map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

سكان مخيم خان دنون بين تقنين الماء والاستدانة لمواجهة الجفاف

تاريخ النشر : 06-05-2025
سكان مخيم خان دنون بين تقنين الماء والاستدانة لمواجهة الجفاف

مجموعة العمل | ريف دمشق

"أحياناً نضطر لاستخدام ماء الجلي للغسيل، أو الاستغناء عن الاستحمام لأيام"، بهذه الكلمات تصف أم محمود، إحدى سكان مخيم خان دنون بريف دمشق، واقع العطش اليومي الذي تعيشه مع أسرتها المكونة من ستة أفراد، في ظل أزمة مياه تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

يعاني اللاجئون الفلسطينيون في المخيم من صعوبات حادة في تأمين المياه، وسط غلاء أسعار صهاريج المياه التي تعتبر المصدر الأساسي – والوحيد أحياناً – لتزويد المنازل بالماء، وقد بلغ سعر خزان الماء سعة خمسة براميل نحو ثلاثين ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يتجاوز قدرة كثير من العائلات، لا سيما من يعيشون على دخل يومي لا يتجاوز عشرين ألف ليرة.

وعقدت لجنة التنمية الاجتماعية في المخيم اجتماعاً طارئاً مؤخراً مع عدد من بائعي صهاريج المياه، لمناقشة أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار، وتبيّن أن السبب يعود إلى زيادة سعر مناهل التعبئة من عشرة إلى اثني عشر ألف ليرة، ما دفع الباعة إلى رفع الأسعار على المستهلكين.

ورغم الاتفاق المؤقت على تخفيض الأسعار خلال فترة الجفاف، يبقى هذا الحل هشاً وغير كافٍ، وقال أحد أعضاء اللجنة لمجموعة العمل إن اللجنة تدرك أن أصحاب الصهاريج يتكبدون تكاليف تشغيلية مرتفعة، لكن في النهاية المواطن هو المتضرر الأول، مؤكداً أنهم يسعون لإيجاد حلول جذرية بالتعاون مع المؤسسات المعنية لتوفير مصادر مياه ثابتة ومدعومة.

أبو خالد، أحد سكان المخيم، يقول إنه يضطر إلى الاقتراض بشكل دوري لشراء خزان ماء لعائلته: "تعبنا من الاستدانة، لكن لا يمكن الاستغناء عن الماء، "، أما أم علي، فتقول إنها باتت تعتمد على مياه غير مضمونة المصدر بعد أن عجزت عن تحمل كلفة الشراء: "أحياناً نملأ من أي بائع مياه أو نستعين بجيراننا، لكننا نخشى الأمراض، خصوصاً لدى الأطفال".

ويفتقر مخيم خان دنون إلى شبكة مياه مركزية فعالة، كما أن البنية التحتية القديمة لا تسمح بتخزين المياه بكميات كافية، ما يجعل الأهالي معتمدين بشكل كلي على الصهاريج، وتزيد أزمة المياه من الأعباء اليومية على السكان، الذين يواجهون أصلاً أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة بعد سنوات من الحرب والنزوح والتهميش.

وطالبت لجنة التنمية بإطلاق مشاريع إسعافيه عاجلة لتوفير المياه، مثل تركيب خزانات جماعية، أو تفعيل نقاط تعبئة مجانية داخل المخيم، بالتوازي مع خطط طويلة الأمد لتحسين شبكة المياه، ودعم الأسر الأشد فقراً، ورغم كل التحديات، لا يزال سكان خان دنون يتمسكون بأمل أن تجد معاناتهم صدى لدى الجهات المسؤولة، قبل أن يتحول العطش إلى كارثة إنسانية صامتة.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21469

مجموعة العمل | ريف دمشق

"أحياناً نضطر لاستخدام ماء الجلي للغسيل، أو الاستغناء عن الاستحمام لأيام"، بهذه الكلمات تصف أم محمود، إحدى سكان مخيم خان دنون بريف دمشق، واقع العطش اليومي الذي تعيشه مع أسرتها المكونة من ستة أفراد، في ظل أزمة مياه تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

يعاني اللاجئون الفلسطينيون في المخيم من صعوبات حادة في تأمين المياه، وسط غلاء أسعار صهاريج المياه التي تعتبر المصدر الأساسي – والوحيد أحياناً – لتزويد المنازل بالماء، وقد بلغ سعر خزان الماء سعة خمسة براميل نحو ثلاثين ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يتجاوز قدرة كثير من العائلات، لا سيما من يعيشون على دخل يومي لا يتجاوز عشرين ألف ليرة.

وعقدت لجنة التنمية الاجتماعية في المخيم اجتماعاً طارئاً مؤخراً مع عدد من بائعي صهاريج المياه، لمناقشة أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار، وتبيّن أن السبب يعود إلى زيادة سعر مناهل التعبئة من عشرة إلى اثني عشر ألف ليرة، ما دفع الباعة إلى رفع الأسعار على المستهلكين.

ورغم الاتفاق المؤقت على تخفيض الأسعار خلال فترة الجفاف، يبقى هذا الحل هشاً وغير كافٍ، وقال أحد أعضاء اللجنة لمجموعة العمل إن اللجنة تدرك أن أصحاب الصهاريج يتكبدون تكاليف تشغيلية مرتفعة، لكن في النهاية المواطن هو المتضرر الأول، مؤكداً أنهم يسعون لإيجاد حلول جذرية بالتعاون مع المؤسسات المعنية لتوفير مصادر مياه ثابتة ومدعومة.

أبو خالد، أحد سكان المخيم، يقول إنه يضطر إلى الاقتراض بشكل دوري لشراء خزان ماء لعائلته: "تعبنا من الاستدانة، لكن لا يمكن الاستغناء عن الماء، "، أما أم علي، فتقول إنها باتت تعتمد على مياه غير مضمونة المصدر بعد أن عجزت عن تحمل كلفة الشراء: "أحياناً نملأ من أي بائع مياه أو نستعين بجيراننا، لكننا نخشى الأمراض، خصوصاً لدى الأطفال".

ويفتقر مخيم خان دنون إلى شبكة مياه مركزية فعالة، كما أن البنية التحتية القديمة لا تسمح بتخزين المياه بكميات كافية، ما يجعل الأهالي معتمدين بشكل كلي على الصهاريج، وتزيد أزمة المياه من الأعباء اليومية على السكان، الذين يواجهون أصلاً أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة بعد سنوات من الحرب والنزوح والتهميش.

وطالبت لجنة التنمية بإطلاق مشاريع إسعافيه عاجلة لتوفير المياه، مثل تركيب خزانات جماعية، أو تفعيل نقاط تعبئة مجانية داخل المخيم، بالتوازي مع خطط طويلة الأمد لتحسين شبكة المياه، ودعم الأسر الأشد فقراً، ورغم كل التحديات، لا يزال سكان خان دنون يتمسكون بأمل أن تجد معاناتهم صدى لدى الجهات المسؤولة، قبل أن يتحول العطش إلى كارثة إنسانية صامتة.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21469