map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

سبع صنايع والبخت ضايع

تاريخ النشر : 05-12-2024
سبع صنايع والبخت ضايع

فايز أبوعيد – مجموعة العمل

كشفت دراسة ميدانية أجرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا عن ظاهرة متنامية بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث يضطر الكثيرون للعمل في أكثر من وظيفة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحاد.

ووفقاً للعينة العشوائية البسيطة التي سبرت مجموعة العمل آرائها، فإن انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار بشكل كبير قد دفع العديد من أرباب الأسر الفلسطينية للبحث عن مصادر دخل إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.

ففي ظل الأزمة المالية الخانقة التي تحكم خناقها على رقاب البلاد والعباد، لا حديث يدور سوى عن ارتفاع الأسعار والكساد الاقتصادي وتهاوي الليرة السورية أمام سعر الصرف الدولار واليورو وضعف القدرة الشرائية. هذا الأمر الذي دفع ربّ الأسرة الفلسطينية مرغما لأن يعمل أكثر من عمل واحد ليسد حاجات منزله ومتطلبات أطفاله.

وفي هذا السياق، يقول السيد "أبو فؤاد" - وهو يعمل موظفا حكومياً في مديرية الأوقاف - إنه وبعد الانتهاء من دوامه الحكومي، يذهب لمنزله ليتناول طعام الغداء على عجالة، ومن ثم يتجه للعمل في سوق الهال، حدثنا السيد أبو فؤاد عن حاجته الماسة للنوم، بسبب التعب والارهاق اليومي، وعن شوقه الكبير لابنه وابنتيه، فهو لا يجالسهما إلا يوم الجمعة فقط.

يخرج أبو فؤاد في الصباح الباكر إلى وظيفته الحكومية في الوقت الذي يكون أطفاله نائمين، وعندما يعود من المديرية يكون أطفاله في مدرستهم التي تتبع نظام الفترتين الصباحي والمسائي، ويتابع عندما يعود في المساء من عمله الشاق في سوق الهال، يكون الأطفال نائمين، ولا يطاوعه قلبه لإيقاظهم رغم شوقه الشديد لهم.

يخبرنا أبو فؤاد أنه فضّل العمل في سوق الهال، كونه يجلب الخضار والفاكهة بسعر منخفض عن مبيعها في السوق، أي " برأسمالها"، مردفاً وبصوت يكاد يختنق وفيه من الألم والحسرة ما لا يحتمله إنسان، لقد كان " ملك زمانه" قبل الأزمة في سوريا، فلم يعمل سوى بوظيفته الحكومية، وكان راتبه حينها يعادل 400 دولاراً أمريكيا، كان يكفيه، بل ويوفر منه الكثير.

وفي هذي الأيام، يجني أبو فؤاد ما يقارب مليون ليرة سورية بسبب عمله في سوق الهال، وإذا احتسبنا معه راتبه الحكومي بالكاد يكون المبلغ مئة دولار فقط.

طبعا هذا المبلغ لا يكفي حاجته ولا حاجة عائلته، كونه يدفع إيجار منزل يبلغ ثلاثمئة ألف ليرة سورية، فلذلك هو يحدد مصروف المنزل اليومي ب 40 ألف ليرة سورية، وفي حال مرض طفل ما لا قدر الله، فهو يلجأ للاستدانة والسداد عند استلام المساعدة المالية من الأونروا، كون الصيدلاني فلسطيني الجنسية أيضاً.

أخبرنا أبو فؤاد، بأمر غريب نوعاً ما، بأنه على عكس باقي الآباء ينتظر فترة المذاكرات والامتحانات بفارغ الصبر، لأنه يتسنى له رؤية أولاده ومحادثتهم، كونهم يتأخرون في النوم ويستيقظون باكراً للدراسة في أيام المذاكرات والامتحانات.

كما التقت مجموعة العمل بالسيد أبو حسين، موظف حكومي متقاعد أمضى ثلاثين عاماً من عمره يعمل في مديرية الري، واليوم راتبه التقاعدي لا يكفيه "ثمن دخانه" بحسب قوله.

