فايز أبو عيد | مجموعة العمل
يعيش آلاف اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا حالة من الحيرة والتردد بين العودة إلى سورية أو البقاء في بلد اللجوء الجديد، فبينما يغلب على البعض الحنين إلى سورية ومخيماتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها، يرى آخرون أن واقع اللجوء في تركيا، رغم صعوباته، قد يكون أكثر أماناً من العودة إلى أوضاع ضبابية غير مستقرة في سورية.
يقف اللاجئ الفلسطيني السوري في تركيا عند مفترق طرق، حيث تتجاذبه مشاعر متضاربة، فمن ناحية هناك الحنين إلى مرتع الصبا، والشوق إلى الأماكن التي عاش فيها، والذكريات التي تربطه بمخيمات اللجوء في سورية، ومن ناحية أخرى هناك واقع اللجوء في تركيا، الذي قد يوفر فرصاً أفضل للعمل والتعليم، رغم التحديات التي يواجهونها من وضع اقتصادي وقانوني غير مستقر وتجديد للإقامات والغلاء المستمر للأسعار.
يقول أبو محمد، لاجئ فلسطيني من مخيم خان الشيح: "أحياناً أجد نفسي أفكر بالعودة إلى سورية، إلى بيتي الذي ولدت فيه وترعرعت به، إلا أنني عندما أتذكر الوضع هناك، والأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة، أتراجع عن الفكرة".
أما يوسف من أبناء مخيم جرمانا يرى أن العودة بالنسبة له باتت ضرب من الخيال، مبرراً ذلك بعدم وجود أي رابط له في سورية، فأغلب عائلته قد ماتت بسبب القصف والتعذيب، أما الباقي منهم فقد هاجر إلى أوروبا ولم يعد له أي شيء بسورية.
في حين يعتبر سامر من أبناء مخيم حندرات أن قرار العودة إلى سورية ليس قراراً سهلاً بالنسبة له ولعائلته، موضحاً أن 80% من مخيمه مدمر بشكل كامل بما فيه منزله، وهو لا يمتلك قدرة مالية كي يستطيع بناء بيته من جديد، كما أن هناك مخاوف من عدم قدرته على العثور على فرص عمل مناسبة،
مشيراً إلى أن البنية التحتية لمخيم حندرات ما تزال مدمرة، مما يجعل عودته عملية معقدة ومكلفة.
وعند سؤالنا لأحمد أحد أبناء مخيم اليرموك والذي يقطن في منطقة أسنيورت، عن احتمالية عودته إلى سورية، قال بصريح العبارة: العودة تعني البدء من الصفر، بيتي في المخيم مدمر، وأسرتي مشتتة، مضيفاً حتى إذا عدت لن أجد ما كنت أعرفه من قبل.
فيما يتشوق المسن أبو محمد من سكان منطقة القابون للعودة إلى سورية، وأبدى استعداده وبحماسة عندما طرحت عليه سؤال هل ستعود إلى سورية، فأجابني وملامح الابتسامة تملئ وجهه، بالطبع سأعود وفي أقرب وقت ممكن.
وتابع أبو محمد والحسرة تملأ قلبه، لكنني في الوقت الحاضر لا أملك نقوداً للعودة إلى هناك، فكما تعلمون أن السفر من تركيا إلى سورية يحتاج مبالغ مالية كبيرة، وريثما يصبح معي اجار العودة سأجهز نفسي للعودة إلى بيتي وعائلتي الذين ينتظرون عودتي.
إلى ذلك ورغم التحديات التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون السوريون في تركيا، إلا أن البعض يرى أن البقاء قد يكون الخيار الأفضل.
أم يوسف لاجئة من مخيم درعا تقول: إن البقاء في تركيا قد يكون الخيار الأكثر واقعية في الوقت الراهن، ريثما تتضح الأمور في سورية، مضيفة هنا في تركيا، أستطيع أن أعمل وأؤمن مستقبلاً لأولادي، في سورية، لا أعرف ما الذي ينتظرنا.
فايز أبو عيد | مجموعة العمل
يعيش آلاف اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا حالة من الحيرة والتردد بين العودة إلى سورية أو البقاء في بلد اللجوء الجديد، فبينما يغلب على البعض الحنين إلى سورية ومخيماتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها، يرى آخرون أن واقع اللجوء في تركيا، رغم صعوباته، قد يكون أكثر أماناً من العودة إلى أوضاع ضبابية غير مستقرة في سورية.
يقف اللاجئ الفلسطيني السوري في تركيا عند مفترق طرق، حيث تتجاذبه مشاعر متضاربة، فمن ناحية هناك الحنين إلى مرتع الصبا، والشوق إلى الأماكن التي عاش فيها، والذكريات التي تربطه بمخيمات اللجوء في سورية، ومن ناحية أخرى هناك واقع اللجوء في تركيا، الذي قد يوفر فرصاً أفضل للعمل والتعليم، رغم التحديات التي يواجهونها من وضع اقتصادي وقانوني غير مستقر وتجديد للإقامات والغلاء المستمر للأسعار.
يقول أبو محمد، لاجئ فلسطيني من مخيم خان الشيح: "أحياناً أجد نفسي أفكر بالعودة إلى سورية، إلى بيتي الذي ولدت فيه وترعرعت به، إلا أنني عندما أتذكر الوضع هناك، والأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة، أتراجع عن الفكرة".
أما يوسف من أبناء مخيم جرمانا يرى أن العودة بالنسبة له باتت ضرب من الخيال، مبرراً ذلك بعدم وجود أي رابط له في سورية، فأغلب عائلته قد ماتت بسبب القصف والتعذيب، أما الباقي منهم فقد هاجر إلى أوروبا ولم يعد له أي شيء بسورية.
في حين يعتبر سامر من أبناء مخيم حندرات أن قرار العودة إلى سورية ليس قراراً سهلاً بالنسبة له ولعائلته، موضحاً أن 80% من مخيمه مدمر بشكل كامل بما فيه منزله، وهو لا يمتلك قدرة مالية كي يستطيع بناء بيته من جديد، كما أن هناك مخاوف من عدم قدرته على العثور على فرص عمل مناسبة،
مشيراً إلى أن البنية التحتية لمخيم حندرات ما تزال مدمرة، مما يجعل عودته عملية معقدة ومكلفة.
وعند سؤالنا لأحمد أحد أبناء مخيم اليرموك والذي يقطن في منطقة أسنيورت، عن احتمالية عودته إلى سورية، قال بصريح العبارة: العودة تعني البدء من الصفر، بيتي في المخيم مدمر، وأسرتي مشتتة، مضيفاً حتى إذا عدت لن أجد ما كنت أعرفه من قبل.
فيما يتشوق المسن أبو محمد من سكان منطقة القابون للعودة إلى سورية، وأبدى استعداده وبحماسة عندما طرحت عليه سؤال هل ستعود إلى سورية، فأجابني وملامح الابتسامة تملئ وجهه، بالطبع سأعود وفي أقرب وقت ممكن.
وتابع أبو محمد والحسرة تملأ قلبه، لكنني في الوقت الحاضر لا أملك نقوداً للعودة إلى هناك، فكما تعلمون أن السفر من تركيا إلى سورية يحتاج مبالغ مالية كبيرة، وريثما يصبح معي اجار العودة سأجهز نفسي للعودة إلى بيتي وعائلتي الذين ينتظرون عودتي.
إلى ذلك ورغم التحديات التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون السوريون في تركيا، إلا أن البعض يرى أن البقاء قد يكون الخيار الأفضل.
أم يوسف لاجئة من مخيم درعا تقول: إن البقاء في تركيا قد يكون الخيار الأكثر واقعية في الوقت الراهن، ريثما تتضح الأمور في سورية، مضيفة هنا في تركيا، أستطيع أن أعمل وأؤمن مستقبلاً لأولادي، في سورية، لا أعرف ما الذي ينتظرنا.