دمشق | مجموعة العمل
رغم مرور أكثر من ست سنوات على الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما تزال اللاجئة الفلسطينية نداء أبو سنينة تنتظر لقاء خطيبها أحمد خميس، الأسير الفلسطيني السابق، الذي اختفى قسريًا في سجون النظام السوري عقب تسليمه إلى دمشق ضمن صفقة تبادل روسية–إسرائيلية.
خميس، ابن مخيم اليرموك في دمشق، والمنتمي لحركة "فتح"، أُفرج عنه في أبريل/نيسان 2019، بعد أن قضى 14 عامًا في السجون الإسرائيلية من أصل حكم بالسجن لمدة 18 عامًا، على خلفية محاولته تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال في الجولان المحتل.
عملية الإفراج لم تكن عادية؛ بل جاءت ضمن صفقة روسية–إسرائيلية، أُطلق خلالها سراح خميس وأسير سوري آخر، مقابل تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي كان مدفونًا في مخيم اليرموك، ونُقل رُفاته إلى "إسرائيل" بوساطة روسية.
لكن الأمل الذي بعثه الإفراج تحوّل إلى كابوس جديد، حين نقل خميس من معبر التسليم إلى قبضة المخابرات السورية، وبدلًا من الحرية، دخل من جديد دهاليز الاعتقال، هذه المرة في فرع فلسطين (235) سيء الصيت في دمشق.
من سجن إلى آخر.. واختفاء جديد
وكانت مصادر خاصة أفادت لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن خميس خضع لسلسلة من التحقيقات منذ لحظة وصوله إلى سوريا، وتم منعه من الخروج، قبل أن يُنقل إلى سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر السجون شهرةً في ممارسات التعذيب والانتهاكات.
تؤكد المصادر أن خميس تعرض لتعذيب جسدي ونفسي خلال فترة احتجازه في فرع فلسطين، دون توجيه تهم واضحة له، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
حكاية خطيبة تنتظر خلف الحدود
في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ما تزال تنتظر نداء أبو سنينة خطيبها أحمد، الذي تعرّفت عليه أثناء زيارتها لشقيقها المعتقل في نفس السجن الإسرائيلي، حيث نشأت بينهما علاقة حب توّجت بالخطوبة.
وفي مقابلة سابقة معها في إحدى الإذاعات المحلية تقول نداء "تعرّفت على أحمد من خلال أخي الذي كان معه في السجن، وخلال تلك الفترة تمت خطبتنا. قبل الإفراج عنه، أُبلغنا أن أحمد سيُنقل إلى الضفة الغربية، إلى الخليل تحديدًا، حيث خططنا لإقامة حفل زفافه هناك."
وتتابع "في 25 نيسان، كانت الخليل مستعدة لاستقباله، وكنت أترقب لحظة وصوله، لكننا فوجئنا بعدم حضوره، علمنا لاحقًا أنه في دمشق، وأنه محتجز هناك"، رغم كل ما جرى، لم تفقد نداء الأمل، وأعلنت عزمها على السفر إلى سوريا لإتمام زواجهما، قائلة: "ما زلت على وعدي، سأذهب إليه ونقيم حفل زواجنا متى ما التقينا"، ولكن الاختفاء القسري حال بينهما ثم سقط النظام ولم يعد أحمد.
قصة تتحدى النسيان
تُعدّ قضية أحمد خميس واحدة من آلاف الحالات التي فرّق النظام السوري البائد بين حبيبين أو زوجين بل وعائلات بكاملها، وتعرضوا للاختفاء القسري والتعذيب، ووثقت مجموعة العمل قرابة 6 آلاف معتقل فلسطيني في السجون السورية، وهم في عداد المفقودين رغم سقوط النظام السوري البائد والإفراج عن المعتقلين الأحياء.
اليوم، وبعد أكثر من ست سنوات على اختفائه في سجون النظام السوري، لا يزال مصير أحمد خميس مجهولًا، وتظل نداء، خطيبته، شاهدة حيّة على وجع الفقد والانتظار، في قصة حب يصارع فيها الوفاء ذاكرة السجون المزدوجة وظلال أنظمة القمع.
