map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

"داعش" في اليرموك الأسباب والدوافع

تاريخ النشر : 26-06-2015
 "داعش" في اليرموك الأسباب والدوافع

* من تقرير "مخيم اليرموك الحقيقة الكاملة" الصادر عن قسم الدراسات والتقارير الخاصة في مجموعة العمل – إعداد الباحث "إبراهيم العلي"

شهد النصف الثاني من عام 2014 ظاهرة الاغتيالات الموجهة للناشطين داخل مخيم اليرموك. فقد اغتيل بهاء صقر أحد أعضاء تجمّع أبناء اليرموك بعد إطلاق الرصاص عليه  فجر يوم 2 آب/ أغسطس من جهة مجهولة، أثناء تجوله في شارع اليرموك الرئيسي بالقرب من مسجد الوسيم. كذلك اغتيل الناشطان أحمد السهلي (أبو عادل) بعد خروجه من صلاة العشاء في حيّ العروبة، وعبد الله بدر (أبو عدي) بتاريخ 19 – 20  آب/ أغسطس على التوالي.

وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر اغتيل الناشط علي الحجة في شارع العروبة، حيث أُطلق الرصاص عليه مباشرة أثناء وجوده داخل أحد محالّ الحلاقة.

وبتاريخ 20 كانون الأول/ ديسمبر 2014 اغتيل الناشط محمد يوسف عريشة (أبو العبد عريشة) مدير المكتب الإغاثي في المخيم، بعد إطلاق النار عليه في وضح النهار في منتصف شارع لوبيا، من جهة محسوبة على المعارضة السورية أثناء توجهه إلى مقر المكتب.

وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر 2014 اغتيل محمد قاسم طيراوية، مسؤول حركة فتح في مخيم اليرموك، بعد إطلاق شخص مجهول الهوية النار عليه أثناء وجوده بالقرب من شارع "30". وفي 30 آذار/ مارس 2015 اغتيل يحيى حوراني "أبو صهيب"، مسؤول حماس السابق في المخيم، وأحد أبرز الناشطين الإغاثيين الطبيين.

وجاء في التفاصيل التي أوردها الباحث طارق حمود، في سياق تقدير موقف حول اليرموك نشره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات:  " اتَّهمت مجموعات أكناف بيت المقدس تنظيمَ داعش في منطقة الحجر الأسود بتنفيذ الاغتيال، من خلال دلائل معينة، قامت على إثرها باعتقال عدد من عناصر داعش للتحقيق معهم، وهو ما دفع بداعش لاقتحام المخيم ومحاصرة مكتب الشتات الذي يتبع الأكناف مباشرة بعد أقل من 24 ساعة، بينما تمكنت من بسط سيطرتها بشكل سريع على كافة مناطق جنوب المخيم، وهي المناطق التي كانت تحت سيطرة جبهة النصرة، في ما بدا أنه اتفاق مسبق بين الطرفين، واشتبكت الأكناف مع داعش في عدة محاور داخل المخيم وعلى مدار اليومين الأول والثاني من نيسان/ أبريل حدثت معارك عنيفة بينهما عند خط تماس شارع نوح إبراهيم، الذي يقسم المخيم الشرقي مناصفة تقريباً مع شارع عطا الزير، فيما تمكنت داعش من التقدم في اليوم الثالث نتيجة الأعداد الكبيرة والتسليح الجيد (يقدر عددهم بـ 1000 عنصر)، ومنع جبهة النصرة لأي مؤازرة من خارج المخيم، من التقدم من جهة الجنوب.

ومع انحسار الأكناف إلى شمال المخيم، تقدمت قوات من تنظيم فتح الانتفاضة مدعومةً بقوات النظام والقيادة العامة، واستولت على مربع شمال المخيم، ليعزز ذلك من وجود النظام على امتداد شارع فلسطين من منطقة البلدية حتى محيط جامع الرجولة، وهو ما ضيّق الخناق على مجموعات الأكناف، التي انحسرت إلى محور لا يتجاوز طوله 400 متر، مع انتهاء اشتباكات اليوم الرابع والخامس. وقد ترافق ذلك مع حالة رعب بين الأهالي، خاصة مع قيام داعش بقطع رأس شابين ورميهما في الشارع، وسريان العديد من الشائعات، فيما زاد الوضع الإنساني سوءاً مع سيطرة داعش على نقطة توزيع الماء الوحيدة داخل المخيم، القريبة من جامع فلسطين، وتوقفت كافة محاولات إدخال الغذاء للمخيم من قبل كافة المؤسسات.