يعمل أبو حسين في محل جملة لبيع المواد الغذائية، يداوم صباحاً ومساءً، وبالكاد يحصل على مبلغ مليون ومئتي ألف ليرة سورية، وبالمقابل هو حالياً يدفع إيجار منزل يبلغ 400 ألف ليرة سورية، كما أن صاحب المنزل يرفع الإيجار عليه بشكل دوري أو كلما سمع عن مساعدة مالية للفلسطينيين من الأونروا.

للسيد أبو حسين ثلاثة أبناء وابنتين، الأبناء في المرحلة الإعدادية والثانوية والبنات في الجامعة وهم على حد تعبيره " كاسرات ظهري، أعمل ليل نهار لأجلهن، حتى أوفر لهن نفقات الجامعة"

يتابع أبو حسين بحرقة شديدة، " وعدني أحد أقاربي أن يدبر لإحداهن مساعدة مالية من منظمة التحرير، وهو 200 ألف ليرة سورية كل شهر، مع أن المبلغ ليس بكثير لكن كما يقول المثل، بحصة بتسند جرة".

تطرقنا للسيد أبو فؤاد والسيد أبو حسين، من العينية العشوائية البسيطة على سبيل المثال لا التحديد، فمن النادر جداً أن تجد منزل فلسطيني لا يعمل فيه الأب أكثر من مهنة، ويواصل العمل ليل نهار، ليتمكن من الانفاق على عائلته.

إلى ذلك تشير الدراسة الميدانية التي أجرتها مجموعة العمل إلى أن هذه الظاهرة أصبحت شائعة بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مع تأثيرات سلبية على الحياة الأسرية والصحة النفسية والجسدية على أرباب الأسر.

وتدعو مجموعة العمل في ختام دراستها الميدانية وكلة الأونروا والمنظمات الدولية إلى زيادة دعمها لهذه الفئة من المجتمع، سواء من خلال زيادة المساعدات الدولية أو تطوير برامج تدريب مهني لتحسين فرص العمل ومستواهم الاقتصادي والمعيشي الذي يؤثر على كافة مناحي حياتهم ويقيهم العوز والفقر.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/20884

فايز أبوعيد – مجموعة العمل

كشفت دراسة ميدانية أجرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا عن ظاهرة متنامية بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث يضطر الكثيرون للعمل في أكثر من وظيفة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحاد.

ووفقاً للعينة العشوائية البسيطة التي سبرت مجموعة العمل آرائها، فإن انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار بشكل كبير قد دفع العديد من أرباب الأسر الفلسطينية للبحث عن مصادر دخل إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.

ففي ظل الأزمة المالية الخانقة التي تحكم خناقها على رقاب البلاد والعباد، لا حديث يدور سوى عن ارتفاع الأسعار والكساد الاقتصادي وتهاوي الليرة السورية أمام سعر الصرف الدولار واليورو وضعف القدرة الشرائية. هذا الأمر الذي دفع ربّ الأسرة الفلسطينية مرغما لأن يعمل أكثر من عمل واحد ليسد حاجات منزله ومتطلبات أطفاله.

وفي هذا السياق، يقول السيد "أبو فؤاد" - وهو يعمل موظفا حكومياً في مديرية الأوقاف - إنه وبعد الانتهاء من دوامه الحكومي، يذهب لمنزله ليتناول طعام الغداء على عجالة، ومن ثم يتجه للعمل في سوق الهال، حدثنا السيد أبو فؤاد عن حاجته الماسة للنوم، بسبب التعب والارهاق اليومي، وعن شوقه الكبير لابنه وابنتيه، فهو لا يجالسهما إلا يوم الجمعة فقط.

يخرج أبو فؤاد في الصباح الباكر إلى وظيفته الحكومية في الوقت الذي يكون أطفاله نائمين، وعندما يعود من المديرية يكون أطفاله في مدرستهم التي تتبع نظام الفترتين الصباحي والمسائي، ويتابع عندما يعود في المساء من عمله الشاق في سوق الهال، يكون الأطفال نائمين، ولا يطاوعه قلبه لإيقاظهم رغم شوقه الشديد لهم.

