map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

إرادة الحياة تملأ قلوب فلسطينيّ سحْم الجولان في درعا السّوريّة بعد سقوط الأسد

تاريخ النشر : 24-12-2024
إرادة الحياة تملأ قلوب فلسطينيّ سحْم الجولان في درعا السّوريّة بعد سقوط الأسد

فايز أبو عيد – مجموعة العمل 
سحم الجولان قريةٌ جميلةٌ تقع في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة درعا على مساحة تزيد عن /450/ ألف هكتار، تجاوز عدد سكانها /15/ ألف نسمة، حيث يعمل معظمُهم في زراعة الحبوب والزيتون والخضار، وهي تابعةٌ إداريّاً لمحافظة درعا وليس للقنيطرة كما يبدو من اسمها، كما تُعدُّ جزءاً من منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربيّ، حيث تبعد بلدةُ سحم الجولان عن الحدود الإسرائيلية 15كم، فيما تبعد عن الحدود مع الأردن 5 كم، تحيطُ بها: تسيل من الشمال، وجلين من الشرق، وحيط من الجنوب، ونافعة والشجرة من الغرب
معنى الاسم: السحم وهو السواد، وسحم كلمة سامية أتت من اللون الاسود سُمّيت قديماً بسحم لكثرة حجارتِها البازلتيّة السّوداء. 
 التواجد الفلسطينيُّ في سحم الجولان 
سكن هذه البلدة الحدوديّة مع الأردن وفلسطين، لاجئو عام 1984 في أطراف البلدة، بجانب قرية "حيط" حيث كوّنوا مقلع الفلسطينيين كما هو متعارف عليه عند أهل البلدة، وتعني( حارة) حيث سكنها آل السبروجي والمصالحة في بادئ الأمر، ثم سكن إلى جانبهم فيما بعد بعضُ سكّان القرية الأصليّين، كعائلة الحجاج والذياب، وهناك عائلة الحنيني من العائلات الكبيرة والقديمة في البلدة، ولا يوجد إحصائية دقيقة لأعداد الفلسطينيين في البلدة، وقد اعتمدنا في الوصول على رقم دقيق قبل أيام من سقوط النظام البائد، على معتمدي توزيع الخبز في البلدة الذين يمتلكون بطاقات توضّح عدد المستفيدين، مؤكدين على تواجد 150 بطاقة للفلسطينيين. 
 فيما أكّد آخرون على أن أعداد الفلسطينيين تكاد تجاوز 800، ولعل أهم ما يميّزهم هو الحفاظُ على كلماتٍ خاصّةٍ بهم، لم يغيّرها الزّمنُ ولم يغيّرها الاختلاطُ مع أهالي بلدة سحم الجولان .
معاناة الحرب والتهجير
بدأت معاناةُ فلسطينيّ "سحم الجولان" منذ بداية الثورة عندما حاول النظام السوري إخضاع البلدة وباقي قرى وبلدات الحوض لسلطته التي سقطت سريعاً، إلا أن الصراعَ ما لبث أن اتّخذ منحىً آخر، حين اتّخذ "لواء شهداء اليرموك" من حوض اليرموك معقلاً له منذ عام 2015، قبل أن تنضمَّ إليه في وقتٍ لاحقٍ "حركة المثنى الإسلامية"، وحركات أخرى أصغر حجماً، وجمعيها متّهمة بمبايعة "داعش". ما أشعل حرباً بينها وبين فصائل الجيش الحر، وساهم هذا الصراع في نزوح فلسطيني سحم الجولان وجلين والمزيرعة مع مَنْ نزحَ من ساكني حوض اليرموك من السوريين، واتّخذوا من بلداتٍ عدّةٍ ملاذاً آمناً لهم كالمزيريب وزيزون، وكانت مرحلةً صعبةً ظلّت عالقةً في وجدان كلّ فلسطينيّ سحم الجولان، فسُكنى الخيمة مرّةً أخرى أعادت لهم ذكرى خيمةِ النّكبة التي عاشها آباؤهم وأجدادهم، وقد أكّد (حسين 60 عاما) أنّ حياة الخيمة صعبةٌ في كلّ الظّروف وخاصّةً في الشّتاء مع الأمطار والرّياح التي اقتلعت الخيام مرّةً عدّة.