في اليوم السادس تمكنت الأكناف من تجميع عدد من عناصرها جنوبي المخيم، وشنت هجوماً استعادت بموجبه منطقة المركز الثقافي والمشفى خلفه، فيما حاولت مجموعة محدودة من منشقي جيش التحرير الفلسطيني بقيادة العقيد خالد الحسن في اليوم السابع دعم الأكناف شمالاً بهجوم معاكس ضد داعش، مما أدى إلى مقتل العقيد الحسن. وانتهى المشهد على حصار الأكناف بين داعش والنصرة من جهة، والنظام من جهة أخرى "([1]).

بالمقابل، ساق تنظيم الدولة "داعش" عدة مبررات لاقتحامه المخيم بعيدة كل البعد عن تهم الاغتيالات المتورط فيها، فأورد أنّ هذا الاقتحام قد جاء في سياق الانتقام لأحد أمراء التنظيم الذي اعتدي على أهله داخل المخيم، ومرة لفك الحصار عن المخيم بعد اتهام أكناف بيت المقدس باحتكار المساعدات التي تدخل إلى اليرموك والمتاجرة بقوت المحاصرين والمشاركة مع النظام في تضييق الخناق عليهم، وقام بنشر شريط مصور يظهر مستودعات للأغذية ادعى فيه أنها مخازن لأكناف بيت المقدس، في محاولة منه لإقناع الرأي العام ([2]).

ومن بين المبررات أيضاً أنّ الأكناف كانت على وشك التوصل إلى اتفاق على تسليم المخيم للنظام، ضمن ما يُسمى مصالحات. فقد وصف  "تنظيم الدولة" في العدد التاسع من مجلة "دابق" الإنجليزية - بحسب صحيفة "عربي21" - جماعة "أكناف بيت المقدس" بأنهم من "الصحوات العميلة للنظام السوري"، مضيفاً أن "الأكناف أبرمت اتفاقاً مع الطاغوت بشار الأسد من أجل إعادة النظام النصيري إلى مخيم اليرموك".

أرقام وإحصائيات وجداول

أدى اشتداد المعارك في مخيم اليرموك بين الكتائب المتقاتلة داخله إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والمعيشية والأمنية لسكانه لاعتبارات عدة، أهمها الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من 600 يوم سبق تلك المعارك، وردّ فعل قوات النظام السوري واللجان الفلسطينية الموالية له، وما رافق ذلك من قصف بشتى صنوف السلاح، ما أوقع المزيد من الضحايا بين اللاجئين الفلسطينيين من سكان المخيم.

 فقد وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية سقوط (38) ضحية من أبناء المخيم خلال شهر نيسان/ أبريل. فنتيجةً للظروف القاهرة التي يعيشها السكان، قضت المسنّة فتحية خليل أبو جويد (1935) يوم 8 نيسان/ أبريل 2015 إثر نقص الغذاء وانعدام الرعاية الطبية في مخيم اليرموك. كذلك قضى ناصرعباس برصاص قناص بالقرب من شارع العروبة أثناء توجهه لإحضار الماء والطعام لعائلته، فيما قضت الطفلة زينب داغستاني (12 سنة) يوم 7 نيسان/ أبريل 2015 برصاص قناص أمام منزلها في شارع العروبة.

ونتيجة التعرض للقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، قضى اللاجئ حسين طه يوم الاثنين 6 نيسان/ أبريل 2015 على منزله في مخيم اليرموك، وانتُشلت جثة محمد الصباغ وزوجته يوم 13 نيسان/ أبريل 2015 من تحت ركام منزلهما الكائن خلف مشفى فلسطين، إثر قصف سابق استهدف مخيم اليرموك.

كذلك دُفنت جثث العديد من الضحايا في الحدائق العامة لتعذُّر الوصول إلى المقبرة، نتيجة احتدام المعارك في الأيام الأولى للاقتحام. فقد دُفن كل من الناشط الإعلامي جمال خليفة وعبد اللطيف الريماوي في حديقة جامع عبد القادر الحسيني.

__________________________________

[1]  تقدير موقف: مخيم اليرموك إلى أين ؟ - طارق حمود مصدر سابق.

