فايز أبو عيد – مجموعة العمل
احتضنت دمشق قبل أيام فعالية ثقافية مهيبة لتكريم الكاتب الفلسطيني السوري الراحل حسن سامي يوسف، تزامناً مع الذكرى الأولى لرحيله، هذه المناسبة التي نظمها اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في سوريا، اجتمعت فيها العديد من الفنانين ومحبي الكاتب وطلابه وفاءً وإجلالاً لمسيرته الأدبية وأثره الإبداعي، وللتعبير عن عدم نسيانه والتأكيد على أنه لا تزال روحه تهيم وتنبض في الساحة الثقافية السورية والعربية.
تلك الأمسية لم تكن مجرد استذكار عابر، بل كانت رحلة متروكة الأثر في النفوس، حيث استعرضت محطات مضيئة من حياة يوسف ومسيرته الفنية الغنية؛ مسيرة بدأت في ردهات المسرح القومي بدمشق حيث لمع نجمه كممثل، ثم تحولت إلى بريق يأسس للمسرح الفلسطيني عام 1967، متنقلا بعد ذلك إلى موسكو حيث حاز بكل جدارة شهادة الماجستير في السينما من المعهد العالي، ليعود حاملاً مشروعه الثقافي كقائد لدائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما السورية، حاملًا هموم وطنه وقصصه إلى شاشات الفن.
الكاتبة ربا شاويش، التي شاركته رحلة الحياة والكتابة، رسمت لوحة إنسانية صادقة عن زوجها، مؤكدة عذوبة حواره وعمق إنسانيته، واصفة إياه بصفاته النبيلة؛ الصدق، الشفافية، الكرم، والهدوء البعيد عن التصنع. كانت العشرة التي جمعتهما أعواماً من النضج المشترك، إذ اختلطت أرواحهما في تلاقي عميق بين الحياة والفن والقيم، معبّرة عن حبه العميق لفلسطين ومدينة دمشق التي احتضنته وأبدع فيها.
أما الممثل والكاتب غسان مسعود فقد شارك ذكرياته مع يوسف، موضحاً أن صداقتهما التي بدأت في أجواء حميمية عام 1994، عكست شخصية الكاتب الزاهد عن الأضواء والمتفرد بالموهبة الأكاديمية، والملتزم بالمجتمع وقضاياه، وأكد أن يوسف كان مبدعاً من نوع خاص يشبه إلى حد بعيد الكاتب الروسي تشيخوف، الذي استطاع أن يصنع من شخصياته الأدبية عوالم يعيشها الناس بكل تفاصيلها، عبر أعمال درامية مثل "شجرة النارنج" و"الانتظار" و"زمن العار" وغيرها.
كما استعاد الفنان تيسير إدريس لحظات جمعته بالراحل في فيلم "بوابة الجنة"، الذي يوثق نضال شبان فلسطينيين استشهدوا في سبيل تحرير وطنهم، وذكر موقفاً يبرز حكمة يوسف ووطنيته العميقة، حيث رفض زيارة رام الله مدعياً أنه لا يستطيع أن يصافح المحتل بعينيه، معبراً بذلك عن ألم الفقد وعذوبة الانتماء.
ولد حسن سامي يوسف في لوبيا بفلسطين عام 1945، وحملت طفولته مرارة النكبة التي أجبرته على النزوح إلى بعلبك بلبنان، قبل أن يستقر في دمشق التي كانت له وطناً جديداً، وأينعت فيها موهبته وأفكاره حتى رحل عن عالمنا في الثاني من أغسطس 2024، تاركاً إرثاً فنياً وأدبياً خالداً يسكن الذاكرة وينتظر أن يُروى عبر الأجيال القادمة.
حسن يوسف كاتب وروائي وسيناريست فلسطيني-سوري، بدأ رحلته الفنية في المسرح، ثم تخصص في السينما في موسكو، وعمل لاحقاً في المؤسسة العامة للسينما بدمشق، كما ترك بصمته من خلال أعماله الدرامية التي تناولت هموم الإنسان وقضايا الوطن.
