map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

فنان ومربٍ من طراز خاص: ممدوح سوداح.. بين الجدارية والصف المدرسي

تاريخ النشر : 14-07-2025
فنان ومربٍ من طراز خاص: ممدوح سوداح.. بين الجدارية والصف المدرسي

مجموعة العمل مخيم حماة

في زوايا مخيم العائدين بحماة، وتحديداً على جدران مدرسة "سمخ" الإعدادية، تقف جداريات ملونة شاهدة على تجربة إنسانية وتربوية فريدة بطلها الأستاذ ممدوح محمد سوداح، الفنان التربوي الفلسطيني الذي جمع بين الريشة والسبورة، وترك بصمة لا تُنسى في مخيمه ومجتمعه.

ينحدر ممدوح سوداح من بلدة ترشيحا قضاء عكا، وُلد في مدينة حماة السورية عام 1963، وكرّس أكثر من ثلاثين عاماً من حياته المهنية في خدمة التعليم ضمن مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). تنقل بين مهام إدارية وتربوية عدة، بدأها كمدير لمخيم حماة، ثم اتجه نحو العمل التعليمي، حيث خضع لدورات تأهيل تربوي وإداري، ليتولى لاحقاً إدارة عدد من المدارس، من أبرزها مدرسة سمخ التي درس فيها يوماً ما، ليعود إليها مديراً ومطوراً.

الإدارة بالفن والتربية بالجمال

تميّز سوداح برؤية متكاملة في الإدارة التربوية، حيث سعى إلى خلق بيئة مدرسية محفزة من خلال إدماج المجتمع المحلي في العملية التعليمية، وتطوير البنية التحتية والأنشطة التربوية. لكنه لم يكتف بالإدارة التقليدية، بل أبدع في تحويل المدرسة ومحيطها إلى مساحة بصرية ملهمة، من خلال رسم أطول جدارية في المخيم بطول 70 متراً وارتفاع 2.5 متر، حملت رسائل تربوية ووطنية وإرشادية، أضفت جمالية خاصة على المدرسة وشوارع المخيم.

كما أنجز داخل المدارس الأخرى جداريات بمساحة إجمالية بلغت نحو 200 متر مربع، تنوعت مضامينها بين التوجيه والإرشاد والدعم النفسي، مما ساهم في تحسين البيئة المدرسية ورفع الروح المعنوية لدى الطلاب.

مبادرات لرد الجميل ودعم الطلبة

لم يكن الإبداع التربوي لدى ممدوح سوداح محصوراً في الرسومات، بل امتد إلى مبادرات نوعية لتفعيل الشراكة مع المجتمع المحلي. ومن أبرزها مبادرة "الوفاء ورد الجميل"، التي دعا من خلالها خرّيجي المدرسة من أطباء وصيادلة ومهنيين إلى دعم المدرسة التي خرجتهم، وهو ما قوبل باستجابة كبيرة ساهمت في دعم الطلاب المحتاجين وتخفيف العبء الاقتصادي عن عائلاتهم.

كذلك عمل على استهداف الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم وضعف في التحصيل الدراسي، فأنشأ خططاً دعم فردية وجماعية، وركّز بشكل خاص على طلاب الصف التاسع، مما أسفر عن رفع نسبة النجاح إلى 90% في العام الماضي.

الرياضة والثقافة ركنان في البناء التربوي

حرص سوداح على إدماج الأنشطة اللاصفية في الحياة المدرسية، حيث دعم تشكيل الفرق الرياضية بالتعاون مع متطوعين من المجتمع المحلي، لما للرياضة من أثر إيجابي على سلوك الطلاب. كما عمل على تفعيل مجلس أولياء الأمور والمعلمين ليكون شريكاً فعلياً في العملية التربوية، وسعى إلى تأسيس نادي ثقافي يشجع الطلاب على القراءة والبحث كوسيلة للتفكير والتعلم.

تجربة تستحق الاحتذاء

في عام 2024، وصل الأستاذ ممدوح سوداح إلى سن التقاعد وانتقل للعيش في مدينة حلب، تاركاً خلفه إرثاً تربوياً وفنياً غنياً، وتجربة يُشار إليها بالبنان في كيفية النهوض بالتعليم في ظروف المخيمات الصعبة، وتكريس الهوية والانتماء من خلال الفن والمعرفة.

تجربة سوداح نموذجٌ ملهم لكيفية تحويل المدرسة إلى حاضنة للتغيير والتنمية، ودرسٌ في الوفاء والانتماء لجيل لم يفقد إيمانه رغم تحديات اللجوء والشتات.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21754

مجموعة العمل مخيم حماة

في زوايا مخيم العائدين بحماة، وتحديداً على جدران مدرسة "سمخ" الإعدادية، تقف جداريات ملونة شاهدة على تجربة إنسانية وتربوية فريدة بطلها الأستاذ ممدوح محمد سوداح، الفنان التربوي الفلسطيني الذي جمع بين الريشة والسبورة، وترك بصمة لا تُنسى في مخيمه ومجتمعه.

ينحدر ممدوح سوداح من بلدة ترشيحا قضاء عكا، وُلد في مدينة حماة السورية عام 1963، وكرّس أكثر من ثلاثين عاماً من حياته المهنية في خدمة التعليم ضمن مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). تنقل بين مهام إدارية وتربوية عدة، بدأها كمدير لمخيم حماة، ثم اتجه نحو العمل التعليمي، حيث خضع لدورات تأهيل تربوي وإداري، ليتولى لاحقاً إدارة عدد من المدارس، من أبرزها مدرسة سمخ التي درس فيها يوماً ما، ليعود إليها مديراً ومطوراً.

الإدارة بالفن والتربية بالجمال

تميّز سوداح برؤية متكاملة في الإدارة التربوية، حيث سعى إلى خلق بيئة مدرسية محفزة من خلال إدماج المجتمع المحلي في العملية التعليمية، وتطوير البنية التحتية والأنشطة التربوية. لكنه لم يكتف بالإدارة التقليدية، بل أبدع في تحويل المدرسة ومحيطها إلى مساحة بصرية ملهمة، من خلال رسم أطول جدارية في المخيم بطول 70 متراً وارتفاع 2.5 متر، حملت رسائل تربوية ووطنية وإرشادية، أضفت جمالية خاصة على المدرسة وشوارع المخيم.

كما أنجز داخل المدارس الأخرى جداريات بمساحة إجمالية بلغت نحو 200 متر مربع، تنوعت مضامينها بين التوجيه والإرشاد والدعم النفسي، مما ساهم في تحسين البيئة المدرسية ورفع الروح المعنوية لدى الطلاب.

مبادرات لرد الجميل ودعم الطلبة

لم يكن الإبداع التربوي لدى ممدوح سوداح محصوراً في الرسومات، بل امتد إلى مبادرات نوعية لتفعيل الشراكة مع المجتمع المحلي. ومن أبرزها مبادرة "الوفاء ورد الجميل"، التي دعا من خلالها خرّيجي المدرسة من أطباء وصيادلة ومهنيين إلى دعم المدرسة التي خرجتهم، وهو ما قوبل باستجابة كبيرة ساهمت في دعم الطلاب المحتاجين وتخفيف العبء الاقتصادي عن عائلاتهم.

كذلك عمل على استهداف الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم وضعف في التحصيل الدراسي، فأنشأ خططاً دعم فردية وجماعية، وركّز بشكل خاص على طلاب الصف التاسع، مما أسفر عن رفع نسبة النجاح إلى 90% في العام الماضي.

الرياضة والثقافة ركنان في البناء التربوي

حرص سوداح على إدماج الأنشطة اللاصفية في الحياة المدرسية، حيث دعم تشكيل الفرق الرياضية بالتعاون مع متطوعين من المجتمع المحلي، لما للرياضة من أثر إيجابي على سلوك الطلاب. كما عمل على تفعيل مجلس أولياء الأمور والمعلمين ليكون شريكاً فعلياً في العملية التربوية، وسعى إلى تأسيس نادي ثقافي يشجع الطلاب على القراءة والبحث كوسيلة للتفكير والتعلم.

تجربة تستحق الاحتذاء

في عام 2024، وصل الأستاذ ممدوح سوداح إلى سن التقاعد وانتقل للعيش في مدينة حلب، تاركاً خلفه إرثاً تربوياً وفنياً غنياً، وتجربة يُشار إليها بالبنان في كيفية النهوض بالتعليم في ظروف المخيمات الصعبة، وتكريس الهوية والانتماء من خلال الفن والمعرفة.

تجربة سوداح نموذجٌ ملهم لكيفية تحويل المدرسة إلى حاضنة للتغيير والتنمية، ودرسٌ في الوفاء والانتماء لجيل لم يفقد إيمانه رغم تحديات اللجوء والشتات.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/21754