[2]  الرد والتبيين في كذب الدواعش المدلسين – د. إبراهيم حمامي https://drhamami.net/drdocs/doc.pdf

 

يمكنكم تحميل النسخة الالكترونية من تقرير "مخيم اليرموك الحقيقة الكاملة" عبر الرابط التالي:

http://www.actionpal.org.uk/ar/reports/special/yarmouk_truth_ar.pdf

 

 

 

 

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/2202

* من تقرير "مخيم اليرموك الحقيقة الكاملة" الصادر عن قسم الدراسات والتقارير الخاصة في مجموعة العمل – إعداد الباحث "إبراهيم العلي"

شهد النصف الثاني من عام 2014 ظاهرة الاغتيالات الموجهة للناشطين داخل مخيم اليرموك. فقد اغتيل بهاء صقر أحد أعضاء تجمّع أبناء اليرموك بعد إطلاق الرصاص عليه  فجر يوم 2 آب/ أغسطس من جهة مجهولة، أثناء تجوله في شارع اليرموك الرئيسي بالقرب من مسجد الوسيم. كذلك اغتيل الناشطان أحمد السهلي (أبو عادل) بعد خروجه من صلاة العشاء في حيّ العروبة، وعبد الله بدر (أبو عدي) بتاريخ 19 – 20  آب/ أغسطس على التوالي.

وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر اغتيل الناشط علي الحجة في شارع العروبة، حيث أُطلق الرصاص عليه مباشرة أثناء وجوده داخل أحد محالّ الحلاقة.

وبتاريخ 20 كانون الأول/ ديسمبر 2014 اغتيل الناشط محمد يوسف عريشة (أبو العبد عريشة) مدير المكتب الإغاثي في المخيم، بعد إطلاق النار عليه في وضح النهار في منتصف شارع لوبيا، من جهة محسوبة على المعارضة السورية أثناء توجهه إلى مقر المكتب.

وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر 2014 اغتيل محمد قاسم طيراوية، مسؤول حركة فتح في مخيم اليرموك، بعد إطلاق شخص مجهول الهوية النار عليه أثناء وجوده بالقرب من شارع "30". وفي 30 آذار/ مارس 2015 اغتيل يحيى حوراني "أبو صهيب"، مسؤول حماس السابق في المخيم، وأحد أبرز الناشطين الإغاثيين الطبيين.

وجاء في التفاصيل التي أوردها الباحث طارق حمود، في سياق تقدير موقف حول اليرموك نشره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات:  " اتَّهمت مجموعات أكناف بيت المقدس تنظيمَ داعش في منطقة الحجر الأسود بتنفيذ الاغتيال، من خلال دلائل معينة، قامت على إثرها باعتقال عدد من عناصر داعش للتحقيق معهم، وهو ما دفع بداعش لاقتحام المخيم ومحاصرة مكتب الشتات الذي يتبع الأكناف مباشرة بعد أقل من 24 ساعة، بينما تمكنت من بسط سيطرتها بشكل سريع على كافة مناطق جنوب المخيم، وهي المناطق التي كانت تحت سيطرة جبهة النصرة، في ما بدا أنه اتفاق مسبق بين الطرفين، واشتبكت الأكناف مع داعش في عدة محاور داخل المخيم وعلى مدار اليومين الأول والثاني من نيسان/ أبريل حدثت معارك عنيفة بينهما عند خط تماس شارع نوح إبراهيم، الذي يقسم المخيم الشرقي مناصفة تقريباً مع شارع عطا الزير، فيما تمكنت داعش من التقدم في اليوم الثالث نتيجة الأعداد الكبيرة والتسليح الجيد (يقدر عددهم بـ 1000 عنصر)، ومنع جبهة النصرة لأي مؤازرة من خارج المخيم، من التقدم من جهة الجنوب.

ومع انحسار الأكناف إلى شمال المخيم، تقدمت قوات من تنظيم فتح الانتفاضة مدعومةً بقوات النظام والقيادة العامة، واستولت على مربع شمال المخيم، ليعزز ذلك من وجود النظام على امتداد شارع فلسطين من منطقة البلدية حتى محيط جامع الرجولة، وهو ما ضيّق الخناق على مجموعات الأكناف، التي انحسرت إلى محور لا يتجاوز طوله 400 متر، مع انتهاء اشتباكات اليوم الرابع والخامس. وقد ترافق ذلك مع حالة رعب بين الأهالي، خاصة مع قيام داعش بقطع رأس شابين ورميهما في الشارع، وسريان العديد من الشائعات، فيما زاد الوضع الإنساني سوءاً مع سيطرة داعش على نقطة توزيع الماء الوحيدة داخل المخيم، القريبة من جامع فلسطين، وتوقفت كافة محاولات إدخال الغذاء للمخيم من قبل كافة المؤسسات.