في عام 2018 عاد الفلسطينيون إلى منازلهم وممتلكاتهم في سحم الجولان بعد عقد اتّفاق تسويةٍ بين فصائل المعارضة وقوات النظام بعد طردِ تنظيمِ داعش من سحم الجولان وباقي قرى الحوض، وعلى الرّغم من عودتهم إلى بلدتهم إلا أن هناك شبحاً ظلّ يخيّم على واقعهم من قبيل الاختطاف والاغتيال، واليوم يستبشر الفلسطينيون في سحم الجولان بعد سقوط نظام الأسد 8/12/2024 ببداية عهد جديد من الهدوء والاستقرار.
الواقع الصحي 
على الرغم من أعداد الفلسطينيين الكبير في سحم الجولان، إلا أنّك لا تكاد تعثر على مركز صحيّ يُعنى بشؤون اللاجئين في البلدة، ليظلّ مستوصفُ الحكومة السوريّة بخدماته المتواضعة هو الوجهةُ للفلسطينيين القاطنين في البلدة، ومن أهمّ المصاعب التي يواجهها المرضى الفلسطينيون هو بُعدُ المسافة بين القرية والمراكز الصحيّة الموجودة في التّجمعات المجاورة،
ولعلّ أقربَ عيادةٍ للبلدة تُوجد في بلدة المزيريب التابعةِ لوكالة غوثِ وتشغيلِ اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تبعد 16 كم، وفي حالة الطوارئ يتوجّه المرضى للعلاج في المرافق الصّحيّة الموجودة في مدينة طفس أو درعا. 
بدوره طالب أحد سكّان البلدة من الفلسطينيين (الأونروا) بضرورة وجودِ صيدليّة تفي بمتطلبات المرضى الفلسطينيين، وتخصيص سيّارة إسعاف، بالإضافة لإنشاء عيادةٍ صحّية صغيرة، تكفي احتياجات القرية، ويمكن تخصيصُها لمخيم جلين وسحم الجولان وباقي الفلسطينيين المنتشرين في قرى حوض اليرموك.
الواقع التعليمي 
لابد من الإشارة أولاً على أنّ بلدةَ سحم الجولان لا تحوي أيّ مدرسة تابعة للأونروا، وأقربُ مدارس الأونروا في بلدة جلين المجاورة والتي تبعد 7 كم، لذا يقتصر الطلبة الفلسطينيون في سحم الجولان على الدراسة في مدارس الحكومة السورية، وتظل هذه المدارس، تحت وطأة أزمة حادة تشمل نقص الموارد الأساسيّة مثل الكتب والمقاعد والأدوات المدرسيّة، إضافةً إلى الاكتظاظ في الصفوف، وضعف رواتب المعلمين، فضلاً عن انعدام وسائل التدفئة المناسبة في الشتاء، في ظل تقاعس الحكومة السورية ووكالة الأونروا على تقديم الدعم وإيجاد الحلول المناسبة، ليقف الأمر على مبادرات من قبل المجتمع المحلي.
وأمام التزايد الكبير الذي تشهده أعداد الفلسطينيين في سحم الجولان، وفي ظل عودة الحياة الطبيعية إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد تبدو الفرصة سانحة في ظل دعوات الإعمار لتكون الدعوة شاملة للفلسطينيين في سحم الجولان ببناء مدارس بنظام الصف الواحد، وذلك بهدف تهيئة جيل فلسطيني واع لقضيته، يتجاوز المعاناة التي عايشها في ظل حكم الأسد.
