مجموعة العمل – خاص – نور تميم
منذ اندلاع شرارة الثورة عام 2011، وجد الفلسطينيون في سوريا أنفسهم أمام خيار لم يكن يحمل رمادية، إما أن يكونوا جزءا من التاريخ الذي يُكتب، أو أن يبقوا في هامشه، وقد اختاروا أن يكونوا في متن الرواية، لا في هامشه ومنذ الأيام الأولى للثورة، نزل الشباب الفلسطينيون إلى الشوارع، وانخرطوا في التظاهرات التي طالبت بإسقاط النظام، ولم يمر وقتاً طويلاً حتى بدأ الفلسطينيون يدفعون الثمن، فكانت الاعتقالات والملاحقات تطالهم، فضلاًعن القتل المتعمد واستهدافهم عند حواجز النظام البائد.
وأكثر من تجرع الألم وذاق الويلات في سبيل الحرية، كان مخيم اليرموك، الذي أضحى آنذاك ملاذا لمئات آلاف السوريين الفارين من قمع النظام، لكن المخيم سرعان ما تحوّل إلى ساحة صراع، حين قرر أبناؤه ألا يكونوا مجرد متفرجين، فمن اليرموك خرجت التظاهرات الكبرى، وتوحد الصوتان السوري والفلسطيني ضد الظلم والاستبداد، وفي المقابل، لم يرحم النظام المخيم، فحاصره بالجوع والنار، واستشهد بفعل سلاح التجويع أكثر من 200 فلسطيني داخل المخيم، وسقط بعد سنوات من الصمود وقد ارتكب فيه أبشع المجازر.
فلسطينيو سوريا كان لديهم انقسام كحال المجتمع السوري، لكن القسم الأكبر منهم انحاز إلى ثورة الشعب ولم يقتصر دور الفلسطينيين في الثورة السورية على التظاهر والهتاف، بل امتد إلى جبهات القتال، حيث انخرط مئات الشباب الفلسطينيين في صفوف الفصائل المعارضة، في داريا وحلب وإدلب وغيرها من المحافظات، وأيضا، لم تكتفِ بعض الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام بالوقوف في صفه، بل تحوّلت إلى أدوات قمع، مما خلق فجوة بين الفلسطينيين أنفسهم، لكن التاريخ لا يكتب بالحياد، بل بالمواقف، وقد حُفرت أسماء الفلسطينيين الأحرار الذين قاتلوا ضد النظام في سجل الثورة، كما حفرت أسماء من خانوا القضية في سجل الخزي، ويتم ملاحقتهم الآن كمجرمي حرب.
لقد دفع الفلسطينيون في سوريا ثمناً باهظاً، قُتلوا، اعتُقلوا وشردوا، لكنهم أثبتوا أنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل شركاء في صناعة التاريخ، واليوم، بعد انتصار الثورة وسقوط النظام، تنفس الفلسطيني حريته، فسقط النظام وانتصر الجوعى، والشهداء وضحايا السجون والمفقودون.
الثورة السورية لم تكن مجرد شأن داخلي، بل كانت حدثًا ربط مصير الشعوب ببعضها. والفلسطينيون لم يكونوا مجرد ضيوف في هذه المعركة، بل كانوا شركاء حقيقيين في صناعة لحظات المجد والألم، وكما كان من الطبيعي أن يتمسك الفلسطينيون السوريون بحقهم بالعودة إلى فلسطين، كان أيضا من الطبيعي أن يتمسكوا بحقهم بالحرية باعتبارهم جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري.
مجموعة العمل – خاص – نور تميم
منذ اندلاع شرارة الثورة عام 2011، وجد الفلسطينيون في سوريا أنفسهم أمام خيار لم يكن يحمل رمادية، إما أن يكونوا جزءا من التاريخ الذي يُكتب، أو أن يبقوا في هامشه، وقد اختاروا أن يكونوا في متن الرواية، لا في هامشه ومنذ الأيام الأولى للثورة، نزل الشباب الفلسطينيون إلى الشوارع، وانخرطوا في التظاهرات التي طالبت بإسقاط النظام، ولم يمر وقتاً طويلاً حتى بدأ الفلسطينيون يدفعون الثمن، فكانت الاعتقالات والملاحقات تطالهم، فضلاًعن القتل المتعمد واستهدافهم عند حواجز النظام البائد.
وأكثر من تجرع الألم وذاق الويلات في سبيل الحرية، كان مخيم اليرموك، الذي أضحى آنذاك ملاذا لمئات آلاف السوريين الفارين من قمع النظام، لكن المخيم سرعان ما تحوّل إلى ساحة صراع، حين قرر أبناؤه ألا يكونوا مجرد متفرجين، فمن اليرموك خرجت التظاهرات الكبرى، وتوحد الصوتان السوري والفلسطيني ضد الظلم والاستبداد، وفي المقابل، لم يرحم النظام المخيم، فحاصره بالجوع والنار، واستشهد بفعل سلاح التجويع أكثر من 200 فلسطيني داخل المخيم، وسقط بعد سنوات من الصمود وقد ارتكب فيه أبشع المجازر.
فلسطينيو سوريا كان لديهم انقسام كحال المجتمع السوري، لكن القسم الأكبر منهم انحاز إلى ثورة الشعب ولم يقتصر دور الفلسطينيين في الثورة السورية على التظاهر والهتاف، بل امتد إلى جبهات القتال، حيث انخرط مئات الشباب الفلسطينيين في صفوف الفصائل المعارضة، في داريا وحلب وإدلب وغيرها من المحافظات، وأيضا، لم تكتفِ بعض الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام بالوقوف في صفه، بل تحوّلت إلى أدوات قمع، مما خلق فجوة بين الفلسطينيين أنفسهم، لكن التاريخ لا يكتب بالحياد، بل بالمواقف، وقد حُفرت أسماء الفلسطينيين الأحرار الذين قاتلوا ضد النظام في سجل الثورة، كما حفرت أسماء من خانوا القضية في سجل الخزي، ويتم ملاحقتهم الآن كمجرمي حرب.
لقد دفع الفلسطينيون في سوريا ثمناً باهظاً، قُتلوا، اعتُقلوا وشردوا، لكنهم أثبتوا أنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل شركاء في صناعة التاريخ، واليوم، بعد انتصار الثورة وسقوط النظام، تنفس الفلسطيني حريته، فسقط النظام وانتصر الجوعى، والشهداء وضحايا السجون والمفقودون.
الثورة السورية لم تكن مجرد شأن داخلي، بل كانت حدثًا ربط مصير الشعوب ببعضها. والفلسطينيون لم يكونوا مجرد ضيوف في هذه المعركة، بل كانوا شركاء حقيقيين في صناعة لحظات المجد والألم، وكما كان من الطبيعي أن يتمسك الفلسطينيون السوريون بحقهم بالعودة إلى فلسطين، كان أيضا من الطبيعي أن يتمسكوا بحقهم بالحرية باعتبارهم جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري.