحبها إلى خزانات المياه، والتيار الكهربائي غاية في السوء، ويعمل ضمن سياسة تقنين، تصل لخمس ساعات قطع وساعة وصل، وتنقطع أثناء ساعة الوصل.

كذلك أشار المراسل بأنّ نقص المياه جعل الأهالي يضطرون لشراء مياه الشرب، والتي يبلغ سعر الـ 5 براميل منها في بلدة تل شهاب قرابة 7 آلاف ليرة سورية، منوهاً أن العائلة المكونة من أربعة أفراد تحتاج يومياً نحو خمسة براميل من الماء، وهذا الأمر يزيد من الأعباء المادية عليهم.

من جانبهم شدد نشطاء من أبناء البلدة على ضرورة إيجاد حلول سريعة تضمن مساعدة الأهالي الذين باتوا عاجزين تماماً عن شراء المياه من الصهاريج المتنقلة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر خزان الماء المنزلي.

وقال مراسل مجموعة العمل، إن العديد من الأسر لا تمتلك القدرة على شراء المياه من الصهاريج، لسوء أوضاعها المادية، وانتشار البطالة، وعدم وجود دخل مادي ثابت، حيث بلغت أسعار المياه أرقاماً قياسية بالاعتماد على الصهاريج المتنقلة.

لأصحاب الصهاريج رأي

بدوره توجه مراسلنا إلى أحد أصحاب خزانات المياه (صهريج على سيارة) وسأله عن سبب هذا الارتفاع في سعر مياه الشرب، فكان جوابه: “البئر الذي نأتي بالمياه منه يبعد عن بلدة تل شهاب 9 كم، نحتاج خمسة لتر مازوت تكاليف النقل ومع سعر الماء وافراغ النقلة، لا يبقى له سوى مبلغ زهيد يقسمه ما بين تصليح الدواليب والزيت ومصروف عائلته.

في حين قال أبو هادي، أحد مالكي الصهاريج، "إننا مظلومون. فعملنا موسمي يدوم أشهراً عدة في العام، وتكاليف الصيانة تتضاعف يوماً بعد يوم، هذا ناهيك عن سعر الإطارات وتغيير الزيت وبعد المسافات، كما أنه لدينا عائلات علينا تأمين احتياجاتها، والجميع يعلم بحال الأسعار وغلائها الفاحش في الأسواق"

أما أبو حسين الذي يعمل على أحد صهاريج المياه - قرر التوقّف عن توزيع المياه للمنازل، والسبب في ذلك عدم توفر مادة البنزين بشكل دائم، وإن وجد فهو مضطر لأن يشتريه من السوق السوداء" بسعر غالي، ويتأسف أبو حسين لما وصلت إليه الأوضاع، ويرى بأنهم متّجهون نحو الاسوأ، ففي ظل شح مادتي البنزين والمازوت، ويرى أن تقنين المياه ارتفع بسبب فقدان مادة المازوت للمولدات، ما يعني ازدياد الطلب على الصهاريج، غير أننا عاجزين عن التلبية.

مطالبات ومناشدات

طالب سكان بلدة المزيريب الجهات المعنية والمختصة، والمؤسسات الدولية العمل على إيجاد حلول لمشكلة المياه التي تعتبر عصب الحياة، من خلال تنفيذها مشاريع آنية وفورية وإصلاح الخط القديم وتوفير وتأهيل البنى التحتية للتخفيف من معانتهم ووصول المياه إلى منازلهم وحقولهم.

مشيرين إلى أن المشروع الذي نفذه برنامج الغذاء العالمي (WFP) لمد قسطل مياه جديد بعد تلف القديم من ينابيع “الساخنة” وربطه بالخزانات الرئيسة لبلدة تل شهاب، غير مجدي خاصة في فصل الصيف.

وأضاف الأهالي أننا قدمنا شكاوى عديدة للجهات المعنية والمختصة، إلا أن جميع تلك الشكاوى والمناشدات ذهبت أدراج الرياح، ولم يعرها أحد أي انتباه أو اهتمام، لذلك فنحن مضطرون أما للتقنين في استخدام المياه، أو الاستدانة من أجل شرائها.