فايز أبو عيد – مجموعة العمل
احتضنت دمشق قبل أيام فعالية ثقافية مهيبة لتكريم الكاتب الفلسطيني السوري الراحل حسن سامي يوسف، تزامناً مع الذكرى الأولى لرحيله، هذه المناسبة التي نظمها اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في سوريا، اجتمعت فيها العديد من الفنانين ومحبي الكاتب وطلابه وفاءً وإجلالاً لمسيرته الأدبية وأثره الإبداعي، وللتعبير عن عدم نسيانه والتأكيد على أنه لا تزال روحه تهيم وتنبض في الساحة الثقافية السورية والعربية.
تلك الأمسية لم تكن مجرد استذكار عابر، بل كانت رحلة متروكة الأثر في النفوس، حيث استعرضت محطات مضيئة من حياة يوسف ومسيرته الفنية الغنية؛ مسيرة بدأت في ردهات المسرح القومي بدمشق حيث لمع نجمه كممثل، ثم تحولت إلى بريق يأسس للمسرح الفلسطيني عام 1967، متنقلا بعد ذلك إلى موسكو حيث حاز بكل جدارة شهادة الماجستير في السينما من المعهد العالي، ليعود حاملاً مشروعه الثقافي كقائد لدائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما السورية، حاملًا هموم وطنه وقصصه إلى شاشات الفن.
الكاتبة ربا شاويش، التي شاركته رحلة الحياة والكتابة، رسمت لوحة إنسانية صادقة عن زوجها، مؤكدة عذوبة حواره وعمق إنسانيته، واصفة إياه بصفاته النبيلة؛ الصدق، الشفافية، الكرم، والهدوء البعيد عن التصنع. كانت العشرة التي جمعتهما أعواماً من النضج المشترك، إذ اختلطت أرواحهما في تلاقي عميق بين الحياة والفن والقيم، معبّرة عن حبه العميق لفلسطين ومدينة دمشق التي احتضنته وأبدع فيها.
أما الممثل والكاتب غسان مسعود فقد شارك ذكرياته مع يوسف، موضحاً أن صداقتهما التي بدأت في أجواء حميمية عام 1994، عكست شخصية الكاتب الزاهد عن الأضواء والمتفرد بالموهبة الأكاديمية، والملتزم بالمجتمع وقضاياه، وأكد أن يوسف كان مبدعاً من نوع خاص يشبه إلى حد بعيد الكاتب الروسي تشيخوف، الذي استطاع أن يصنع من شخصياته الأدبية عوالم يعيشها الناس بكل تفاصيلها، عبر أعمال درامية مثل "شجرة النارنج" و"الانتظار" و"زمن العار" وغيرها.
كما استعاد الفنان تيسير إدريس لحظات جمعته بالراحل في فيلم "بوابة الجنة"، الذي يوثق نضال شبان فلسطينيين استشهدوا في سبيل تحرير وطنهم، وذكر موقفاً يبرز حكمة يوسف ووطنيته العميقة، حيث رفض زيارة رام الله مدعياً أنه لا يستطيع أن يصافح المحتل بعينيه، معبراً بذلك عن ألم الفقد وعذوبة الانتماء.
ولد حسن سامي يوسف في لوبيا بفلسطين عام 1945، وحملت طفولته مرارة النكبة التي أجبرته على النزوح إلى بعلبك بلبنان، قبل أن يستقر في دمشق التي كانت له وطناً جديداً، وأينعت فيها موهبته وأفكاره حتى رحل عن عالمنا في الثاني من أغسطس 2024، تاركاً إرثاً فنياً وأدبياً خالداً يسكن الذاكرة وينتظر أن يُروى عبر الأجيال القادمة.
حسن يوسف كاتب وروائي وسيناريست فلسطيني-سوري، بدأ رحلته الفنية في المسرح، ثم تخصص في السينما في موسكو، وعمل لاحقاً في المؤسسة العامة للسينما بدمشق، كما ترك بصمته من خلال أعماله الدرامية التي تناولت هموم الإنسان وقضايا الوطن.