دمشق | مجموعة العمل
رغم مرور أكثر من ست سنوات على الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما تزال اللاجئة الفلسطينية نداء أبو سنينة تنتظر لقاء خطيبها أحمد خميس، الأسير الفلسطيني السابق، الذي اختفى قسريًا في سجون النظام السوري عقب تسليمه إلى دمشق ضمن صفقة تبادل روسية–إسرائيلية.
خميس، ابن مخيم اليرموك في دمشق، والمنتمي لحركة "فتح"، أُفرج عنه في أبريل/نيسان 2019، بعد أن قضى 14 عامًا في السجون الإسرائيلية من أصل حكم بالسجن لمدة 18 عامًا، على خلفية محاولته تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال في الجولان المحتل.
عملية الإفراج لم تكن عادية؛ بل جاءت ضمن صفقة روسية–إسرائيلية، أُطلق خلالها سراح خميس وأسير سوري آخر، مقابل تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي كان مدفونًا في مخيم اليرموك، ونُقل رُفاته إلى "إسرائيل" بوساطة روسية.
لكن الأمل الذي بعثه الإفراج تحوّل إلى كابوس جديد، حين نقل خميس من معبر التسليم إلى قبضة المخابرات السورية، وبدلًا من الحرية، دخل من جديد دهاليز الاعتقال، هذه المرة في فرع فلسطين (235) سيء الصيت في دمشق.
من سجن إلى آخر.. واختفاء جديد
وكانت مصادر خاصة أفادت لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن خميس خضع لسلسلة من التحقيقات منذ لحظة وصوله إلى سوريا، وتم منعه من الخروج، قبل أن يُنقل إلى سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر السجون شهرةً في ممارسات التعذيب والانتهاكات.
تؤكد المصادر أن خميس تعرض لتعذيب جسدي ونفسي خلال فترة احتجازه في فرع فلسطين، دون توجيه تهم واضحة له، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
حكاية خطيبة تنتظر خلف الحدود
في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ما تزال تنتظر نداء أبو سنينة خطيبها أحمد، الذي تعرّفت عليه أثناء زيارتها لشقيقها المعتقل في نفس السجن الإسرائيلي، حيث نشأت بينهما علاقة حب توّجت بالخطوبة.
وفي مقابلة سابقة معها في إحدى الإذاعات المحلية تقول نداء "تعرّفت على أحمد من خلال أخي الذي كان معه في السجن، وخلال تلك الفترة تمت خطبتنا. قبل الإفراج عنه، أُبلغنا أن أحمد سيُنقل إلى الضفة الغربية، إلى الخليل تحديدًا، حيث خططنا لإقامة حفل زفافه هناك."
وتتابع "في 25 نيسان، كانت الخليل مستعدة لاستقباله، وكنت أترقب لحظة وصوله، لكننا فوجئنا بعدم حضوره، علمنا لاحقًا أنه في دمشق، وأنه محتجز هناك"، رغم كل ما جرى، لم تفقد نداء الأمل، وأعلنت عزمها على السفر إلى سوريا لإتمام زواجهما، قائلة: "ما زلت على وعدي، سأذهب إليه ونقيم حفل زواجنا متى ما التقينا"، ولكن الاختفاء القسري حال بينهما ثم سقط النظام ولم يعد أحمد.
قصة تتحدى النسيان
تُعدّ قضية أحمد خميس واحدة من آلاف الحالات التي فرّق النظام السوري البائد بين حبيبين أو زوجين بل وعائلات بكاملها، وتعرضوا للاختفاء القسري والتعذيب، ووثقت مجموعة العمل قرابة 6 آلاف معتقل فلسطيني في السجون السورية، وهم في عداد المفقودين رغم سقوط النظام السوري البائد والإفراج عن المعتقلين الأحياء.
اليوم، وبعد أكثر من ست سنوات على اختفائه في سجون النظام السوري، لا يزال مصير أحمد خميس مجهولًا، وتظل نداء، خطيبته، شاهدة حيّة على وجع الفقد والانتظار، في قصة حب يصارع فيها الوفاء ذاكرة السجون المزدوجة وظلال أنظمة القمع.