شعب ولود ومثقف معطاء
يُعدُّ الرحم الفلسطيني في سحم رحما ولودا في دلالة على كثرة الإنجاب، حيث يخرّج البيت الواحد من 7إلى 10 أنفار، مازالوا في حارتهم الواقعة بين سحم وحيط، بعضهم سكن وسط القرية، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر إحدى العائلات التي يتجاوز عدد أفرادها (13) نفراً، كلهم متعلمون، فهناك (8) بنات يعملن مدرسات و(5) أبناء، بين موظف وخرّيج جامعة، وهذه ليست حالة فريدة، فأغلب الأسر الفلسطينية هناك يتجاوز عددها ال7 أفراد، ولا يمكننا أن نتناسى كثرةَ الموظفين بينهم، بل إن بعضهم كانوا من أوائل المعلمين في تاريخ القرية، ومن هؤلاء المعلمين الأستاذ أبو يوسف وهو من أوائل مدرسي البلدة وله أخوان يعملان في الدفاع المدني، كما لا يمكننا أن ننسى عائلة السبروجي وهي عائلة كبيرة وهي لا تسكن سحم فقط بل توجد في المزيريب ومناطق الجولان، وهم يتميزون ببنيتهم الضخمة وبكثرة مثقفيهم، فهناك الأطباء والصيادلة والمعلمين، وقد أشاد أحد مدرسي البلدة بأبناء هذه العائلة إذ وصفهم بالذكاء الحاد إلا الظروف وقفت في وجه كثير منهم لاستكمال تعليمه، مؤكدا علينا ضرورة ذكر السبب في ذلك وهو أنهم رأوا ان يعيشوا الحاضر بدلاً من عيش المستقبل، في دلالة على ترك الكثيرين منهم في ظل ظروف الحرب السورية واضطرارهم لامتهان المهن، ولابد من الإشارة إلى امتهان الفلسطينيين تربية النحل وتربية الماعز، ومن العائلات الكبيرة والقديمة في البلدة عائلة "الحنيني"، وهم يحترفون المهن، وأهم حرفهم الحدادة.
شكاوى من سوء الخدمات
تجدر الإشارة إلى أن الواقع المائي في محافظة درعا عموماً يعاني من قلة وارد في ظل جفاف مئات الينابيع المغذية، وأهمها المزيريب وزيزون نتيجة وجود آلاف الآبار العشوائية، وسحم الجولان مثلها مثل باقي القرى والبلدات تعاني شحاً كبيراً في مياه الشرب، ولعل المفارقة تكمن في أنه يوجد فيها سد سحم أكبر سد في محافظة درعا.
ولعل واقع الكهرباء والمواصلات ليست غائباً عن أي فلسطيني، إلا أن زوال الأسد قد أعاد للفلسطينيين الأمل في عودة الخدمات لحالتها الطبيعية.
ختاماً ذكر أحد سكان البلدة أن تواجد الفلسطينيين في البلدة هو مصدر اعتزاز للبلدة، وما إن يذكر الشخص أنه فلسطيني حتى يكون في موضع ترحيب لأن فلسطين على حد تعبيره قضية.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/20961

فايز أبو عيد – مجموعة العمل 
سحم الجولان قريةٌ جميلةٌ تقع في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة درعا على مساحة تزيد عن /450/ ألف هكتار، تجاوز عدد سكانها /15/ ألف نسمة، حيث يعمل معظمُهم في زراعة الحبوب والزيتون والخضار، وهي تابعةٌ إداريّاً لمحافظة درعا وليس للقنيطرة كما يبدو من اسمها، كما تُعدُّ جزءاً من منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربيّ، حيث تبعد بلدةُ سحم الجولان عن الحدود الإسرائيلية 15كم، فيما تبعد عن الحدود مع الأردن 5 كم، تحيطُ بها: تسيل من الشمال، وجلين من الشرق، وحيط من الجنوب، ونافعة والشجرة من الغرب
معنى الاسم: السحم وهو السواد، وسحم كلمة سامية أتت من اللون الاسود سُمّيت قديماً بسحم لكثرة حجارتِها البازلتيّة السّوداء. 
 التواجد الفلسطينيُّ في سحم الجولان 
سكن هذه البلدة الحدوديّة مع الأردن وفلسطين، لاجئو عام 1984 في أطراف البلدة، بجانب قرية "حيط" حيث كوّنوا مقلع الفلسطينيين كما هو متعارف عليه عند أهل البلدة، وتعني( حارة) حيث سكنها آل السبروجي والمصالحة في بادئ الأمر، ثم سكن إلى جانبهم فيما بعد بعضُ سكّان القرية الأصليّين، كعائلة الحجاج والذياب، وهناك عائلة الحنيني من العائلات الكبيرة والقديمة في البلدة، ولا يوجد إحصائية دقيقة لأعداد الفلسطينيين في البلدة، وقد اعتمدنا في الوصول على رقم دقيق قبل أيام من سقوط النظام البائد، على معتمدي توزيع الخبز في البلدة الذين يمتلكون بطاقات توضّح عدد المستفيدين، مؤكدين على تواجد 150 بطاقة للفلسطينيين. 