يوجد في بلدة تل شهاب الواقعة إلى الغرب من مدينة درعا بنحو 17كم وملاصقة للحدود الأردنية، حوالي 200عائلة فلسطينية وهم عائلة الخطيب وعليان وفلاحة والشرع والسويطي والطبجي واللبناني والشيخ تايه والمنصوري والغزاوي، وعائلة من سكان حمص فلسطينيين ايضا يعملون معظمهم بالزراعة بشكل أساسي.

 أما في جنوب سوريا فيقيم اللاجئون الفلسطينيون في مدينة درعا ومخيمي: درعا، مزيريب، فضلاً عن مخيم درعا للطوارئ، وتوزع لعدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران جنوب سوريا (جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، مزيريب، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب...).

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20548

مجموعة العمل – فايز أبو عيد

تعتبر أزمة المياه في سورية من أخطر المشاكل التي واجهت قاطنيها، خلال السنوات العشر الأخيرة، جراء التغير المناخي وأنماط الطقس التي صار من الصعب التنبؤ بها. وانخفاض منسوب معدلات الأنهار والآبار الجوفية، وكذلك بسبب النزاع الذي اندلع فيها عام 2011، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية التي كانت توفر خدمات المياه والصرف الصحي وتحفظ النظافة العامة. وفوق ذلك كله، جاءت الأزمة الاقتصادية التي انعكست تجلياتها وتداعياتها على كافة مناحي الحياة.

وفي ظل هذه العوامل، تأثرت معظم المدن والبلدات السورية من إمدادات المياه بشكل كبير، واشتكوا من ندرتها ونقصانها، وتداعياتها السلبية على حياتهم وأحوالهم المعيشية، ومن ضمن تلك المدن والبلدات بلدة المزيريب بلدة تل شهاب الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة درعا.

مجموعة العمل تستطلع آراء الأهالي

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في جنوب سورية، رصدت واقع مياه الشرب في بلدة تل شهاب، من خلال مراسلها الذي التقى العديد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شددوا إلى أن أزمة مياه الشرب باتت تؤرقهم وتشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم على كافة مستويات حياتهم.

أبو محمد مسن فلسطيني (70 عماً) عزا سبب شح المياه إلى جفاف بحيرة المزيريب وشلالات تل شهاب والتراجع الكبير لمنسوب مياه نبع عين الساخنة المغذي الرئيسي للبلدة ومنسوب المسطحات المائية والينابيع بمحافظة درعا بشكل عام، وذلك خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت.

فيما أكد أبو يوسف لـ "مجموعة العمل" أنه خسر حقله الزراعي الذي كان مصدر دخله، نتيجة تعرضه لليباس جراء شح المياه، وهو اليوم يحاول بكل ما يستطيع انقاذ حقله عبر شراء المياه من قبل أصحاب الصهاريج، مضيفاً أن ذلك الحل أثقل كاهله من الناحية الاقتصادية، وسبب تراكم الديون عليه وأنه لن يستطيع الاستمرار على هذه الحال. 

تل شهاب شهيرة بشلالاتها وعيون مياهها العذبة، وفي أسفل شلالاتها التي تعد من أهم وأكبر الشلالات في سوريا بارتفاع 75 متر، تنتصب بكل ثقة طواحين الماء الضّاربة في القدم والأصالة. تقع المنطقة على بعد 17 كلم عن مركز مدينة درعا في الجنوب السّوري، على ضفاف وادي اليرموك، في منطقة حوران، وهي تابعة إدارياً لمحافظة درعا.

عشرات الشكاوى

في السياق تلقت مجموعة العمل عشرات الشكاوى حول عدم وصول المياه إلى منازلهم، حيث لا تصل إلى العديد من الأحياء ضمن البلدة، إضافةً إلى أنها في حال وصولها عبر الشبكة، فذلك يكون غالباً مرة واحدة في الأسبوع، وتصل ضعيفة، وتحتاج إلى مولد كهربائي (شفّاط) لسحبها إلى خزانات المياه، والتيار الكهربائي غاية في السوء، ويعمل ضمن سياسة تقنين، تصل لخمس ساعات قطع وساعة وصل، وتنقطع أثناء ساعة الوصل.

كذلك أشار المراسل بأنّ نقص المياه جعل الأهالي يضطرون لشراء مياه الشرب، والتي يبلغ سعر الـ 5 براميل منها في بلدة تل شهاب قرابة 7 آلاف ليرة سورية، منوهاً أن العائلة المكونة من أربعة أفراد تحتاج يومياً نحو خمسة براميل من الماء، وهذا الأمر يزيد من الأعباء المادية عليهم.