يخبرنا أبو فؤاد أنه فضّل العمل في سوق الهال، كونه يجلب الخضار والفاكهة بسعر منخفض عن مبيعها في السوق، أي " برأسمالها"، مردفاً وبصوت يكاد يختنق وفيه من الألم والحسرة ما لا يحتمله إنسان، لقد كان " ملك زمانه" قبل الأزمة في سوريا، فلم يعمل سوى بوظيفته الحكومية، وكان راتبه حينها يعادل 400 دولاراً أمريكيا، كان يكفيه، بل ويوفر منه الكثير.

وفي هذي الأيام، يجني أبو فؤاد ما يقارب مليون ليرة سورية بسبب عمله في سوق الهال، وإذا احتسبنا معه راتبه الحكومي بالكاد يكون المبلغ مئة دولار فقط.

طبعا هذا المبلغ لا يكفي حاجته ولا حاجة عائلته، كونه يدفع إيجار منزل يبلغ ثلاثمئة ألف ليرة سورية، فلذلك هو يحدد مصروف المنزل اليومي ب 40 ألف ليرة سورية، وفي حال مرض طفل ما لا قدر الله، فهو يلجأ للاستدانة والسداد عند استلام المساعدة المالية من الأونروا، كون الصيدلاني فلسطيني الجنسية أيضاً.

أخبرنا أبو فؤاد، بأمر غريب نوعاً ما، بأنه على عكس باقي الآباء ينتظر فترة المذاكرات والامتحانات بفارغ الصبر، لأنه يتسنى له رؤية أولاده ومحادثتهم، كونهم يتأخرون في النوم ويستيقظون باكراً للدراسة في أيام المذاكرات والامتحانات.

كما التقت مجموعة العمل بالسيد أبو حسين، موظف حكومي متقاعد أمضى ثلاثين عاماً من عمره يعمل في مديرية الري، واليوم راتبه التقاعدي لا يكفيه "ثمن دخانه" بحسب قوله.

يعمل أبو حسين في محل جملة لبيع المواد الغذائية، يداوم صباحاً ومساءً، وبالكاد يحصل على مبلغ مليون ومئتي ألف ليرة سورية، وبالمقابل هو حالياً يدفع إيجار منزل يبلغ 400 ألف ليرة سورية، كما أن صاحب المنزل يرفع الإيجار عليه بشكل دوري أو كلما سمع عن مساعدة مالية للفلسطينيين من الأونروا.

للسيد أبو حسين ثلاثة أبناء وابنتين، الأبناء في المرحلة الإعدادية والثانوية والبنات في الجامعة وهم على حد تعبيره " كاسرات ظهري، أعمل ليل نهار لأجلهن، حتى أوفر لهن نفقات الجامعة"

يتابع أبو حسين بحرقة شديدة، " وعدني أحد أقاربي أن يدبر لإحداهن مساعدة مالية من منظمة التحرير، وهو 200 ألف ليرة سورية كل شهر، مع أن المبلغ ليس بكثير لكن كما يقول المثل، بحصة بتسند جرة".

تطرقنا للسيد أبو فؤاد والسيد أبو حسين، من العينية العشوائية البسيطة على سبيل المثال لا التحديد، فمن النادر جداً أن تجد منزل فلسطيني لا يعمل فيه الأب أكثر من مهنة، ويواصل العمل ليل نهار، ليتمكن من الانفاق على عائلته.

إلى ذلك تشير الدراسة الميدانية التي أجرتها مجموعة العمل إلى أن هذه الظاهرة أصبحت شائعة بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مع تأثيرات سلبية على الحياة الأسرية والصحة النفسية والجسدية على أرباب الأسر.

وتدعو مجموعة العمل في ختام دراستها الميدانية وكلة الأونروا والمنظمات الدولية إلى زيادة دعمها لهذه الفئة من المجتمع، سواء من خلال زيادة المساعدات الدولية أو تطوير برامج تدريب مهني لتحسين فرص العمل ومستواهم الاقتصادي والمعيشي الذي يؤثر على كافة مناحي حياتهم ويقيهم العوز والفقر.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/20884