 فيما أكّد آخرون على أن أعداد الفلسطينيين تكاد تجاوز 800، ولعل أهم ما يميّزهم هو الحفاظُ على كلماتٍ خاصّةٍ بهم، لم يغيّرها الزّمنُ ولم يغيّرها الاختلاطُ مع أهالي بلدة سحم الجولان .
معاناة الحرب والتهجير
بدأت معاناةُ فلسطينيّ "سحم الجولان" منذ بداية الثورة عندما حاول النظام السوري إخضاع البلدة وباقي قرى وبلدات الحوض لسلطته التي سقطت سريعاً، إلا أن الصراعَ ما لبث أن اتّخذ منحىً آخر، حين اتّخذ "لواء شهداء اليرموك" من حوض اليرموك معقلاً له منذ عام 2015، قبل أن تنضمَّ إليه في وقتٍ لاحقٍ "حركة المثنى الإسلامية"، وحركات أخرى أصغر حجماً، وجمعيها متّهمة بمبايعة "داعش". ما أشعل حرباً بينها وبين فصائل الجيش الحر، وساهم هذا الصراع في نزوح فلسطيني سحم الجولان وجلين والمزيرعة مع مَنْ نزحَ من ساكني حوض اليرموك من السوريين، واتّخذوا من بلداتٍ عدّةٍ ملاذاً آمناً لهم كالمزيريب وزيزون، وكانت مرحلةً صعبةً ظلّت عالقةً في وجدان كلّ فلسطينيّ سحم الجولان، فسُكنى الخيمة مرّةً أخرى أعادت لهم ذكرى خيمةِ النّكبة التي عاشها آباؤهم وأجدادهم، وقد أكّد (حسين 60 عاما) أنّ حياة الخيمة صعبةٌ في كلّ الظّروف وخاصّةً في الشّتاء مع الأمطار والرّياح التي اقتلعت الخيام مرّةً عدّة.
في عام 2018 عاد الفلسطينيون إلى منازلهم وممتلكاتهم في سحم الجولان بعد عقد اتّفاق تسويةٍ بين فصائل المعارضة وقوات النظام بعد طردِ تنظيمِ داعش من سحم الجولان وباقي قرى الحوض، وعلى الرّغم من عودتهم إلى بلدتهم إلا أن هناك شبحاً ظلّ يخيّم على واقعهم من قبيل الاختطاف والاغتيال، واليوم يستبشر الفلسطينيون في سحم الجولان بعد سقوط نظام الأسد 8/12/2024 ببداية عهد جديد من الهدوء والاستقرار.
الواقع الصحي 
على الرغم من أعداد الفلسطينيين الكبير في سحم الجولان، إلا أنّك لا تكاد تعثر على مركز صحيّ يُعنى بشؤون اللاجئين في البلدة، ليظلّ مستوصفُ الحكومة السوريّة بخدماته المتواضعة هو الوجهةُ للفلسطينيين القاطنين في البلدة، ومن أهمّ المصاعب التي يواجهها المرضى الفلسطينيون هو بُعدُ المسافة بين القرية والمراكز الصحيّة الموجودة في التّجمعات المجاورة،
ولعلّ أقربَ عيادةٍ للبلدة تُوجد في بلدة المزيريب التابعةِ لوكالة غوثِ وتشغيلِ اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تبعد 16 كم، وفي حالة الطوارئ يتوجّه المرضى للعلاج في المرافق الصّحيّة الموجودة في مدينة طفس أو درعا. 
بدوره طالب أحد سكّان البلدة من الفلسطينيين (الأونروا) بضرورة وجودِ صيدليّة تفي بمتطلبات المرضى الفلسطينيين، وتخصيص سيّارة إسعاف، بالإضافة لإنشاء عيادةٍ صحّية صغيرة، تكفي احتياجات القرية، ويمكن تخصيصُها لمخيم جلين وسحم الجولان وباقي الفلسطينيين المنتشرين في قرى حوض اليرموك.
