map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

"شجرة الخبز" قصة للكاتب نضال الخليل

تاريخ النشر : 11-05-2025
"شجرة الخبز" قصة للكاتب نضال الخليل

كل يوم أحضر إلى هذه الحديقة وتحت شجرة الصنوبر أنثر قليلاً من الخبز، وأخبر العصافير عن ناصر الذي كان عاتباً على عزرائيل لأنه لم يحضر معه رغيفاً.

شجرة الخبز

نضال الخليل

دفنتُ أكثر من سبعة أشخاص ابتلعهم الجوع، أحدُهم كنت معه قبل موته بقليل قال لي شيئاً غريباً.

أعلم أن عزرائيل بيننا، ولكن الغريب يا أخي لم يحضر لي معه رغيفاً.

عندما فُتِح باب الدخول إلى المخيّم بعد تحريره بحسَب ما أخبرونا دخلت إلى مقبرة اليرموك ووضعت فوق قبره ربطة خبز.

ناصر أحضرت لك خبزاً...

سمعت شهيق بكاء امرأة إلى جواري نظرت إليها قالت:

تبرع بالخبز عن روحه.

لا يحتاج إلى تبرعات، بل هو أحق بالخبز.

تركت المرأة والخبز خلفي وخرجتُ من المخيّم وركبت البحر كأي مهاجر، وكلَّ يوم أحضر إلى هذه الحديقة وتحت شجرة الصنوبر أنثرُ قليلاً من الخبز وأخبر العصافير عن ناصر الذي كان عاتباً على عزرائيل لأنه لم يحضر معه رغيفاً.

أنهى جملته الأخيرة وتركني وحيداً على المقعد في إحدى حدائق ألمانيا أراقب تهافت العصافير على فتات الخبز حتى إنني أحسست ُأن مجاعةً ما ستصيب ألمانيا.

هرولت إلى البيت حاملاً معي عدة أرغفة خَبئتها تحت المقعد، وجلست أسند ظهري إلى الجدار تقترب مني أمل زوجتي تمسح على جبهتي.

نحن في ألمانيا لا تخف.

الخوف لا يعرف اللغات.

اهدأ

تكتفي أمل ببضع كلمات على جبهتي وتجرني إلى سريري لأغفو

على رائحة احتراق الطحين في تنور أم رياض المغربية المرأة العجوز

في مخيّم اليرموك حالماً بشجر يحمل أرغفةً بدل الثمار.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21490

كل يوم أحضر إلى هذه الحديقة وتحت شجرة الصنوبر أنثر قليلاً من الخبز، وأخبر العصافير عن ناصر الذي كان عاتباً على عزرائيل لأنه لم يحضر معه رغيفاً.

شجرة الخبز

نضال الخليل

دفنتُ أكثر من سبعة أشخاص ابتلعهم الجوع، أحدُهم كنت معه قبل موته بقليل قال لي شيئاً غريباً.

أعلم أن عزرائيل بيننا، ولكن الغريب يا أخي لم يحضر لي معه رغيفاً.

عندما فُتِح باب الدخول إلى المخيّم بعد تحريره بحسَب ما أخبرونا دخلت إلى مقبرة اليرموك ووضعت فوق قبره ربطة خبز.

ناصر أحضرت لك خبزاً...

سمعت شهيق بكاء امرأة إلى جواري نظرت إليها قالت:

تبرع بالخبز عن روحه.

لا يحتاج إلى تبرعات، بل هو أحق بالخبز.

تركت المرأة والخبز خلفي وخرجتُ من المخيّم وركبت البحر كأي مهاجر، وكلَّ يوم أحضر إلى هذه الحديقة وتحت شجرة الصنوبر أنثرُ قليلاً من الخبز وأخبر العصافير عن ناصر الذي كان عاتباً على عزرائيل لأنه لم يحضر معه رغيفاً.

أنهى جملته الأخيرة وتركني وحيداً على المقعد في إحدى حدائق ألمانيا أراقب تهافت العصافير على فتات الخبز حتى إنني أحسست ُأن مجاعةً ما ستصيب ألمانيا.

هرولت إلى البيت حاملاً معي عدة أرغفة خَبئتها تحت المقعد، وجلست أسند ظهري إلى الجدار تقترب مني أمل زوجتي تمسح على جبهتي.

نحن في ألمانيا لا تخف.

الخوف لا يعرف اللغات.

اهدأ

تكتفي أمل ببضع كلمات على جبهتي وتجرني إلى سريري لأغفو

على رائحة احتراق الطحين في تنور أم رياض المغربية المرأة العجوز

في مخيّم اليرموك حالماً بشجر يحمل أرغفةً بدل الثمار.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21490