من جانبهم شدد نشطاء من أبناء البلدة على ضرورة إيجاد حلول سريعة تضمن مساعدة الأهالي الذين باتوا عاجزين تماماً عن شراء المياه من الصهاريج المتنقلة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر خزان الماء المنزلي.

وقال مراسل مجموعة العمل، إن العديد من الأسر لا تمتلك القدرة على شراء المياه من الصهاريج، لسوء أوضاعها المادية، وانتشار البطالة، وعدم وجود دخل مادي ثابت، حيث بلغت أسعار المياه أرقاماً قياسية بالاعتماد على الصهاريج المتنقلة.

لأصحاب الصهاريج رأي

بدوره توجه مراسلنا إلى أحد أصحاب خزانات المياه (صهريج على سيارة) وسأله عن سبب هذا الارتفاع في سعر مياه الشرب، فكان جوابه: “البئر الذي نأتي بالمياه منه يبعد عن بلدة تل شهاب 9 كم، نحتاج خمسة لتر مازوت تكاليف النقل ومع سعر الماء وافراغ النقلة، لا يبقى له سوى مبلغ زهيد يقسمه ما بين تصليح الدواليب والزيت ومصروف عائلته.

في حين قال أبو هادي، أحد مالكي الصهاريج، "إننا مظلومون. فعملنا موسمي يدوم أشهراً عدة في العام، وتكاليف الصيانة تتضاعف يوماً بعد يوم، هذا ناهيك عن سعر الإطارات وتغيير الزيت وبعد المسافات، كما أنه لدينا عائلات علينا تأمين احتياجاتها، والجميع يعلم بحال الأسعار وغلائها الفاحش في الأسواق"

أما أبو حسين الذي يعمل على أحد صهاريج المياه - قرر التوقّف عن توزيع المياه للمنازل، والسبب في ذلك عدم توفر مادة البنزين بشكل دائم، وإن وجد فهو مضطر لأن يشتريه من السوق السوداء" بسعر غالي، ويتأسف أبو حسين لما وصلت إليه الأوضاع، ويرى بأنهم متّجهون نحو الاسوأ، ففي ظل شح مادتي البنزين والمازوت، ويرى أن تقنين المياه ارتفع بسبب فقدان مادة المازوت للمولدات، ما يعني ازدياد الطلب على الصهاريج، غير أننا عاجزين عن التلبية.

مطالبات ومناشدات

طالب سكان بلدة المزيريب الجهات المعنية والمختصة، والمؤسسات الدولية العمل على إيجاد حلول لمشكلة المياه التي تعتبر عصب الحياة، من خلال تنفيذها مشاريع آنية وفورية وإصلاح الخط القديم وتوفير وتأهيل البنى التحتية للتخفيف من معانتهم ووصول المياه إلى منازلهم وحقولهم.

مشيرين إلى أن المشروع الذي نفذه برنامج الغذاء العالمي (WFP) لمد قسطل مياه جديد بعد تلف القديم من ينابيع “الساخنة” وربطه بالخزانات الرئيسة لبلدة تل شهاب، غير مجدي خاصة في فصل الصيف.

وأضاف الأهالي أننا قدمنا شكاوى عديدة للجهات المعنية والمختصة، إلا أن جميع تلك الشكاوى والمناشدات ذهبت أدراج الرياح، ولم يعرها أحد أي انتباه أو اهتمام، لذلك فنحن مضطرون أما للتقنين في استخدام المياه، أو الاستدانة من أجل شرائها.

يوجد في بلدة تل شهاب الواقعة إلى الغرب من مدينة درعا بنحو 17كم وملاصقة للحدود الأردنية، حوالي 200عائلة فلسطينية وهم عائلة الخطيب وعليان وفلاحة والشرع والسويطي والطبجي واللبناني والشيخ تايه والمنصوري والغزاوي، وعائلة من سكان حمص فلسطينيين ايضا يعملون معظمهم بالزراعة بشكل أساسي.

 أما في جنوب سوريا فيقيم اللاجئون الفلسطينيون في مدينة درعا ومخيمي: درعا، مزيريب، فضلاً عن مخيم درعا للطوارئ، وتوزع لعدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران جنوب سوريا (جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، مزيريب، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب...).

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/20548