الواقع التعليمي 
لابد من الإشارة أولاً على أنّ بلدةَ سحم الجولان لا تحوي أيّ مدرسة تابعة للأونروا، وأقربُ مدارس الأونروا في بلدة جلين المجاورة والتي تبعد 7 كم، لذا يقتصر الطلبة الفلسطينيون في سحم الجولان على الدراسة في مدارس الحكومة السورية، وتظل هذه المدارس، تحت وطأة أزمة حادة تشمل نقص الموارد الأساسيّة مثل الكتب والمقاعد والأدوات المدرسيّة، إضافةً إلى الاكتظاظ في الصفوف، وضعف رواتب المعلمين، فضلاً عن انعدام وسائل التدفئة المناسبة في الشتاء، في ظل تقاعس الحكومة السورية ووكالة الأونروا على تقديم الدعم وإيجاد الحلول المناسبة، ليقف الأمر على مبادرات من قبل المجتمع المحلي.
وأمام التزايد الكبير الذي تشهده أعداد الفلسطينيين في سحم الجولان، وفي ظل عودة الحياة الطبيعية إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد تبدو الفرصة سانحة في ظل دعوات الإعمار لتكون الدعوة شاملة للفلسطينيين في سحم الجولان ببناء مدارس بنظام الصف الواحد، وذلك بهدف تهيئة جيل فلسطيني واع لقضيته، يتجاوز المعاناة التي عايشها في ظل حكم الأسد.
شعب ولود ومثقف معطاء
يُعدُّ الرحم الفلسطيني في سحم رحما ولودا في دلالة على كثرة الإنجاب، حيث يخرّج البيت الواحد من 7إلى 10 أنفار، مازالوا في حارتهم الواقعة بين سحم وحيط، بعضهم سكن وسط القرية، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر إحدى العائلات التي يتجاوز عدد أفرادها (13) نفراً، كلهم متعلمون، فهناك (8) بنات يعملن مدرسات و(5) أبناء، بين موظف وخرّيج جامعة، وهذه ليست حالة فريدة، فأغلب الأسر الفلسطينية هناك يتجاوز عددها ال7 أفراد، ولا يمكننا أن نتناسى كثرةَ الموظفين بينهم، بل إن بعضهم كانوا من أوائل المعلمين في تاريخ القرية، ومن هؤلاء المعلمين الأستاذ أبو يوسف وهو من أوائل مدرسي البلدة وله أخوان يعملان في الدفاع المدني، كما لا يمكننا أن ننسى عائلة السبروجي وهي عائلة كبيرة وهي لا تسكن سحم فقط بل توجد في المزيريب ومناطق الجولان، وهم يتميزون ببنيتهم الضخمة وبكثرة مثقفيهم، فهناك الأطباء والصيادلة والمعلمين، وقد أشاد أحد مدرسي البلدة بأبناء هذه العائلة إذ وصفهم بالذكاء الحاد إلا الظروف وقفت في وجه كثير منهم لاستكمال تعليمه، مؤكدا علينا ضرورة ذكر السبب في ذلك وهو أنهم رأوا ان يعيشوا الحاضر بدلاً من عيش المستقبل، في دلالة على ترك الكثيرين منهم في ظل ظروف الحرب السورية واضطرارهم لامتهان المهن، ولابد من الإشارة إلى امتهان الفلسطينيين تربية النحل وتربية الماعز، ومن العائلات الكبيرة والقديمة في البلدة عائلة "الحنيني"، وهم يحترفون المهن، وأهم حرفهم الحدادة.
شكاوى من سوء الخدمات
تجدر الإشارة إلى أن الواقع المائي في محافظة درعا عموماً يعاني من قلة وارد في ظل جفاف مئات الينابيع المغذية، وأهمها المزيريب وزيزون نتيجة وجود آلاف الآبار العشوائية، وسحم الجولان مثلها مثل باقي القرى والبلدات تعاني شحاً كبيراً في مياه الشرب، ولعل المفارقة تكمن في أنه يوجد فيها سد سحم أكبر سد في محافظة درعا.
ولعل واقع الكهرباء والمواصلات ليست غائباً عن أي فلسطيني، إلا أن زوال الأسد قد أعاد للفلسطينيين الأمل في عودة الخدمات لحالتها الطبيعية.
ختاماً ذكر أحد سكان البلدة أن تواجد الفلسطينيين في البلدة هو مصدر اعتزاز للبلدة، وما إن يذكر الشخص أنه فلسطيني حتى يكون في موضع ترحيب لأن فلسطين على حد تعبيره قضية.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/20961