في اليوم السادس تمكنت الأكناف من تجميع عدد من عناصرها جنوبي المخيم، وشنت هجوماً استعادت بموجبه منطقة المركز الثقافي والمشفى خلفه، فيما حاولت مجموعة محدودة من منشقي جيش التحرير الفلسطيني بقيادة العقيد خالد الحسن في اليوم السابع دعم الأكناف شمالاً بهجوم معاكس ضد داعش، مما أدى إلى مقتل العقيد الحسن. وانتهى المشهد على حصار الأكناف بين داعش والنصرة من جهة، والنظام من جهة أخرى "([1]).

بالمقابل، ساق تنظيم الدولة "داعش" عدة مبررات لاقتحامه المخيم بعيدة كل البعد عن تهم الاغتيالات المتورط فيها، فأورد أنّ هذا الاقتحام قد جاء في سياق الانتقام لأحد أمراء التنظيم الذي اعتدي على أهله داخل المخيم، ومرة لفك الحصار عن المخيم بعد اتهام أكناف بيت المقدس باحتكار المساعدات التي تدخل إلى اليرموك والمتاجرة بقوت المحاصرين والمشاركة مع النظام في تضييق الخناق عليهم، وقام بنشر شريط مصور يظهر مستودعات للأغذية ادعى فيه أنها مخازن لأكناف بيت المقدس، في محاولة منه لإقناع الرأي العام ([2]).

ومن بين المبررات أيضاً أنّ الأكناف كانت على وشك التوصل إلى اتفاق على تسليم المخيم للنظام، ضمن ما يُسمى مصالحات. فقد وصف  "تنظيم الدولة" في العدد التاسع من مجلة "دابق" الإنجليزية - بحسب صحيفة "عربي21" - جماعة "أكناف بيت المقدس" بأنهم من "الصحوات العميلة للنظام السوري"، مضيفاً أن "الأكناف أبرمت اتفاقاً مع الطاغوت بشار الأسد من أجل إعادة النظام النصيري إلى مخيم اليرموك".

أرقام وإحصائيات وجداول

أدى اشتداد المعارك في مخيم اليرموك بين الكتائب المتقاتلة داخله إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والمعيشية والأمنية لسكانه لاعتبارات عدة، أهمها الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من 600 يوم سبق تلك المعارك، وردّ فعل قوات النظام السوري واللجان الفلسطينية الموالية له، وما رافق ذلك من قصف بشتى صنوف السلاح، ما أوقع المزيد من الضحايا بين اللاجئين الفلسطينيين من سكان المخيم.

 فقد وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية سقوط (38) ضحية من أبناء المخيم خلال شهر نيسان/ أبريل. فنتيجةً للظروف القاهرة التي يعيشها السكان، قضت المسنّة فتحية خليل أبو جويد (1935) يوم 8 نيسان/ أبريل 2015 إثر نقص الغذاء وانعدام الرعاية الطبية في مخيم اليرموك. كذلك قضى ناصرعباس برصاص قناص بالقرب من شارع العروبة أثناء توجهه لإحضار الماء والطعام لعائلته، فيما قضت الطفلة زينب داغستاني (12 سنة) يوم 7 نيسان/ أبريل 2015 برصاص قناص أمام منزلها في شارع العروبة.

ونتيجة التعرض للقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، قضى اللاجئ حسين طه يوم الاثنين 6 نيسان/ أبريل 2015 على منزله في مخيم اليرموك، وانتُشلت جثة محمد الصباغ وزوجته يوم 13 نيسان/ أبريل 2015 من تحت ركام منزلهما الكائن خلف مشفى فلسطين، إثر قصف سابق استهدف مخيم اليرموك.

كذلك دُفنت جثث العديد من الضحايا في الحدائق العامة لتعذُّر الوصول إلى المقبرة، نتيجة احتدام المعارك في الأيام الأولى للاقتحام. فقد دُفن كل من الناشط الإعلامي جمال خليفة وعبد اللطيف الريماوي في حديقة جامع عبد القادر الحسيني.

__________________________________

[1]  تقدير موقف: مخيم اليرموك إلى أين ؟ - طارق حمود مصدر سابق.

[2]  الرد والتبيين في كذب الدواعش المدلسين – د. إبراهيم حمامي https://drhamami.net/drdocs/doc.pdf

 

يمكنكم تحميل النسخة الالكترونية من تقرير "مخيم اليرموك الحقيقة الكاملة" عبر الرابط التالي:

http://www.actionpal.org.uk/ar/reports/special/yarmouk_truth_ar.pdf

 

 

 

 

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/2202